سودانية ناصرت «الاحتشام» في حفل جمالي ونافست بـ«البوركيني»

أكدت أنّ احترام العادات أهم من الفوز

الأحمر من التراث السوداني لتجاوُز المألوف (حساب تسابيح دياب الشخصي)
الأحمر من التراث السوداني لتجاوُز المألوف (حساب تسابيح دياب الشخصي)
TT
20

سودانية ناصرت «الاحتشام» في حفل جمالي ونافست بـ«البوركيني»

الأحمر من التراث السوداني لتجاوُز المألوف (حساب تسابيح دياب الشخصي)
الأحمر من التراث السوداني لتجاوُز المألوف (حساب تسابيح دياب الشخصي)

أدخلت الشابة السودانية تسابيح دياب، المرشَّحة السابقة للقب ملكة جمال الكون، إطلالات محتشمة للمرة الأولى إلى هذا النوع من المسابقات، لنشر أسلوب يُقدّم الجمال بقالب جديد يشمل معايير مختلفة قوامها «الاحتشام».

وإذ أثارت إطلالاتها في حفل ملكة جمال الكون الأخير الإعجاب، لحرصها على مداراة عادات اللباس السوداني، قالت لوسائل الإعلام إنها حرصت على تغطية جسمها وعَكْس صورة مغايرة بنكهة أفريقية - عربية، موضحة أنها دخلت في تصنيف أفضل 10 ملابس سباحة، رغم أنّ هذه الفقرة تتطلّب «مايوهات» مفتوحة تُظهر تفاصيل جسدها.

وأكدت تسابيح دياب أنّ احترام عادات بلدها أهم من الفوز بالمسابقة.

أبرز إطلالاتها، كان الثوب السوداني الذي صُنّف ضمن أفضل 5 أزياء قومية، فاختارت «الجرتق» باللون الأحمر مع إكسسوارات ذهبية تجمع بين السلاسل وعملات الجنيه المرتبطة بالعادات والتقاليد، وهو ما يميّز العروس السودانية.

علّقت: «الثوب السوداني يرتبط بقوة المرأة المُحارِبة؛ مُقاوِمة الظلم في كل العهود». وهي اختارت إطلالة مختلفة عن منافساتها في فقرة ملابس السباحة، فارتدت «بوركيني» غطّى جسدها بالكامل باللونين الأزرق السماوي والغامق، لتبدو مثل حورية خرجت من البحر.

محاولة تغيير السائد (حساب تسابيح دياب الشخصي)
محاولة تغيير السائد (حساب تسابيح دياب الشخصي)

وأوضحت أنها أخبرت القائمين على المسابقة بأنها لا تستطيع ارتداء لباس سباحة يتعارض مع معتقداتها الاجتماعية والدينية. الأكيد أنها كانت سعيدة بتجاوب اللجنة واحترامها معتقدات المتسابقات، مما ساعدها على ارتداء ملابس أنيقة ذات قصّات تعكس ثقافة بلدها.

ودمجت تسابيح دياب في إطلالاتها، التقليدية بالدقة العالية في تنفيذ القِطع. ومع ذلك لم يكن سهلاً إرضاء بعض المتابعين الذين انتقدوها.

وفي حين عبَّر كثيرون عن احترامهم لرسالتها، وبصفتها أول سودانية تُقدِم على هذه الخطوة في مسابقات جمال، عادت إلى الأذهان إشكالية صراع المعتقدات، وتجلّيها خصوصاً في فقرة ملابس السباحة.

ففي عام 2015، صدر قرار بإلغاء هذه الفقرة، بعد مطالبة دول عدة بذلك، بينما لا تزال قائمة في مسابقة ملكة جمال الكون إلى اليوم. وأصحاب دعوة إلغاء فقرة «المايوه» يستندون في خطابهم إلى أنّ المسابقة تدعم النظرة الإيجابية للجسد وما هو أبعد من الجمال، وتُكافئ الشخصية، وتساند القضايا الاجتماعية، والعمل الخيري.

في هذا السياق، علّق القيادي السياسي السوداني ياسر عرمان على مشاركة تسابيح دياب في مسابقة ملكة جمال الكون: «رغم تراكم أحدثته ثقافة النظام السابق ضدّ الإبداع والجمال والنساء، تمتّعت الشابة تسابيح دياب بالشجاعة والوعي، وحاولت عكس جزء من تراثنا وثقافتنا وهويتنا بإطلالاتها. كانت قوية رغم تنمُّر البعض، وخاطبت السودانيين باحترام، وطلبت دعمهم».


مقالات ذات صلة

ديمي مور وجين فوندا... قصة إدمان على التجميل كلّلها «الزمن» بالنجاح

لمسات الموضة ديمي مور وجين فوندا في حفل توزيع جائزة نقابة ممثلي الشاشة (رويترز)

ديمي مور وجين فوندا... قصة إدمان على التجميل كلّلها «الزمن» بالنجاح

اللقطة التي جمعت ديمي مور وجين فوندا، تؤكد أنه برغم فارق 25 سنة بينهما، فإن ما يجمعهما أكبر من مجرد رقم. هوسهما في مرحلة من حياتهما بالتجميل أمر معروف ومسجل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة ظهرت ميغان في لقطات عدة بالأبيض الكريمي (نتفليكس)

«بالحب من ميغان»... رسالة حب وسلام من ميغان ماركل أم انفصام عن الواقع؟

تراجيديا ميغان ماركل أنها «عدوة نفسها»، بسبب جموحها للظهور والأضواء بأي ثمن. هذا الثمن تعكسه أيضًا أزياؤها ومجوهراتها التي لا تتماشى مع الزمان أو المكان.

جميلة حلفيشي (لندن)
يوميات الشرق الحدث صحي مختلف يحمل رسالة إنسانية (مُنظِّمة الحفل)

«أصبح للرشاقة ملكة»... الصحة جمال الحياة

الشابات جمالُهنّ الأهم تختزله الإرادة. ومواجهتهنّ الأولى مع أنفسهنّ قبل المجتمع وأحكامه، والمرايا وما قد تعكسه من قسوة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
خاص توفر الأدوات توصيات مخصصة بناءً على ملامح الوجه ولون البشرة ونمط المستخدم (بيرفكت كورب)

خاص «BeautyGPT» و«SkincareGPT» أدوات ذكاء اصطناعي تعتني بجمالك!

هل تمكن تجربة المنتجات الافتراضية من «BeautyGPT» المساعدة في رؤية كيف سيبدو منتج التجميل على البشرة قبل شرائه؟

نسيم رمضان (لندن)
لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)

معرض فني مصري يرصد ملامح مصر في الشخوص والأماكن

وسط البلد وشوارعها ممزوجة بتفاصيل الأحياء الشعبية (الفنان)
وسط البلد وشوارعها ممزوجة بتفاصيل الأحياء الشعبية (الفنان)
TT
20

معرض فني مصري يرصد ملامح مصر في الشخوص والأماكن

وسط البلد وشوارعها ممزوجة بتفاصيل الأحياء الشعبية (الفنان)
وسط البلد وشوارعها ممزوجة بتفاصيل الأحياء الشعبية (الفنان)

في 153 عملاً فنياً، يتناول الفنان التشكيلي المصري، مراد درويش، موضوعات شتى بخامات متنوعة، وإن كانت مكثفة في الفحم والأحبار واستخدام الأبيض والأسود واللون البني، ليحكي عبر لوحاته قصصاً من شوارع مصر، تحمل ملامح البلد في الأماكن والشخوص.

المعرض الذي يعدّ الثالث للفنان، اختار له اسم «رسم واسكتشات»، انطلق 9 مارس (آذار) الحالي، ويستمر لمدة أسبوعين في قاعة العرض بكلية الفنون الجميلة في الزمالك (غرب القاهرة)، وهو المكان الذي رجّحه الفنان للعرض بوصفه أستاذاً بكلية الفنون الجميلة، وتحمل أعمال المعرض طابعاً تعليمياً، وفق قوله.

مجموعة من الوجوه ضمن المعرض (الفنان)
مجموعة من الوجوه ضمن المعرض (الفنان)

تظهر في اللوحات موضوعات شتى بين البورتريه والمناظر الطبيعية والتراثية والشوارع القديمة والآثار الإسلامية، خصوصاً في القاهرة التاريخية وشارع المعز، وشوارع وسط البلد، فيما تضمنت رسومات أو اسكتشات البورتريه وجوهاً مصرية أو غربية.

ويقول درويش لـ«الشرق الأوسط» إن المعرض يتضمن جزءاً مرتبطاً بالتوثيق، سواء توثيق المشاعر أو الذكريات أو الأماكن أو الأحداث، وهو ما يظهر في المناظر التي تتضمنها بعض الأعمال، مضيفاً: «أحياناً في بعض المحاضرات أو الورش الفنية ننزل إلى الشارع، ممكن أن نذهب إلى حديقة الأسماك أو حديقة الأورمان أو الأماكن التراثية في مصر، نرسم الناس والشوارع والسيارات وكل العالم من حولنا، وهذا موثق في اللوحات إلى جانب الربط السريالي في بعض الأعمال حيث أدمج أكثر من مكان في لوحة واحدة، رغم أنه لا علاقة بينها، لكن هذا الربط يمكن أن يصنع بعد ذلك حكاية أو قصة يراها كل متلقٍ بطريقته».

بعض الأعمال تدمج أماكن بعيدة في خط سريالي (الفنان)
بعض الأعمال تدمج أماكن بعيدة في خط سريالي (الفنان)

لا يقيم مراد درويش معارض كثيرة، بحسب قوله: «لست مهتماً بعدد المعارض التي أقيمها، بقدر ما أهتم بأن تكون لديّ تجربة تستحق العرض، بها شيء مختلف، فأحب أن أتعمق أكثر في تجربتي وأكتشف جوانب مختلفة داخل شخصيتي، حتى يجد المتلقي في أعمالي شيئاً مختلفاً عما اعتادوه».

المعرض يضم رسومات واسكتشات، وبعض الأعمال هي امتداد لما يقدمه درويش للطلبة في المحاضرات، فهي عبارة عن دروس، لكن بها جزء إضافي يعمل عليه الفنان حتى يكتمل العمل ويصلح للعرض العام، وفق قوله.

الخامات التي يستخدمها الفنان لا تخرج عن الفحم بنوعيه (النباتي والصناعي) والرصاص والأحبار وأقلام الرصاص وأقلام الباركر والحبر، والموضوعات التي تتضمنها الأعمال هي ما يحتاجه أي طالب للفنون مثل موضوعات الطبيعة الصامتة والبورتريه والمناظر الطبيعية، والألوان تكاد تنحصر في الأبيض والأسود والبني.

المعرض ضم 153 اسكتشاً لمناظر مختلفة وبورتريهات (الفنان)
المعرض ضم 153 اسكتشاً لمناظر مختلفة وبورتريهات (الفنان)

اختار الفنان قاعة العرض داخل الكلية، لأن المعرض إلى حد ما موجه إلى طلبة الفنون الجميلة، كأنه امتداد لدروس الرسم، وبالإضافة إلى الرسومات هناك كتابات، مثل بعض الملحوظات المفيدة للطالب، فيمكن أن يحصل على معلومة نظرية مع التطبيق العملي.

رسالة يريد أن يبعثها الفنان عبر المعرض، مفادها: «كيف يمكن التحكم في المشاعر والأفكار والأعصاب؟ متى يجب أن أعمل بهدوء أو ببطء؟ ومتى يتعين عليّ العمل بسرعة؟ كيف أحافظ على تدفق الأفكار في عقلي وأعكسها على اللوحة بالطريقة الملائمة؟ متى يكون الانفعال؟ ومتى يكون التركيز؟ متى يكون العمل مقصوداً ومرتباً له؟ ومتى يكون عفوياً، والعلاقة بين القصدية والعفوية في اللوحة الواحدة التي يمكن أن تبدأ بقصدية، ثم تنتهي عفوية؟».

جانب من معرض رسم واسكتشات (الفنان)
جانب من معرض رسم واسكتشات (الفنان)

إلى جانب اللوحات، حرص الفنان على عرض فيديو ضمن المعرض يصوره أثناء الرسم، ويرى أن ذلك يمنح الطلبة فرصة لمراقبة طريقته في العمل، متى يتوقف عن العمل، طريقة الإمساك بالأدوات، ومتى يبتعد الفنان عن العمل ليتأمله، ومتى يتابع العمل، كل هذا مهم بالنسبة لطلبة الفنون.

يسجّل المعرض حالة فنية خاصة بعدد كبير من الاسكتشات التي ترصد ملامح الشوارع والبيوت والآثار والناس في مصر، ويحمل جماليات عدة خارجة من الموضوعات التي اختارها الفنان لاسكتشاته.