مصر: مسلسلات المنصات الرقمية تُعزز مكانتها في 2023

زاد عددها على 20 عملاً... وأدى بطولتها كثير من النجوم

أحمد فهمي وركين سعد في لقطة من «سفاح الجيزة»
أحمد فهمي وركين سعد في لقطة من «سفاح الجيزة»
TT

مصر: مسلسلات المنصات الرقمية تُعزز مكانتها في 2023

أحمد فهمي وركين سعد في لقطة من «سفاح الجيزة»
أحمد فهمي وركين سعد في لقطة من «سفاح الجيزة»

حققت معظم المسلسلات المصرية التي عُرضت خلال عام 2023 على المنصات الرقمية العربية نسب مشاهدة كبيرة، وتفاعلاً واسعاً، إذ تصدرت أحداثها ومشاهدها «الترند» على مدار الأشهر المنقضية، وهو ما يراه متابعون ونقاد «تعزيزاً» لمكانة هذه النوعية من الأعمال القصيرة التي تتميز المنصات بعرضها، وتلقى قبولاً لدى المشاهدين.

لقطة من مسلسل «أزمة منتصف العمر» (الشركة المنتجة)

وبينما تستحوذ شاشات التلفزيون على النسبة الكبرى من اهتمامات الجمهور خلال موسم رمضان، (الموسم الدرامي الأكبر في مصر)، فإن المنصات باتت تتمتع بوجود أفضلية على مدار العام لسهولة الوصول للأعمال التي تعرضها بعيداً عن زحام الإعلانات التي تقلل من متعة المشاهدة التلفزيونية، وفق نقاد.

وخطفت مسلسلات اهتمام الجمهور على مدار العام المنقضي من بينها «أزمة منتصف العمر»، و«سفاح الجيزة»، و«الليلة واللي فيها»، و«بطن الحوت»، و«سكر»، و«نصي التاني»، و«اللعبة 4»، و«سيب وأنا أسيب»، و«ليه لأ3»، و«صوت وصورة»، و«ريفو2»، و«وبينا ميعاد»، و«على باب العمارة»، وحكايات مسلسل «55 مشكلة حب»: (ألفريدو، روحي فيك، عيشها بفرحة).

وتنوعت موضوعات المسلسلات المعروضة على المنصات في عام 2023 والتي زاد عددها على 20 عملاً؛ ما بين دراما اجتماعية وكوميدية ورعب وجريمة.

لقطة من «سيب وأنا أسيب» (شاهد)

وتعد الأفكار الطازجة من بين العوامل التي دفعت الجمهور إلى الإقبال على مسلسلات المنصات في 2023، وفق الناقد الفني خالد محمود الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «جمهور المنصات متفاعل بشكل لافت مع (السوشيال ميديا)، ويعبر عن رأيه بشأن أداء الفنانين والمشاهد، وهو ما يسهم في صعود أسماء هذه الأعمال إلى صدارة (الترند) باستمرار، وهذا يشير إلى أن جمهور المنصات من الشباب يعد السبب الرئيسي وراء رواج تلك الأعمال وتصدرها قوائم الأكثر بحثاً».

ورغم ذلك الانتشار لا يعتقد محمود أن «المنصات قد سحبت البساط تماماً من الشاشات التقليدية، لأن جمهورها الكبير قد يشاهد المسلسلات في صمت ومن دون التعبير عن رأيه عبر السوشيال ميديا».

شيكو وهشام ماجد مع جمهور مسلسل «اللعبة» (شاهد)

ويشدد الناقد المصري على أن «عدد الحلقات القليل الذي تتميز به أعمال المنصات يمثل عنصر جذب قوياً للمشاهدين خصوصاً من فئة الشباب والمراهقين الذين يجدون معالجات درامية جديدة وأداءً عصرياً في هذه الأعمال على غرار مسلسل (صوت وصورة) الذي قدمت خلاله الفنانة حنان مطاوع شخصية قريبة من الناس».

وتجذب الشخصيات الطيبة الجمهور بشدة، كما تجذبها الشخصيات الشريرة، وفق محمود الذي يقول: «يسعى المشاهدون إلى معرفة مبررات الشخصية الشريرة حتى النهاية».

وقد حققت أعمال المنصات قفزات لصُناعها من المنتجين والممثلين والمخرجين خلال عام 2023، وفق محمود، الذي يشير إلى أن معظم جمهور المنصات يتراوح عمره بين 12 - 18 عاماً، ويتركز في العاصمة المصرية القاهرة والمدن الكبرى بخلاف جمهور شاشات التلفزيون الذي ينتشر على نطاق واسع بالأقاليم والريف المصري خصوصاً من الفئة العمرية التي تتجاوز الثلاثين عاماً».

مشهد من مسلسل «ريفو 2»

ووفق موقع «غوغل» فقد تصدر مسلسل «جعفر العمدة» للمخرج محمد سامي وبطولة الفنان محمد رمضان، صدارة قائمة المسلسلات الأكثر بحثاً في عام 2023 بمصر؛ وجاء في المركز الثاني مسلسل «الأجهر» بطولة الفنان عمرو سعد، والذي عُرض أيضاً في الموسم الرمضاني لعام 2023، بينما احتل مسلسل «بالطو» المرتبة الثالثة بالقائمة، والعمل مأخوذ عن كتاب «بالطو وفانلة وكاب»، ومن إخراج عمر المهندس، وبطولة: محمد محمود، محمود البزاوي.

وضمت القائمة كذلك مسلسلات «سفاح الجيزة» بطولة أحمد فهمي، و«بابا المجال» لمصطفى شعبان، و«ضرب نار» بطولة ياسمين عبد العزيز وزوجها أحمد العوضي، و«موضوع عائلي» بطولة ماجد الكدواني، ورنا رئيس، ومسلسل «الأصلي» لريهام عبد الغفور، ومسلسل «وبينا ميعاد»، بطولة شيرين رضا، وصبري فواز، ومسلسل «أزمة منتصف العمر» بطولة ريهام عبد الغفور وكريم فهمي.

وبينما تسيطر القنوات المصرية على نسب المشاهدة في شهر رمضان فإن محمود يؤكد استحواذ أعمال المنصات على اهتمامات جمهور «السوشيال ميديا» بقية شهور السنة.

فواز ومطاوع في كواليس مسلسل «صوت وصورة» (حساب فواز بفيسبوك)

ويرى الناقد المصري محمد رفعت أن الموضوعات المدعمة بعنصري الإثارة والتشويق عبر هذه المنصات تتسبب في اجتذاب الجمهور، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «حلقات هذه المسلسلات لا يزيد عددها على 10، وتكون خالية من التطويل الذي تتسم به الأعمال المكونة من ثلاثين حلقة؛ ما يسهم في جذب الجمهور إليها»، موضحاً أن سعر الاشتراك البسيط بالمنصات ساعد كذلك في زيادة انتشارها، وسهّل للجمهور سرعة الهروب من الفواصل الإعلانية الطويلة التي تفقد المشاهدين التركيز.


مقالات ذات صلة

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يوميات الشرق الممثل كيليان مورفي يعود إلى شخصية تومي شلبي في فيلم «The Immortal Man» (نتفليكس)

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يعود المسلسل المحبوب «Peaky Blinders» بعد 6 مواسم ناجحة، إنما هذه المرة على هيئة فيلم من بطولة كيليان مورفي المعروف بشخصية تومي شلبي.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الفنان يحيى الفخراني (صفحته على فيسبوك)

لقب «ملك الدراما» يثير انقساماً «سوشيالياً» في مصر

أثار إطلاق لقب «ملك الدراما» انقساماً بين جمهور «السوشيال ميديا» بمصر، بعد أن طرحت صفحات على «إكس» أسماء ليختار المتابعون من بينها من يستحق لقب «ملك الدراما».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد مالك يهوى الأدوار المؤثّرة (حسابه في «فيسبوك»)

أحمد مالك: بـ«مطعم الحبايب» تحدّيتُ الصورة النمطية حيال ما أقدّم

وجوده في المطبخ جعله يتعلّم طهي الحَمام المحشوّ بالأرز بطريقة احترافية، وهي الوجبة التي يحبّها من يدَي والدته.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق يارا صبري في مسلسل «العميل» (إنستغرام)

الفنانة السورية يارا صبري: «العميل» أعاد اكتشافي درامياً

عادت الفنانة السورية يارا صبري إلى الدراما العربية من جديد بعد فترة غياب لنحو 4 سنوات، بتجسيد شخصية الأم «ميادة» في مسلسل «العميل».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق جود السفياني (الشرق الأوسط)

جود السفياني... نجمة سعودية صاعدة تثبّت خطواتها في «خريف القلب»

على الرغم من أن الممثلة جود السفياني ما زالت في بداية العقد الثاني من عمرها، فإنها استطاعت أن تلفت الأنظار إليها من خلال مسلسلات محليّة حققت نسب مشاهدة عالية.

إيمان الخطاف (الدمام)

توقيف طبيبة لـ«إفشاء أسرار المرضى» يثير انقساماً «سوشيالياً» بمصر

الطبيبة المصرية التي نشرت مقطع فيديو أثار جدلاً (جزء من المقطع على يوتيوب)
الطبيبة المصرية التي نشرت مقطع فيديو أثار جدلاً (جزء من المقطع على يوتيوب)
TT

توقيف طبيبة لـ«إفشاء أسرار المرضى» يثير انقساماً «سوشيالياً» بمصر

الطبيبة المصرية التي نشرت مقطع فيديو أثار جدلاً (جزء من المقطع على يوتيوب)
الطبيبة المصرية التي نشرت مقطع فيديو أثار جدلاً (جزء من المقطع على يوتيوب)

أثار توقيف طبيبة مصرية بتهمة «إفشاء أسرار المرضى»، تبايناً وانقساماً «سوشيالياً» في مصر، بعد أن تصدرت «التريند» على «غوغل» و«إكس»، الثلاثاء، عقب انتشار فيديو تحدثت فيه عن واقعة «حمل طفلة»، ووقائع أخرى لولادة أطفال مجهولي النسب.

فبينما رأى البعض أن الطبيبة «تدق ناقوس الخطر» للتنبيه على ظواهر اجتماعية سيئة يجب التصدي لها، عدّها آخرون «اعتداءً على القيم والمبادئ الأسرية في المجتمع المصري»، وهو الرأي الذي أيَّدته نقابة الأطباء المصرية في بيان لها تعليقاً على الواقعة.

وأوقفت السلطات المصرية الطبيبة وسام شعيب، بعد نشرها فيديو على موقع «فيسبوك» كشفت فيه عن تفاصيل وأسرار بعض المرضى، بحسب ما أفاد مصدر أمني لوكالة الأنباء الرسمية في مصر (أ.ش.أ)، مؤكداً أنه جار اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها.

وأصدرت هيئة النيابة الإدارية بياناً ذكرت فيه أن «وحدة شؤون المرأة وحقوق الإنسان وذوي الإعاقة برئاسة المستشارة بريهان محسن، تفحص ما تم رصده بمعرفة مركز الإعلام والرصد، من انتشار تداول مقطع فيديو منسوب صدوره لإحدى الطبيبات يتضمن ما قد يشكّل انتهاكاً لحقوق المريضات ومخالفة لأخلاقيات مهنة الطب ولائحة آداب ممارسة المهنة».

وأعلنت النقابة العامة للأطباء، تلقيها شكاوى ضد طبيبة أمراض نساء وتوليد، تتهمها بنشر فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قامت خلاله بـ«التشهير بالمرضى، والحديث بألفاظ لا تليق، تمثل اعتداءً على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري».

وأكدت النقابة أنها «أحالت الشكاوى المقدمة ضد الطبيبة، إلى لجنة آداب المهنة للتحقيق فيها، مشددة على استنكارها أي أفعال فردية، من شأنها الإساءة للمريض والمهنة معاً»، وفق بيان أصدرته، الاثنين.

بيان نقابة الأطباء المصرية (صفحة النقابة على فيسبوك)

وشددت النقابة على ضرورة «التزام الطبيب بالسلوك القويم، وأن يحافظ على كرامته وكرامة المهنة مما يشينها وفقاً لما ورد في قسم الأطباء وفى لائحة آداب المهنة»، ونوهت إلى أن «العقوبة قد تصل في بعض المخالفات إلى الشطب من جدول النقابة والمنع من ممارسة المهنة».

وعدّت رئيسة مؤسسة المحاميات المصريات لحقوق المرأة، هبة عادل، أن «ما ذكرته الطبيبة مخالف للقانون والقواعد المهنية التي أقسمت عليها الطبيبة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الفيديو عرّض مريضة للخطر ولجريمة الازدراء المجتمعي، حتى لو لم تذكر أسماء فيمكن أن تكون أعطت إشارات للاستدلال على الضحية».

وذكرت الخبيرة القانونية أن «حديث الطبيبة يتضمن جرائم تؤدي إلى ازدراء النساء والفتيات بشكل عام، والتي من شأنها أن تنقلهم من مرحلة كونهم ضحايا الاعتداء أو السِفاح، لتجعلهم شركاء في هذه الجريمة وتحرّض لحدوث أفعال كارهة تؤذيهم اجتماعياً».

في حين نشرت الدكتورة المصرية مقطع فيديو آخر توضح فيه أنها لم تفشِ أسرار المرضى ولم تذكر حالات بالاسم ولا عناوين ولا صفات مميزة، وإنما كانت تشير إلى حالات تشكل «مثالاً سيئاً» في المجتمع يجب التصدي له، و«التأكيد على التربية السليمة».

ورأت الحقوقية هبة عادل أن «هذا ليس دور الطبيبة، من يقُم بالتوعية الاجتماعية يجب أن يكون لديه وعي بالوسائل الاجتماعية السليمة التي من شأنها أن تؤدي إلى علاج المرض وليس لزيادة العرَض؛ فالطبيبة لكونها غير متخصصة في التوعية الاجتماعية لم يأت حديثها بنتيجة إيجابية، بل جاء بنتيجة سلبية».

في المقابل، عدَّت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الدكتورة سامية خضر صالح، أن «ما ذكرته الطبيبة ليس فيه عيب»، موضحة لـ«الشرق الأوسط» أن «الطبيب عموماً يكون لديه قسَم بألا يفشي أسرار المرضى، لكن ما ذكرته الطبيبة لم يتضمن أسماء أو علامات مميزة، لكنها تقول انتبهوا أيها السادة هناك حالات بهذا الشكل، على خلاف القيم والعادات المصرية».

وتضيف سامية: «لا أرى أن الدكتورة أخطأت ما دامت لم تذكر أسماء، بل هي تدق جرس إنذار يجب أن تنتبه له المؤسسات التربوية والتوعوية، بداية من الأسرة مروراً بالمدرسة وحتى وسائل الإعلام؛ للتحذير من هذه الحالات».

كما أعلن زوج الطبيبة عن دعمها عبر «فيسبوك» قائلاً إن «زوجته على صواب، وإنه مقتنع بكلامها، وإنه وراءها للنهاية، وإنها لم تفشِ أسرار مرضاها سواء بذكر أسماء أو صفات يمكن أن يستدل عليهن بها»، وفق وسائل إعلام محلية.

وتوالت التعليقات على السوشيال ميديا متضمنة تبايناً بين من يدعمون الطبيبة ويرون أنها أشارت إلى مشكلة اجتماعية للتحذير منها، مثلما كتب صاحب حساب باسم «أحمد قاسم» على «إكس»: «أقف بكل ما أوتيت من قوة مع الدكتورة المحترمة وأتضامن معها، فهي لم ترتكب جريمة وإنما تحذّر الناس وتقوم بتوعيتهم».

وكتب حساب آخر باسم «كريم ياسين» على «إكس» تحت وسم «الدكتورة المحترمة» إن «الدكتورة محترمة وبنت ناس ولم تخطئ في أحد».

بينما طالب آخرون بملاحقة الطبيبة ومحاكمتها، من بينهم الإعلامي عمرو أديب خلال برنامجه «الحكاية»، قائلاً إن «الطبيبة أرادت الشهرة من خلال هذا الفيديو، وأنها قامت بالتشهير بمرضاها وأساءت للأسر المصرية»، وطالب الجهات المختصة «بمحاكمتها».

وكتب حساب باسم «بنت شعراوي» على «إكس»: «ليس من حق الطبيب محاكمة مرضاه ولا حكاية القصص المسيئة عنهم خصوصاً طبيبة النساء».

واتهمها حساب آخر باسم «نادية الإمام» على «إكس» بالبحث عن الشهرة والخوض في الأعراض من أجل «التريند».

ويرى الأستاذ بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، أن «الخطأ الكبير الذي وقعت فيه هذه الطبيبة هو أنها نشرت شيئاً ليس من المفترض أن تنشره؛ لأن ذلك مرتبط بالقسم الذي أقسمت عليه بعدم إفشاء أسرار المرضى، فقد تحدثت عن أشخاص عاينتهم في المستشفى الذي تعمل به»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «من يرِد أن يعطي تنبيهاً فلا يذكر حالات»، ويتابع: «من الواضح أن هذه الطبيبة ليست لديها خلفية في كيفية التوعية».

ولفت إلى أن «سوء استخدام (السوشيال ميديا) هو الذي أدى إلى ذلك، فكل شخص يريد الظهور على حساب الآخر، ومن ثم يجب أن تكون هناك ضوابط لمسألة النشر على (السوشيال ميديا)، فكل من يرى مشكلة في المجتمع هناك قنوات رسمية وقانونية يمكنه اللجوء إليها».