«القاهرة للكتاب» لتحقيق أرقام قياسية

استقبل أكثر من مليون و200 ألف زائر خلال 4 أيام

جانب من مرتادي معرض القاهرة (صفحة معرض الكتاب على «فيسبوك»)
جانب من مرتادي معرض القاهرة (صفحة معرض الكتاب على «فيسبوك»)
TT

«القاهرة للكتاب» لتحقيق أرقام قياسية

جانب من مرتادي معرض القاهرة (صفحة معرض الكتاب على «فيسبوك»)
جانب من مرتادي معرض القاهرة (صفحة معرض الكتاب على «فيسبوك»)

يتجه معرض القاهرة الدّولي للكتاب لتحقيق رقم قياسي في عدد زوار دورته الـ55 التي تقام في مركز مصر للمعارض الدّولية والمؤتمرات بالتجمع الخامس (شرق القاهرة)، خلال الفترة من 25 يناير (كانون الثاني) الحالي إلى 6 فبراير (شباط) المقبل. ووصل عدد الزوار إلى أكثر من مليون و200 ألف زائر في اليوم الرابع، الأحد.

وكان المعرض الذي يقام تحت شعار «نصنع المعرفة... نصون الكلمة»، بمشاركة 1200 ناشر من 70 دولة، استقبل خلال الأيام الثلاثة الأولى من فتح أبوابه للجمهور أكثر مليون زائر، وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، ما يعدّ رقماً قياسياً خلال تلك الفترة مقارنة بالسنوات السابقة.

جانب من مرتادي معرض القاهرة الدولي للكتاب (صفحة معرض الكتاب على «فيسبوك»)

وقالت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني: «وصل عدد الزوار في اليوم الثالث، إلى 404931 زائراً»، وأشارت في بيان، إلى أن «هذه المعدلات الجماهيرية الكبيرة التي يشهدها المعرض لها دلالتها الواضحة بأن هذه الدورة استثنائية وفارقة في تاريخ المعرض».

وقال الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب: «وصل عدد الحضور في اليوم الثالث للمعرض منذ فتح أبوابه للجمهور، إلى 404931 زائراً، ليتجاوز عدد الزوار خلال 3 أيام من فتح المعرض أبوابه للجمهور المليون زائر، حيث وصل إجمالي عدد زائريه إلى 1.009.983 زائراً»، وأشار إلى «مشاركة الجمهور الكبيرة في كثير من الأنشطة الثقافية والفنية التي يتضمنها برنامج المعرض»، فيما شهد اليوم الرابع حضور 254190 زائراً، ليصل الإجمالي إلى نحو 1.264.173 زائراً، حسب بيان لوزارة الثقافة.

وكان المعرض شهد العام الماضي (2023) عدد حضور لإجمالي مدته التي تصل إلى 14 يوماً يصل إلى 3.609.395 زائراً.

ويرى أستاذ الدراسات الثقافية المنتدب بالجامعات المصرية الدكتور حاتم الجوهري، أن «أكثر من مليون زائر للمعرض في 3 أيام يعني أن جينات المصريين تميل إلى الثقافة والمعرفة، بوصفها التمثل الأخير في هذا المسار التاريخي المصري الطويل من الاحتماء ببعضهم، وكذلك من تقديرهم للعلم الحقيقي».

وقال الجوهري لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه رسالة للجميع يمكن أن نفك شفرتها عن طريق منهج الدرس الثقافي للظواهر المجتمعية، وهي أن المصريين يميلون دوماً للجماعة وتمثلاتها، سواء في الموالد الشعبية أو الطرق الصوفية أو التظاهرات الثقافية، التي يأتي معرض الكتاب في ذروة هذه التمثلات الحديثة».

زحام في صالات الناشرين بالمعرض (معرض القاهرة للكتاب على «فيسبوك»)

وأشار إلى أنها «رسالة للباحثين الجادين الذين ربما يقفون على مسافة من السطح، ويميلون للعمل في العمق بعيداً عن الضجيج»، كما يراها «رسالة للجميع في مواجهة كل التحديات الوجودية التي تلح على الجماعة المصرية في الاتجاهات كافة، بأن النجاة في الثقافة والمعرفة الحقيقية».

وقال الناقد الأدبي والكاتب شعبان يوسف إن «المعرض تزداد أهميته عاماً بعد عام، ولا يتوقف عند كونه ظاهرة ثقافية، بل أصبح ظاهرة اجتماعية»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط»، أنه «بالإضافة إلى الكتب ودور النشر والندوات والمؤتمرات وحفلات التوقيع، فهناك رغبة لدى الكتاب والباحثين وأساتذة الجامعة أن يذهبوا للمعرض ليلتقوا»، لافتاً إلى أن المعرض «تجاوز فكرة الظاهرة الثقافية والفنية (وفقاً للنشاط الفني الذي يشهده)، حيث يستغل البعض المساحات الواسعة بين الصالات وأروقة الندوات والكتب، للتعبير عن مواهبهم بصورة مختلفة»، وتوقع أن تصبح هذه الأعداد في ازدياد، موضحاً أن «المعرض أصبح يعبر عن شوق وتوق للمثقفين وللمصريين عموماً، ليذهبوا ويشاركوا بأشكال مختلفة، كما أنه محفل للكتاب سواء في دور النشر المختلفة أو في سور الأزبكية».


مقالات ذات صلة

مختبر فلسطين... قنابل يدوية بدل البرتقالات

كتب مختبر فلسطين... قنابل يدوية بدل البرتقالات

مختبر فلسطين... قنابل يدوية بدل البرتقالات

يتجاوز الصحافي أنتوني لونشتاين، الخطوط المحلية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في كتابه الاستقصائي «مختبر فلسطين: كيف تُصَدِّر إسرائيل تقنيات الاحتلال إلى العالم»

عبد الرحمن مظهر الهلّوش (دمشق)
كتب سردية ما بعد الثورات

سردية ما بعد الثورات

لا تؤجل الثورات الإفصاح عن نكباتها، هي جزء من حاضرها، وتوقها إلى التحقق، وتلافي تكرار ما جرى، بيد أنها سرعان ما تصطنع مآسيها الخاصة، المأخوذة برغبة الثأر

شرف الدين ماجدولين
ثقافة وفنون «فلسفة هيوم»... زيارة جديدة لأحد أهم مفكري القرن الثامن عشر

«فلسفة هيوم»... زيارة جديدة لأحد أهم مفكري القرن الثامن عشر

عن دار «أقلام عربية» بالقاهرة، صدرت طبعة جديدة من كتاب «فلسفة هيوم: بين الشك والاعتقاد» الذي ألفه الباحث والأكاديمي المصري د. محمد فتحي الشنيطي عام 1956

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق ذاكرة إسطنبول المعاصرة ورواية أورهان باموك الشهيرة في متحف واحد في إسطنبول (الشرق الأوسط)

«متحف البراءة»... جولة في ذاكرة إسطنبول حسب توقيت أورهان باموك

لعلّه المتحف الوحيد الذي تُعرض فيه عيدان كبريت، وبطاقات يانصيب، وأعقاب سجائر... لكن، على غرابتها وبساطتها، تروي تفاصيل "متحف البراءة" إحدى أجمل حكايات إسطنبول.

كريستين حبيب (إسطنبول)
كتب فرويد

كبار العلماء في رسائلهم الشخصية

ما أول شيء يتبادر إلى ذهنك إذا ذكر اسم عالم الطبيعة والرياضيات الألماني ألبرت آينشتاين؟ نظرية النسبية، بلا شك، ومعادلته التي كانت أساساً لصنع القنبلة الذرية

د. ماهر شفيق فريد

حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)
المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)
TT

حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)
المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)

هل هناك لصوص أبطال؟ سؤال عميق يطرحه المسلسل السعودي «طراد»، المقتبس عن قصة الأسطورة الإنجليزية «روبن هود»، الذي أخذ على عاتقه سرقة أموال الأغنياء وتقديمها إلى الفقراء، وعلى هذا النمط نفسه تدور أحداث «طراد»، الذي يتفق فيه 3 أصدقاء على تشكيل عصابة تعمل على سرقة الأشرار وإنصاف المتضررين منهم.

يصف الممثل السعودي حكيم جمعة تجربته الأولى هذه في إخراج المسلسلات لـ«الشرق الأوسط» بأنها صعبة نوعاً ما، مضيفاً: «كانت أشبه بمعسكر للإخراج، ضمت الكثير من التحديات اللوجيستية والفنية، ومن بينها أني ولأول مرة أصوّر في مدينة الرياض، وبشكل خاص في حي العود، الذي تدور فيه الكثير من أحداث المسلسل».

الممثلة فاطمة الشريف في مشهد من العمل (إنستغرام)

تساؤلات عميقة

قصة العمل قد تثير الكثير من الجدل بين المشاهدين، وهذا ما يعتقد حكيم أنه من الضروريات التي يجب أن يشارك الفن في إثارتها، وذلك من خلال مناقشة الجمهور في الاحتمالات والدوافع لكل فعل، وهل كانت مبررة أم لا، وأضاف: «حاولت أن أستطلع رأي الممثلين الشباب في ذلك، وقد تباينت الآراء فيما بينهم حيال ذلك، فلكل منهم رؤيته الخاصة تجاه الشخصيات والأحداث، وهو ما أتمنى أن يشد الجمهور تجاه العمل».

ويتابع حكيم: «جميعنا مررنا بمواقف صعبة، وحينها ربما تسوّل أنفس البعض منا لفعل ما يخالف قناعاتنا، ولكن حين نفكر بأثر ذلك على المدى البعيد، نتساءل: هل سيعيش الشخص مرتاح الضمير في حال ارتكابه لتلك الأفعال أم لا؟».

أبطال المسلسل الذي يضم عدداً كبيراً من الوجوه السعودية الشابة (إنستغرام)

ويضم مسلسل «طراد» الذي سيتم بدء عرضه على منصة «شاهد» يوم الجمعة المقبل الكثير من الممثلين السعوديين الذين ما زالوا في بداياتهم، مثل: نايف البحر، وعبد الله متعب، وهاشم هوساوي، وسعيد صالح، وسعيد القحطاني، وليلى مالك، وعبد الرحمن نافع، وسارة الحربي وآخرين، وهم ممثلون يراهن حكيم جمعة عليهم، مبيناً أنه اجتمع معهم في نهاية التصوير، وأكد لهم ضرورة أن يستفيدوا من هذه التجربة وكل تجاربهم المقبلة، لتكون زاداً لهم في التعلّم والتقدم.

يصف جمعة تجربته الإخراجية في المسلسل بأنها أشبه بالمعسكر (الشرق الأوسط)

نضوج الحلم

حكيم الذي خاض في عدة أعمال سابقة تجربة الإخراج السينمائي إلى جانب التمثيل، تحدث عن نفسه، قائلاً: «في بداية مسيرتي كنت أتمنى أن أكون جزءاً من الحراك الفني السعودي، أما الآن حلمي صار أكبر، حيث أتطلع لأن أكون أحد الوجوه المعروفة في هذا المجال، وأقرب مثال على ذلك حين جاء الممثل الأميركي العالمي ويل سميث إلى الرياض للمشاركة في منتدى الأفلام السعودي (أكتوبر «تشرين الأول» الماضي)، حرصت حينها أن يظهر حواري معه بالشكل المناسب، فأنا لا أرغب في أن أكون ممثلاً فقط، بل أرغب بأن أكون كذلك أحد المشاركين في هذا الحراك الكبير، وأعتبر ذلك مسؤولية كل الفنانين السعوديين».

وفي ختام حديثه، أشاد حكيم بالمشهد السينمائي السعودي، وخص بذلك فيلم «هوبال» للمخرج عبد العزيز الشلاحي، الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية، قائلاً: «علينا أن نفرّق بين الأفلام السعودية والأفلام التي تعبر عن السعودية، فلقد كنا مهووسين بالنوع الثاني لأننا نحب أن نقدم أفلامنا للجمهور العالمي، بينما (هوبال) يأتي من النوع الأول، فهو فيلم عظيم حقاً!».