لماذا تسبب الملابس الصوفية الحكة؟

لماذا تسبب الملابس الصوفية الحكة؟
TT

لماذا تسبب الملابس الصوفية الحكة؟

لماذا تسبب الملابس الصوفية الحكة؟

قد يكون الجاكيت الصوفي المحبوك واحدا من أكثر قطع الملابس دفئًا التي يمكن ارتداؤها عندما تصبح درجات الحرارة باردة، لكن هذه المادة العازلة قد تسبب حكة شديدة عند ارتدائها. فما الذي يجعلنا نشعر بالحكة عند ارتداء الملابس الصوفية؟

وأحد الأسباب الرئيسية التي تجعل قطعة الملابس المريحة يمكن أن تتحول من كونها مريحة إلى لا تطاق هو سمك ألياف الصوف المستخدمة في صنع القطعة.

ويقول الدكتور إنجون غريمستاد كليب عالم الأعراق أستاذ الملابس والاستدامة بجامعة أوسلو متروبوليتان النرويجية «كلما زادت سماكة الألياف زادت حكة الصوف. وهذا أحد العوامل. والعامل الآخر هو نعومة الألياف المستخدمة في صناعة الخيوط؛ بمعنى آخر، من المرجح أن تكون الألياف السميكة التي ينسجها البشر أكثر كشطًا وأقل مرونة، ما قد يؤدي إلى الحكة وتهيج الجلد، في حين أن الألياف الرقيقة والليونة، مثل صوف ميرينو وصوف الألبكة الناعم، يمكن أن تساعد». وذلك وفق ما نشر موقع «لايف ساينس» العلمي.

وفي حين أنه من السهل الافتراض أن كل الصوف مشتق من مصدر واحد هو الأغنام، إلّا ان كلمة (صوف) تنطبق في الواقع على الألياف الحيوانية المقطوعة التي يتم نسجها لصنع الملابس. لذلك، يمكن للماعز والألبكة والجمال والأرانب توفير الصوف أيضًا،

إن الوبر الذي يتكون منه الصوف، وهو ناعم ورقيق ومجعد ومرن، لا يتوقف أبدًا عن النمو، ولهذا السبب يلجأ المربون لقص وبر حيواناتهم بشكل دوري.

وهناك سبب آخر أقل شيوعًا للحكة هو وجود اللانولين؛ وهي مادة شمعية تفرزها الغدد الدهنية للحيوانات التي تحمل الصوف.

يُطلق على اللانولين أيضًا اسم شمع الصوف أو دهن الصوف؛ وهو رائع لإصلاح الجلد الجاف والمتشقق، ولكنه يمكن أن يسبب أيضًا استجابة حساسية لدى بعض الأشخاص، وفقًا لـ«Healthline».

ويوضح كليب «ان الصوف ليس مادة مسببة للحساسية في حد ذاته، ولكن من الممكن أن يكون لديك حساسية من اللانولين. ومع ذلك، فإن معظم الصوف اليوم لا يحتوي على الكثير من اللانولين لأن معظمه قد تم غسله وصبغه أثناء الإنتاج، لذلك لم يتبق الكثير من اللانولين في الغزل».

وعلى الرغم من الانزعاج العرضي، يعد الصوف أحد أفضل المواد التي يمكن ارتداؤها عندما يكون الجو باردًا ورطبًا بالخارج؛ وذلك لأنه يتمتع بقدرات طبيعية يمكنها التخلص من العرق والرطوبة من سطح بشرتنا،

ويخلص كليب الى القول «ان الفرق بين القطن والصوف هو أنه عندما تتبلل ألياف القطن، فإنها تميل إلى أن تصبح رطبة وتنهار. ويمكنك أن ترى هذا يحدث مع الأشخاص في صالة الألعاب الرياضية الذين يرتدون قمصانًا قطنية تلتصق بأجسادهم أثناء التعرق. حيث تتميز القمصان الصوفية بقدرة أكبر للراحة وقادرة على امتصاص قدر كبير من العرق وسحبه بعيدًا عن الجسم».


مقالات ذات صلة

ما مقدار النوم المناسب لصحتنا كل يوم؟

صحتك الحصول على قسط قليل جداً من النوم يمكن أن يسبب تأثيرات سلبية كثيرة (أرشيفية - رويترز)

ما مقدار النوم المناسب لصحتنا كل يوم؟

من المعروف أن النوم له فوائد صحية مذهلة ولكن ما مقدار النوم الذي يعد أكثر من اللازم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جهاز قياس ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)

كم ساعة تحتاجها أسبوعياً في التدريب لتحمي نفسك من «القاتل الصامت»؟

قالت دراسة جديدة إن الحفاظ على النشاط البدني أثناء مرحلة الشباب بمستويات أعلى من الموصى بها سابقاً قد يكون مهماً بشكل خاص لمنع ارتفاع ضغط الدم

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك كوب من القهوة وكابتشينو في متجر في بوغوتا - كولومبيا (أرشيفية - رويترز)

دراسة تحذر من الإفراط في القهوة... ومفاجأة عن «الشاي بالحليب»

أشارت دراسة جديدة إلى أن تناول المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة، وأكثر من أربعة أكواب من القهوة يومياً قد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
علوم سيتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب الأسبوع المقبل (رويترز)

إعلان الجوائز الأسبوع المقبل... 4 اكتشافات «مذهلة» كانت تستحق «نوبل» ولم تفز بها

سيتم تسليط الضوء على أفضل العقول في مجال العلوم الأسبوع المقبل عندما يتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)

تجارب «مذهلة»... تركيبة دوائية توقف تطور سرطان الرئة لفترة أطول

أشاد الأطباء بنتائج التجارب «المذهلة» التي أظهرت أن تركيبة دوائية جديدة أوقفت تقدم سرطان الرئة لوقت أطول بـ40 في المائة من العلاج التقليدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
TT

رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)

تَوَصَّلَ باحثون بجامعة ترينيتي في دبلن إلى طريقة لتحويل الرمال الموجودة على سطح المريخ والقمر إلى طوب صلب يمكن استخدامه في بناء مستعمرات مستقبلية في الفضاء.

واكتشف الباحثون طريقة لربط الصخور السطحية والرمال والغبار، والمعروفة باسم «الريغوليث»، باستخدام درجات حرارة منخفضة وكمية قليلة من الطاقة، وفق «بي بي سي».

وتعد فكرة بناء مستعمرات في الفضاء حلماً طموحاً يسعى العلماء والمهندسون لتحقيقه في السنوات المقبلة، حيث يمكن أن توفر هذه المستعمرات بيئة للعيش والعمل خارج كوكب الأرض، مثل القمر أو المريخ.

وتعتمد هذه الرؤية على استخدام الموارد المحلية، مثل الرمال والصخور الموجودة على السطح، لتقليل الاعتماد على النقل من الأرض؛ ما يقلل من التكاليف والانبعاثات البيئية.

وتمثل الابتكارات في تكنولوجيا البناء، مثل استخدام أنابيب الكربون النانوية والغرافين، خطوات مهمة نحو تحقيق هذا الحلم، حيث تسهم في إنشاء هياكل قوية وصديقة للبيئة قادرة على دعم الحياة البشرية.

وتمكّن الباحثون من ربط الجسيمات السطحية، مثل الصخور والرمال والغبار، معاً باستخدام درجات حرارة منخفضة وطاقة قليلة. وتتميز الكتل المبنية باستخدام أنابيب الكربون النانوية بكثافة منخفضة نسبياً، ولكنها تظهر قوة تقترب من قوة الغرانيت؛ ما يجعلها مناسبة لإنشاء هياكل خارج كوكب الأرض،.

وقال البروفيسور جوناثان كولمان، الذي يقود المشروع البحثي جامعة ترينيتي، إن هذا الاكتشاف قد يساعد على تقليل كمية مواد البناء التي تحتاج إلى النقل من الأرض لبناء قاعدة على القمر.

وأكد كولمان أن بناء قاعدة شبه دائمة على القمر أو المريخ سيتطلب استخداماً كافياً من المواد الموجودة في الموقع، وتقليل المواد والمعدات المنقولة من الأرض.

وعند بناء الهياكل في الفضاء، ستسهم الكتل المصنوعة من الجسيمات السطحية وأنابيب الكربون النانوية في تقليل الحاجة إلى نقل مواد البناء إلى الفضاء.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الكتل قادرة على توصيل الكهرباء؛ ما يمكن استخدامها كأجهزة استشعار داخلية لمراقبة الصحة الهيكلية للمباني خارج كوكب الأرض.

وتُبنى هذه الهياكل لتحتفظ بالهواء؛ لذا فإن القدرة على اكتشاف ومراقبة علامات التحذير المبكر لفشل الكتل أمر بالغ الأهمية.

ويعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف يمكن أن تكون له أيضاً تطبيقات عملية في صناعة البناء على الأرض، وذلك بسبب مادة نانوية مشابهة تسمى الغرافين، التي يمكن خلط كميات كبيرة منها مع الأسمنت في الخرسانة، ما يزيد من قوة الخرسانة بنسبة 40 في المائة.

كما يسهم تعزيز قوة الخرسانة في تقليل الكمية المطلوبة لبناء الهياكل. وتُعد الخرسانة حالياً أكثر المواد المستخدمة من صُنع الإنسان في العالم، حيث تشكل عملية تصنيع الخرسانة العالمية نحو 8 في المائة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.