تطوير عدسات لاصقة لتشخيص «الغلوكوما»

البروفسور حمدي تورون يحمل العدسات اللاصقة الجديدة (جامعة نورثمبريا)
البروفسور حمدي تورون يحمل العدسات اللاصقة الجديدة (جامعة نورثمبريا)
TT

تطوير عدسات لاصقة لتشخيص «الغلوكوما»

البروفسور حمدي تورون يحمل العدسات اللاصقة الجديدة (جامعة نورثمبريا)
البروفسور حمدي تورون يحمل العدسات اللاصقة الجديدة (جامعة نورثمبريا)

طوّر فريق بحثي من المملكة المتحدة وتركيا عدسات لاصقة يمكنها اكتشاف التغيرات في ضغط العين التي تشير إلى احتمال الإصابة بمرض «الغلوكوما».

وتحتوي العدسات اللاصقة الجديدة على أجهزة استشعار دقيقة تراقب التغيرات في الضغط داخل العين على مدى ساعات عدة، وترسل البيانات المجمعة لاسلكياً حتى يتمكن طبيب العيون من تحليلها وإجراء التشخيص، ونشرت النتائج، الثلاثاء، بدورية جمعية العدسات اللاصقة البريطانية.

ويؤثر مرض «الغلوكوما» على نحو 70 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يسبب فقداناً لا رجعة فيه للبصر إذا لم يُعالج، ولكن نحو نصف المصابين بهذه الحالة لا يدركون ذلك.

وعادةً ما تتطور حالات «الغلوكوما» ببطء مع مرور الوقت، ولا تُكتشف إلا في أثناء اختبارات العين الروتينية، وفي ذلك الوقت قد يكون الضرر الدائم قد حدث بالفعل.

وتحدث «الغلوكوما» عندما يتضرر العصب البصري، الذي يربط العين بالدماغ، عادة بسبب تراكم السوائل في الجزء الأمامي من العين مما يزيد الضغط داخلها.

وتتضمن الطرق التقليدية لقياس الضغط داخل العين في البداية، الذهاب إلى العيادة لإجراء قياس واحد في اليوم، وقد تكون النتيجة مضلّلة بسبب الاختلاف الطبيعي في الضغط داخل العين، وإذا كُشف عن اختلاف، فستكون هناك حاجة لمزيد من التحقيق الذي يتطلب دخول المستشفى ليوم كامل.

لاختبار دقة العدسات الجديدة، أجرى الفريق دراسة تجريبية شملت 6 متطوعين أصحاء، حيث طُلب منهم شرب 1.5 لتر من الماء والاستلقاء بشكل مسطح لزيادة مستويات الضغط داخل العين لديهم عمداً، ونجحت العدسات في قياس ضغط العين لديهم بدقة.

وفي حين أن هذه ليست المرة الأولى التي تُطوّر فيها عدسات لاصقة لقياس ضغط العين، فقد استخدمت المنتجات السابقة شريحة سيليكون نشطة كهربائياً، مما ينتج عنه عدسة أكثر سُمكاً وأقل راحة، ما يزيد من صعوبة القيام بالأنشطة اليومية.

لكن العدسات الجديدة تستخدم مستشعراً كهربائياً مدمجاً في العدسة، بالإضافة لقارئ إلكتروني يمكن ارتداؤه لجمع البيانات وتخزينها ومعالجتها، ما يجعل العدسة أكثر راحة ويسمح للمريض بممارسة يومه كالمعتاد.

أحد المتطوعين في الدراسة يرتدي العدسات اللاصقة أثناء التجربة (جامعة نورثمبريا)

من جانبه، قال البروفسور حمدي تورون الباحث الرئيسي بالدراسة في جامعة نورثمبريا، إن إحدى فوائد استخدام العدسات اللاصقة الجديدة لتشخيص «الغلوكوما» بدلاً من إجراء الفحص التقليدي، أنه يمكن أخذ القياسات بسهولة أكبر على مدى فترة زمنية أطول، ما يعطي تشخيصاً أكثر دقة.

وأضاف عبر موقع الجامعة: «يمكن أن يختلف الضغط داخل العين بشكل كبير على مدار 24 ساعة، لذلك من المهم مراقبة المريض على فترات أو بشكل مستمر لمدة يوم كامل للحصول على أفضل رؤية حول الحالة الصحية لعيونهم، ونعتقد أن هذه التكنولوجيا لديها إمكانات هائلة ويمكنها إنقاذ بصر المرضى في المراحل المبكرة من الغلوكوما».


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة تحذر… شرب الكحول مضر بالصحة

صحتك شرب الكحول مرة أو مرتين في اليوم يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان (أ. ف. ب)

دراسة جديدة تحذر… شرب الكحول مضر بالصحة

تُشير دراسة جديدة إلى أن الفكرة السائدة بأن الفرنسيين يتمتعون بمعدلات منخفضة نسبياً لأمراض القلب لأنهم يشربون النبيذ الأحمر هي فكرة خاطئة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك خلال تدريب رياضي للأولمبياد في مرسيليا بفرنسا 25 يوليو 2024 (رويترز)

مخاطر صحية على الرياضيين والمشجعين في «أولمبياد باريس 2024»

تظهر مخاطر صحية على الرياضيين والمشجعين في أولمبياد باريس غير مخاطر السباحة بنهر السين هي حمى الضنك وغيرها من الالتهابات المنقولة التي تثير القلق.

«الشرق الأوسط» (باريس)
تكنولوجيا يمكن أن يسهّل التعرف المبكر على المرضى الذين من المرجح أن يتقدموا بسرعة العلاج في الوقت المناسب والمراقبة الدقيقة (شاترستوك)

الذكاء الاصطناعي أكثر دقة بـ3 مرات في التنبؤ بتقدم مرض ألزهايمر

ابتكر باحثون بجامعة كمبردج نموذجاً للتعلم الآلي يمكنه التنبؤ بتطور مشاكل الذاكرة والتفكير الخفيفة إلى مرض ألزهايمر بدقة أكبر من الأدوات السريرية.

نسيم رمضان (لندن)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تحذر من تفش لفيروس شلل الأطفال في غزة (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تعرب عن «قلقها الشديد» إزاء تفشي شلل الأطفال في غزة

حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشٍّ لفيروس شلل الأطفال في غزة التي تمزقها الحرب، فيما بدأت إسرائيل بالفعل تطعيم قواتها ضد المرض.

«الشرق الأوسط» (القدس)
صحتك صورة لحساء القرع والفاصولياء من بيكسباي

3 أغذية تسهم في إطالة العمر

هل أنت مستعد للحصول على صحة أفضل؟ إليك طرق ينصح بها الخبراء تسهم في إطالة العمر بنمط تغذية سليم

كوثر وكيل (لندن)

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
TT

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

18 طفلاً من جنوب لبنان اختارتهم «سيناريو» للتعليم التشاركي والفني لتقديم مسرحية بعنوان «جبل الأمل». الهدف من هذه المبادرة هو دعم هؤلاء الأطفال وتزويدهم بفسحة أمل. فما يعانونه من الحرب الدائرة في بلداتهم وقراهم دفعهم إلى النزوح وترك بيوتهم.

تأتي هذه المسرحية من ضمن برنامج «شو بيلد» (إظهار البناء) الذي بدأته «سيناريو» في 22 يوليو (تموز) الجاري في بلدة الزرارية الجنوبية. فأقيمت التمارين للمسرحية التي ستعرض في 29 الجاري، وتستضيفها مؤسسة سعيد وسعدى فخري الاجتماعية في البلدة المذكورة.

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

غالبية الأطفال يقيمون في البلدة وبعضهم الآخر يأتيها من بلدتي أرزاي والخرايب على الشريط الحدودي. وتشير مخرجة المسرحية ومدرّبتهم زينة إبراهيم، إلى أن فكرة العمل وضعها الأطفال بأنفسهم. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد زودناهم بكلمات محددة كي يستلهموا منها أفكارهم. وتتألف هذه الكلمات من حب وسفر وأمل ورحلة ومغامرة واكتشاف... وغيرها. وعلى أساسها كتبوا قصة المسرحية بعنوان (جبل الأمل). وكما تلاحظون ابتعدنا عن استخدام كلمة حرب ضمن المفردات التي عرضناها عليهم».

يتراوح أعمار الأولاد المشاركين ما بين 10 و17 عاماً. خضعوا في برنامج «شو بيلد» إلى 7 جلسات شائقة تركز على اللعب والتمثيل والأداء المسرحي. وتستغرق كل جلسة نحو ساعتين، وذلك على مدى أسبوعين. وتأتي هذه المسرحية لتختتم البرنامج الفني لـ«سيناريو». وتضيف إبراهيم: «هذا البرنامج يوفّر للأولاد متنفساً للتعبير والإبداع، لا سيما خلال هذه الأوقات الصعبة التي يعيشونها في منطقة الجنوب».

تصف زينة إبراهيم هذه التجربة باللبنانية بامتياز. فقد سبق أن قامت ببرامج تعليمية سابقة شملت أولاداً لبنانيين وغيرهم من فلسطينيين وسوريين. وتقول إننا نرى قلقاً كبيراً في عيون أطفال الجنوب. وتتابع: «أكثر ما يخافونه هو أصوات الانفجارات. فهي تشكّل مفتاح الرعب عندهم، ويحاولون قدر الإمكان تجاوزها بابتسامة. وبينهم من كان يطمئنني ويقول لي (لا تخافي إنه ببساطة خرق لجدار الصوت). لا أعرف ما إذا كان تجاوزهم لهذه الأصوات صار بمثابة عادة يألفونها. وقد يكون أسلوباً للهروب من واقع يعيشونه».

تتناول قصة المسرحية رحلة تخييم إلى جبل يصادف فيه الأولاد مجموعة مساجين. وعندما يهمّون بالتواصل معهم يكتشفون أنهم يتحدثون لغة لا يفهمونها. ولكنهم ينجحون في التعبير عن أفكارهم المشتركة. ويقررون أن يمكثوا على هذا الجبل حيث يشعرون بالأمان.

وتعلق المخرجة إبراهيم: «اسم المسرحية استوحيته من عبارة قالتها لي فتاة في العاشرة من عمرها. فبرأيها أن الأمل هو نتيجة الأمان. وأنها ستحارب للوصول إلى غايتها هذه. أما فكرة اللغة غير المفهومة فنشير فيها إلى ضرورة التواصل مع الآخر مهما اختلف عنا».

تروي إبراهيم عن تجربتها هذه أنها أسهمت في تقريب الأولاد بعضهم من بعض: «لقد بدوا في الجلسة الأولى من برنامج (شو بيلد) وكأنهم غرباء. حتى في الحلقات الدائرية التي كانوا يرسمونها بأجسادهم الصغيرة كانوا يحافظون على هذا البعد. أما اليوم فتحولوا إلى أصدقاء يتحدثون في مواضيع كثيرة. كما يتشاركون الاقتراحات حول أفكار جديدة للمسرحية».

أثناء التدريبات على مسرحية «جبل الأمل» (سيناريو)

إضافة إلى التمثيل ستتلون مشاهد المسرحية بلوحات راقصة وأخرى غنائية. وتوضح إبراهيم: «حتى الأغنية كتبوها بأنفسهم ورغبوا في أن يقدموا الدبكة اللبنانية كتحية للبنان».

إحدى الفتيات المشاركات في العمل، وتدعى غزل وعمرها 14 عاماً، تشير في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه المسرحية تعني لها الكثير. وتتابع: «لقد نقلتني من مكان إلى آخر وزادتني فرحاً وسعادة. وكان حماسي كبيراً للمشاركة في هذه المسرحية التي نسينا معها أننا نعيش حالة حرب».

بدورها، تقول رهف ابنة الـ10 سنوات: «كل شيء جميل في هذا المكان، ويشعرني بالسعادة. أنا واحدة من أبطال المسرحية، وهي جميلة جداً وأدعوكم لمشاهدتها».