كيف يمكن منع انتكاسة سرطان البروستاتا؟

يصيب سرطان البروستاتا 1 من كل 8 رجال (آنسبلاش)
يصيب سرطان البروستاتا 1 من كل 8 رجال (آنسبلاش)
TT

كيف يمكن منع انتكاسة سرطان البروستاتا؟

يصيب سرطان البروستاتا 1 من كل 8 رجال (آنسبلاش)
يصيب سرطان البروستاتا 1 من كل 8 رجال (آنسبلاش)

أفادت نتائج تجربة سريرية، أجرتها مؤسسات طبية عدّة، بقيادة باحثين من جامعة كاليفورنيا الأميركية في سان فرانسيسكو بأن جمع المرضى الذين يعانون من انتكاسة سرطان البروستاتا بين الأدوية، علاجاً مركباً، التي تمنع هرمون التستوستيرون، يسهم في تقليل انتشار السرطان بشكل يفوق العلاج بدواء واحد.

ووفق النتائج المنُشورة، الثلاثاء، في مجلة «علم الأورام السريري»: «يمكن لهذا النهج تمديد الوقت بين العلاجات الدوائية المنهكة للمريض من دون إطالة الوقت الذي يستغرقه المريض للتعافي مع كل علاج».

قال راهول أغاروال، الأستاذ في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، والباحث الرئيسي للدراسة: «يضيف هذا إلى مجموعة متزايدة من الأدلة لصالح العلاج المكثف (المركب) للجمع بين أكثر من دواء لمنع هرمون التستوستيرون لدى المرضى الذين يعانون من الشكل الأكثر خطورة من سرطان البروستاتا».

وتتسبب الأدوية في انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، وبالتالي كبح جماح السرطان، ولكن ينتج عن العلاج شعور المرضى بالإرهاق والهبات الساخنة وانخفاض الرغبة الجنسية ومشاكل أخرى، وفقاً لأغاروال.

ويصيب سرطان البروستاتا 1 من كل 8 رجال ويتسبب في وفاة 34 ألف شخص كل عام في الولايات المتحدة وحدها. وعادةً ما يُعالج المرضى باستخدام أحد أدوية خفض هرمون التستوستيرون لفترة زمنية محددة.

ركزت الدراسة الجديدة على المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية لسرطان البروستاتا، ومع ذلك انتكس السرطان واكتُشف من خلال قفزة مفاجئة في مستويات البروتين الدال على وجود الورم في الدم، أو ما يسمّى باختبار مستضد البروستاتا النوعي (PSA).

وهو ما علق عليه أغاروال: «نظرنا إلى المرضى الذين لديهم ارتفاعاً سريعاً في مستويات (PSA)، وهو مؤشر على وجود شكل أكثر خطورة من سرطان البروستاتا المنتكس».

وأضاف: «هدفنا كان اختبار العديد من استراتيجيات العلاج المختلفة للعثور على أفضل نهج لتأخير تطور السرطان».

وكان الباحثون قد اختاروا بين عامي 2017 و2022، بشكل عشوائي 503 مرضى ليأخذوا علاجاً واحداً يختاره طبيب الأورام لخفض التستوستيرون، أو يدمجه مع واحد أو اثنين من الأدوية الأخرى لخفض التستوستيرون.

بقي المرضى على العلاج المخصص لمدة عام. وبعد المقارنة مع مرضى سرطان البروستاتا الذين تلقوا علاجاً دوائياً واحداً فقط، ظل المرضى الذين تلقوا دواءً أو عقارين إضافيين من دون سرطان، مع انخفاض مستويات «PSA»، لفترة أطول.

يتابع الباحثون تحليلاً أكثر تفصيلاً لكيفية أداء المرضى للعلاجات المختلفة، وأي الآثار الجانبية التي عانوا منها ومدة استمرارها، وكيف شعروا بشكل عام أثناء تعافيهم.

قال أغاروال: «مع الأدلة الواردة في هذه الدراسة وغيرها، لا بدّ من اعتبار العلاج المركب معياراً للرعاية لدى مرضى سرطان البروستاتا الذين يعانون من انتكاسة شديدة الخطورة».


مقالات ذات صلة

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك دماغ (أ.ف.ب)

ما أفضل مكملات غذائية لدعم صحة الدماغ؟

أكد موقع «هيلث» على أهمية الحفاظ على عقل سليم لأنه يساعد على تعلُّم المعلومات والاحتفاظ بها واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتركيز والتواصل عاطفياً مع الآخرين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته من المشكلات التي تؤرّق الكثير من الأشخاص (د.ب.أ)

لماذا يكتسب الكثيرون الوزن سريعاً بعد فقدانه؟

بحثت دراسة جديدة في السبب المحتمل وراء اكتساب الوزن سريعاً بعد خسارته، ووجدت أنه قد يرجع إلى ما أطلقوا عليه «ذاكرة الخلايا الدهنية».

«الشرق الأوسط» (برن)
صحتك تؤدي الكثير من عوامل الخطر إلى الإصابة بسكتة دماغية (رويترز)

للوقاية من السكتة الدماغية الشديدة... عالج هذه المخاطر

يمكن أن تؤدي الكثير من عوامل الخطر إلى الإصابة بسكتة دماغية، لكن بعض هذه العوامل والسلوكيات تكون مخاطرها شديدة للغاية لتتسبب في سكتات دماغية حادة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».