في غواياكيل بالإكوادور، إحدى أكثر المدن التي يستشري فيها العنف بأميركا اللاتينية، وتضمّ متنزهات تُعدّ واحات ثمينة، خسرت الأشجار أوراقها واستحالت رمادية، بسبب البق القرمزي الذي يُعدّ حشرة شرهة تلتهم الأنواع المستوطنة.
ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، يهدّد انتشار هذه الحشرات نباتات ذات أهمية كبيرة في الإكوادور، مثل الموز الذي تُعدّ هذه الدولة المُصدِّر الأوّل له عالمياً.
ألحقت الحشرة الطفيلية البيضاء التي تُشبه الرقاقات الثلجية وتعيش في الجذوع، أضراراً بأنواع من الشجر لها دورها في مكافحة تآكل التربة.
كان بإمكان المصوِّر جون غارسيا حتى عام 2019، الاستمتاع بظلّ طبيعي خلال التنزّه في حديقة «سيتاديل كيندي» المُلقّبة بـ«لؤلؤة المحيط الهادي». يقول: «باتت الحديقة متنزهاً ميتاً، بعدما كانت تضم حياة برّية وطيوراً وعدداً كبيراً من حيوانات الإغوانة».
بدورها، تشير البلدية إلى أنّ البق القرمزي «بدأ الانتشار قبل 10 سنوات في كولومبيا، وبات حالياً منتشراً بصورة كبيرة في بلدنا».
ففي المدينة التي تضمّ 3 ملايين نسمة، على طول ضفاف نهر غاياس وروافده، تحظى المساحات الخضراء النادرة بأهمية بسبب إنعاشها الأجواء، ولأنها تُعد بمثابة جزر هشّة للترفيه في ظلّ حياة يومية يستشري فيها عنف العصابات.
قبل سنوات، امتلأت الشوارع الرئيسية بالأشجار الخضراء. لكنّ عدداً كبيراً منها مات أو يبس، وخلت جذوعها من الأوراق بانتظار مَن يقطعها.
بمواجهة هذا الوباء، وعد رئيس البلدية أكيليس ألفاريس بـ«خطة عمل شاملة»، متحدّثاً عن «مشكلة خطرة ومؤسفة».
وإذ تشير الأرقام إلى انتشار العدوى في 903 حدائق ومساحات خضراء، يؤكد قسم البيئة في البلدية أنه عالج 2900 شجرة حتى الآن باعتماد بروتوكول خاص بصحة النبات وعلاجها، ووعد بإعادة زراعة 2000 شجرة أخرى.
يقول رئيس هذا القسم أدريان زامبرانو: «نعمل لإنقاذ الأشجار المريضة، لكنّ العملية بطيئة»، متوقعاً السيطرة على المرض بغضون سنتين.
ويشير المصوّر غارسيا إلى أنّ البق القرمزي يتسبب في تأثير متسلسل يطال النظم الإيكولوجية المحيطة، بينما تحذّر عالمة الحشرات ميريام أرياس من تأثير هذه الحشرة على مزارع الموز.
ويكمن الخطر في أن يكون انتشار الحشرة ناتجاً من أنشطة بشرية. تتابع أرياس: «الورقة المصابة الواحدة تحمل ما يصل إلى 500 بيضة، ويمكن أن تلتصق بملابسنا وتنتقل تالياً بسهولة».
وتُعقّب: «لم يُسيطَر مطلقاً على البق القرمزي باستخدام المبيدات الحشرية في أي مكان في العالم، مما يمثل فشلاً»، مضيفةً: «أفضل طريقة لمكافحتها هي بيولوجياً من خلال تربية الخنافس وإطلاقها، وبالاعتماد على الدبابير أيضاً».