الفقر مع الالتهاب المزمن قد يضاعفان وفيات السرطان وأمراض القلب

الالتهاب المزمن خطر على صحة القلب (جامعة ستانفورد)
الالتهاب المزمن خطر على صحة القلب (جامعة ستانفورد)
TT

الفقر مع الالتهاب المزمن قد يضاعفان وفيات السرطان وأمراض القلب

الالتهاب المزمن خطر على صحة القلب (جامعة ستانفورد)
الالتهاب المزمن خطر على صحة القلب (جامعة ستانفورد)

وجدت دراسة أميركية، أن الفقر مع الالتهاب المزمن يضاعفان وفيات السرطان وأمراض القلب خلال الـ15 عاماً المقبلة. وأوضح الباحثون، أن النتائج تستند إلى بيانات تمثل 95 مليون أميركي تتراوح أعمارهم بين 40 عاماً وما فوق، ونشرت الدراسة، الثلاثاء، في دورية «فرونتس إن ميديسين».

وفي حين أنه من المعروف أن الالتهاب المزمن والفقر كل منهما على حدة يزيد من خطر الوفاة، فإنه عند الجمع بين العاملين معاً، يبدو أن لهما تأثيراً أقوى، ما يؤدي إلى زيادة أكبر في المخاطر.

وخلال الدراسة، حلّل الفريق بيانات مسح على المستوى الوطني، جُمعت من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً فما فوق، والذين انخفض دخل أسرهم إلى ما دون خط الفقر في الولايات المتحدة، وأظهرت اختباراتهم المعملية مستويات مرتفعة من البروتين التفاعلي «سي»، وهو مؤشر على الالتهاب المزمن. ورُبطت السجلات بمؤشر الوفيات الوطني لتتبع الوفيات على مدى 15 عاماً.

وأثبتت النتائج، أنه كانت لدى الأفراد الذين يعانون من الالتهاب المزمن والفقر زيادة في خطر الوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة 127 في المائة، وزيادة خطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة 196 في المائة.

وكان الأشخاص الذين يعانون من التهاب مزمن أو فقر، ولكن ليس كلا العاملين معاً، لديهم زيادة بنسبة 50 في المائة في خطر الوفاة خلال الفترة نفسها.

ويعد الالتهاب الحاد جزءاً من الاستجابة المناعية الصحية قصيرة المدى للجسم لمكافحة العدوى أو السموم أو غيرها من المواد الغريبة التي قد تدخل الجسم. ومع ذلك، يستمر الالتهاب المزمن لأشهر أو سنوات عدّة، وقد ثبت أنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والسكري من النوع الثاني وأمراض الكلى.

ويمكن أن يحدث الالتهاب المزمن بسبب مجموعة من عوامل نمط الحياة والعوامل الفسيولوجية والبيئية، مثل سوء التغذية والإجهاد وقلة النشاط البدني والتدخين والشيخوخة والسمنة واضطرابات المناعة الذاتية والتعرض للسموم الموجودة في البيئة، وفق الدراسة.

من جانبه، قال الدكتور آرتش ماينوس، الباحث الرئيسي للدراسة، في كلية الطب جامعة فلوريدا الأميركية: «وجدت دراستنا أن الفقر والمستويات المرتفعة من الالتهابات يعملان معاً كضربة مزدوجة موجهة للأفراد، وهذا يجعلهم أكثر عرضة للوفاة وفي فترة زمنية قصيرة نسبياً، وهي 15 عاماً فقط». وأضاف عبر موقع الجامعة أن «النتائج تسلط الضوء على الحاجة إلى إجراء فحوصات روتينية للالتهابات المزمنة لدى الفئات السكانية الضعيفة والفقيرة للحد من الوفيات التي يمكن الوقاية منها في كثير من الحالات، إذ لا يوجد في الوقت الحالي مبادئ توجيهية سريرية لفحص الالتهاب المزمن».

وتابع ماينوس: «لقد حان الوقت لتجاوز توثيق المشكلات الصحية التي يمكن أن يسببها الالتهاب إلى محاولة حل هذه المشكلات».


مقالات ذات صلة

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

صحتك بحث يؤكد أن حالات الوفاة بالسرطان بين البريطانيين في ازدياد (رويترز)

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

خلص تقرير جديد إلى أن أكثر من حالة وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات في المملكة المتحدة ما بين الآن وعام 2050 ستكون بسبب السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شعار برنامج الدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (رويترز)

دراسة: «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض

كشفت دراسة علمية جديدة، عن أن روبوت الدردشة الذكي الشهير «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض؛ الأمر الذي وصفه فريق الدراسة بأنه «صادم».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم بولينا براندبرغ قالت على «إكس» إنها تعاني من «أغرب رهاب للموز في العالم» (رويترز)

غرف خالية من الموز بسبب «فوبيا» وزيرة سويدية

تسببت فوبيا تعاني منها وزيرة سويدية في دفع مسؤولين حكوميين إلى طلب إخلاء الغرف من الفاكهة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة (المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة)

أدوية للسكري تخفّض خطر الإصابة بحصوات الكلى

أظهرت دراسة جديدة أنّ نوعاً من أدوية علاج مرض السكري من النوع الثاني قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» المضادة للسكري تكبح التدهور المعرفي المرتبط بألزهايمر

كشف فريق من الباحثين الأميركيين أن عقار سيماغلوتيد، الذي يتم تسويقه تحت اسمي «أوزمبيك» و«ويغوفي» من شأنه أن يحسن بشكل ملحوظ استهلاك الدماغ للسكر.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.