«القومي للحضارة» في القاهرة يحتفي بتراث المصريين

هواة جمع التحف شاركوا في معرض «أنتيكا»

الأنتيكات في المعرض تحاكي التاريخ (المتحف القومي للحضارة المصرية)
الأنتيكات في المعرض تحاكي التاريخ (المتحف القومي للحضارة المصرية)
TT

«القومي للحضارة» في القاهرة يحتفي بتراث المصريين

الأنتيكات في المعرض تحاكي التاريخ (المتحف القومي للحضارة المصرية)
الأنتيكات في المعرض تحاكي التاريخ (المتحف القومي للحضارة المصرية)

احتفى المتحف القومي للحضارة المصرية بالموروث المادي واللامادي، عبر فعالية ثقافية تضمّنت عرض ملابس ومقتنيات وأدوات استخدمها المصريون في حياتهم اليومية خلال فترات ماضية، منذ الحضارة المصرية القديمة حتى بدايات القرن العشرين.

تضمّنت الفعالية بعنوان «أنتيكا»، معرضاً لأدوات وصور تشير إلى الموروث المصري، وأهميتها في الحياة اليومية المصرية؛ منها الأزياء وأدوات المعيشة، فضلاً عن أدوات الزينة واللافتات والمنحوتات ذات الطابع التاريخي والتراثي.

وذكر الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، الدكتور أحمد غنيم، أنّ هذه الفعالية تأتي ضمن خطة تستهدف إحياء التراث الثقافي المصري، مشيراً إلى أنّ هدفها تعريف الجمهور بمفردات الحضارة المصرية التي تتّسم بالثراء والتنوّع.

وشارك في الفعالية عدد من الفنانين المصريين من هواة جمع التحف، كما شهدت حضوراً لافتاً لزائرين أجانب جذبتهم فكرة المعرض ومحتوياته العائدة إلى عصور مختلفة.

جانب من الفعالية ومعرض «أنتيكا» (المتحف القومي للحضارة المصرية)

وتضمّنت الفعالية أيضاً عدداً من الورش الفنية والمهنية والمعارض التي تُظهر مقتنيات وأدوات وتحفاً تراثية نادرة، مثل الغرامافون والراديو والتلفون ووحدات الإضاءة، إلى مجموعة من الصور والصحف والإعلانات القديمة، ونماذج من صور المستشرقين، توثّق الحياة الاجتماعية في أحياء القاهرة، وفق اختصاصية التراث والتواصل الحضاري بالمتحف نانسي عمار.

وعن الورش الفنية والمهنية التي تضمّنتها الفعالية، أشارت اختصاصية التراث والتواصل الحضاري بالمتحف منار حسن، إلى تنظيم ورشة للنحت لمحاكاة التراث المصري للفنان أحمد يحيي، باستخدام خامات غير تقليدية، بالإضافة إلى ورشة حرفية للنحاس بإشراف الفنانة ياسمين محمود، وورشة عن الأمثال الشعبية التي ظلت راسخة في عقول المصريين بإشراف علا محمد.

ويُنظَّم أيضاً عرض للتعريف بزي «التزييرة» المُنتشر في مصر خلال القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، كما يُنظَّم عرض لنموذج آلة البيانو لتعريف الجمهور بها، بصفتها من أهم الآلات الموسيقية الشعبية التي انتشرت في الشارع المصري في بدايات القرن العشرين.

ويقدّم المتحف القومي للحضارة المصرية معارض نوعية تحاكي المراحل المختلفة لهذه الحضارة العريقة، كما نُظِّم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي معرض تضمّن 25 مجموعة من الفن الإسلامي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لهذا الفن.

وأيضاً نُظّم معرض بالتزامن مع الاحتفال بعيد الميلاد بعنوان «ليكن نور»، ضمَّ مجموعة مختارة من مقتنيات المتحف، من أيقونات وتماثيل خشبية ومخطوطات تعود إلى فترات مختلفة. وأعلن المتحف تمديد فترة هذا المعرض حتى نهاية يناير (كانون الثاني) الحالي.

ويضمّ المتحف القومي للحضارة المصرية نحو 1600 قطعة بقاعته الرئيسية، اختيرت بعناية لمحاكاة الحضارات المصرية المتعاقبة، وكان المتحف الذي صدر قرار إنشائه عام 2016، شهد في أبريل (نيسان) 2021، نقل 22 مومياء ملكية إليه في احتفالية ضخمة عُرفت بـ«موكب المومياوات الملكية».


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق مدخل جناح نهاد السعيد الجديد الملاصق للمتحف الوطني (جناح نهاد السعيد للثقافة)

جناح جديد لـدعم «المتحف الوطني اللبناني»

أراد القيّمون على جناح «نهاد السعيد للثقافة»، الجناح الجديد للمتحف الوطني اللبناني، أن يكون وجوده دعماً للتراث الذي يتعرّض اليوم للقصف والخراب.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق لوحة تشير لمتحف الفنان نبيل درويش (إدارة المتحف)

أزمة هدم متحف الخزاف المصري نبيل درويش تتجدد

تجددت أزمة متحف الخزاف المصري نبيل درويش (1936 – 2002) الصادر قرار بهدمه؛ لدخوله ضمن أعمال توسعة محور المريوطية بالجيزة (غرب القاهرة).

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق عائشة القذافي ابنة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي تعرض أعمالها الفنية الجديدة المخصصة لأخيها وأبيها القتيلين خلال معرض «ابنة ليبيا» في متحف الشرق بموسكو17 أكتوبر 2024

«ابنة ليبيا»: معرض لعائشة القذافي في موسكو تمجيداً لذكرى والدها

افتتحت عائشة القذافي، ابنة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، معرضاً فنياً في موسكو خصصته لتخليد ذكرى والدها، الذي حكم ليبيا لأكثر من أربعة عقود.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
يوميات الشرق حساء الطماطم على لوحة «زهور عباد الشمس» لفان جوخ (غيتي)

نفد الصبر... «ناشونال غاليري» يضاعف إجراءاته الأمنية ضد محتجي المناخ

على مر الزمن كانت حركات الاحتجاج تلجأ إلى وسائل مستفزة وصادمة مثل إيقاف المرور في الطرق السريعة، أو استخدام الصمغ لإلصاق الأيدي بالحواجز وواجهات المحال…

عبير مشخص (لندن)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
TT

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي، لافتاً إلى أن الفيلم يحترم دور المعلم ويقدّره حتى مع وجود الطابع الكوميدي في العمل.

الفيلم الذي عُرض للمرة الأولى ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» بالنسخة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تدور أحداثه في 8 فصول حول رهان مدير المدرسة على تأسيس «الفصل الشرعي» ليقدم من خلاله نهجا مختلفاً عن المتبع.

وقال المطيري لـ«الشرق الأوسط» إن «المدرسة تشكل فترة مهمة في حياة كل شخص ولا تزال هناك ذكريات ومواقف راسخة في ذاكرتنا عنها، الأمر الذي سيجعل من يشاهد الفيلم يشعر بأن هناك مواقف مشابهة ربما تعرض لها أو شاهدها بالفعل خلال مسيرته التعليمية»، مرجعاً حماسه لتقديم شخصية الأستاذ «شاهين دبكة» مدير ثانوية «السويدي الأهلية» رغم كون الدور لرجل أكبر منه سناً إلى إعجابه بالفكرة التي يتناولها العمل وشعوره بالقدرة على تقديم الدور بشكل مختلف.

فهد المطيري مع أبطال الفيلم (الشركة المنتجة)

وأضاف المطيري: «إن الماكياج الذي وضعته لإظهار نفسي أكبر عمراً، استوحيته جزئياً من الفنان الراحل حسين الرضا خصوصاً مع طبيعة المدير ومحاولته المستمرة إظهار قدرته في السيطرة على الأمور وإدارتها بشكل جيد، وإظهار نفسه ناجحاً في مواجهة شقيقه الأصغر الذي يحقق نجاحات كبيرة في العمل ويرأسه».

وحول تحضيرات التعامل مع الشخصية، أكد المطيري أن خلفيته البدوية ساعدته كثيراً لكونه كان يحضر مجالس كبار السن باستمرار في منزلهم الأمر الذي لعب دوراً في بعض التفاصيل التي قدمها بالأحداث عبر دمج صفات عدة شخصيات التقاها في الواقع ليقدمها في الدور، وفق قوله.

وأوضح أنه كان حريصاً خلال العمل على إبراز الجانب الأبوي في شخصية شاهين وتعامله مع الطلاب من أجل تغيير حياتهم للأفضل وليس التعامل معهم على أنه مدير مدرسة فحسب، لذلك حاول مساعدتهم على بناء مستقبلهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة.

وأشار إلى أنه عمل على النص المكتوب مع مخرجي الفيلم للاستقرار على التفاصيل من الناحية الفنية بشكل كبير، سواء فيما يتعلق بطريقة الحديث أو التوترات العصبية التي تظهر ملازمة له في الأحداث، أو حتى طريقة تعامله مع المواقف الصعبة التي يمر بها، وأضاف قائلاً: «إن طريقة كتابة السيناريو الشيقة أفادتني وفتحت لي آفاقاً، أضفت إليها لمسات شخصية خلال أداء الدور».

المطيري خلال حضور عرض فيلمه في «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

وعن تحويل العمل إلى فيلم سينمائي بعدما جرى تحضيره في البداية على أنه عمل درامي للعرض على المنصات، أكد الممثل السعودي أن «هذا الأمر لم يضر بالعمل بل على العكس أفاده؛ لكون الأحداث صورت ونفذت بتقنيات سينمائية وبطريقة احترافية من مخرجيه الثلاثة، كما أن مدة الفيلم التي تصل إلى 130 دقيقة ليست طويلة مقارنة بأعمال أخرى أقل وقتاً لكن قصتها مختزلة»، موضحاً أن «الأحداث اتسمت بالإيقاع السريع مع وجود قصص لأكثر من طالب، والصراعات الموجودة»، مشيراً إلى أن ما لمسه من ردود فعل عند العرض الأول في «القاهرة السينمائي» أسعده مع تعليقات متكررة عن عدم شعور المشاهدين من الجمهور والنقاد بالوقت الذي استغرقته الأحداث.

ولفت إلى أن «الفيلم تضمن تقريباً غالبية ما جرى تصويره من أحداث، لكن مع اختزال بعض الأمور غير الأساسية حتى لا يكون أطول من اللازم»، مؤكداً أن «المشاهد المحذوفة لم تكن مؤثرة بشكل كبير في الأحداث، الأمر الذي يجعل من يشاهد العمل لا يشعر بغياب أي تفاصيل».

وحول تجربة التعاون مع 3 مخرجين، أكد فهد المطيري أن الأمر لم يشكل عقبة بالنسبة له كونه ممثلاً، حيث توجد رؤية مشتركة من جميع المخرجين يقومون بتنفيذها في الأحداث، ولافتاً إلى أن حضورهم تصوير المشاهد الأخرى غير المرتبطة بما سيقومون بتصويره جعل الفيلم يخرج للجمهور بإيقاع متزن.