وسام بريدي وكارمن بصيبص في «جوي أووردز»: التجربة استثنائية

يتحدّثان لـ«الشرق الأوسط» عن نجاح الثنائية العفوية

وسام بريدي وكارمن بصيبص في «جوي أووردز»: التجربة استثنائية
TT

وسام بريدي وكارمن بصيبص في «جوي أووردز»: التجربة استثنائية

وسام بريدي وكارمن بصيبص في «جوي أووردز»: التجربة استثنائية

تشعر الممثلة اللبنانية كارمن بصيبص أنها قدّمت أفضل ما يمكن القيام به على مسرح «جوي أووردز». تجربة التقديم الأولى رفعت مستوى «الأدرينالين» إلى أقصاه. حضَّرت، واستعدَّت، لتُشكّل مع الإعلامي اللبناني وسام بريدي ثنائية عفوية. يستريحان بعد الليلة الصاخبة، ويمتلآن بالرضا تجاه النتيجة. يُخبران «الشرق الأوسط» عن تجربة تبقى.

يعلم بريدي أنّ ثنائيات التقديم لا تنجح دائماً. تكمُن المزاحمة واعتقاد البعض بضرورة التفوّق على الآخر. المسألة مختلفة مع بصيبص. يصفها بالمتصالحة مع نفسها، والمُدركة أهمية نجاح الطرفين. يقول: «لقد فاجأتني. مهم جداً أن نجد أشخاصاً يُريحون في التعامل. هؤلاء هم الأكثر ثقة بأنفسهم، والذين يدركون حجم قدراتهم. ثنائية التقديم خطيرة، بقدر حلاوتها. الطرفان ليسا في منافسة. عليهما إدراك أنّ أحداً لا يقطف ثمار الآخر».

يصف وسام بريدي بصيبص بالجاهزة دائماً (مواقع التواصل)

بصيبص «جاهزة دائماً» بوصف بريدي. تُحضّر، وتتعامل مع الفرص بجدّية. لمحت في تجربة التقديم الأولى «فرصة عليَّ انتهازها». ولتكون بحجم الحدث، واصلت التمارين وكثّفتها، وأصرَّت على ألا تتعامل مع الكاميرا كأنها تضمن المكافأة، «بل أردتُ أن أحصدها بتعبي. الحفل ضخم، فاستعددتُ تماماً».

يتأمّل بريدي في مشهدية ليلة السبت، ويلمح المستقبل المشرق لجائزة بمستوى عالٍ توجّه الأنظار نحو المنطقة: «يُبنَى (جوي أووردز) في الرياض، كما بُني مهرجان توزيع جوائز الأفلام في مدينة كان الفرنسية». لرهبة الحدث، حسبت بصيبص الخطوة، فإذا بصوت داخلي يُخبرها «نعم، تستطيعين!»؛ يُعطي الموافقة على المَهمّة. تواصلت التمارين لأسبوع، فاجتمعا على هدف واحد: «أن نعطي أفضل ما لدينا». وفعلاً.

هاجسُ حسبان الخطوة يرافق كل مشروع تُقدِم عليه. هو وليد الرغبة في الإتقان والمراجعة المتعلّقة بتحقيق النتيجة المُشتهاة: «هذه أنا، في أدواري وحياتي. أجتهد لأصل. أتحضّر وأنجز فرضي جيداً. قبل أعوام، عُرض عليَّ تقديم برنامج، فاعتذرت. هذه المرة، وجدتني خارج التردُّد. وثقتُ بأنني أستطيع، واستطعت».

نجح وسام بريدي في تقديم الحفل منذ المرة الأولى، والنجاحات تكرّ. يشتاق إلى المسرح، ويُفضّله على برامج تُصوَّر في استوديو: «هناك، شغفي. أشعرُ بارتباط وجودي بامتداد خشبته. كأنني وُلدت لأكون بعضَه. حين يتحدّثون عن ملاعب، فالتوجُّه إلى الجمهور ملعبي. أن أكون الصلة بينه وبين الحدث. لا يهمّ إنْ طالت الأمسية لـ4 ساعات. في كل دقيقة منها، تتجلّى سعادتي».

سعادة وسام بريدي في الوقوف على المسرح (صور الإعلامي)

كان كل شيء مذهلاً بالنسبة إلى كارمن بصيبص. الحفل من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، والسعودية جامعة نجوم العالم؛ وعلى المستوى الفردي، الإطلالة، ومَخارج الحروف، والصوت، والجدّية، والتلقائية. بعد الليل الطويل، التقطت أنفاسها وشعرت بالرضا. رغم التعوُّد على الضوء ومصداقة الكاميرا، تتحدّث عن اختلاف التجربتين: «أمثّل منذ سنوات، وأقدّم للمرة الأولى. الإحساس الأول بالأشياء دائماً مختلف. طعمه يعلق إلى الأبد. المرة المقبلة قد لا تحمل الوَقْع نفسه. من دون أن يعني ذلك خفوت الوهج أو تضاؤل الحماسة». تُكمل أنّ التمثيل مشاعر ويتطلّب هدوءاً ما. التقديم أقرب إلى المواجهة، يضع صاحبه بشكل مباشر أمام جمهور ينتظر مزيداً عن الحدث.

ماذا لو فتح الباب العريض الذي أتاحته «جائزة صنّاع الترفيه» أبواباً أخرى؟ أتجرُّ التجربة تجاربَ؟ الأمر رهن العرض بالنسبة إليها: لو تكرّر ما هو شبيه بضخامة التجربة الأولى، فلن تتردّد. لكنّ الملعب لا يزال نفسه: «أنا ممثلة، وهذه مهنتي. سعيدة بما خضتُه، فوضعني أمام تحدٍ كسبتُه. شغفي في مكانه. الأدوار، والشخصيات، والنصوص، والكاميرا الدائرة حول الفيلم أو المسلسل، هي النبض».

كثّفت بصيبص التمارين لتقطف الثمار المُشتهاة (مواقع التواصل)

تُقدّر مشاعر يخوضها مذيعون وفنانون في مواجهة الجمهور: «الآن، أدركتُ أنّ المسألة ليست بهذه السهولة. مهنة التقديم مسؤولية. المقدّم مطالب بالعفوية، وسرعة البديهة، واستدراك الخطأ. ذلك كله بمَخارج حروف سليمة وإطلالة تُقنع المتلقّي».

«مسرح أبو بكر الشدّي» الممتلئ بأسماء لامعة، جعلها تشعر بـ«خفقان مختلف». كان وسام بريدي «شريكاً مريحاً»، وشكّلت بالنسبة إليه «شريكة تعلم ماذا تفعل، وماذا تريد، من دون تحويل التقديم إلى منافسة غير شريفة». صنع كل منهما لحظاته، ولم يسحب أحد البساط من تحت قدَمي الآخر. يُلخّص بريدي: «الشراكة تعني أن يؤمن الطرفان بالنجاح. هذا لا يتحقّق أمام محاولة أحدهما التضييق والمزاحمة».

تطلّ بصيبص في رمضان بمسلسل «نظرة حب»، من بطولتها وباسل خياط للمرة الأولى. 30 حلقة تأمل في أن تنال الإعجاب. وبريدي يُقلّب الخطط على مهل. يستريح اليوم، ويقرأ مشاريع الغد بلا عجلة. تُسعده أصداء ليلة الجوائز، ويكشف سرّ التألق: «هنا، لستُ أنا النجم. النجوم هم الآتون من العالم. المذيع إنْ أدرك دوره الحقيقي، نَجَح».


مقالات ذات صلة

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

يوميات الشرق تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تُوّج تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير» خلال حفل جوائز «MENA Effie Awards 2024».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر جوائز مهرجان «أثر» للإبداع

تصدّرت وكالة الخدمات الإبداعية والإعلانية (SRMG Labs)، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، مهرجان «أثر» للإبداع، الأكبر من نوعه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية نجومية لاعبي الريال ساهمت في تراجع حظوظ فينيسيوس (أ.ف.ب)

رئيس «فرانس فوتبول»: فرص فينيسيوس في الكرة الذهبية تضررت بسبب لاعبي الريال

أشار رئيس تحرير مجلة «فرانس فوتبول» فينسنت غارسيا إلى أن فرص فينيسيوس جونيور في الفوز بالكرة الذهبية قد تضررت بسبب إنجازات زميليه في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية فينيسيوس غاضب جداً بسبب خسارة الجائزة (أ.ف.ب)

بعد زلزال الجائزة الذهبية... مَن الذين يخافون من وجود ريال مدريد؟

بعد أقل من 24 ساعة على الضربة القاسية التي تلقاها ريال مدريد بخسارة الكلاسيكو 4 - 0 أمام برشلونة في البرنابيو، الأحد، حدث تحول آخر مزلزل في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية فينيسيوس جونيور وناديه الريال غاضبان من عدم الفوز بالجائزة (أ.ف.ب)

ريال مدريد مقاطعاً حفل جوائز الكرة الذهبية: لا يحترموننا

قرر ريال مدريد، بطل الدوري الإسباني ومسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، مقاطعة حفل جوائز الكرة الذهبية الذي تنظمه سنوياً مجلة «فرنس فوتبول» الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

إعادة فتح جوهرة «نوتردام» القوطية في باريس

منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)
منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)
TT

إعادة فتح جوهرة «نوتردام» القوطية في باريس

منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)
منظر عام لكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)

يلقي العالم، الجمعة، نظرة أولى على كاتدرائية نوتردام الجديدة، في الوقت الذي يجري فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جولة تلفزيونية بمناسبة إعادة افتتاح الكاتدرائية، حسب «بي بي سي». وبعد مرور 5 سنوات ونصف السنة على الحريق المدمر الذي اندلع عام 2019، تم إنقاذ جوهرة باريس القوطية، وترميم هذه الجوهرة وتجديدها - ما يقدم للزوار ما يعد بأن يكون متعة بصرية مبهرة. ويبدأ الرئيس - رفقة زوجته بريجيت ورئيس أساقفة باريس لوران أولريش - برنامج احتفالات يتوَّج بـ«الدخول» الرسمي إلى الكاتدرائية في 7 ديسمبر (كانون الأول) وأول قداس كاثوليكي في اليوم التالي. وبعد أن يُعرض عليه أبرز ما تم ترميمه في المبنى، بتكلفة بلغت 700 مليون يورو (582 مليون جنيه إسترليني) - بما في ذلك خيوط السقف الهائلة التي تحل محل إطار القرون الوسطى الذي استهلكته النيران - سيلقي كلمة شكر لنحو 1300رجل وامرأة من الحرفيين الذين تجمعوا في صحن الكنيسة. ظلت أعمال التجديد التي شهدتها كاتدرائية نوتردام سرية للغاية - مع نشر بعض الصور فقط على مر السنين التي تشير إلى التقدم المحرز في أعمال التجديد، ولكن الناس الذين كانوا في الكاتدرائية مؤخراً يقولون إن التجربة توحي بالرهبة، وإن الكاتدرائية رفعت بصفاء وبريق جديدين يدل على تباين حاد مع الكآبة السائدة من قبل.