معرض «يوميات رجل» يكشف عن الوجه الآخر للشريك

انطلاقاً من تجربة خاضتها التشكيلية دزوفيك أرنيليان

دزوفيك مع شريكها الذي تكرمه في معرض «يوميات رجل» (دزوفيك أرنيليان)
دزوفيك مع شريكها الذي تكرمه في معرض «يوميات رجل» (دزوفيك أرنيليان)
TT

معرض «يوميات رجل» يكشف عن الوجه الآخر للشريك

دزوفيك مع شريكها الذي تكرمه في معرض «يوميات رجل» (دزوفيك أرنيليان)
دزوفيك مع شريكها الذي تكرمه في معرض «يوميات رجل» (دزوفيك أرنيليان)

جمّلت الفنانة التشكيلية دزوفيك أرنيليان علاقة المرأة بشريكها من خلال تجربة واقعية عاشتها معه. فهي العروس التي تتحضر لإقامة حفل زفافها الشهر المقبل. ورغبت من خلال ريشتها تكريم نصفها الآخر بمجموعة لوحات من الأكليريك والأكواريل عنونتها بـ«يوميات رجل».

وتتناول في معرضها قصة لطيفة لرجل يدعم النساء ويُسهم في تمكينهن على طريقته. فطالما حملت دزوفيك هموم المرأة وحقوقها الاجتماعية في لوحاتها.

واليوم، ومن خلال الرجل الشريك، تقدم لها الصورة المثالية لعلاقة مستدامة، فتحفّز الرجال عامة على الأخذ بعين الاعتبار دور المرأة ربة المنزل. وتقدّم كل ذلك، في قالب مختلف، وتصوّر الرجل وهو يقوم بالأعمال المنزلية من باب مساندة الشريكة وتدليلها في الوقت عينه.

الشراكة صورتها دزوفيك على طريقتها (دزوفيك أرنيليان)

لم تعنون دزوفيك لوحات معرضها في غاليري «مجاز» بالأشرفية. تركت رسومها تروي القصص بمشهدية بصرية بسيطة، وبألوان زاهية ذات خلفية طفولية تذكّرنا بسلسلة كتب «مارتين» للأولاد.

وتعلق لـ«الشرق الأوسط»: «بالفعل الطفولة تحضر في لوحاتي من خلال الألوان والفرح العابق فيها، ومعها حاولت ترجمة أحلام طفلة أصبحت امرأة تعرف كيف تقدّر صفات الشريك بتفاصيلها الصغيرة».

لوحات «يوميات رجل» تصوّر شريك دزوفيك وحده، ومرّات محاطاً بأصدقائه يتساعدون في تحضير الطعام. وفي صور أخرى تقدمه مهتماً براحة شريكته وهو يغسل الصّحون عنها، ويقطّع اللحوم ويقلي البيض ويحضّر الأطباق من سلطة وصلصة ومأكولات شهية، كما يُصلح الآلات الكهربائية المعطلة.

لم تنسَ دزوفيك أيضاً أن تبرز الفوضى التي يحدثها الرجل في المطبخ. ولكنّها من ناحية ثانية تركّز على حالة من التأني والدّقة اللتين ترافقانه خلال قيامه بهذه المهمات.

كل لوحة من لوحات المعرض تنقل فيها دزوفيك تفاصيل صغيرة تستوقف ناظرها، فيشعر كأنه جزء منها، أو كأن يده ستمتد لا شعورياً لمساعدة الرجل في الصورة.

صوّرت أدوات المطبخ ومكونات الطعام والرجل منكبّاً على العمل، وهو يحمل «فوطة المطبخ» على كتفه.

الرجل في عيني دزوفيك منكب ودقيق في عمل يتقنه (دزوفيك أرنيليان)

تقول دزوفيك إن ردود فعل متباينة حضرت عند زوار المعرض. «بعضهم من النساء اللواتي لم يحببن الفكرة، لأن الرجل في رأيهن بعد يوم طويل من العمل لا بد أن يرتاح. فيما رأت أُخريات أن هذا النوع من الرجال يشكّل نموذجاً مثالياً للرجل الدّاعم للمرأة العاملة.

حتى إن بعض الرجال كانوا يشاهدون اللوحات وهم يبتسمون؛ كون بطلها يشبههم في الواقع. ولكن بعضهم اعترف بأن هذا النوع من الأعمال المنزلية لا يمكنه مقاربته بتاتاً».

قصدت دزوفيك في هذا التكريم اللامباشر لشريك حياتها المستقبلي، أن تقدّم درساً يحفظه الرجال والنساء معاً؛ «لا أعده أمراً يجب فرضه على الشريك، ولكنه تعاون جميل يصبّ في خصوصية الاعتناء. فمن منّا لا يحتاج العناية بمشاعره وبشكله الخارجي ومنزله ومكتب عمله. لا يمكن للشخص المسؤول إلا أن يهتم ببيئته وكيفية تنظيم حياته العملية والمنزلية. فربّ العائلة كما الزوجة، يتحملان المسؤولية نفسها تجاه مملكتهما، لذا يُولد ذلك الشعور بالراحة والأمان مع شريك من هذا النوع».

في المعرض تستوقفك لوحة يرتاح فيها الرجل مستلقياً على كنبة ويضع قناع التجميل على وجهه. توضح دزوفيك: «ولِمَ لا؟ كثير من الرجال يحبّون الاعتناء ببشرتهم. بعضهم يحقنون وجوههم بمادة الـ(بوتوكس)، وغيرهم يخضعون لعمليات تجميل. وعندما قدّمتُ الشّريك بهذه الصورة فلأنقل مدى تفانيه بقيمة الاعتناء بكل شيء من حوله وبنفسه أيضاً».

ألوان الأكواريل المنثورة على الورق كما الـ«أكليريك» على القماش، استخدمتهما دزوفيك أرنيليان لتكون مادة طلاء انسيابية، «في التقنيتين ترجمت صوراً راودتني بألوان فاقعة مرات وأخرى دافئة، تبعث على الحلم والأمل. لم أشأ أن تُحدث زحمة في اللوحة بل أردتها بسيطة وهادئة، توصل الرسالة على طبيعتها».


مقالات ذات صلة

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير يتفاعل مع روح المدينة القديمة

يوميات الشرق ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير يتفاعل مع روح المدينة القديمة

مع انطلاق فعاليات الدورة الـ17 من «ملتقى الأقصر الدولي للتصوير» في مصر، الاثنين، بدأ الفنانون المشاركون في التفاعل مع فضاء مدينة الأقصر.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

تُعدّ لوحات الفنان السوري ماهر البارودي بمنزلة «شهادة دائمة على معاناة الإنسان وقدرته على الصمود».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من معرض أبوظبي للفنون (الشرق الأوسط)

القديم والحديث والجريء في فن أبو ظبي

احتفل فن أبوظبي بالنسخة الـ16 مستضيفاً 102 صالة عرض من 31 دولة حول العالم.

عبير مشخص (أبوظبي)
يوميات الشرق أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها، الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع...

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون العالم الجغرافي والمحقق اللغوي الكويتي د. عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب لهذا العام

معرض الكويت الدولي للكتاب ينطلق غداً... وعبد الله الغنيم «شخصية العام»

ينطلق غداً (الأربعاء) معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، بمشاركة 544 دار نشر، من 31 دولة، منها 19 دولة عربية و12 أجنبية.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير يتفاعل مع روح المدينة القديمة

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)
ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)
TT

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير يتفاعل مع روح المدينة القديمة

ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)
ملتقى الأقصر الدولي للتصوير (إدارة الملتقى)

مع انطلاق فعاليات الدورة الـ17 من «ملتقى الأقصر الدولي للتصوير» في مصر، الاثنين، بدأ الفنانون المشاركون في التفاعل مع فضاء مدينة الأقصر (جنوب مصر) بحضارتها العريقة وطبيعتها المُشمسة، استعداداً للبدء في تنفيذ أعمالهم من وحي روح المدينة القديمة.

الملتقى الذي يقام تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية وينظمه صندوق التنمية الثقافية، يواصل أعماله حتى السابع من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويقول الفنان المصري ياسر جعيصة، القوميسير العام للملتقى، إن «دورة هذا العام يشارك فيها 25 فناناً من مصر ومختلف دول العالم، منهم فنانون من سوريا، والأردن، والسودان، وقطر، واليمن، والولايات المتحدة، والهند، وبلغاريا، وروسيا، وألبانيا، وبولندا، والسنغال».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لم يتم تحديد ثيمة معينة ليعمل عليها الفنانون المشاركون في الملتقى؛ إذ نهدف إلى أن يلتقط كل فنان روح مدينة الأقصر بأسلوبه الفني الخاص وأسلوبه في التفاعل معها بشكل حُر، دون تقيّد بثيمة أو زاوية مُحددة، سواء كان التفاعل بطبيعتها، أو بوجهها الأثري، أو الخروج بانفعال فني ذاتي، وهذا يمنح للأعمال فرصة الخروج بصورة أكثر تنوعاً كنتاج للملتقى».

ويتابع: «بالإضافة إلى ذلك، فهناك اهتمام هذا العام بخلق حوار مع مجتمع مدينة الأقصر، عبر تنظيم أكثر من فعالية وورش عمل بين الفنانين والأطفال والأهالي لخلق حالة أكبر من التفاعل الفني».

عدد من الفنانين المشاركين في ملتقى الأقصر للتصوير (قوميسير الملتقى)

ومع اليوم الأول لانطلاق الملتقى بدأ الفنانون في الاندماج مع المدينة من خلال ورش عمل متخصصة، منها ورشة للفنان الهندي هارش أجراول الذي نظم ورشة عمل باستخدام خامة «الأكواريل» المعروف بتميزه في التعامل معها فنياً، وهي ورشة استقبلت عدداً من طلاب كلية الفنون الجميلة من قسم التصوير بالأقصر الذين سيحضرون على مدار أيام الملتقى للتفاعل مع الفنانين بشكل مباشر والاستفادة من خبراتهم الفنية، وفق القوميسير.

ويعتبر الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية في مصر، عضو اللجنة العليا للملتقى، أن «ثمة تغييرات تم استحداثها في برنامج الملتقى للخروج بنسخة مميزة لدورة هذا العام»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «توفير أفضل الظروف للفنانين من خامات، وإطالة مدة الجولات الفنية الخارجية داخل المدينة، والرسم في المواقع المفتوحة والأثرية... كان من أبرز الأفكار والموضوعات التي يسعى لتفعيلها قوميسير الملتقى ياسر جعيصة خلال تلك الدورة، في محاولة أن تخرج أعمال الملتقى أكثر انسجاماً وتعبيراً عن روح مدينة الأقصر».

ومن المنتظر أن تُعرض أعمال الملتقى في اليوم الختامي بمحافظة الأقصر، على أن يتم تنظيم عرض خاص آخر لها بالقاهرة مطلع العام المقبل.

ويرى الفنان طارق الكومي، نقيب الفنانين التشكيليين بمصر، عضو اللجنة العليا للملتقى، أن «ملتقى الأقصر مناسبة لتبادل الخبرات بين الجنسيات والأجيال المختلفة، وكذلك مناسبة لتقديم حدث تشكيلي مميز للمجتمع الأقصري وزوار المدينة، واستلهام الفنانين لعالم فني مُغاير يستفيد من عناصر مدينة الأقصر وتاريخها العريق»، وفق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط».

وتعد مدينة الأقصر من أبرز الوجهات السياحية العالمية التي تضم مواقع أثرية وثقافية بارزة منها: معبد الأقصر، ومعبد الكرنك، ومقابر وادي الملوك، ووادي الملكات.