قرن على رنّة «بيغ بن» الشهيرة خاطفة الأنظار ليلة رأس السنة

«بي بي سي» اعتادت بثَّ الـ«بونغ» على الهواء مباشرة

يحتفل «بيغ بن» بمرور قرن على بثّ صوت رنّته الشهيرة (وكالة الصور الصحافية الأوروبية)
يحتفل «بيغ بن» بمرور قرن على بثّ صوت رنّته الشهيرة (وكالة الصور الصحافية الأوروبية)
TT

قرن على رنّة «بيغ بن» الشهيرة خاطفة الأنظار ليلة رأس السنة

يحتفل «بيغ بن» بمرور قرن على بثّ صوت رنّته الشهيرة (وكالة الصور الصحافية الأوروبية)
يحتفل «بيغ بن» بمرور قرن على بثّ صوت رنّته الشهيرة (وكالة الصور الصحافية الأوروبية)

يحتفل جرس «بيغ بن»، منتصف ليل الأحد، بمرور قرن على بثّ صوت رنّته الشهيرة عالمياً للمرة الأولى مباشرة على الهواء عبر أثير هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، مُعلنة لأبعد بكثير من لندن، طيَّ صفحة سنة وفتح أخرى.

ففي 31 ديسمبر (كانون الأول) 1923، مع اقتراب منتصف الليل، صعد مهندس «بي بي سي» إيه جي درايلاند إلى سطح مقابل لمبنى البرلمان البريطاني، ومعه ميكروفون ليسجل رنّة ساعة «بيغ بن» إيذاناً بالانتقال إلى عام 1924.

درجت «بي بي سي» على بث الـ«بونغ» على الهواء (وكالة الصور الصحافية الأوروبية)

ومنذ ذلك الحين، درجت الإذاعة على بث الـ«بونغ» على الهواء مباشرة، وهو ما سيحصل تكراراً عند منتصف ليل الأحد إلى الاثنين تماماً على محطة «راديو 4» التابعة لـ«بي بي سي».

ويُبث الصوت المميّز للرنّة مرتين يومياً على «راديو 4»، أولاهما في السادسة مساءً، والثانية عند منتصف الليل، وكذلك الساعة العاشرة ليلاً أيام الأحد.

وبينما تحتفل لندن بليلة رأس السنة الجديدة، سيكون ميكانيكي الساعات أندرو سترينجواي في أعلى برج إليزابيث البالغ ارتفاعه 96 متراً، ويضمّ ساعة «بيغ بن» و4 أجراس أخرى، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وسيُجري الرجل (37 عاماً) مع زميليه الخبيرين في الساعات، عمليات التدقيق الأخيرة للتأكد من أن عقارب الساعة تعمل بشكل صحيح، وستدقّ في الوقت المناسب.

ورجّح في تصريح للوكالة أن تكون احتمالات عدم سير الأمور على ما يرام «ضئيلة». وقال: «هاجسنا الرئيسي في مناسبات مثل رأس السنة الجديدة، هو ما إذا الرنّة ستنطلق، وما إذا كانت ستحصل في الوقت المحدد، أم لا».

وقال إنه متحمّس جداً لكونه «بجوار الأجراس في وقت ينظر فيه الجميع إلى الساعة، وهي تُعلن بداية السنة الجديدة».

الجميع سينظر إلى الساعة وهي تُعلن بداية السنة الجديدة (وكالة الصور الصحافية الأوروبية)

وتقع ساعة «بيغ بن» في الجزء العلوي من برج إليزابيث، وهو الاسم الجديد الذي أطلق عام 2012 لمناسبة اليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية على «برج الساعة» الذي بدأ تشييده في أربعينات القرن التاسع عشر، وأُنجِز عام 1859.

وخضع برج إليزابيث الذي صمّمه المهندس أوغسطس بوجين على الطراز القوطي الجديد، لورشة ترميم أطلقت في 2017، وهدفت الأعمال إلى تصليح مينا الساعة وآلية عملها، بالإضافة إلى ترميم التشقّقات في البرج وتآكل السطح، وكذلك ترميم إطار المينا لاستعادة لونه الأصلي الذي كان عليه في القرن التاسع عشر.

ويبلغ وزن الجرس نحو 14 طناً.

وقبل عملية التجديد، كان خبراء الساعات يفحصون دقة الوقت باستخدام الهواتف، إلا أنّ معايرة الساعة باتت تتم بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) بفضل المختبر الفيزيائي الوطني.

لكنّ طريقة ضبط الوقت لا تزال تقليدية جداً، إذ تُستخدم فيها النقود المعدنية القديمة لإضافة أو إزالة الوزن من النوابض العملاقة للساعة، ما يسمح بزيادة أو إنقاص ثانية واحدة.

وقال سترينجواي بحماسة: «إنها مهنة رائعة». وعندما يتجوّل في لندن، لا يسعه إلا أن ينظر إلى ساعة «بيغ بن» ويقول: «نعم، هي لا تزال تعمل».


مقالات ذات صلة

الجيش البريطاني يستغني عن سفن ومروحيات قديمة ومكلفة

أوروبا طائرة مسيّرة (أرشيفية - رويترز)

الجيش البريطاني يستغني عن سفن ومروحيات قديمة ومكلفة

أعلن وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، اليوم (الأربعاء)، التخلي عن سفن ومروحيات وطائرات مسيّرة حربية عفا عليها الزمن أو تعتبر صيانتها مكلفة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
الاقتصاد شعار «بي بي» البريطانية (رويترز)

انخفاض أرباح «بي بي» البريطانية لأدنى مستوى في 4 سنوات

أعلنت شركة «بي بي» البريطانية عن انخفاض أرباحها في الربع الثالث من العام الحالي، بنسبة 30 في المائة، إلى 2.3 مليار دولار، وهو أدنى مستوى في 4 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق حساء الطماطم على لوحة «زهور عباد الشمس» لفان جوخ (غيتي)

نفد الصبر... «ناشونال غاليري» يضاعف إجراءاته الأمنية ضد محتجي المناخ

على مر الزمن كانت حركات الاحتجاج تلجأ إلى وسائل مستفزة وصادمة مثل إيقاف المرور في الطرق السريعة، أو استخدام الصمغ لإلصاق الأيدي بالحواجز وواجهات المحال…

عبير مشخص (لندن)
الاقتصاد ميناء «لندن جيت واي» (الموقع الإلكتروني لشركة «دي بي ورلد»)

«دي بي ورلد» الإماراتية مستمرة في استثمارها بميناء بريطاني

قالت الحكومة البريطانية إن «دي بي ورلد» الإماراتية ستمضي في مشروع استثماري بتكلفة مليار جنيه إسترليني (1.3 مليار دولار) بميناء «لندن جيت واي».

«الشرق الأوسط» (لندن)

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في «ميقا استوديو» بالرياض، لتقدم رحلة استثنائية للزوار عبر الزمن، في محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، تشمل أعمالاً فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين.

ويجوب مهرجان «بين ثقافتين» في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف في هذه النسخة ثقافة العراق ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعاً ثقافياً أنيقاً وإبداعاً في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف»، وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين. ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصوراً لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافيةً من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين.

وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفنين السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

فيما يستعرض قسم «درب الوصل» مجالاتٍ مُنوَّعةً من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، إذ يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافتين، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح.

بينما تقدم منطقة المطاعم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءاً من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة، بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».