«ليالي المكتبات»... تجربة ثقافية للاحتفاء بالكتاب وإثراء حواضن المعرفة السعودية

تجربة فريدة للاحتفاء بالكتاب وإثراء المحتوى الثقافي وتعزيز دور حواضن المعرفة في الفضاء العام (هيئة المكتبات)
تجربة فريدة للاحتفاء بالكتاب وإثراء المحتوى الثقافي وتعزيز دور حواضن المعرفة في الفضاء العام (هيئة المكتبات)
TT

«ليالي المكتبات»... تجربة ثقافية للاحتفاء بالكتاب وإثراء حواضن المعرفة السعودية

تجربة فريدة للاحتفاء بالكتاب وإثراء المحتوى الثقافي وتعزيز دور حواضن المعرفة في الفضاء العام (هيئة المكتبات)
تجربة فريدة للاحتفاء بالكتاب وإثراء المحتوى الثقافي وتعزيز دور حواضن المعرفة في الفضاء العام (هيئة المكتبات)

أجواء ثقافية وتجارب معرفية ونوافذ إلى حقول الفكر والأدب والتراث، أطلقتها فعالية «ليالي المكتبات»، التي عُقدت على مدى أيام في أحد المراكز الحضرية بمدينة الرياض، وقدمت تجربة فريدة للاحتفاء بالكتاب وإثراء المحتوى الثقافي، وتعزيز دور حواضن المعرفة في الفضاء العام.

شكلت السوق الثقافية للكتب فرصة لإعادة تدوير كنوز الثقافة ونوافذ المعرفة التي يملكها الأفراد بوصفها فرصاً ثمينة للتعلم وتبادل المعرفة (هيئة المكتبات)

الفعالية الثقافية والإثرائية التي نظمتها هيئة المكتبات في السعودية، تشجع على تنمية العادات القرائية وإظهار قيمتها، وتوفير منصة لالتقاء المهتمين والناشطين في حقول القراءة والمعرفة والوعي، واستضافت تجارب قرائية مهمة وأصحاب مكتبات شخصية ورواد أعمال في القطاع الثقافي لعرض تجاربهم وإثراء ليالي الفعالية.

سوق ثقافية لتبادل الكتب

وحظيت الفعالية، بمجموعة مسارات أثرت المحتوى الرصين الذي سعى إلى خلق بيئة ثقافية لبيع وتبادل الكتب المستخدمة، وإبراز أهمية السوق الثقافية المخصصة للكتب، ورفع مستوى الوعي المعلوماتي، وتعزيز الدور الريادي الذي تقوم به هيئة المكتبات في مجال تعزيز العادات القرائية لدى المجتمع المحلي.

وتنوعت فعاليات المبادرة بين السوق الثقافية، التي تستضيف مجموعة من أصحاب المكتبات لبيع مقتنياتهم الفريدة من الكتب الخاصة والمستعملة، والصالون الأدبي الذي يثري الحضور بلقاءات ثقافية متعددة، بالإضافة إلى ورش عمل تثقيفية وتجارب إبداعية تلقي الضوء على قائمة من الأندية والمنظمات الثقافية، في حين تقدم «متاهة المعرفة» تجربة غير مسبوقة لضيوف الفعالية حول تاريخ المكتبات بطريقة عصرية مبتكرة.

تقدم «متاهة المعرفة» تجربة غير مسبوقة لضيوف الفعالية حول تاريخ المكتبات بطريقة عصرية مبتكرة (هيئة المكتبات)

أثرت الجلسات التي تنوعت في ضيوفها وموضوعاتها وعكست المرحلة الواعدة للقطاع في السعودية مستقبلاً (هيئة المكتبات)

وشكلت السوق الثقافية للكتب فرصة لإعادة تدوير كنوز الثقافة ونوافذ المعرفة التي يملكها الأفراد بوصفها فرصاً ثمينة للتعلم وتبادل المعرفة، وأتاحت هيئة المكتبات الفرصة في وقت مبكر، للتسجيل في السوق الثقافية لبيع وتبادل الكتب المستعملة طوال فترة فعالية «ليالي المكتبات».

كما شاركت الأندية القرائية السعودية في الفعالية، وأظهرت تجاربها واهتماماتها إلى الجمهور، وساهمت في مشروع تبادل الكتب باللغتين العربية والإنجليزية، في حين كان الفضاء مفعماً بالتشجيع والحماس لمجموعة من الأنامل المبدعة التي رسمت في الهواء الطلق لوحات سخية بالجمال.

كان الفضاء مفعماً بالتشجيع والحماس لمجموعة من الأنامل المبدعة التي رسمت في الهواء الطلق لوحات سخية بالجمال (هيئة المكتبات)

مستقبل واعد لقطاع المكتبات

وأثرت الجلسات التي تنوعت في ضيوفها وموضوعاتها حضور «ليالي المكتبات»، وسلّطت الضوء على عدد من التجارب، وعكست المرحلة الواعدة للقطاع في السعودية مستقبلاً.

وقدّم الدكتور عبد الرحمن العاصم، الرئيس التنفيذي لهيئة المكتبات في السعودية، لمحة واسعة ومبشّرة حول ما ينتظر القطاع، وذلك خلال مشاركته في جلسة مخصصة ضمن برنامج الفعالية حول مستقبل المكتبات، وإطلاق عدد من المبادرات، وعلى رأسها البيوت الثقافية في مدن ومناطق سعودية مختلفة، تكون عوناً على تحقيق المردود المعرفي والثقافي المأمول من القطاع.

أجواء ثقافية وتجارب معرفية ونوافذ إلى حقول الفكر والأدب والتراث أطلقتها «ليالي المكتبات» بمدينة الرياض (هيئة المكتبات)

في حين تناولت جلسات وضيوف ضمن البرنامج، تأثير المبادرات الثقافية في قطاع المكتبات، واستعرضت تجارب نوعية وفريدة في العلاقة مع الكتاب والقراءة بوصفهما نوافذ لبناء الأفراد والمجتمعات، وتطوير القدرات الوطنية.

شاركت الأندية القرائية السعودية في الفعالية وأظهرت تجاربها واهتماماتها إلى الجمهور وساهمت في مشروع تبادل الكتب باللغتين العربية والإنجليزية (هيئة المكتبات)

وسافر ضيوف الصالون الأدبي لـ«ليالي المكتبات» في جولات متعددة اتسمت بغِنى التجارب والمعارف، التي قدمها ضيوف لهم باع طويل ورحلة ثرية في عوالم القراءة وبناء المكتبات الشخصية وصلة أثيرة بالكتاب، كان خلال مشوارهم العُمري رفيق رحلتهم وأنيس أوقاتهم وهاديهم إلى سواء المعرفة الرشيدة والوعي النيّر.


مقالات ذات صلة

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
كتب سوزان بلاكمور وابنتها أميلي تروسيانكو  أثناء حفل توقيع كتاب "الوعي: مقدمة"

الشبحُ في الآلة

شغل موضوع أصل الأشياء The Origin مكانة مركزية في التفكير البشري منذ أن عرف البشر قيمة التفلسف والتفكّر في الكينونة الوجودية.

لطفية الدليمي
كتب سيمون سكاما

قصة اليهود... من وادي النيل حتى النفي من إسبانيا

يروي الكاتب البريطاني اليهودي «سيمون سكاما»، في كتابه «قصة اليهود»، تفاصيل حياة اليهود ابتداءً من استقرارهم في منطقة الألفنتين

سولافة الماغوط (لندن)
ثقافة وفنون العالم الجغرافي والمحقق اللغوي الكويتي د. عبد الله الغنيم شخصية معرض الكتاب لهذا العام

معرض الكويت الدولي للكتاب ينطلق غداً... وعبد الله الغنيم «شخصية العام»

ينطلق غداً (الأربعاء) معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، بمشاركة 544 دار نشر، من 31 دولة، منها 19 دولة عربية و12 أجنبية.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».