يقدم مهرجان «القاهرة للسينما الفرنكوفونية» تحية للسينما الفلسطينية خلال دورته الثالثة 26-29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عبر برنامج خاص يتضمن عرض مجموعة من الأفلام الطويلة والقصيرة التي تتعرض للقضية الفلسطينية، وقد انطلق الاحتفاء بها من حفل الافتتاح الذي أقيم مساء (الثلاثاء) في دار الأوبرا المصرية بدورة «استثنائية» من دون طقوس احتفالية، حيث عُرض الفيلم الوثائقي القصير «ثلاث قصص من غزة»، الذي يطرح مأساة مواطن فلسطيني فقد قدمه خلال حرب غزة عام 2008، ويروي كيف كان يجلس مع أسرته في بيتهم الذي تعرض لقذيفة، فقد على أثرها أشقاءه ووالديه ولم يعرف بذلك سوى بعد ثلاثة أشهر قضاها بالمستشفى، ويتساءل الرجل في أسى، متى يمكن أن يعرف الشعب الفلسطيني الاستقرار، ومتى يتمكن هو من تركيب طرف صناعي حتى يستطيع أن يعمل.
وتحدث ناجي الناجي المستشار الثقافي لسفارة فلسطين بالقاهرة خلال الافتتاح مؤكداً أنه «من الصعب التحدث في هذه الظروف وأن ما يجري في غزة أكبر بكثير مما تنقله الأخبار يومياً، وأن الصامد الأول هو الشعب الفلسطيني، الذي قدم حتى هذه اللحظة أكثر من 20 ألف شهيد، يشكل الأطفال نسبة 87 في المائة منهم». وأشار الناجي إلى أن «القوى الناعمة كانت هي السند الكبير في الأزمة الفلسطينية».
وتتخذ دورة المهرجان العام الحالي، ثيمة أساسية عن «علاقة الموسيقى بالفيلم السينمائي»، حيث تم تكريم اسم المخرج الراحل أحمد بدرخان ( 1909-1969) بوصفه رائد الفيلم الغنائي، إذ قدم أكثر من 40 فيلماً ما بين تأليف وإخراج وإنتاج، حيث تسلم درع تكريمه نجله المخرج علي بدرخان الذي ظهر مرتدياً الكوفية الفلسطينية خلال الحفل.
ويترأس بدرخان لجنة تحكيم الأفلام الفرنكوفونية الطويلة وتضم اللجنة كلا من الفنانة سماح أنور، ومدير التصوير د.محمود عبد السميع، والمخرجة التونسية جيهان إسماعيل، فيما تترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة المخرجة إنعام محمد علي، والكاتبة نهى يحيى حقي، والممثلة هبة عبد الغني.
وكشف الناقد د.ياسر محب رئيس المهرجان عن استحداث مسابقة جديدة بعنوان «1,2,3» وهي للأفلام القصيرة جداً التي يتراوح زمنها بين دقيقة وثلاث دقائق ويرأس لجنة تحكيمها المخرج أشرف فايق وعضوية الناقدة صفاء الليثي ود.أشرف راجح أستاذ الدراما.
وشارك محب عضواً في لجنة تحكيم بمهرجان «كان» السينمائي بمسابقة «نظرة ما» عام 2008 ثالث محكم مصري بعد الفنان يوسف وهبي والمخرج يوسف شاهين، وقال الناقد المصري في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»: «حرصنا على اختيار أفلام فلسطينية تعكس معاناة الشعب الفلسطيني الممتدة عبر عشرات السنين»، مشيراً إلى أن اختيار ثيمة (علاقة الموسيقى بالفيلم السينمائي) يأتي احتفالاً بمئوية أول فيلم فرنسي (لارو) 1923 الذي تضمن تأليف موسيقى تصويرية خاصة به، بعدما اعتادت الأفلام السابقة له على الاستعانة بمختارات موسيقية عالمية.
وأضاف أن العام الحالي يواكب مئوية الموسيقار سيد درويش، ونناقش تأثير موسيقاه على السينما، ومرور 125 عاماً على ميلاد أم كلثوم، ومائة عام على ميلاد الموسيقار محمد الموجي.
وحضر حفل الافتتاح عدد كبير من صناع الأفلام المصريين، في حين غاب عنه الضيوف والسفراء الأجانب من ممثلي الدول الفرنكوفونية، وأرجع محب ذلك لتأجيل موعد انعقاد المهرجان عدة مرات، وتزامن افتتاحه مع الاحتفال بليلة عيد الميلاد، ما أدي لاعتذار أغلب الضيوف الأجانب عن الحفل، مؤكداً أن المهرجان استطاع أن يحجز له مكانة كملتقى متخصص نوعي، وأنه استقطب جمهوراً تعرف لأول مرة على الثقافة الفرنكوفونية التي تجمع 88 دولة.