روبوت يقرأ بطريقة «برايل» أسرع من البشر

فريق البحث يستخدم خوارزميات التعلم الآلي لتعليم جهاز الاستشعار الانزلاق بسرعة فوق أسطر طريقة «برايل» (جامعة كامبريدج)
فريق البحث يستخدم خوارزميات التعلم الآلي لتعليم جهاز الاستشعار الانزلاق بسرعة فوق أسطر طريقة «برايل» (جامعة كامبريدج)
TT

روبوت يقرأ بطريقة «برايل» أسرع من البشر

فريق البحث يستخدم خوارزميات التعلم الآلي لتعليم جهاز الاستشعار الانزلاق بسرعة فوق أسطر طريقة «برايل» (جامعة كامبريدج)
فريق البحث يستخدم خوارزميات التعلم الآلي لتعليم جهاز الاستشعار الانزلاق بسرعة فوق أسطر طريقة «برايل» (جامعة كامبريدج)

طوّر باحثون في بريطانيا جهاز روبوت مزوداً بمستشعر آلي، يحتوي على تقنيات الذكاء الاصطناعي لقراءة طريقة «برايل» بسرعة تعادل ضعف سرعة معظم القراء من البشر.

وبحسب نتائج الدراسة، التي نُشرت الاثنين، بدورية (IEEE Robotics) استخدم فريق البحث من جامعة كامبريدج، خوارزميات التعلم الآلي لتعليم جهاز الاستشعار الانزلاق بسرعة فوق أسطر طريقة «برايل» الخاصة بالكتابة والقراءة للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر التي تعتمد على نظام من النقط البارزة يمكن تحسسها باللمس، وذلك من خلال تمرير أصابعهم عليها، لمساعدتهم في الاستمتاع بالكتب والمجلات ومصادر المعرفة الأخرى، وتتكون «برايل» من نقاط بارزة يمكن دمجها لإنشاء 63 رمزاً مختلفاً، بما في ذلك الأحرف الأبجدية والأرقام والرموز الموسيقية والرياضية.

وتعد أطراف الأصابع البشرية حساسة بشكل ملحوظ وتساعد على جمع المعلومات من حولنا، ويمكن لأطراف الأصابع اكتشاف التغيرات الصغيرة في نسيج المادة، ويمثل إعادة إنتاج هذا المستوى من الحساسية لدى الروبوتات، تحدياً هندسياً كبيراً.

وفي مختبر قسم الهندسة بجامعة كامبريدج، يقوم الباحثون بتطوير حلول لهذه المهارات التي يجدها البشر سهلة، لكن يصعب على الروبوتات تنفيذها. وتُعد طريقة «برايل» اختباراً مثالياً لـ«أطراف الأصابع» للروبوت؛ حيث تتطلب قراءتها حساسية عالية، نظراً لأن النقاط في كل نمط من الحروف التمثيلية قريبة جداً من بعضها.

واستخدم الباحثون مستشعراً لتطوير قارئ آلي بطريقة «برايل» يمكنه محاكاة سلوك القراءة البشري بشكل أكثر دقة، ويحتوي المستشعر على كاميرا في «طرف إصبعه»، ويقرأ باستخدام مجموعة من المعلومات الواردة من الكاميرا وأجهزة الاستشعار.

وقام الفريق خلال الدراسة بتدريب خوارزميات التعلم الآلي على مجموعة من الصور الواضحة بطريقة «برايل»، وتعلمت الخوارزمية كيفية اكتشاف كل حرف وتصنيفه. وبمجرد دمج الخوارزميات، اختبر الباحثون القارئ عن طريق تحريكه بسرعة على طول صفوف من أحرف «برايل»، حيث تمكن الروبوت من قراءة 315 كلمة في الدقيقة بدقة تصل إلى 87 في المائة، وهو ما يعادل ضعف سرعة ودقة قارئ «برايل» البشري.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة كامبريدج، الدكتور بارث بوتدار: «بفضل المستشعر الآلي نجح الروبوت الجديد في اختبار قراءة طريقة (برايل) بسرعة ودقة، ما يجعله قادراً على قراءة النص البصري بسرعة ودقة كبيرتين». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا النجاح يمهد لتطوير أيادٍ روبوتية، وأطراف اصطناعية (حساسة للأسطح) بصورة مماثلة لأطراف الأصابع البشرية، كما أن المستشعر الآلي المُطوَّر يمكنه تحسين قدرة الروبوتات على التفاعل مع البيئة المحيطة بها، وتمكينها من تحقيق فهم أفضل لشكل وحجم وملمس الأشياء، ما يساعدها على أداء مهام معقدة بدقة، منها التقاط الأشياء الهشّة».


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن شيخوخة الدماغ

صحتك تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تسهم في تعزيز فهم صحة الدماغ (جامعة جورجتاون)

الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن شيخوخة الدماغ

تمكن باحثون من معهد كارولينسكا في السويد من تطوير طريقة للكشف المبكر عن العوامل التي تسهم في تسارع شيخوخة الدماغ، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)

بسبب الاحتيال... إيطاليا تغرّم «تشات جي بي تي» 15 مليون يورو

أعلنت هيئة حماية البيانات الإيطالية أنها فرضت غرامة قدرها 15 مليون يورو على شركة «أوبن إيه آي» الأميركية بسبب الاحتيال.

«الشرق الأوسط» (روما)
خاص تتضمن الاتجاهات الرئيسة لعام 2025 الاستعداد الكمومي وممارسات الأمن السيبراني الخضراء والامتثال (شاترستوك)

خاص كيف يعيد الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية تشكيل الأمن السيبراني في 2025؟

«بالو ألتو نتوركس» تشرح لـ«الشرق الأوسط» تأثير المنصات الموحدة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية على مستقبل الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا كيف أصبح «كلود» روبوت الدردشة المفضل لدى خبراء التكنولوجيا؟

كيف أصبح «كلود» روبوت الدردشة المفضل لدى خبراء التكنولوجيا؟

يقدم الاستجابات مثل إنسان ذكي ومنتبه

كيفن رُوز (سان فرانسيسكو)

«ملتقى القراءة الدولي» في الرياض... رحلة ثقافية أثرت الحوار

تسليط الضوء على المواهب السعودية التي تركت بصمتها في مجالات القراءة والفكر (هيئة المكتبات)
تسليط الضوء على المواهب السعودية التي تركت بصمتها في مجالات القراءة والفكر (هيئة المكتبات)
TT

«ملتقى القراءة الدولي» في الرياض... رحلة ثقافية أثرت الحوار

تسليط الضوء على المواهب السعودية التي تركت بصمتها في مجالات القراءة والفكر (هيئة المكتبات)
تسليط الضوء على المواهب السعودية التي تركت بصمتها في مجالات القراءة والفكر (هيئة المكتبات)

احتضنت العاصمة السعودية الرياض، بدءاً من الخميس، أعمال «ملتقى القراءة الدولي» الذي نظمته هيئة المكتبات للمساهمة في دعم مسيرة التحول الوطني الطموحة، وتعزيز الحوار الثقافي العالمي، وترسيخ قيم القراءة، وإثراء التجربة الثقافية للمجتمع.

ونجح الملتقى في الجمع بين ثقافات متعدّدة وحضارات متنوعة، لفتح آفاق جديدة أمام القراء من مختلف الفئات العمرية والتوجهات الفكرية، من خلال التركيز على التّعليم المُستدام، وتعزيز التواصل الثقافي، وبناء بيئة محفزة للإبداع والابتكار الثقافي، وتسليط الضوء على المواهب السعودية التي تركت بصمتها في مجالات القراءة والفكر، مما يُعزّز من فرص ظهورها على الساحة الثقافية.

وشارك فيه نخبة من المتحدثين عن تجاربهم الملهمة في القراءة، وازدهرت الجلسات الحوارية بالنقاش في موضوعات ثقافية وفكرية متنوعة، كما قدم الملتقى ورشَ عملٍ تفاعلية تُغطي مجالات كثيرة مثل تقنيات القراءة، والقراءة السريعة.

نجح الملتقى في الجمع بين ثقافات متعددة وحضارات متنوعة (هيئة المكتبات)

بناء الجسور بين الثقافات

وفر الملتقى تجربة ثقافية مبتكرة تجمع بين التنوع والإبداع، وقدّم فرصة مثالية للأجيال الناشئة والكبار على حد سواء، للتفاعل مع مختلف جوانب القراءة، مما يعزز من حضور الثقافة والقراءة بوصفها جزءاً أساسياً من الحياة اليومية.

وشملت الجلسات الحوارية التي نُظّمت على مدى أيام الملتقى، موضوعات غنية ومتميزة، منها «صناعة المبادرات القرائية ذات الأثر المستدام»، و«أهمية قراءة التاريخ للمستقبل»، و«كيف تُعيد التكنولوجيا تشكيل عادات القراءة والتّعلم»، كما تناولت جلسة بعنوان «من ساق البامبو إلى أسفار مدينة الطين»، قصصاً إنسانية عابرة للحدود.

وحظيت الجلسات الحوارية بقائمة من الموضوعات المتصلة بالنشاط القرائي وأثره على المجتمعات، من خلال مساهمة خبراء دُوليين أثروا في تجاربهم وأطروحاتهم ضيوف الملتقى. وقد تناولت جلسة حوارية عن «التواصل الأدبي العالمي: بناء الجسور بين الناشرين والثقافات»، أهمية الترجمة بوصفها وسيلةً لتعزيز التفاهم بين الشعوب. وأشار المشاركون فيها إلى قيمة حقوق النشر الدولية بوصفها ركيزة أساسية لتبادل الثقافات، كما سلّطت الجلسة الضوء على دور الترجمة في نقل الأدب عبر الحدود، وكيف تُسهم في إثراء التنوع الثقافي وتعزيز الحوار العالمي.

وفّر الملتقى تجربة ثقافية مبتكرة (هيئة المكتبات)

وفي جلسة أخرى عن «كيف نُنشئ جيلاً يقرأ»، تطرّق المشاركون إلى ضرورة تكامل الجهود بين الأسرة والمدرسة والمجتمع لإرساء ثقافة القراءة بين الأجيال الناشئة، حيث نُوقشت استراتيجيات فعّالة لتعزيز حب القراءة داخل المنزل وتشجيعها في المدارس من خلال برامج مبتكرة، مع استعراض كيفية توظيف التكنولوجيا الحديثة لجعل القراءة جزءاً أساسياً من حياة الأطفال والشباب.

ومن زاوية أخرى، تناولت جلسة «القيادة في عالم الأدب»، تأثير القراءة على التفكير النقدي والإبداعي، مشيرة إلى أنواع الكتب المختلفة وتأثيرها على تشكيل آراء القراء، كما استعرضت الجلسة أهمية قراءة الأدب والروايات، وأبرزت استراتيجيات القراءة المؤثرة في توجيه العقل وتحفيزه لاستكشاف أفكار جديدة.

حوارات لفتح آفاق جديدة أمام القراء (هيئة المكتبات)

وضمّ الملتقى 4 مناطق مختلفة في مجالات متنوعة لإثراء ثقافة القراءة، منها منصة تبادل الكتب وأندية القراءة وغيرها. كما جمعَ المحبين والمهتمين بأندية القراءة، التي تُسهم في تعزيز العادات والممارسات القِرائية، بتوفير منصاتٍ للتبادل الفكري والنقاش البنّاء، واستعراض أنماط وأساليب عملية في المجالات القِرائية، انطلاقاً مما تُمثّله هذه الأندية بوصفها جسوراً متينة تربط بين القراء والإسهام للوصول إلى مستقبلٍ واعد.

شملت الجلسات الحوارية موضوعات غنية ومتميزة (هيئة المكتبات)

وفي «رُكن تبادل الكتب»، تمكّن الزوار من استكشاف مجموعة مختارة من الكتب، مع إمكانية تبادلها، بما يعزز ثقافة القراءة والمشاركة المجتمعية.

وتهدف هيئة المكتبات في السعودية من الملتقى، أن يُسهم في ترسيخ قيم الثقافة، ويدعم التبادل الفكري بين قرّاء العالم، وجعل القراءة ركيزةً أساسية في رحلة التّحول الحضاري، وتسليط الضوء على المواهب السعودية والعربية والعالمية، وتعزيز ثقافة القراءة وتبنّيها قيمة مجتمعية تُسهم في الارتقاء بالوعي وتوسيع آفاق الفكر داخل بيئة تجمع بين الإبداع والتنوع في مجال القراءة، من خلال فعاليات مبتكرة تجذب جميع الفئات العمرية والتوجهات الفكرية.