«سنة جديدة... أنا جديدة»... من صحنك إلى خزانتك مروراً بفنجان قهوتك

أساليب 2024 الأكثر رواجاً للعناية بالصحة الجسدية والنفسية

«سنة جديدة... أنا جديدة»... من صحنك إلى خزانتك مروراً بفنجان قهوتك
TT

«سنة جديدة... أنا جديدة»... من صحنك إلى خزانتك مروراً بفنجان قهوتك

«سنة جديدة... أنا جديدة»... من صحنك إلى خزانتك مروراً بفنجان قهوتك

لا توقيت مناسباً أكثر من مطلع عامٍ جديد، لوضع قائمة بأساليب عيش صحّي وسليم ترافقنا خلال الأشهر الـ12 المقبلة. فمع ختام إجازة نهاية السنة، التي يواكبها كثيرٌ من الحلويات، والطعام الدسم، والكسَل، وتصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي، يستفيق عدد كبير من الناس وهم يحلمون بـ«أنا جديدة»، على قاعدة «New Year, New Me (سنة جديدة، أنا جديدة)».

لكل سنةٍ اتّجاهاتُها الصحية ونزعاتها الرائجة على مستوى المأكل، والمشرب، والدواء، والعادات اليومية، والرياضة. وإذا كان عقار «أوزمبيك (Ozempic)»، والصحة النفسية، والنوم السليم، وشاي الماتشا، من بين أبرز عناوين عام 2023، فإنّ 2024 تطلّ مع أولويّات وصيحات جديدة.

عقار «أوزمبيك» للتخفيف من الوزن... أبرز صيحات 2023 (رويترز)

عاداتٌ أفضل لعمرٍ أطوَل

منذ أقدم العصور، سعى البشر وراء إطالة أعمارهم. يعود هذا المسعى ليشكّل إحدى أبرز صيحات السنة الجديدة. أما المفاتيح المقترحة، التي ستكون الأكثر رواجاً هذا العام، فهي إلى جانب الرياضة المنتظمة، والنوم والغذاء السليمَين، الغطس في المياه الباردة بل المثلجة. وبين الوسائل المقترَحة من أجل حياةٍ أطول، العلاج بالمياه الباردة والساخنة، وذلك بشكلٍ متزامن.

الغطس في المياه الباردة من أهم وسائل إطالة العمر ومحاربة الشيخوخة (رويترز)

السفر الهادف والهادئ

تصبّ رحلات الراحة والشفاء في خانة إطالة العُمر، بما على برامجها من تمارين التأمّل، وجلسات تعليم تقنيات التنفّس والاعتناء بالذات، والأنشطة الخالية من التوتّر. ووفق «معهد العافية العالمي (Global Wellness Institute)»، فإنّ السفر الهادف إلى صحةٍ أفضل سيشهد شعبيةً مطّردة، ليتضاعف الطلب عليه بنسبة 21 في المئة مع حلول عام 2025.

لا يشبه هذا النوع من السفر الرحلات التقليدية التي تقترح باقةً تضمّ الفندق والطعام والجولات السياحية، بل يقدّم برامج مستحدثة، من صفّ الرياضة داخل غرفة الفندق، مروراً بتعليم رياضاتٍ جديدة، وليس انتهاءً بجلسات اليوغا.

من بين صيحات 2024... السفر الهادف والتمرين في غرفة الفندق (رويترز)

التخلّص من السموم الرقميّة

ليس ازدياد مبيعات أحذية المشي في السوق العالميّة، سوى دليلٍ على رغبة الناس في الخروج إلى الطبيعة. ومن المتوقّع أن تتكرّس هذه الظاهرة خلال عام 2024.

بلغَ التعبُ من الشاشات والهواتف ذروةً غير مسبوقة، ففرضت عبارةٌ مثل «التخلّص من السموم الرقميّة (Digital detox)» نفسها. أما تحقيق هذا الهدف فيبدأ بعد إطفاء جهاز الهاتف الخلويّ والانتقال إلى الطبيعة، التي من المتوقع أن تشهد هذه السنة زياراتٍ أكثر من أي وقت. وسيواكبها اهتمامٌ متزايد بالرياضات الجماعيّة التي تعزّز التواصل الاجتماعيّ الواقعيّ، وليس الافتراضي. كما أن ممارسة الرياضة ضمن مجموعات وفي الهواء الطلق، تساعد في تخفيض مستويات التوتّر والقلق والالتهابات.

الرياضة ضمن مجموعات تساعد على التخلص من التوتر والقلق والالتهابات (رويترز)

الحمية النباتيّة نسخة 2024

بالحديث عن العودة إلى الطبيعة، لا بدّ من التوقف عند الموضة المتجدّدة للطعام النباتيّ. يعود المطبخ النباتيّ إلى الساحة بقوّة خلال 2024، مع بعض التعديلات؛ إذ سينصبّ التركيز في هذا النظام الغذائي الصحّي على مصادر البروتين النباتيّة، مثل الفطر والجوز والبقوليات، التي ستحلّ مكان اللحمة النباتيّة البديلة والمرتكزة غالباً على الصويا.

وكان الطعام القائم على النبات قد شهد طفرةً خلال سنة 2023، كما تبنّاه الجيل الشاب بشكلٍ خاص. وتشير أرقام منصة «تيك توك» إلى أن هاشتاغ #plantbased (أساس نباتيّ)، جمع مليار مشاهَدة السنة الماضية في الولايات المتحدة الأميركية وحدها.

طبق برغر مصنوع من موادّ نباتيّة (رويترز)

زمن البروتين

لا أحد ينكر أهمية البروتين، لا سيّما في أوساط الرياضيين الحريصين على أوزانهم وعلى بناء عضلاتٍ متينة، لكن الاهتمام بهذا المكوّن الحيويّ سيتضاعف هذه السنة. أما الاتجاهات التي من المتوقع أن يسلكها أنصار البروتين، فبَحريّةٌ بامتياز. من المعروف أنّ السمك هو أحد أهم مصادر البروتين، وسيكون التركيز بالتالي على مزيدٍ من المواد الغذائية السمَكيّة السهلة الاستخدام والطهو.

بروتينات السمك أولوية في حمية 2024 (رويترز)

الحمية المتوسطية أيضاً وأيضاً

بعد سنتَين احتلّ خلالهما الصيام المتقطّع وحمية الكيتو (keto) الصدارة بين الراغبين في تخفيض أوزانهم، يتراجع هذان النظامان الغذائيان الصارمان. أما الريادة خلال 2024 فمن المتوقّع أن تكون للحمية المتوسطية؛ أي مطبخ حوض البحر الأبيض المتوسط (Mediterranean Diet). تتميّز هذه الحمية المرِنة بكونها تجمع بين النكهة اللذيذة والفوائد الصحية، وهي ترتكز بشكل أساسي إلى الخضار والبقوليات والمكسّرات والسمك وزيت الزيتون.

الحمية المتوسطية أكثر مرونةً من حمية الكيتو والصيام المتقطّع (الشرق الأوسط)

كافيين أقلّ... ومياه «إكسترا»

أكثر أشكال القهوة رواجاً خلال السنوات الثلاث المقبلة، ستكون تلك الخالية من الكافيين. ويشهد قطاع تصنيع القهوة المعروفة بـ«ديكاف (decaf)»، نمواً متسارعاً وابتكاراتٍ متعددة.

وفيما تنصّ موضة 2024 على التخفيف من تناول الكحول، أو استبدالها المشروبات غير الكحوليّة بها، فإنها تذكّر بضرورة الإكثار من شرب المياه. لكنّ المياه التي ستشهد رواجاً خلال العام الحالي هي مياه «إكسترا»، أو تلك المضافة إليها عناصر مفيدة صحياً مثل الشوارد (electrolytes)، والفيتامينات، ومادّة الكولاجين.

ستشهد سوق القهوة الخالية من الكافيين ابتكارات ورواجاً أكبر (رويترز)

بعد «أوزمبيك»... «بربرين»

لن تخمد حمّى «أوزمبيك (Ozempic)» خلال العام الجديد. فالعقار الذي شكّل أبرز صيحات تخفيض الوزن السنة الماضية، باقٍ ويتمدّد. بتسويقٍ تولّاه الفنانون والمشاهير الذين اعتمدوه. غزا هذا الدواء الأسواق خلال العام الماضي، كما ظهرت عقاقير مشابهة له.

انعكست شعبيّة «أوزمبيك» على سوق المكمّلات الغذائية التي يُقال إنها تُسهم في تخفيض الوزن. أما الاسم الذي يُرتقب أن يتكرّر كثيراً خلال هذا العام، فهو «بربرين (Berberine)». كما «أوزمبيك»، يُعالج هذا المركّب الكيميائي المُستخرج من النباتات، مرض السكّري أساساً، إلا أنّ ثمّة زعماً متداولاً بأنه يُسهم في تخفيض الوزن.

البربرين هو مكمّل غذائي مستخرج من النبات يُقال إنه يساعد على تخفيف الوزن (منصة «إكس»)

الدكتور AI

سيشهد العام رواجاً أكبر للساعات الذكيّة التي ستغزو مزيداً من المعاصم، خصوصاً أنه من المتوقّع أن يرتفع منسوب ذكائها. لن تكتفي تلك الساعات بالمراقبة فحسب، بل إنها ستتدخل إلى جانب مرتديها، وتُنذره من أي خللٍ صحّي قد يتفاقم مع الوقت.

لن يتوقف دور الذكاء الاصطناعي (AI) عند هذا الحدّ، إذ إن «شات جي بي تي (Chat GPT)» يتحوّل شيئاً فشيئاً إلى المستشار الصحي الرسمي في العالم الرقمي. وتشير الأرقام إلى أن غالبية الجيل الصاعد تستعين به، بدل استشارة الطبيب.

سيلعب «شات جي بي تي» دور أكبر مستشار صحي وطبي في 2024 (رويترز)

موضة الثياب المستعملة

سنةً تلو أخرى، يزداد الوعي البيئي عند الناس، وسط المخاطر التي تتهدّد الكرة الأرضية من جرّاء التغيّر المناخي. انعكس هذا الوعي انتباهاً أكبر إلى استهلاك منتجات صديقة للبيئة. كذلك انتشرت خلال السنة الماضية موضة شراء الملابس المستعملة، التي اعتمدتها علامات تجارية عالمية معروفة؛ حرصاً على أسلوب حياة مستدامة (sustainable lifestyle). ستستمر هذه الموضة خلال 2024، مع تركيز أكبر على الملابس الرياضية المستعملة.


مقالات ذات صلة

أوروبا ترفض دواء لألزهايمر وافقت عليه أميركا بسبب أعراضه الجانبية

أوروبا المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)

أوروبا ترفض دواء لألزهايمر وافقت عليه أميركا بسبب أعراضه الجانبية

اتخذت وكالة الأدوية الأوروبية أمس (الجمعة) قراراً برفض دواء لداء ألزهايمر في الاتحاد الأوروبي؛ لأنه غير آمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تطوير خلايا الدم يأتي وسط توقع حدوث نقص في الدم بالمرافق الطبية (رويترز)

اليابان: بدء التجارب على خلايا الدم الاصطناعية في مارس

من المقرر أن تبدأ في اليابان في شهر مارس المقبل دراسة سريرية لخلايا الدم الحمراء الاصطناعية التي يمكن تخزينها لعمليات نقل الدم في أوقات الطوارئ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق طفلة تضع الخوذة أثناء ركوبها الدراجة (رويترز)

من بينها ركوب الدراجة دون خوذة... 5 أنشطة صيفية لا يسمح أطباء الطوارئ لأطفالهم بها

عند المرح في الهواء الطلق، خصوصاً مع الصغار، من المؤكد أن الحوادث والإصابات تحدث أحياناً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص نائم  (د.ب.أ)

نصائح للاستغراق في النوم خلال الليالي الحارة

يعد النوم الجيد أمراً ضرورياً للصحة العقلية والجسدية، ولكن عندما يكون الجو حاراً يمكن أن يتأثر نومنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.