مصر: ترحيب بتدشين صندوق «Big time» السعودي لدعم المحتوى العربي

يهدف إلى رفع كفاءة صناعة السينما

صورة من المؤتمر الصحافي في القاهرة (حساب رئيس هيئة الترفيه عبر فيسبوك)
صورة من المؤتمر الصحافي في القاهرة (حساب رئيس هيئة الترفيه عبر فيسبوك)
TT

مصر: ترحيب بتدشين صندوق «Big time» السعودي لدعم المحتوى العربي

صورة من المؤتمر الصحافي في القاهرة (حساب رئيس هيئة الترفيه عبر فيسبوك)
صورة من المؤتمر الصحافي في القاهرة (حساب رئيس هيئة الترفيه عبر فيسبوك)

لقي خبر إنشاء صندوق «Big Time» للاستثمار السعودي لدعم المحتوى العربي ترحيباً في الأوساط الفنية المصرية، بعد الإعلان عن تمويل الصندوق لـ16 فيلماً سينمائياً جديداً في المرحلة الأولى، بدعم يصل إلى 4 مليارات جنيه (الدولار الأميركي يعادل 31 جنيهاً مصرياً في السوق الرسمية)، وفق ما ذكره المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه السعودية، في مؤتمر صحافي بالقاهرة مساء (الأربعاء).

وتعدّ الهيئة العامة للترفيه الراعي الرئيسي للصندوق الاستثماري الجديد، بجانب وزارة الثقافة بوصفها راعياً مشاركاً، بالإضافة إلى مجموعة من الشركات المتخصصة في المجال، «بهدف الاستثمار في أهم الأفلام السعودية والخليجية والعربية»، وفق بيان نشره آل الشيخ عبر حسابه على «فيسبوك».

وتضم الأفلام التي جرى الإعلان عنها خلال المؤتمر عدداً كبيراً من النجوم المصريين والعرب، ومن التجارب الجديدة تقديم سيرة كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم «الست»، بطولة منى زكي، وتأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد، فيما ستخوض الفنانة اللبنانية نانسي عجرم أولى بطولاتها السينمائية من خلال فيلم «شغل كايرو» مع كريم عبد العزيز، وهو الفيلم الذي كتبه مصطفى صقر ويخرجه محمد شاكر.

لقطة من كواليس تصوير «ولاد رزق 3» (حساب رئيس هيئة الترفيه على «فيسبوك»)

وتدفع زيادة إنتاج الأفلام صناعة السينما بشكل كبير، برأي الناقد المصري أحمد سعد الدين، الذي يرى أن «تقديم أفلام بميزانيات كبيرة سيشجع شركات الإنتاج المصرية على اتخاذ الخطوة نفسها في الفترة المقبلة، بما يخدم الصناعة، ويرفع سقف المنافسة لصالح جودة الأعمال».

ويضيف سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» أن «التنوع الموجود في الأفلام المعلن عن تنفيذها بالمرحلة الأولى يعكس الاهتمام باختلاف المضامين التي تقدم ما بين الكوميديا والأكشن والسيرة الذاتية، ما يحسب للقائمين على اختيار الأفلام، لأن السينما بحاجة لهذا التنوع».

وأعربت الناقدة الفنية صفاء الليثي عن أملها في «مساهمة الصندوق في إنعاش الحراك السينمائي عبر دعم أسماء ومواهب جديدة، بخلاف تقديم الأجزاء الجديدة من الأفلام السينمائية التي حققت نجاحات سابقة»، لافتة إلى «وجود العديد من المشاريع الفنية المتميزة لدى جيل جديد من المخرجين تواجه صعوبات لعدم توافر الدعم الإنتاجي».

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «قدرة الصندوق على دعم الأفلام ذات الميزانيات الكبيرة تجعله قابلاً لخوض المغامرة بتقديم إنتاجات سينمائية مختلفة ومتنوعة، وهي مواءمة يمكن تحقيقها وفقاً لقياسات الأفلام الجماهيرية التي تحقق عوائد كبيرة في شباك التذاكر».

ويعد فيلم «ولاد رزق 3» الذي كتبه صلاح الجهيني ويشارك في بطولته أحمد عز مع عمرو يوسف وآسر ياسين ومحمد ممدوح ويخرجه طارق العريان أضخم الإنتاجات التي يدعمها الصندوق حتى الآن، وكان قد جرى تصوير عدد من مشاهده في «بوليفارد» الرياض، ومن المقرر عرضه الصيف المقبل.

صورة تذكارية لرئيس هيئة الترفيه مع عدد من صناع السينما المصرية (حسابه عبر فيسبوك)

ويراهن الجهيني على قدرة صندوق «Big Time» الاستثماري السعودي على تقديم أعمال سينمائية بجودة عالية، خصوصاً في ظل ارتفاع تكلفة إنتاج الأفلام بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وتراجع الإيرادات بشباك التذاكر على خلفية جائحة كورونا وتبعاتها ومنافسة المنصات لدور العرض.

ويقول الجهيني لـ«الشرق الأوسط» إن «الصندوق سيكون قادراً، ليس فقط على تشجيع كثير من النجوم لتقديم أكثر من فيلم سينمائي في العام الواحد، ولكن أيضاً على تقديم أفلام سينمائية قادرة على الانتشار خارج الوطن العربي، بما يفتح آفاقاً جديدة للسينما العربية».

ولدى المؤلف المصري ثلاثة أفلام من بين الـ16 فيلماً التي يتبناها الصندوق في المرحلة الأولى، فبخلاف «ولاد رزق 3»، يشارك بـ«فرقة الموت» مع أحمد عز، ومنة شلبي، وفيلم «المنجم» مع عمرو يوسف.

ويلفت الجهيني إلى أن «وجود الصندوق سيساعد ليس فقط في تطوير جودة إنتاج الأفلام السينمائية ذات الميزانيات الكبيرة، وإنما سيدعم صناعة السينما عبر تعدد الأسواق في مصر والسعودية وباقي الدول العربية».

ومن بين الأفلام التي جرى الإعلان عنها الفيلم السعودي «سفرة» للفنان حسن البلام، الذي سيقوم بإخراجه أحمد الجندي صاحب العديد من الأعمال الكوميدية بالسينما والتلفزيون، ما عدّه الناقد المصري أحمد سعد الدين «مثالاً مهماً على الاستفادة المتبادلة من الخبرات الفنية الموجودة بالبلدين، وتشجيعاً على تكرار الأعمال الفنية التي يشارك في صناعتها نجوم مصريون وسعوديون».


مقالات ذات صلة

السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

يوميات الشرق المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)

السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

فازت السينما المصرية بـ3 جوائز في ختام الدورة الـ35 لـ«أيام قرطاج السينمائية» التي أقيمت مساء السبت على مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بتونس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق محمد سعد في لقطة من الإعلان الدعائي لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة)

محمد سعد يعود إلى الأضواء بـ«الدشاش»

يجسّد محمد سعد في «الدشاش» شخصية طبيب خلال الأحداث التي تدور في إطار اجتماعي كوميدي تشويقي، ويشاركه البطولة عدد من النجوم.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق معالجة «سيد الخواتم» على طريقة الأنيمي اليابانية

«سيد الخواتم» يدخل عالم الرسوم المتحركة اليابانية

إذا كنت تودُّ معرفة من هو ملك وادي «هيلمز ديب»، فأنت في المكان المناسب.

سارة بار (نيويورك)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

مصر: أفلام «الأوف سيزون» تغادر دور العرض لـ«ضعف الإيرادات»

شهدت عدة أفلام مصرية، تصنف ضمن العرض خلال «الأوف سيزون»، تراجع إيراداتها مما أدى إلى رفعها من دور العرض السينمائي في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق بشير الديك مع أحمد زكي وحسين فهمي (حسابه على فيسبوك)

تفاقم الحالة الصحية للسيناريست المصري بشير الديك

أثارت دينا ابنة السينارسيت المصري المعروف بشير الديك حالة واسعة من القلق والجدل في الساعات الأخيرة بشأن صحة والدها.

رشا أحمد (القاهرة )

حفلات غنائية «خجولة» بموسم العام الجديد بمصر

أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)
أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)
TT

حفلات غنائية «خجولة» بموسم العام الجديد بمصر

أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)
أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)

بعدما كانت تشهد مصر تنظيم نحو 30 حفلاً غنائياً بموسم «العام الجديد» في السنوات السابقة، فإن هذا العدد تراجع إلى نحو 10 حفلات فقط في موسم الاحتفال ببداية عام 2025.

وأرجع خبراء ومتابعون سبب هذا التراجع إلى الأحداث السياسية والحروب بمنطقة الشرق الأوسط، ورغم اتجاه مطربين مصريين إلى الغناء في بلدان عربية أخرى، فإن مطربين لبنانيين فضلوا إحياء حفلات العام الجديد في مصر، وفي مقدمتهم وائل جسار، الذي من المقرر أن يحيي حفلاً بأحد فنادق مدينة 6 أكتوبر (غرب القاهرة)، كما تحيي الفنانة نوال الزغبي حفل «ليلة رأس السنة» في مصر، وذلك بعد طرحها أغنيات مصرية بالآونة الأخيرة من بينها «حفلة»، و«أنا مش بتساب».

الملصق الدعائي لحفل رامي صبري (إنستغرام)

وأعرب الفنان وائل جسار عن سعادته لمقابلته الجمهور المصري في حفل «رأس السنة»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «اعتدت منذ سنوات طويلة على إحياء حفلات رأس السنة بمصر، وبالنسبة لي أصبح الغناء في هذا اليوم بمصر أمراً مقدساً، (ليلة رأس السنة لا بد أن تكون في مصر)، وهذا العام سأحتفل معهم بنجاح أغنيتي (كل وعد)».

ومن أبرز الحفلات التي من المقرر أن تشهدها القاهرة في تلك الليلة، حفل الفنان رامي صبري، الذي من المقرر أن يقام في أحد فنادق القاهرة، والذي سيحييه بمفرده لتقديم باقة كبيرة من أغنياته الجديدة؛ نظراً لطرحه ألبومين غنائيين خلال العام المنقضي.

الملصق الدعائي لحفل وائل جسار ونوال الزغبي (إنستغرام)

وعلى مسرح البالون بالقاهرة، يحيي الفنان مصطفى قمر حفل العام الجديد بعد فترة غياب طويلة عن مشاركته مع وزارة الثقافة المصرية، ومن المتوقع أن يقدم مصطفى قمر مجموعة من أشهر أغانيه مثل «السود عيونه»، و«جت تصالحني»، و«مُنايا»، و«افتكروني».

كما يحيي الفنان هشام عباس بصحبة الفنان حميد الشاعري حفل رأس السنة 2025 في كايرو جاز كلاب Cairo Jazz Club في القاهرة.

وفي محافظة الإسكندرية (شمال مصر) يحيي الفنان تامر عاشور ليلة رأس السنة على مسرح راديسون بلو في الإسكندرية، وهو أول حفل جماهيري له بعد حصوله على جائزتين من حفل «بيلبورد للموسيقى العربية»، الذي أقيم في مدينة الرياض عن فئتي أفضل أغنية مصرية لعام 2024، وأغنية العام عربياً لعام 2024.

أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)

وفضل مطربون مصريون إحياء حفلات العام الميلادي الجديد خارج البلاد، وفي مقدمتهم الفنانة أنغام التي من المقرر أن تحيي حفلاً في أبوظبي ضمن فعاليات مهرجان «ليالي الوثبة»، كما سيشدو الفنان محمد حماقي بالإمارة نفسها، ولكن ضمن فعاليات مهرجان «أم الإمارات»، أما الفنان تامر حسني سيكون على موعد بالغناء مع الفنانة اللبنانية نانسي عجرم في حفل غنائي كبير في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

ويرى الناقد الفني المصري فوزي إبراهيم أن موسم حفلات رأس السنة في مصر جيد مقارنة ببعض الدول العربية المجاورة، مضيفاً: «يجب ألا نغفل الأحداث السياسية بالمنطقة التي تؤثر إلى حد بعيد على الفن والغناء»، لكنه شدد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن «عدد الحفلات يعد قليلاً مقارنة بما كانت تشهده مصر قبل عدة سنوات، حيث كانت تستضيف أكثر من 30 حفلاً غنائياً يضم نجوم الغناء العربي كافة»، كما أنه «لا يمكن إغفال الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر وتعد سبباً رئيسياً في انخفاض عدد الحفلات»، وفق تعبيره.

محمد حماقي سيحيي حفلاً في أبوظبي ضمن الاحتفال بالعام الميلادي الجديد (حسابه على فيسبوك)

وهو ما يتفق معه الناقد محمود عبد الحكيم، الذي يقول إن «عدد حفلات بداية العام الجديد يعد متوسطاً مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك بسبب ارتفاع أسعار أجر المطربين وأسعار إيجار القاعات، لا سيما بعد تراجع سعر الجنيه المصري أمام الدولار الأميركي (الدولار الأميركي يعادل 50.8 جنيه مصري)، فأغلبية الفنانين والمطربين المصريين الكبار والعرب يتقاضون أجورهم بالدولار الأميركي، لذلك يتجه الكثير منهم للغناء في دول أخرى».

ويذهب عبد الحكيم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الأمر لا يتوقف على أجور المطربين فقط، بل إن الآلات الموسيقية وإكسسوارات المسرح في الحفلات الكبرى يتم استيرادها من الخارج، وهو ما يتطلب عملة صعبة»، وفق تعبيره.