كريستوفر نولان يتولّى القيادة أميركياً وكوثر بن هنية عالمياً

تتضمن منافسة مهرجانات أوروبية ضد بعضها بعضاً

مارك روفالو (سيرتشلايت)
مارك روفالو (سيرتشلايت)
TT

كريستوفر نولان يتولّى القيادة أميركياً وكوثر بن هنية عالمياً

مارك روفالو (سيرتشلايت)
مارك روفالو (سيرتشلايت)

عنوان أحد أفلام وودي ألن الأولى هو «خذ المال واهرب» (Take the Money and Run)، وهو الحال الذي وجدت غريتا غرويغ عليه عندما أعلنت ترشيحات الأوسكار يوم أول من أمس، ولم يتضمن اسمها مخرجة لفيلمها البرّاق «باربي». كان الفيلم جمع أكثر من مليار و400 مليون دولار وتوقع له رهط كبير من متابعي الجوائز وسجل حضوراً أفضل في ترشيحات الأوسكار للعام الحالي.

كما هو الحال، فلربما كان من الأضمن أن تأخذ غرويغ المال وتُعدّ نفسها محظوظة. الفيلم بحد ذاته - نال أو لم ينل الأوسكار - ليس أكثر من متعة متكلّفة وعابرة.

لكن النتيجة ليست وبالاً كما سارع كثيرون للقول. فالفيلم الذي يتحدّث عن اللعبة الشقراء التي تترك عالمها وتقرّر زيارة البشر في مجتمعهم موجود في ثماني ترشيحات بينها ما هو رئيسي، مثل ترشيحه لأفضل فيلم، وترشيحه لأفضل سيناريو، لكن ليس منها (وهنا تكمن خيبة الأمل الكبرى بالنسبة للمخرجة - المنتجة غريتا غرويغ) المنافسة على أوسكار أفضل مخرج أو أوسكار أفضل ممثلة في دور أول.

تعجب!

الأقسام التي ضمّت حضور «باربي» فيها، هي سباقات أفضل فيلم، وأفضل ممثل مساند (رايان غوسلينغ الذي «أعلن عن خيبة أمله» في عدم وصول المخرجة وبطلة فيلمها روبي مارغو إلى الترشيحات) وأفضل ممثلة مساندة (أميركا فيريرا) وأفضل تصميم ملابس، وأفضل سيناريو مقتبس (غرويغ ونوا بومباش)، وأفضل أغنية مكتوبة خصيصاً (ترشيحان)، وأفشل تصميم إنتاج.

أما «أوبنهايمر»، منافسه الأول في عروضه التجارية وفي هذا الجزء من دوّامة موسم الجوائز، فخرج بـ13 ترشيحاً تتضمن بالطبع أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل في دور أول (كيليان مورفي)، وأفشل ممثل مساند (روبرت داوني جونيور)، وأفضل ممثلة مساندة (إيميلي بْلنت)، وأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل تصوير (هويت فان هولتيما)، وأفضل تصميم ملابس، وأفضل صوت، وأفضل موسيقى مكتوبة خصيصاً، وأفضل تصميم إنتاج، وأفضل تجميل.

هذه المسابقة الأخيرة تثير التعجب على ثانوية حضورها إزاء الترشيحات الكبرى؛ كون «روبي» شهد عمليات تجميل أكثر من «أوبنهايمر» على الأقل في الجانب المباشر للكلمة. لكن من المرجح أن الأكاديمية، عبر أعضائها، وجدت أن عمليات التجميل وتصاميم الشعر الذي بدت في «أوبنهايمر» كانت أكثر فناً؛ كونها متصلة بعلاقة الفيلم بالفترة التاريخية (الأربعينات) التي دارت الأحداث فيها.

زوربا اليوناني

يمكن قراءة نتائج بعض الأقسام وهي تتلألأ للناظرين منذ الآن. «أوبنهايمر» بترشيحاته الـ13 سيكتسح من 4 إلى 5 منها تنضوي على جوائز أفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل سيناريو مقتبس من بين أخرى.

المنافسة الشديدة التي يواجهها لم تعد وجود «باربي» في ترشيحات أفضل فيلم، بل في وجود فيلم اليوناني يورغوس لانثيموس «أشياء بائسة» في مسابقتي أفضل فيلم وأفضل إخراج. ومع أن المتوقع هو فوز «أوبنهايمر» بكلتا هاتين الجائزتين، إلا أن حضور «أشياء بائسة» بمجموع 11 ترشيحاً مختلفاً، ظاهرة لا بد من التعامل معها جدياً.

هذا الفيلم الذي شهد نجاحاً إعلامياً كبيراً حاضر في ترشيحات جوائز نوعية أخرى مثل أفضل ممثلة أولى (إيما ستون)، وهو القسم الذي لا يتبارى فيه «أوبنهايمر» لعدم وجود شخصية نسائية أولى فيه، وأفضل ممثل مساند (مارك روفالو). وأفضل سيناريو مقتبس (توني مكنامارا) والتصوير (روبي رايان) من بين أخرى أقل جذباً للاهتمام إلا بالنسبة لفنانيها وفنييها.

روفالو ينافس روبرت داوني جونيور على أوسكار أفضل ممثل مساند أكثر مما يفعل رايان غوسلينغ عن «باربي» أو روبرت دينيرو عن «قتلة ذَ فلاور مون».

ولا بد من ذكر أن الممثلة الألمانية ساندرو هولر مرشّحة عن دورها في «تشريح سقوط»، لكنها أيضاً بطلة فيلم «منطقة اهتمام» المرشّح في أنحاء أخرى من الجوائز، بينها جائزة أفضل فيلم دولي.

حضور «أشياء بائسة» بهذا الزخم (11 جائزة) يماثل ما حدث ذات مرّة مع فيلم يوناني الإخراج (وناطق بالإنجليزية أيضاً) ترشّح في 8 ميادين سنة 1965 وهو «زوربا اليوناني» لمايكل كاكويانيس. ذلك الفيلم حصد جائزتين فقط من بين ستٍ رُشّح لها لا تتضمن أوسكار أفضل فيلم ولا أفضل إخراج، بل أفضل تصوير بالأبيض والأسود، وأفضل ما كان يُسمى في ذلك الحين أفضل «ديكور وإدارة فنية». ما فشل ذلك الفيلم في تحقيقه هو الوثوب على أوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج، علماً بأن بطل الفيلم، أنتوني كوِين، لم يُرشّح عن دوره الأول أساساً.

كوثر بن هنية (تانيت فيلمز)

صراع مهرجانات

وهناك أمر آخر لم تأتِ منصّات الإعلام على ذكره.

المنافسة على تحقيق أوسكار أفضل فيلم في الدورة الحالية تشهد صراعاً خفياً بين مهرجانين أوروبيين هما «فينيسيا» «كان». ففيلم «أشياء بائسة» نال الجائزة الأولى في ذلك المهرجان العتيد («الأسد الذهبي»)، في حين عُرض «تشريح سقوط» (Anatomy of a Fall) في مهرجان «كان» ونال بدوره جائزته الأولى (السعفة الذهبية).

كلاهما في أهم منافستين حالياً (أفضل فيلم وأفضل مخرج)، وذاك الذي سيفوز بإحدى هاتين الجائزتين (إذا فعل) سيمنح المهرجان قوّة دفع جديدة على أساس أنه المهرجان الذي يرسل أفلامه إلى «الأوسكار» لتفوز. بالتالي، تستخدم هذه الحقيقة (التي سادت السنوات العشر الأخيرة) في المنافسة على جذب الأفلام الفنية إليهما.

ما يثير الملاحظة أن كلا الفيلمين ناطق بالإنجليزية؛ ما يحصر المنافسة بينهما في إطار الفيلم الناطق بالإنجليزية وليس في سباق أفضل فيلم دُولي (أجنبي سابقاً).

حظوظ تونسية

هذا السباق يتضمن أفلاماً على درجة جيدة من النوعية، وهي: «الكابتن» (إيطاليا)، و«أيام مثالية» (اليابان)، و«مجتمع الثلج» (إسبانيا)، و«صالة الأساتذة» (ألمانيا)، و«منطقة الاهتمام» (بريطانيا)؛ وهو سيتمحور، على الأرجح، بين «أيام مثالية» (Perfect Days)، و«منطقة الاهتمام» (The Zone of Interest)، الفيلم الياباني من إخراج الألماني فم فندرز، والفيلم الآخر للمخرج الأميركي جوناثان غلايزر وهو ناطق بالألمانية واليديشية. وفي حين عُرض «أيام مثالية» في «فينيسيا» فإن الفيلم البريطاني - الأميركي من عروض مهرجان برلين. الفوز بينهما سيؤدي كذلك إلى تأثير إعلامي إيجابي للمهرجان الذي عرض أحد الفيلمين.

إذا فاز «أيام مثالية» المقدّم باسم اليابان وفاز «الولد ومالك الحزين» (The Boy and the Heron) بأوسكار أفضل فيلم أنيميشن، فإن اليابان ستخرج بسعادة مزدوجة كون فيلم الرسوم هو من إنتاجها أيضاً.

على صعيد الأفلام التسجيلية أو غير الروائية، فإن دخول الفيلم التونسي «أربع بنات» سباق أوسكار الفيلم التسجيلي الطويل ربما يكون التهيئة لخروجه فائزاً. مزيد من هذا الوضع سيتأكد حال مشاهدة الأفلام التالية لمعاينة موقع فيلم كوثر بن هنية بينها فعلياً. لكن ما يتبدّى الآن أن الفيلم شقّ بنجاح منافسة صعبة وفي بعض التوقعات هو الذي يقود في هذا القسم أكثر من سواه.

بين أوبنهايمر وسكورسيزي

الأفلام المتنافسة على الأوسكار ألأول (أفضل فيلم) هي التي تستحوذ الاهتمام الأوسع، وستثابر على ذلك لحين خروج النتائج في 10 مارس (آذار) المقبل. وعددها 15 فيلماً (ما يرفع كذلك من مستوى الاهتمام) وهي، حسب عدد ترشيحات كل منها، «أوبنهايمر» لكريستوفر نولان (13 ترشيحاً)، و«أشياء بائسة» ليورغوس لانثيموس (11)، و«قتلة ذَ مون فلاور» لمارتن سكورسيزي (10)، و«باربي» لريتا غرويغ (8)، و«مايسترو» لبرادلي كوبر (7)، و«أميركان فيكشن» لكورد جيفرسن (5)، و«تشريح سقوط» لجوستِين تراييه (5).

لجانب «أوبنهايمر» و«باربي» و«أشياء بائسة» و«تشريح سقوط»، فإن الأفلام التالية، حسب عدد الترشيحات التي نالها كل منها هي، «مايسترو» لبرادلي كوبر (5)، و«أميركان فيكشن» لكورد جيفرسن (5)، و«المستمرون» لألكسندر باين (5)، و«منطقة الاهتمام» لجوناثان غلازر (5)، و«نابوليون» لريدلي سكوت (3)، ومن ثمّ ترشيحان لكل فيلم من الأفلام التالية: «المبدع» لغارث إدواردز، و«المهمّة مستحيلة: تقديرات مميتة» لكريستوفر ماغواير، و«نياد» (NYAD) لجيمي تشين، و«حيوات سابقة» لسيلين سونغ، و«مجتمع الثلج» لج. أ. بايونا.

بينما ستكون لنا عودات لقراءة الأقسام الأخرى والتطوّرات لاحقاً، فإن الواضح هو احتمال اكتساح «أوبنهايمر» على ما عداه والخروج بـ4 أو 5 جوائز مما هدف إليه، وهي أفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل ممثل أول، وأفضل ممثل مساند، علماً أن «قتلة ذَ فلاور مون» سيتولى مهمة اقتسام الأصوات لمخرج هو الأكبر سنّاً (81 عاماً) ليس بين كل المخرجين المشاركين الآن بل في تاريخ الأوسكار بأسره.


مقالات ذات صلة

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

يوميات الشرق تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تُوّج تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير» خلال حفل جوائز «MENA Effie Awards 2024».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر جوائز مهرجان «أثر» للإبداع

تصدّرت وكالة الخدمات الإبداعية والإعلانية (SRMG Labs)، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، مهرجان «أثر» للإبداع، الأكبر من نوعه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية نجومية لاعبي الريال ساهمت في تراجع حظوظ فينيسيوس (أ.ف.ب)

رئيس «فرانس فوتبول»: فرص فينيسيوس في الكرة الذهبية تضررت بسبب لاعبي الريال

أشار رئيس تحرير مجلة «فرانس فوتبول» فينسنت غارسيا إلى أن فرص فينيسيوس جونيور في الفوز بالكرة الذهبية قد تضررت بسبب إنجازات زميليه في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية فينيسيوس غاضب جداً بسبب خسارة الجائزة (أ.ف.ب)

بعد زلزال الجائزة الذهبية... مَن الذين يخافون من وجود ريال مدريد؟

بعد أقل من 24 ساعة على الضربة القاسية التي تلقاها ريال مدريد بخسارة الكلاسيكو 4 - 0 أمام برشلونة في البرنابيو، الأحد، حدث تحول آخر مزلزل في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية فينيسيوس جونيور وناديه الريال غاضبان من عدم الفوز بالجائزة (أ.ف.ب)

ريال مدريد مقاطعاً حفل جوائز الكرة الذهبية: لا يحترموننا

قرر ريال مدريد، بطل الدوري الإسباني ومسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، مقاطعة حفل جوائز الكرة الذهبية الذي تنظمه سنوياً مجلة «فرنس فوتبول» الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.