هل تعرف أن إغلاق نافذة السيارة وشرب الشاي أو القهوة وتشغيل الراديو والغناء أثناء القيادة قد تكون علامات على أنك تعاني حالة خطيرة من الشخير؟ وقد يكون استخدام أكثر من 3 علامات من السابقة بشكل متكرر أثناء قيادة السيارة مؤشراً على خطر النعاس المفرط بسبب انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم (OSA).
وقد أظهرت دراسة نُشرت في «مجلة القلب الأوروبية»، الخميس، أن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم، واستخدموا أكثر من 3 وسائل للانتباه شعروا بالنعاس بشكل عام، وكانوا أكثر نعاساً أثناء القيادة، وأكثر عرضة للتعرض لحوادث بمعدل 22.8 في المائة مقارنة بـ2.4 في المائة من مرضى يستخدمون استراتيجيات أقل للتكيف.
وتشير التقديرات إلى أن واحداً من كل 5 أشخاص يعاني من انقطاع التنفس أثناء النوم، لكن غالبية المصابين لا يدركون أن لديهم تلك المشكلة، الأمر الذي يسبب النعاس المفرط، ويصبح الأشخاص الذين يعانون منه أكثر عرضة لخطر الاصطدامات أثناء قيادة السيارة.
وقال الدكتور أكشاي دواركاناث، من مستشفى جامعة سانت جيمس في ليدز بالمملكة المتحدة: «إن نحو خُمس حوادث الاصطدام على الطريق قد يكون سببها التعب أو النعاس». وأضاف في بيان صحافي: «العديد من مرضى توقف التنفس أثناء النوم يقودون سياراتهم إما لأسباب شخصية أو مهنية، وهناك أدلة كثيرة تشير إلى أنهم مُعرَّضون بشكل متزايد لخطر الاصطدامات على الطريق».
ويقول الباحثون إن سؤال الناس عما إذا كانوا يستخدمون وسائل تنبيه، مثل فتح النافذة أو شرب الشاي أو القهوة أو تشغيل الراديو أو الغناء، للبقاء في حالة تأهُّب على الطريق يمكن أن يساعد في اكتشاف الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي، الذين قد يكونون أكثر عرضة لخطر حوادث القيادة.
أُجري البحث على عينة تضم 119 شخصاً يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم، ولم يتلقوا أي علاج، ومقارنتهم بـ105 أشخاص آخرين لم يعانوا من ذلك الأمر.
وأجاب جميع الأشخاص المشاركين عن أسئلة حول نعاسهم بشكل عام، وأثناء القيادة على وجه الخصوص، وأي استراتيجيات استخدموها للبقاء منتبهين أثناء القيادة، وأي حوادث أو اصطدامات تعرضوا لها خلال القيادة.
وكانت الاستراتيجيات التي ذكرها الأشخاص المصابون بانقطاع التنفس أثناء النوم في أغلب الأحيان هي فتح النافذة وشرب الشاي أو القهوة وتشغيل الراديو. وكانت الاستراتيجيات الأخرى هي التحدث إلى أنفسهم، أو تغيير وضعياتهم في المقعد، أو مضغ العلكة، أو تناول الطعام، أو التوقف للمشي، أو التململ، أو ممارسة بعض الرياضة البسيطة أثناء القيادة، أو التوقف لأخذ قيلولة، أو التوقف لغسل الوجه بالماء البارد، بحسب نتائج الدراسة.
وهو ما علق عليه دواركاناث: «غالباً ما يُطلب من الأطباء تقديم توصيات لمرضاهم بخصوص القيادة، وقد يكون هذا أمراً صعباً، ويمكن أن يترك آثاراً كبيرة على معيشة المريض، خصوصاً إذا كان سائقاً محترفاً مثلاً. ومع ذلك، يجب على الأطباء تحذير المرضى من القيادة إذا كانوا معرضين لخطر كبير».