إنقاص الوزن له فوائد تتجاوز المُتخيَّل

يُخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى

إنقاص الوزن يحدّ من مخاطر السكري (آن سبلاش)
إنقاص الوزن يحدّ من مخاطر السكري (آن سبلاش)
TT

إنقاص الوزن له فوائد تتجاوز المُتخيَّل

إنقاص الوزن يحدّ من مخاطر السكري (آن سبلاش)
إنقاص الوزن يحدّ من مخاطر السكري (آن سبلاش)

تُثار تساؤلات بشأن تأثير إنقاص الوزن على الإصابة بأمراض القلب والكلى. وللإجابة، توصّلت دراسة بريطانية حديثة إلى أنّ «إنقاص الوزن يمكن أن يُخفض خطر إصابة الأشخاص بأمراض القلب ومرض الكلى المزمن». وأوضح الباحثون أنّ «هذه النتيجة تُضاف إلى الفوائد الأخرى لإنقاص الوزن، وفي مقدمتها، الحدّ من مخاطر مرض السكري من النوع الثاني ومضاعفاته على الجسم»، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «دايبيتس».

كانت دراسات سابقة قد أظهرت أنّ فقدان الوزن بشكل كبير باستخدام النظام الغذائي وأسلوب الحياة، يُمكن أن يساعد على الشفاء من مرض السكري من النوع الثاني، عن طريق تحسين حساسية الأنسولين، مما يعني أنّ الخلايا تصبح أكثر قدرة على استخدامه لتنظيم مستويات السكر في الدم.

وخلال الدراسة الحديثة التي أُجريت بين عامي 2001 و2016، راقب الباحثون 5145 شخصاً بالغاً، بينهم 58 في المائة من الإناث، بأعمار تتراوح ما بين 45 و76 عاماً. وكان المشاركون يعانون زيادة الوزن، كما يعانون أيضاً مرض السكري من النوع الثاني. كما كان متوسّط مدة الإصابة بالسكري لديهم، 6 سنوات.

وبناءً على حالة السيطرة على السكري نتيجة فقدان الوزن، راقب الباحثون، المشاركين لمدة 12 عاماً. ورصدوا حالات الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، ومرض الكلى المزمن التي وقعت لدى المشاركين. ووجدوا أنّ «المشاركين الذين تحسّنت لديهم مستويات السكر في الدم، عبر إنقاص الوزن، حازوا معدلاً أقل بنسبة 33 في المائة للإصابة بمرض الكلى المزمن».

كما كان لدى هذه المجموعة معدل أقل بنسبة 40 في المائة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنةً بالمشاركين الذين لم تنخفض أوزانهم، وكانوا لا يزالون يعانون السكري.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة بكلية الصحة العامة في جامعة «إمبريال كوليدج» بلندن، إدوارد جريج، إنها الأولى من نوعها التي ترصد التأثير الإيجابي الذي يُمكن أن يُحدثه إنقاص الوزن لجهة تقليل خطر إصابة مرضى السكري بأمراض القلب والكلى. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الارتباط ربما يدلّ على تحسّن مجموعة من المؤشرات أبرزها، تحسُّن اللياقة البدنية، وتراجع نسبة الكوليسترول الضارّ في الدم، وتحسُّن نتائج اختبار الهيموغلوبين السكري (A1C)، وهو اختبار يُستخدم لمتابعة مستوى قدرة الجسم على التحكم في مستويات السكر بالدم على مدار الأشهر الثلاثة الماضية».

وأشار إلى أنّ ثمة تأثيرات فسيولوجية متنوّعة لفقدان الوزن على نطاق واسع، بما فيها تراجع نسب السكر في الدم، وانخفاض ضغط الدم المرتفع، وتراجع مقاومة الأنسولين والالتهابات، وانخفاض مستويات الدهون الكبدية؛ وكلها عوامل يمكن أن تُسهم في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى.


مقالات ذات صلة

43 قتيلًا في هجوم شمال باكستان

آسيا خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)

43 قتيلًا في هجوم شمال باكستان

ارتفعت حصيلة هجومين استهدفا، أمس (الخميس)، موكبين لعائلات شيعية في شمال غربي باكستان، الذي يشهد عنفاً طائفياً، إلى 43 شخصاً من بينهم 7 نساء و3 أطفال.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا تظهر هذه الصورة الملتقطة في 21 نوفمبر 2024 الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهو يحضر حفل افتتاح معرض تطوير الدفاع الوطني 2024 في عاصمة كوريا الشمالية بيونغ يانغ (أ.ف.ب)

كيم: التواصل الدبلوماسي السابق يؤكد العداء الأميركي «الثابت» لكوريا الشمالية

قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إن التواصل الدبلوماسي السابق بين بيونغ يانغ وواشنطن أكد عداء الولايات المتحدة «الثابت» تجاه بلاده.

«الشرق الأوسط» (سيول)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس... 19 يوليو 2018 (أ.ف.ب)

أوربان يتحدى «الجنائية الدولية» ويدعو نتنياهو لزيارة المجر

أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أنه سيدعو نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المجر في تحدٍّ لمذكرة التوقيف الصادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (وسط) يحضر حفل تخرج للطلاب في أكاديمية عسكرية في ولاية ريو دي جانيرو بالبرازيل 26 نوفمبر 2022 (أ.ف.ب)

الشرطة البرازيلية تتهم الرئيس السابق بولسونارو بمحاولة الانقلاب عام 2022

قالت الشرطة الفيدرالية البرازيلية، اليوم الخميس، إنها وجهت الاتهامات للرئيس السابق جايير بولسونارو و36 شخصاً آخرين بتهمة محاولة الانقلاب عام 2022.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.