هل تشعر بأنك «غير مرئي» للآخرين؟... هكذا يمكنك إيصال صوتك

الإحساس بأنك غير مسموع لفترة طويلة له آثار عاطفية ونفسية وجسدية سلبية

قد يكون لشعور شخص ما بأنه غير مسموع لفترة طويلة آثار عاطفية ونفسية وحتى جسدية سلبية (رويترز)
قد يكون لشعور شخص ما بأنه غير مسموع لفترة طويلة آثار عاطفية ونفسية وحتى جسدية سلبية (رويترز)
TT
20

هل تشعر بأنك «غير مرئي» للآخرين؟... هكذا يمكنك إيصال صوتك

قد يكون لشعور شخص ما بأنه غير مسموع لفترة طويلة آثار عاطفية ونفسية وحتى جسدية سلبية (رويترز)
قد يكون لشعور شخص ما بأنه غير مسموع لفترة طويلة آثار عاطفية ونفسية وحتى جسدية سلبية (رويترز)

يشعر الكثير من الأشخاص بأن لا أحد يسمعهم أو يراهم، الأمر الذي يمثل مشكلة شائعة في العمل والمواقف الاجتماعية وكذلك في الحياة بشكل عام.

منذ أن أطلقنا صرختنا الأولى بعد ولادتنا، لدينا جميعاً حاجة متأصلة ومستمرة لشخص ما، لآبائنا، أو أطبائنا، أو ممرضاتنا، أو أصدقائنا، أو المشرفين، أو زملاء العمل، أو أشخاص آخرين مهمين، أو متابعي وسائل التواصل الاجتماعي، لسماعنا ورؤية مطالبنا.

بعد كل شيء، بغض النظر عن مدى استقلاليتك، فإن إحساسك بذاتك وهويتك وشعورك بالأمان في العالم، وبالتالي السعادة، قد يكون مرتبطاً بكيفية إدراك الآخرين ومن حولك - لك، وفقاً لتقرير لموقع «سيكولوجي توداي».

هذا هو السبب الرئيسي لعدم قدرة بعض الأشخاص على التوقف عن الحديث عن أنفسهم أثناء الاجتماعات أو الحفلات أو المواعيد أو حتى عبر منشورات وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقول الطبيب بروس واي لي الحاصل على ماجستير في إدارة الأعمال، وهو كاتب وصحافي وأستاذ جامعي: «في الواقع، يمكن للشخص الأعلى صوتاً في الغرفة أن يحظى بأكبر قسط من الاهتمام، بغض النظر عما يقدمه هذا الفرد».

ومع وجود كثير من الأشخاص الآخرين الذين يقولون للجميع بصوت عالٍ: «انظر إلي»، يمكنك أن تعيش الحياة وأنت تشعر بأنك غير مرئي وغير مسموع تماماً.

ويشرح بروس: «قد يكون الأمر أكثر احتمالاً إذا كنت تتمتع بخصائص لا يعدها من حولك سائدة. لنفترض أنه ليس لديك نفس الجنس أو الهوية أو الخلفية العرقية أو الإثنية أو الشخصية أو الأهداف مثل أولئك الذين يقودون مؤسستك أو مجتمعك أو دائرتك الاجتماعية. قد يستبعدك القادة وأتباعهم على الفور. يمكن أن يجعلك ذلك تشعر أنه لا يوجد شيء يمكنك فعله حيال الموقف. ففي نهاية المطاف، من الصعب أن تجعل الناس يسمعون أو يرون شيئاً لا يريدونه».

ويمكن أن ينطبق الشيء نفسه على العلاقات الشخصية. ربما لا يأخذ أصدقاؤك أو عائلتك أو الأشخاص المهمون الوقت الكافي للتعرف عليك أو الاستماع إلى ما تريد قوله.

إذاً، ما العمل؟

في منظمة أو دائرة اجتماعية، القائد هو الذي يميل إلى تحديد النغمة، بحسب بروس.

يقول الطبيب: «جزء كبير من كونك قائداً جيداً هو التأكد من أن الجميع يشعرون بأنهم مرئيون... يجب على القائد أن يأخذ زمام المبادرة ليقول لكل شخص بانتظام، (أريد أن أتعرف عليك وأسمع ما تريد قوله) وأن يعني ذلك. يمكن لهذا القائد بعد ذلك أن يكرر ما سمعه لكل شخص للتأكد من أنه قد تم سماعه بشكل صحيح، ومن ثم التصرف بشكل إيجابي بناءً على ما تم نقله».

في الواقع، كم عدد القادة الذين يأخذون الوقت أو الجهد للقيام بذلك؟ كم عدد الأشخاص الذين يتم تشتيت انتباههم بأشياء أخرى بحيث لا يجعلون ذلك أولوية؟

لذلك، ينصح بروس بأنه «إذا كنت تشعر بأنك غير مسموع أو غير مرئي في منظمة أو دائرة اجتماعية، فابدأ بالتحدث إلى الشخص الذي يقود المجموعة بأكملها. استخدم كلمات محددة وواضحة ومباشرة مثل: (لا أشعر بأنه تم سماعي ...)، يمكن أن يساعد كونك مباشراً في تحديد ما إذا كان التغاضي عنك بمثابة سهو صادق أم لا. إذا كان القائد-المدير يهتم بك، فسوف يعرب على الفور عن قلقه ويبدأ في الاستماع إلى ما تريد قوله والعمل معك لتصحيح الوضع».

من ناحية أخرى، إذا استمر القائد في الحديث عن نفسه لمدة نصف ساعة أخرى، وادعى أنه يسمعك ويراك بالفعل، أو حتى يلومك على عدم سماعك أو رؤيتك، فهذا يعني أنك على حق، وأوضح بروس: «في ذلك، يكون هذا الشخص قد أكد للتو ما كنت تشك فيه... ليس من حق أحد تحديد ما إذا كنت تشعر بأنك مسموع أو مرئي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للقادة أن يختاروا بشكل انتقائي من وماذا يريدون الاستماع إليه ورؤيته».

ينطبق معظم ما سبق أيضاً على المواقف الشخصية الفردية أيضاً، كما هو الحال مع صديق أو شخص آخر مهم. الفرق هو أنه عندما تكون لديك أنت والشخص الآخر قوة متساوية بشكل أساسي، فإن عبء سماع ورؤية بعضكما بعضاً يكون أكثر تقاسماً. لذا، من الحكمة البدء بلغة مشتركة أكثر، مثل، «أشعر بأنني لا أُرى أو أُسمع. هل أفعل شيئاً خاطئاً؟ ما الذي يمكننا فعله لتغيير هذا؟»، وفقاً للطبيب، الذي يتابع: «مرة أخرى، إذا كان الشخص الآخر يهتم بك حقاً، فسوف يحاول بجدية فهم ما تشعر به وسيعمل معك لتصحيح الموقف».

وقد يكون لشعور شخص ما بأنه غير مسموع لفترة طويلة آثار عاطفية ونفسية وحتى جسدية سلبية، وفقاً للتقرير. ويشرح بروس: «الحياة أقصر من أن تخصص مزيداً من الوقت للأشخاص الذين لا يهتمون برؤيتك أو سماعك حقاً. قد لا يلاحظ هؤلاء الأشخاص حتى أنك تمضي قدماً، لأن هذا ما يحدث عندما لا يتمكنون حتى من رؤيتك أو سماعك في المقام الأول».


مقالات ذات صلة

قاعدة «غير بديهية» يتبعها الناجحون عند الشعور بالإرهاق

يوميات الشرق أكثر الأشخاص نجاحاً يدركون أنه قد يكون من الأفضل لهم على المدى الطويل بذل جهد أقل بكثير (رويترز)

قاعدة «غير بديهية» يتبعها الناجحون عند الشعور بالإرهاق

قضى كريس بيلغو مسيرته المهنية بأكملها، كمؤلف ورائد أعمال، يدرس كيف يعمل الأشخاص الناجحون، وفقاً لشبكة «سي إن بي سي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد صفاء الطيب الكوقلي خلال مشاركتها في إحدى جلسات المؤتمر (الشرق الأوسط)

البنك الدولي: فجوة المهارات تتسع عالمياً... والحلول تبدأ من التعليم

يواجه العالم تحدياً متصاعداً في سوق العمل مع توقعات بوصول أكثر من 1.2 مليار شاب إلى سن العمل بالدول النامية خلال العقد المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا مساعدو الذكاء الاصطناعي يوفرون ميزة تتمثل في أن كل المعارف الخاصة بالعمل تخضع لمعالجة داخلية (رويترز)

شركة دنماركية تعزز فريقها بـ«موظفين» أُنشئوا بالذكاء الاصطناعي

انضم 5 «زملاء» جدد في الآونة الأخيرة إلى قسم التسويق، في شركة «رويال يونيبرو» الدنماركية، هم في الواقع موظفون أُنشئوا بواسطة الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
الاقتصاد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي خلال «مؤتمر مبادرة القدرات البشرية»... (الشرق الأوسط)

الراجحي: يوجد شح في المواهب والفجوة العالمية تبلغ 3.4 مليون وظيفة

أطلق وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودي، المهندس أحمد الراجحي، مبادرة «منصة المهارات الوطنية»، التي تهدف إلى تمكين الكفاءات الوطنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق حل المشكلات يصبح أسهل إذا طلبت النصيحة من ذوي الخبرة (رويترز)

يتجنبه الكثيرون... تكتيك مهم لحل المشكلات «في أوقات عدم اليقين»

إذا لم تنجح في البداية، فتوقف عن إضاعة الوقت واطلب المساعدة، كما تقول تيفاني دوفو، رئيسة مؤسسة «توري بيرش».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ليالٍ سينمائية سعودية في الدول الإسكندنافية

مشهد من فيلم «فخر السويدي» - الشركة المنتجة
مشهد من فيلم «فخر السويدي» - الشركة المنتجة
TT
20

ليالٍ سينمائية سعودية في الدول الإسكندنافية

مشهد من فيلم «فخر السويدي» - الشركة المنتجة
مشهد من فيلم «فخر السويدي» - الشركة المنتجة

بالتزامن مع إقامة النسخة الـ15 من مهرجان «مالمو للسينما العربية»، المقرر إقامته من 29 أبريل (نيسان) إلى 5 مايو (أيار) المقبل، يطلق المهرجان النسخة الثالثة من برنامج «ليالٍ عربية» لعرض 5 أفلام سعودية في 3 دول أوروبية مختلفة.

وينظم البرنامج خلال الفترة من 27 أبريل الجاري، وحتى 7 مايو المقبل، بعرض 5 أفلام سعودية في 3 دول إسكندنافية هي السويد والدنمارك وفنلندا بالتعاون بين إدارة المهرجان و«هيئة الأفلام» السعودية ضمن مبادرة «ليالي الفيلم السعودي» التي أطلقتها الهيئة من أجل تعزيز الحضور العالمي للسينما السعودية.

ومن المقرر عرض فيلم «نورة» للمخرج توفيق الزايدي الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، بمدينة ستوكهولم في السويد يوم 27 أبريل، بالإضافة إلى عرضه يوم 5 مايو بمدينة هيلسنكي في فنلندا، وهو العمل الذي تدور أحداثه في فلك الفن، متنقلاً ما بين الرسم والموسيقى والتصوير، ويتطرق إلى الصراع الدائم ما بين الحداثة والتقليد، الذي يواجه الفنان في كل زمان ومكان، وحصد تنويهاً خاصاً من لجنة تحكيم مهرجان «كان» في نسخته الماضية.

مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (الشركة المنتجة)
مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (الشركة المنتجة)

وسيعرض فيلم «ليل نهار» للمخرج عبد العزيز المزيني في السويد مرتين: الأولى بمدينة «أوميو» يوم 29 أبريل، والثانية في الأول من مايو بمدينة «غوتنبرغ»، أما فيلم «السنيور» للمخرج أيمن خوجة فسيعرض في مدينة «مالمو» يوم 2 مايو.

وسيكون العرض الأول لفيلم «فخر السويدي» للمخرجين هشام فتحي وعبد الله بامجبور وأسامة صالح في مدينة كوبنهاغن بالدنمارك يوم 3 مايو، وهو الفيلم الذي تدور أحداثه حول قرار مدير مدرسة تأسيس «الفصل الشرعي» في «ثانوية السويدي الأهلية»، ليبدأ رحلة مليئة بالمغامرات، مراهناً ليس فقط على إثبات صحة وجهة نظره حول حاجة الطلاب لاكتشاف مواهبهم ودعمهم، ولكن أيضاً على تحسين حياتهم وتقويم سلوكياتهم.

واختير فيلم «ثقوب» للمخرج عبد المحسن الضبعان ليكون فيلم الختام بالبرنامج وسيعرض في «تامبيري» بفنلندا يوم 7 مايو، وهو الفيلم الذي تدور أحداثه حول «راكان»؛ الرجل الذي خرج للعالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورطه في قضية مرتبطة بالتطرف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة بعدما تغيرت أفكاره، لكن حياته على المستوى المادي لم تكن الأفضل في ظل معاناته من ضيق ذات اليد، وعمله في ورشة إصلاح سيارات، بجانب إشرافه على بعض أعمال المقاولات.

الملصق الدعائي للدورة الـ15 من مهرجان مالمو للسينما العربية - إدارة المهرجان
الملصق الدعائي للدورة الـ15 من مهرجان مالمو للسينما العربية - إدارة المهرجان

وقال مؤسِّس المهرجان ورئيسه محمد قبلاوي، لـ«الشرق الأوسط»، إن اختيارات الأفلام اعتمدت على التنوع في المحتوى مع البحث عن الأفلام الجماهيرية لإتاحة عرضها بجانب الأعمال التي تحمل رؤية فنية، مشيراً إلى أن هناك بعض الأفلام التي تم اختيارها لكن لم تعرض لأسباب لها علاقة بارتباطات صناعها ورغبتهم في عرضها بمهرجانات أخرى أوروبية.

وأضاف أن «البرنامج يصل للمرة الأولى إلى فنلندا حيث زار السفارة السعودية لمتابعة الترتيبات الخاصة بعرض الأفلام، وسط حفاوة من الجاليات العربية باستقبال أفلام سعودية وعرضها للمرة الأولى»، مشيراً إلى أن هناك خططاً للتوسع في البرنامج مستقبلاً، سواء بعرض مزيد من الأفلام، أو التوجه نحو بلدان جديدة في عدة دول منها النرويج ودول البلطيق.

قبلاوي خلال لقائه مع السفيرة السعودية في فنلندا (الشرق الأوسط)
قبلاوي خلال لقائه مع السفيرة السعودية في فنلندا (الشرق الأوسط)

تجدر الإشارة إلى أن الدورة الجديدة من المهرجان تشهد حضوراً سعودياً لافتاً مع مشاركة الفيلم السعودي القصير «ميرا ميرا ميرا» في مسابقة الأفلام القصيرة وعرض فيلم الرسوم المتحركة السعودي «ناموسة» ضمن الفعاليات، بجانب وجود المخرجة والمنتجة هند الفهاد بعضوية لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية والوثائقية، ويعرض الفيلم المصري - السعودي «ضي... سيرة أهل الضي» ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان.