واصل معرض جدة للكتاب (غرب السعودية) فعالياته اليومية عبر الملتقيات الثقافية والأدبية والفنية وورش العمل المتنوعة والأمسيات الشعرية بما يواكب اهتمام كل الشرائح العمرية من زوار المعرض من داخل السعودية وخارجها.
وشهد البرنامج الثقافي للمعرض عدداً من النشاطات، منها جلسة لتكريم مسيرة الشاعر كريم العراقي، وندوة حوارية نظمتها هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية على هامش المعرض حضرها نجوم سلسلة ألعاب «الأكشن» والمغامرات «غاد أوف وور».
أمسية وفاء
استعاد معرض جدة للكتاب المنجز الشعري للراحل كريم العراقي الذي توفي في يوليو (تموز) الماضي، في جلسة عن جمال الكلمة وعمق المعنى للشاعر العراقي شارك فيها ثلاثة شعراء هم: عبد الرزاق الربيعي، وحازم جابر، ويحيى العلاق.
ونوّه الشاعر عبد الرزاق الربيعي بما أنتجه العراقي من أدب للطفل، تضمن الدواوين الشعرية والروايات والقصص، والأغاني، مؤكداً أن الشاعر العراقي اقترب من الطفل واستطاع بلغته أن يصنع المفردة اليومية كفكرة من خلال الكتابة للطفل، كما أبدع في الشعر، وحصد به جائزة اليونسكو، مشيراً إلى أن الشاعر كريم العراقي ورغم مرضه في آخر حياته، إلا أنه لم يتوقف عن الإنتاج الأدبي والشعري، وظل ممسكاً بالقلم حتى رحل.
بدوره، وصف الشاعر يحيى العلاق أسلوب كريم العراقي المتميز، مشيراً إلى أنه (أي العراقي) كتب الشعر العمودي والمسرحيات. وأضاف: «بدأ الكتابة في سن مبكرة، وكان يعاني من العوز، حيث كان يعمل في المساء في أحد المطاعم، وكان يكتب الشعر كذلك للعشاق، وغنى له الفنان سعدون جابر، كما لحن كلماته بليغ حمدي، وقد كتب المفردة البيضاء، ودرس علم النفس، وكان معلماً للرسم».
من جهته، قال الشاعر حازم جابر: «كريم العراقي رمز عربي، كتب في جميع الألوان الأدبية منذ بدايته في الستينات، كما تعاون مع الفنان كاظم الساهر، ونجح نجاحاً باهراً في كتابة قصائد الطفل، والقصة القصيرة».
تطوير الذات
في محاضرة بعنوان «انطلاقة العظماء»، قدم الدكتور محمد الخالدي عدداً من الاستبيانات المخصصة لتطوير الذات واستغلال الفرص المتاحة في حياة كل شخص، حيث بدأ بالحديث عن عظمة خلق الإنسان، وكيف سجدت له الملائكة، منتقلاً بالحديث نحو أهمية تطبيق التحليل الرباعي في حياة الأفراد، ملخصاً محاور هذا التحليل في الفرصة، ونقاط القوة، ونقاط الضعف، والمخاطر وكيفية إدارتها، ومورداً قصة نجاح الفيلسوف اليوناني سقراط كأحد أنجح عظماء التاريخ، الذين طبقوا قواعد التحليل في حياتهم.
أبطال لعبة «غاد أوف وور»
أمام محبي لعبة «غاد أوف وورد» (God of war)، تحدث الممثلون الحقيقيون عن الظروف التي مرت بهم أثناء تقمص شخصيات أبطال اللعبة، وتأثير شخصيات اللعبة على واقعهم في الحياة.
وتحدث الممثل ومؤدي الصوت كريستوفر جادج عن علاقته بأبنائه في المنزل، حيث لم يكن يجد الوقت الكافي لقضائه معهم، وكان كثير الصدام مع عائلته، مشيراً إلى تغير مجرى حياته عقب تأديته دور شخصية «كاراتوس» المتمثلة في الرجل الصالح المدافع عن الحق؛ وذلك لتأثره بالشخصية التي أدى دورها، وكيف قرأ النص جيداً وفهم مضمونه السامي.
بدورها أوضحت الممثلة دانييل بيسوتي أنها تلقت عرضاً من الشركة المنفذة للعبة، حيث جذبها السيناريو للموافقة على تجسيد شخصية «فيريا» التي فقدت طفلتها عن طريق خطأ قام به «كاراتوس» لإنقاذها، مبينة أن شخصيات اللعبة تبث رسائل التسامح في ختام مراحلها.
من جهته، أشار مجسد شخصية «أتيريوس» صني سولجيك، وهو ابن «كاراتوس»، أنه غير راضٍ تماماً عن أدائه في اللعبة؛ لشعوره بعدم تمثيل الشخصية بشكل صحيح في نسختها الأولى، مرجعاً السبب في ذلك لصغر سنه في ذلك الوقت، وعدم إعجابه باللعبة، موضحاً أنه حاليّاً تربطه علاقة جيدة مع أبطال اللعبة.
الكتاب الصامت
وناقشت ورشة عمل «صناعة الكتاب الصامت»، فكرة الكتاب الصامت والمقصود منه، ومدى اختلافه عن الكتب الأخرى بنوعيها الورقي والإلكتروني.
وأوضحت رسامة كتب الأطفال انطلاق محمد أن الكتاب الصامت هو ذلك الكتاب الخالي من الكلمات، الذي يعتمد على الرسم فقط، كونه المعبر الوحيد حينها لتوصيل الفكرة، لافتةً إلى أن الكتاب الصامت مناسب للجميع، وأثبت جدواه بشكل كبير لدى من يعانون صعوبة التعلم تحديداً.
وقالت محمد «ليس كل رسام يجيد صناعة كتاب صامت، حيث ينصب اعتماده على مدى ما يتميز به هذا الرسام من موهبة وقدرات، وهذا النوع من الكتب قابل للفهم المتفاوت، حسب فهم المطلع عليه، كما أنه محفز على الخيال الواسع، ومناسب لكافة المراحل العمرية»، مضيفةً: «يتطلب إعداد الكتاب الصامت تركيزاً على بنيان الفكرة وإعطاء مساحة كبيرة للرسام، لا سيما أن نوعية مثل هذه الكتب مناسبة للمكان الذي يحتضن أفراداً مختلفي اللغة، كالملاجئ، حيث يخلق التجانس فيما بينهم والإحساس ببعضهم البعض».
وأكدت محمد على أن «الكتاب الصامت لا يحتاج إلى ترجمة، بل يتحرك في كل مكان، مقدماً فكرته للجميع بكل بساطة، آخذين في العلم أنه غير قابل للتحجيم».
بودكاست أريكة
استعرضت بيبي عبد المحسن وطلال سام تجربتهما في «بودكاست أريكة» عبر ندوة حوارية على هامش معرض الكتاب، تناولا أهم القضايا والمواقف التي واجهتهما أثناء إعداد وتقديم البرنامج.
وتطرق ضيفا الندوة، في البدء، لحكاية برنامجهما «بودكاست أريكة»، إضافة إلى القضايا والموضوعات التي يتناولانها بطابعهما الخاص، وقالت عبد المحسن: «وصلنا حتى الآن إلى الحلقة الـ(100)، وسط متابعة جميلة، وجمهور يدفعنا لمزيد من العطاء، وكنا نلمس ارتياحهم الكبير لما نتميز به من البساطة والأريحية فيما يطرح في البودكاست، وأكيد هذا هو سر الوصول إلى جمهور والتفاعل العريض، فهو جمهور يتطلع إلى الأسلوب العفوي والمباشر».
بدوره، أوضح طلال سام أن الموضوعات التي يتم اختيارها تمس الشأن العام والاهتمامات العادية، مضيفاً أن «البودكاست متنوع في أطروحاته، ويحافظ على العفوية في الطرح وسلاسة الأسلوب والقرب من المستمعين، والأريكة التي تمثل اسم البرنامج وتصميمه، قد انطلقت لتستمر».
وتبادل ضيفا الندوة مع الحضور النقاش وسط أجواء لم تخلُ من العفوية والأريحية، التي لقيت تفاعلاً واسعاً من الحضور.
يذكر أن هيئة الأدب والنشر والترجمة مكنت الجمهور من الاستمتاع ببرنامج ثقافي ثري تحت شعار «مرافئ الثقافة» بمشاركة أكثر من 1000 دار نشر موزعة على 400 جناح، بينما يستمر المعرض في استقبال زواره حتى السبت، وسط أجواء ثقافية وأدبية تحظى بإقبال كثيف من الزوار والمهتمين.