«فن التغافل» لسميرة سعيد... جرأة من نوع آخر

تتضمّن الأغنية نصائح حول السلام النفسي وراحة البال

سميرة سعيد مُجدِّدة ومتوهّجة (البوستر الرسمي)
سميرة سعيد مُجدِّدة ومتوهّجة (البوستر الرسمي)
TT

«فن التغافل» لسميرة سعيد... جرأة من نوع آخر

سميرة سعيد مُجدِّدة ومتوهّجة (البوستر الرسمي)
سميرة سعيد مُجدِّدة ومتوهّجة (البوستر الرسمي)

حظيت أغنية الفنانة سميرة سعيد الجديدة، التي طرحتها عبر قناتها في «يوتيوب»، بعنوان «فن التغافل»، باهتمام جمهورها في مصر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فرأى كثيرون أنها تسير على خطى التنمية البشرية، إذ حملت كلماتها نصائح وتوصيات، ودعت إلى تنحية الخلافات جانباً، والانتصار للحب من دون مكابرة، مع إدانة سلوك مَن يتصيّدون الأخطاء ويفتعلون المشكلات.

وعلّق صاحب حساب باسم «محمد طلعت مكي» عبر منصة «إكس»، على الأغنية، فكتب: «(فن التغافل) نصيحة رقيقة راقية، بإمضاء النجمة سميرة سعيد، وهي رسالة للجميع بحُسن الظنّ، وعدم الالتفات إلى الصغائر، وتفعيل فن التغافل لتستمر الحياة».

وكتب صاحب حساب عبر المنصة عينها باسم «نائل الإسكندروني»، أنّ هذا الكليب هو «جديد المدرسة الفنية، ومصنع الأفكار الموسيقية، غناء الديفا سميرة سعيد، من ألحان العبقري عمرو مصطفى». و«الديفا» هو اللقب الذي تشتهر به الفنانة في الأوساط الفنية.

الأغنية من كلمات هاني عبد الكريم في تعاونه الأول مع سعيد، ومن ألحان عمرو مصطفى، وتوزيع موسيقي لماهر الملاخ، يقول مطلعها: «فن التغافل نعمة/ ليه نقلّب في الدفاتر/ والابتسامة كنز أما النكد يا ساتر/ بهدوء وبعقل وبحكمة/ منقفش لبعض ع الكلمة/ إحنا اللي بينا حب/ أولى بجبر الخواطر».

بدوره، رأى صاحب حساب على «إكس» باسم «أيمن أحمد»، في الأغنية، «استايلاً مختلفاً»، وعدَّها «تحفة فنية لحناً، وكلمات، وأداءً».

أما سميرة سعيدة فكتبت على حسابها الرسمي في «إكس»: «ما أحوجنا للهدوء والعقل والحكمة في حياتنا وجميع قراراتنا، خصوصاً في ظلّ الضغوط المتلاحقة». ووصفت عمرو مصطفى بـ«رفيق النجاحات»، موضحةً أنّ الأغنية هي «الثانية من مجموعة 2024، على أن يتوالى إصدار الأعمال المقبلة بدءاً من عيد الفطر».

من جهته، عدَّ الناقد الفني المصري طارق الشناوي، سميرة سعيد، «أجرأ مطربة عربية لجهة اختيار الكلمة العصرية المُشاغبة التي تسبح عكس التيار، وتخرج على نطاق الشائع والمألوف، مما أكسبها خصوصية وتفرّداً».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «سميرة بدأت صغيرةً في زمن عبد الحليم حافظ منذ منتصف السبعينات، واستمرت في حالة من الألق والتوهّج طوال نصف قرن بسبب خياراتها غير التقليدية»، مشيراً إلى أنّ «هذا لا يعني انطواء أعمالها على فجاجة أو دعوة إلى القبح، بل إنها مفعمة بالحيوية والجرأة، وتنطوي على اختلاف صحّي عن السائد».

سميرة سعيد تجرؤ على الغناء غير المألوف (حسابها الرسمي)

من جهته، أكد الناقد الموسيقي المصري مصطفى حمدي أنّ «لحن عمرو مصطفى جاء بسيطاً من مقام الكرد، يتكوّن من جملتين موسيقيتين، بينما توزيع ماهر الملاخ كان مميزاً وهادئاً».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ «اللحن تجنّب الإيقاعات الصاخبة، وركّز على الغيتار الإلكتروني خافت النبرة، مع العزف المنفرد للتشيللو الذي يجسّد حالة شاعرية»، عازياً تميُّز الأغنية إلى أسباب، تشمل «المضمون الذي يدعو إلى التسامح في العلاقات العاطفية والإنسانية عموماً، والابتعاد عن البحث في النيات، وهي رسالة اجتماعية ونفسية تمسّ كثيرين، فضلاً عن جمال الأداء الغنائي والموسيقي البعيد عن الحالة الغنائية المكرَّرة على الساحة حالياً، والتي تعتمد على مقام المقسوم والإيقاعات السريعة الراقصة، بما تتضمّنه من ألحان وكلمات استُهلِكت».


مقالات ذات صلة

صفوان بهلوان: تحجّجت بأعذار لعدم تمجيد الأسد موسيقياً

يوميات الشرق الموسيقار السوري صفوان بهلوان (الشرق الأوسط)

صفوان بهلوان: تحجّجت بأعذار لعدم تمجيد الأسد موسيقياً

وصف الموسيقار السوري الوضع في بلاده خلال السنوات الأخيرة لحكم بشار الأسد بأنه كان «مأساوياً ومُظلماً».

انتصار دردير (القاهرة)
ثقافة وفنون خطة لتأسيس النشء في المهارات الموسيقية وتأهيلهم عبر المناهج الدراسية (وزارة الثقافة)

السعودية: تأهيل آلاف المعلمات في الفنون الموسيقية

فتحت وزارتا «الثقافة» و«التعليم» في السعودية، الأحد، التسجيل للمرحلة الثانية من برنامج تأهيل معلمات رياض الأطفال للتدريب على مهارات الفنون الموسيقية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق منصور الرحباني في عيون نجوم مسرحه

منصور الرحباني في عيون نجوم مسرحه

في ذكرى رحيل منصور الرحباني يتحدّث غسان صليبا ورفيق علي أحمد وهبة طوجي عن ذكرياتهم مع أحد عباقرة لبنان والشرق وما تعلّموا من العمل على مسرحه

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق جويل حجار تؤمن بالأحلام الكبيرة وتخطّي الإنسان ذاته (الشرق الأوسط)

جويل حجار... «جذور ومسارات عربية» تُتوّج الأحلام الكبرى

بالنسبة إلى جويل حجار، الإيمان بالأفكار وإرادة تنفيذها يقهران المستحيل: «المهم أن نريد الشيء؛ وما يُغلَق من المرة الأولى يُفتَح بعد محاولات صادقة».

فاطمة عبد الله (بيروت)
الوتر السادس تحرص حنان ماضي على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في ساقية الصاوي ({الشرق الأوسط})

حنان ماضي لـ«الشرق الأوسط»: لا أشبه مطربي التسعينات

«عصفور في ليلة مطر»، و«في ليلة عشق»، و«شباك قديم»، و«إحساس»... بهذه الألبومات التي أصبحت فيما بعد من علامات جيل التسعينات في مصر، قدمت حنان ماضي نفسها للجمهور

داليا ماهر (القاهرة)

مصر وتونس تستحوذان على جوائز «الأقصر السينمائي»

مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية (إدارة المهرجان)
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية (إدارة المهرجان)
TT

مصر وتونس تستحوذان على جوائز «الأقصر السينمائي»

مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية (إدارة المهرجان)
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية (إدارة المهرجان)

استحوذت مصر وتونس على جوائز الدورة الـ14 من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الذي اختتمت فعالياته، الثلاثاء، في محافظة الأقصر (جنوب مصر)، بعد 6 أيام من الفعاليات التي شهدت عرض 65 فيلماً سينمائياً من 35 دولة.

وحضر حفل الختام نخبة من صناع السينما الأفريقية، أبرزهم السيناريست تامر حبيب، والكاتب والروائي أحمد مراد، بالإضافة لمحافظ الأقصر عبد المطلب عمارة، الذي قدم الجوائز برفقة السيناريست سيد فؤاد، رئيس المهرجان، والمخرجة عزة الحسيني مديرة المهرجان.

وحصدت مصر جميع جوائز مسابقة الأفلام الوثائقية، وأفلام الطلبة، كما اقتنصت تونس عدداً من الجوائز، منها حصول الفنانة التونسية أمل مناعي على جائزة أفضل ممثلة عن فيلم «عصفور جنة» في مسابقة الأفلام الطويلة، وحصلت تونس أيضاً على جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة أفلام الدياسبورا (أفلام المخرجين الأفارقة المهاجرين خارج القارة)، عن فيلم «تحميل» للمخرج أنيس الأسود.

جانب من حفل ختام مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية (إدارة المهرجان)

وفيما يتعلق بباقي الجوائز، نال الفيلم السنغالي «ديمبا» جائزة أفضل فيلم روائي طويل، والفنان باريس سامبو من مدغشقر حاز جائزة أفضل فنان عن فيلم «ديسكو أفريكا»، وحصل الفيلم الجزائري «دكتور فانون» على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، في حين حصد الفيلم السوداني «جوابات» جائزة أفضل فيلم في مسابقة أفلام «الدياسبورا»، كما حاز الفيلم الموريتاني «والدك على الأرجح» على تنويه من لجنة التحكيم.

ويقول السيناريست سيد فؤاد، رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، إن «الدورة الـ14 للمهرجان حققت الطموحات التي كنا نرسمها قبل انطلاقها، رغم بعض المعوقات المالية واللوجيستية التي تعرضنا لها».

وأوضح فؤاد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الدورة خرجت بعدد من التوصيات كان «أبرزها وأهمها، هي دعوة جميع البلدان الأفريقية لتخصيص شاشة سينمائية واحدة في الدولة من أجل عرض أفلام أفريقية فقط طول العام، لزيادة المعرفة بالفن والسينما الأفريقية، خصوصاً أن هناك جهلاً شديداً في أغلبية الدول الأفريقية بالفن الأفريقي، كما أننا توصلنا خلال مناقشات منتدى السينما الأفريقية ضمن فعاليات الدورة إلى تقديم مذكرة رسمية لرئيس منظمة الوحدة الأفريقية نهاية العام الجاري لتعزيز التعاون الثقافي بين دول القارة الأفريقية».

مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية شهد مشاركة 35 دولة (إدارة المهرجان)

وعن مستقبل المهرجان، قال: «الدورة الحالية شهدت حضور أفلام وصناع سينما من 35 دولة أفريقية، ونأمل ونسعى خلال الدورة المقبلة لزيادة هذا العدد، والوصول إلى جميع الدول الأفريقية، فنحن نحلم بأن نجمع كل الدول الأفريقية على أرض محافظة الأقصر، كما نأمل بأن تكون هناك دور عرض سينمائية في محافظة الأقصر».

يذكر أن الدورة الـ14 من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية كانت قد انطلقت في 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، بعرض 65 فيلماً سينمائياً من 35 دولة، وكرم المهرجان نخبة من رموز الفن الأفريقي، من بينهم الفنان المصري خالد النبوي، والمخرج المصري مجدي أحمد علي، والممثل التونسي أحمد الحفيان، والممثلة والمخرجة الغانية أكوسوا بوسيا، والمخرج السنغالي موسى أبسا.

وأهدى المهرجان دورته لروح كل من الفنان المصري الكبير نور الشريف الذي حملت الدورة اسمه بمناسبة مرور 10 أعوام على رحيله، والمخرجة السنغالية صافي فاي، والمخرج الموريتاني ميد هوندو، والمؤلف المصري الكبير عاطف بشاي، والمخرج والممثل المغربي القدير الطيب الصديقي، بجانب الاحتفال بمرور 100 عام على ميلاد الفنان الكبير شكري سرحان.