الكحول يعطل مراحل النوم الطبيعية

النوم الطبيعي يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على صحة الجسم والعقل (آن سبلاش)
النوم الطبيعي يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على صحة الجسم والعقل (آن سبلاش)
TT

الكحول يعطل مراحل النوم الطبيعية

النوم الطبيعي يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على صحة الجسم والعقل (آن سبلاش)
النوم الطبيعي يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على صحة الجسم والعقل (آن سبلاش)

وجدت دراسة أميركية أن شرب الكحول، حتى ولو بنسبة بسيطة، يُعطّل بنية النوم الطبيعية، خصوصاً نوم حركة العين السريعة، ما يمكن أن يقود إلى مشاكل عاطفية وصعوبات في حِدة العقل ومشاكل في الذاكرة.

وأوضح الباحثون في جامعة براون أن مشروباً واحداً من الكحول قبل النوم يُحدِث تغيرات في معدل نوم حركة العين السريعة «REM»، وهو مرحلة من النوم تتميز بحركة العين السريعة، وزيادة النشاط الدماغي، يُعرَف أيضاً باسم «النوم النشِط»، ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية «النوم».

وبنية النوم هي الترتيب الزمني للمراحل المختلفة للنوم، التي تبدأ بمراحل النوم الخفيف، وتنتهي بمراحل النوم العميق. وتلعب بنية النوم دوراً مهماً في الحفاظ على صحة الجسم والعقل.

في المقابل، يمكن أن تؤثر اضطرابات النوم على بنية النوم، ما قد يؤدي لمجموعة من المشاكل الصحية، مثل صعوبة التركيز، وتراجع الذاكرة، والاكتئاب.

وركّز الفريق، في دراسته، على تأثير شرب الكحول على مرحلة محددة من النوم؛ وهي نوم حركة العين السريعة، الذي يحدث بشكل متكرر أثناء الليل، ويمثل نحو 25 في المائة من إجمالي مدة النوم لدى البالغين الأصحّاء.

ويلعب نوم حركة العين السريعة دوراً مهماً في عدد من العمليات الجسدية والعقلية، بما في ذلك التعلم، والذاكرة، ومعالجة المشاعر والإبداع.

وللوصول إلى النتائج، راقب الفريق 30 متطوعاً بالغاً أمضوا 3 أيام وليالٍ متتالية في مختبر أبحاث النوم بمستشفى برادلي في الولايات المتحدة، حيث يمكن مراقبة أدمغتهم أثناء نومهم.

ولتقييم تأثير تناول كأس واحدة من الكحول قبل الذهاب إلى السرير، تناول المشاركون المتطوعون إما مشروباً غير كحولي، أو كحولياً قبل ساعة من النوم.

ووجد الفريق أن تناول مشروب كحولي واحد فقط أدى لانخفاض مدة نوم حركة العين السريعة، مقارنة بالمشروب غير الكحولي.

وأشار الباحثون إلى أن تناول المشروبات الكحولية في 3 ليال متتالية لم يؤدّ إلى تكيف الجسم للتغلب على التأثيرات التي أحدثها الكحول في مقدار نوم حركة العين السريعة.

وخلص الفريق إلى أن تناول كمية صغيرة من الكحول قبل النوم يمكن أن يؤثر سلباً على نوعية النوم؛ ومن ثم فإن لجوء البعض لاستخدام الكحول وسيلة مساعِدة على سرعة الاستغراق في النوم، يظل مصدر قلق للصحة العامة.



انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
TT

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

تُثابر أليس مغبغب منظمة مهرجان «بيروت للأفلام الفنية» (باف) على تجاوز أي مصاعب تواجهها لتنظيم هذا الحدث السنوي، فترفض الاستسلام أمام أوضاع مضطربة ونشوب حرب في لبنان. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «علينا الانتصاب دائماً ومواجهة كل من يرغب في تشويه لبنان الثقافة. نعلو فوق جراحنا ونسير بثباتٍ للحفاظ على نبض وطن عُرف بمنارة الشرق. كان علينا أن نتحرّك وننفض عنّا غبار الحرب. ندرك أن مهمتنا صعبة، ولكننا لن نستسلم ما دمنا نتنفس».

الصورة وأهميتها في معرض العراقي لطيف الآني (المهرجان)

انطلقت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي فعاليات مهرجان «بيروت للأفلام الفنية»، ويحمل في نسخته العاشرة عنوان «أوقفوا الحرب»، وتستمر لغاية 6 ديسمبر (كانون الأول). يعرض المهرجان 25 فيلماً، ويقيم معرض صور فوتوغرافية. ويأتي هذا الحدث بالتوازي مع الذكرى الـ50 للحرب الأهلية اللبنانية، وتجري عروضه في المكتبة الشرقية في بيروت.

وتتابع مغبغب: «رغبنا في لعب دورنا على أكمل وجه. صحيح أن كل شيء حولنا يتكسّر ويُدمّر بفعل حرب قاسية، بيد أننا قررنا المواجهة والمقاومة على طريقتنا».

تقع أهمية النسخة الـ10 بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية. ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها. فأُطلق في 25 نوفمبر معرض هادي زكاك عن صالات السينما في مدينة طرابلس، يحمل عنوان «سينما طرابلس والذاكرة الجماعية»، وذلك في المكتبة الشرقية في العاصمة بيروت. ويسلّط المعرض الضوء على هذه المدينة الثقافية بأسلوبه. كما عرض المهرجان في اليوم نفسه الوثائقي «أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي. وقد نال عنه مؤخراً جائزة لجنة التحكيم الكبرى في الدورة الـ24 لمهرجان السينما الأثرية (FICAB) في مدينة بيداسوا الإسبانية.

يُختتم المهرجان بالفيلم اللبناني «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»

وفي السابعة مساءً، اختُتم أول أيام الافتتاح بعرض المهرجان لفيلم هادي زكاك «سيلّما»، ويوثّق فيه سيرة صالات السينما في طرابلس، يومَ كانت السينما نجمة شعبيّة في المدينة الشماليّة.

وكما بداية المهرجان كذلك ختامه يحمل النفحة اللبنانية، فيعرض في 6 ديسمبر (كانون الأول) فيلم فيروز سرحال «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»، وذلك في الذكرى الـ30 لرحيله. في الفيلم زيارة أماكن عدّة شهدت على حياة بغدادي وأعماله، والتقاء بالمقربين منه لتمضية يوم كامل معهم في بيروت، حيث يسترجعون مسيرة بغدادي المهنية في ذكريات وصور.

وتشير مغبغب، في سياق حديثها، إلى أن المهرجان ولّد حالة سينمائية استقطبت على مدى نسخاته العشر صنّاع أفلام عرب وأجانب. وتضيف: «تكثر حالياً الإنتاجات الوثائقية السينمائية. في الماضي كانت تقتصر على إنتاجات تلفزيونية، توسّعت اليوم وصار مهرجان (باف) خير عنوان لعرضها».

فيلم فؤاد خوري يُوثّق الحرب اللبنانية (المهرجان)

ومن النشاطات التي تصبّ في تعزيز الصورة الفوتوغرافية أيضاً، معرضٌ للعراقي لطيف الآني، يحكي قصة العراق منذ 50 سنة ماضية، ينقل معالمه ويومياته كما لم نعرفها من قبل. وتعلّق مغبغب: «أهمية الصورة الفوتوغرافية تأتي من حفاظها على الذاكرة. ولذلك سنشاهد أيضاً فيلم فؤاد خوري عن ذاكرة الحرب اللبنانية».

ويغوص فيلم خوري في مسار هذا الفنان الذي أخذ دور موثّق الحرب، والشاهد على النّزاعات في الشرق الأوسط.

مغبغب التي تأمل بأن تجول بالمهرجان في مناطق لبنانية بينها بعلبك وصور، تقول: «الناس متعطشة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الموضوعات الفنية. إنها تشكّل لهم متنفساً ليتخلصوا من همومهم ولو لبرهة. وهذه الأفلام الواقعية والموثقة بكاميرات مخرجين كُثر، تجذبهم بموضوعاتها الاجتماعية والجمالية».

تقول أليس مغبغب إن عملها في المهرجان كشف لها عدد أصدقاء لبنان من دول أجنبية وعربية. ولذلك نتابع عروضاً لأفلام أجنبية من بينها مشاركة من إنجلترا بعد غياب عن المهرجان لـ4 سنوات. وسيُعرض بالمناسبة «الرجل المقاوم» و«شكسبيرز ماكبث» ثاني أيام المهرجان في 26 نوفمبر.

ويُخصّص «بيروت للأفلام الفنية» أيام عرضٍ خاصة ببلدان أجنبية، من بينها الإيطالي والبلجيكي والسويسري والبرازيلي والإسباني والألماني.

«أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي (المهرجان)

ويبرز فيلما «لاماتوري» و«أخضر على رمادي» للإيطاليين ماريا موتي وإميليا أمباسز في المهرجان. وفي ذكرى مئوية الفن السوريالي تشارك إسبانيا من خلال المخرجَين بالوما زاباتا وكانتين ديبيو، فيُعرض «لا سينغالا» و«دالي»، ويُعدّ هذا الأخير من أهم الأفلام الوثائقية عن الفنان الإسباني الراحل والشهير.

وفي 5 ديسمبر (كانون الأول) سيُعرض فيلم خاص بالمكتبة الشرقية مستضيفة المهرجان. وتوضح مغبغب: «عنوانه (المكتبة الشرقية إن حكت) من إخراج بهيج حجيج، ويتناول عرَاقة هذه المكتبة وما تحويه من كنوز ثقافية».

ومن الأفلام الأجنبية الأخرى المعروضة «إيما بوفاري» وهو من إنتاج ألماني، ويتضمن عرض باليه للألماني كريستيان سبوك مصمم الرقص الشهير، وهو يقود فرقة «ستانس باليه» المعروفة في برلين.

وفي فيلم «جاكوميتي» للسويسرية سوزانا فانزون تتساءل هل يمكن لمكانٍ ما أن يكون مصدر موهبة عائلة بأسرها. وتحت عنوان «من الخيط إلى الحبكة» يتناول مخرجه البلجيكي جوليان ديفو، فنّ النّسيج وما تبقّى منه حتى اليوم، فينقلنا إلى مصانع بروكسل وغوبلان مروراً بغوادا لاخارا في المكسيك.