هل تشعر بأنك «غير مرئي» للآخرين؟... هكذا يمكنك إيصال صوتك

الإحساس بأنك غير مسموع لفترة طويلة له آثار عاطفية ونفسية وجسدية سلبية

قد يكون لشعور شخص ما بأنه غير مسموع لفترة طويلة آثار عاطفية ونفسية وحتى جسدية سلبية (رويترز)
قد يكون لشعور شخص ما بأنه غير مسموع لفترة طويلة آثار عاطفية ونفسية وحتى جسدية سلبية (رويترز)
TT

هل تشعر بأنك «غير مرئي» للآخرين؟... هكذا يمكنك إيصال صوتك

قد يكون لشعور شخص ما بأنه غير مسموع لفترة طويلة آثار عاطفية ونفسية وحتى جسدية سلبية (رويترز)
قد يكون لشعور شخص ما بأنه غير مسموع لفترة طويلة آثار عاطفية ونفسية وحتى جسدية سلبية (رويترز)

يشعر الكثير من الأشخاص بأن لا أحد يسمعهم أو يراهم، الأمر الذي يمثل مشكلة شائعة في العمل والمواقف الاجتماعية وكذلك في الحياة بشكل عام.

منذ أن أطلقنا صرختنا الأولى بعد ولادتنا، لدينا جميعاً حاجة متأصلة ومستمرة لشخص ما، لآبائنا، أو أطبائنا، أو ممرضاتنا، أو أصدقائنا، أو المشرفين، أو زملاء العمل، أو أشخاص آخرين مهمين، أو متابعي وسائل التواصل الاجتماعي، لسماعنا ورؤية مطالبنا.

بعد كل شيء، بغض النظر عن مدى استقلاليتك، فإن إحساسك بذاتك وهويتك وشعورك بالأمان في العالم، وبالتالي السعادة، قد يكون مرتبطاً بكيفية إدراك الآخرين ومن حولك - لك، وفقاً لتقرير لموقع «سيكولوجي توداي».

هذا هو السبب الرئيسي لعدم قدرة بعض الأشخاص على التوقف عن الحديث عن أنفسهم أثناء الاجتماعات أو الحفلات أو المواعيد أو حتى عبر منشورات وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقول الطبيب بروس واي لي الحاصل على ماجستير في إدارة الأعمال، وهو كاتب وصحافي وأستاذ جامعي: «في الواقع، يمكن للشخص الأعلى صوتاً في الغرفة أن يحظى بأكبر قسط من الاهتمام، بغض النظر عما يقدمه هذا الفرد».

ومع وجود كثير من الأشخاص الآخرين الذين يقولون للجميع بصوت عالٍ: «انظر إلي»، يمكنك أن تعيش الحياة وأنت تشعر بأنك غير مرئي وغير مسموع تماماً.

ويشرح بروس: «قد يكون الأمر أكثر احتمالاً إذا كنت تتمتع بخصائص لا يعدها من حولك سائدة. لنفترض أنه ليس لديك نفس الجنس أو الهوية أو الخلفية العرقية أو الإثنية أو الشخصية أو الأهداف مثل أولئك الذين يقودون مؤسستك أو مجتمعك أو دائرتك الاجتماعية. قد يستبعدك القادة وأتباعهم على الفور. يمكن أن يجعلك ذلك تشعر أنه لا يوجد شيء يمكنك فعله حيال الموقف. ففي نهاية المطاف، من الصعب أن تجعل الناس يسمعون أو يرون شيئاً لا يريدونه».

ويمكن أن ينطبق الشيء نفسه على العلاقات الشخصية. ربما لا يأخذ أصدقاؤك أو عائلتك أو الأشخاص المهمون الوقت الكافي للتعرف عليك أو الاستماع إلى ما تريد قوله.

إذاً، ما العمل؟

في منظمة أو دائرة اجتماعية، القائد هو الذي يميل إلى تحديد النغمة، بحسب بروس.

يقول الطبيب: «جزء كبير من كونك قائداً جيداً هو التأكد من أن الجميع يشعرون بأنهم مرئيون... يجب على القائد أن يأخذ زمام المبادرة ليقول لكل شخص بانتظام، (أريد أن أتعرف عليك وأسمع ما تريد قوله) وأن يعني ذلك. يمكن لهذا القائد بعد ذلك أن يكرر ما سمعه لكل شخص للتأكد من أنه قد تم سماعه بشكل صحيح، ومن ثم التصرف بشكل إيجابي بناءً على ما تم نقله».

في الواقع، كم عدد القادة الذين يأخذون الوقت أو الجهد للقيام بذلك؟ كم عدد الأشخاص الذين يتم تشتيت انتباههم بأشياء أخرى بحيث لا يجعلون ذلك أولوية؟

لذلك، ينصح بروس بأنه «إذا كنت تشعر بأنك غير مسموع أو غير مرئي في منظمة أو دائرة اجتماعية، فابدأ بالتحدث إلى الشخص الذي يقود المجموعة بأكملها. استخدم كلمات محددة وواضحة ومباشرة مثل: (لا أشعر بأنه تم سماعي ...)، يمكن أن يساعد كونك مباشراً في تحديد ما إذا كان التغاضي عنك بمثابة سهو صادق أم لا. إذا كان القائد-المدير يهتم بك، فسوف يعرب على الفور عن قلقه ويبدأ في الاستماع إلى ما تريد قوله والعمل معك لتصحيح الوضع».

من ناحية أخرى، إذا استمر القائد في الحديث عن نفسه لمدة نصف ساعة أخرى، وادعى أنه يسمعك ويراك بالفعل، أو حتى يلومك على عدم سماعك أو رؤيتك، فهذا يعني أنك على حق، وأوضح بروس: «في ذلك، يكون هذا الشخص قد أكد للتو ما كنت تشك فيه... ليس من حق أحد تحديد ما إذا كنت تشعر بأنك مسموع أو مرئي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للقادة أن يختاروا بشكل انتقائي من وماذا يريدون الاستماع إليه ورؤيته».

ينطبق معظم ما سبق أيضاً على المواقف الشخصية الفردية أيضاً، كما هو الحال مع صديق أو شخص آخر مهم. الفرق هو أنه عندما تكون لديك أنت والشخص الآخر قوة متساوية بشكل أساسي، فإن عبء سماع ورؤية بعضكما بعضاً يكون أكثر تقاسماً. لذا، من الحكمة البدء بلغة مشتركة أكثر، مثل، «أشعر بأنني لا أُرى أو أُسمع. هل أفعل شيئاً خاطئاً؟ ما الذي يمكننا فعله لتغيير هذا؟»، وفقاً للطبيب، الذي يتابع: «مرة أخرى، إذا كان الشخص الآخر يهتم بك حقاً، فسوف يحاول بجدية فهم ما تشعر به وسيعمل معك لتصحيح الموقف».

وقد يكون لشعور شخص ما بأنه غير مسموع لفترة طويلة آثار عاطفية ونفسية وحتى جسدية سلبية، وفقاً للتقرير. ويشرح بروس: «الحياة أقصر من أن تخصص مزيداً من الوقت للأشخاص الذين لا يهتمون برؤيتك أو سماعك حقاً. قد لا يلاحظ هؤلاء الأشخاص حتى أنك تمضي قدماً، لأن هذا ما يحدث عندما لا يتمكنون حتى من رؤيتك أو سماعك في المقام الأول».


مقالات ذات صلة

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

يوميات الشرق أحد أفضل الأوقات للتفاوض هو بعد تلقي عرض عمل مباشرة (رويترز)

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

عندما يتعلّق الأمر بما هو مهم في الوظائف، فإن الناس لديهم العديد من الأولويات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لفهم كيفية معالجة الآخرين للعالم بشكل أفضل حاول طرح أسئلة مدفوعة بالعاطفة عليهم (رويترز)

لإدارة مشروع جانبي وكسب المال... مهارة واحدة أساسية تحتاج إليها

تُظهر البيانات الحديثة أن أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة لديهم عمل جانبي... والأشخاص الذين يكسبون أكبر قدر من المال لديهم شيء مشترك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لتعزيز الثروة من الضروري التركيز على أمر واحد لتكون الأفضل فيه (أ.ب)

مليونير عصامي: 5 عادات تساعدك على بناء ثروتك

كان آلان كوري في الثانية والعشرين من عمره يغمره الأمل في أن يصبح مليونيراً، لم يكن لديه علاقات أو مرشدون أثرياء، لكنه لم يتراجع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق نظام العمل الهجين يخفف الضغوط على الموظفين (بابليك دومين)

هيئة الإحصاء البريطانية: العمال عن بُعد ينامون أكثر ويعملون أقل

كشف تحليل رسمي أجرته هيئة الإحصاء البريطانية عن أن العمال الذين يعملون من المنزل يحققون توازناً أفضل بين العمل والراحة ولكنهم يعملون بمعدل أقل بمقدار 10 دقائق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فهم طريقة عمل الذكاء الاصطناعي أمر مهم لكنه ليس المهارة الوحيدة اللازمة للنجاح في العمل (رويترز)

ليست البرمجة... مهارة أساسية تحتاج إليها للنجاح في عصر الذكاء الاصطناعي

يحتاج جميع الشباب للنجاح في مكان العمل، وسط انتشار الذكاء الاصطناعي، إلى مهارة أساسية، موجودة منذ آلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.