«ليدي غاغا»... خطى ثابتة نحو الحلم الأصلي

الفنانة الأميركية بطلة الجزء الثاني من فيلم «جوكر»

تطل المغنية الأميركية ليدي غاغا بشخصية «هارلي كوين» في فيلم «جوكر» العام المقبل (منصة إكس)
تطل المغنية الأميركية ليدي غاغا بشخصية «هارلي كوين» في فيلم «جوكر» العام المقبل (منصة إكس)
TT

«ليدي غاغا»... خطى ثابتة نحو الحلم الأصلي

تطل المغنية الأميركية ليدي غاغا بشخصية «هارلي كوين» في فيلم «جوكر» العام المقبل (منصة إكس)
تطل المغنية الأميركية ليدي غاغا بشخصية «هارلي كوين» في فيلم «جوكر» العام المقبل (منصة إكس)

ربّما تأخّرت الشاشة الفضّية بالوقوع في غرام «ليدي غاغا»، لكنّ «غاغا» وقعت في شرك التمثيل باكراً، تحديداً في الرابعة من عمرها؛ وكان لا يزال اسمها حينذاك ستيفاني جيرمانوتا. 10 سنواتٍ فصلت بين نجاحها العالميّ بصفتها مغنّية، وإطلالتها الهوليووديّة المدوّية في فيلم «A Star is Born» (ولادة نجمة) عام 2018. وهي منذ ذلك البريق الدراميّ، تسير بخطى ثابتة نحو مسيرة سينمائيّة جادّة.

شكّلت مشاركة ليدي غاغا في فيلم A Star is Born عام 2018 نقطة تحوّل في مسيرتها (إنستغرام)

«هارلي كوين»

تطلّ المغنّية الأميركية العام المقبل في «Joker» (جوكر). اختارها المخرج تود فيليبس لتقف أمام الممثل خواكين فينيكس، في الجزء الثاني من الفيلم بعنوان «Joker: Folie à deux» (جوكر: جنون مشترك). تجلب ليدي غاغا معها تحوّلاً جذرياً إلى العمل السينمائي الضخم الذي سيكون غنائياً موسيقياً، ما لم يتوقّعه محبّو الجزء الأول من «جوكر». إلّا أنّ الرهان كبير على نجمة الفيلم، وقد تجاوزت تكلفة إنتاجه 150 مليون دولار، وهي ضعف ميزانيّة الجزء الأول الذي حقّق إيراداتٍ فاقت المليار دولار عام 2019.

تطلّ ليدي غاغا إلى جانب خواكين فينيكس في الجزء الثاني من فيلم «جوكر» (إنستغرام)

شاركت «غاغا» متابعيها بعض اللقطات من كواليس التصوير، وهي تتقمّص شخصية «هارلي كوين» الخياليّة. تطلّ في زيّ المهرّجة الشهير؛ السترة الحمراء، والقميص المقطّع بالأسود والأبيض، والتنّورة والجوارب السوداء، إضافةً إلى ماكياج العينَين الفريد.

خلف الملابس والتبرّج، تقف شخصيةُ الطبيبة النفسيّة التي من المفترض أن تعالج «جوكر». لكن بدل أن تحرّرَ المهرّج - القاتل من أمراضه، يصيبها هوَسٌ به وبإجرامه، فتصبح شريكةً له على المستويات كلّها.

صورة نشرتها ليدي غاغا معلنةً انتهاء تصوير «جوكر» في ربيع 2023 (إنستغرام)

«الحرباء»

إلى جانب «جوكر»، في رصيد ليدي غاغا 4 أفلام ومسلسل. لم تمانع، وهي في ذروة مسيرتها الموسيقيّة، أن تطلّ من خلال أدوار صغيرة في أفلام مغمورة. فعلت ذلك إيماناً بحلمها الأصليّ، الذي لم يفارقها حتى بعد أن أصبحت نجمةً يردّد عشراتُ الملايين حول العالم أغانيها؛ من «Poker Face»، إلى «Bad Romance»، مروراً بـ«Alejandro» وغيرها.

في إحدى مقابلاتها التلفزيونيّة معه، باحت ليدي غاغا للإعلاميّ الأميركي جيمي فالون بأنها لطالما أرادت أن تكون ممثّلة؛ «أكثر بكثير ممّا أردتُ أن أصبح مغنّية، لكنّي كنت سيّئة جداً في تجارب الأداء». مع العلم بأنّها أخذت دروساً في التمثيل خلال طفولتها بتشجيع من والدَيها، كما أمضت 10 سنوات وهي تصقل موهبتها ما بين مرحلة المراهقة وبداية انطلاقتها الموسيقيّة.

حلم التمثيل كان أكبر من حلم الغناء بالنسبة إلى ليدي غاغا (إنستغرام)

عام 2013، وبالتزامن مع صعودها الموسيقيّ وغنائها إلى جانب الكبار، قررت «غاغا» أن توقظ حلم التمثيل من جديد. مشهدٌ صغير ضمن فيلم «Machete Kills» (الخنجر القاتل)، أدّت فيه دور قاتلة محترفة اسمُها «La Chameleon» أي الحرباء. لم تنل من الفيلم سوى نصيبها من ذاك الاسم؛ فليدي غاغا بارعةٌ في تغيير ألوانها والتحوّل مع تبدّل الفصول.

2018... ولادة نجمة

لم تُحبطها التجربة الفاشلة فأعادت الكرّة في 2014، من خلال دور خاطف لنادلة في مطعم ضمن فيلم «Sin City: A Dame to Kill For» (مدينة الخطيئة). من جديد، لم يكن النجاح السينمائي على الموعد، إلى أن عُرض عليها دور «إليزابيث» في مسلسل «American Horror Story» (قصة رعب أميركية). بعد 7 سنوات على تكريس اسمِها كإحدى أهمّ مغنيات البوب حول العالم، حققت ليدي غاغا أخيراً جزءاً من حلمها التمثيلي، وإن عبر الشاشة الصغيرة. عن دور صاحبة الفندق المتورّطة في جرائم قتل متسلسلة، فازت بجائزة «غولدن غلوب».

ليدي غاغا فائزة بجائزة «غولدن غلوب» عن دورها في مسلسل American Horror Story (رويترز)

شكّل هذا الدور، المفتاحَ الذي شرّع أبواب الشاشة الكبيرة أمام «غاغا». فبعد الشخصيات الداكنة والدمويّة التي لعبتها، تعرّفَ العالم سنة 2018 إلى «آللي»؛ صاحبة الصوت الجميل والحظ العاثر. بين حكايتها وحكاية ستيفاني جيرمانوتا نقاطٌ مشتركة كثيرة، كالنقلة الصاروخيّة من الغناء في الحانات الصغيرة إلى العروض الموسيقية الضخمة أمام عشرات الآلاف.

«A Star is Born» (ولادة نجمة)؛ من اسم الفيلم، نالت ليدي غاغا نصيبها فعلاً. شكّل محطة مفصليّة في مسيرتَيها التمثيليّة والغنائيّة على حدٍ سواء، فوُلدت بعده نجمة من نوعٍ آخر. لأجل هذا الدور إلى جانب الممثل برادلي كوبر، خلعت شعرها المستعار، ونزعت التبرّج الفاقع عن وجهها، وتخلّصت من ملابسها الغريبة. ظهرت على طبيعتها، فصُدم المشاهدون والنقّاد غير مصدّقين أنّ «غاغا» و«آللي» هما الشخص ذاته. لكنها كانت مقنعةً إلى درجة أنها نالت ترشيحاً إلى الأوسكار عن دورها في الفيلم.

لم تحصد الجائزة العالميّة، فإنها حصدت تصفيق الجمهور وإجماع النقّاد. شبّهَ بعضُهم إطلالتها وأداءها بالفنانة العالميّة باربرا سترايسند، التي أدّت الدور نفسه عام 1976.

ليدي غاغا بدور «آللي» في فيلم A Star is Born (إنستغرام)

عودة إلى الجذور الإيطاليّة

متسلّحةً بالشعبيّة التي حصل عليها الفيلم وبالإجماع على أدائها، سارت ليدي غاغا نحو دورٍ جديد، لم يقلّ أهميةً عن «آللي». ففي عام 2021، جسّدت شخصيّة باتريزيا ريجياني، في فيلم «House of Gucci» (بيت غوتشي) تحت إدارة المخرج ريدلي سكوت.

بدت كمجموعةٍ من النساء في امرأةٍ واحدة، تتنقّل بسلاسة بين القوّة والضعف، الفكاهة والجدّيّة، الاتّزان والجنون. نقلت إلى الشاشة حكاية زوجة ماوريزيو غوتشي، الرئيس السابق لمجموعة «غوتشي» للأزياء. أحبّته، دفعته إلى الأمام، رفعته إلى القمّة، ثم بعد خيانته لها وانفصالهما، أرسلت قاتلاً لتصفيته.

الفيلم المقتبس من سيرة آل غوتشي الواقعيّة، استنزف «غاغا» معنوياً. هي الإيطاليّة اسماً وجذوراً وليس لغةً، أمضت 6 أشهر وهي تتدرّب على اللكنة. رافقتها الشخصية خلال التصوير وما بعده، ما اضطرها للجوء إلى العلاج النفسي.

ليدي غاغا بدور باتريزيا ريجياني في فيلم House of Gucci (إنستغرام)

قلّةٌ هم المغنّون الذين استطاعوا أن يبرعوا في الموسيقى وفي التمثيل على حدٍ سواء. ويبدو أن ليدي غاغا وضعت نصب عينَيها تحقيق هذا الهدف، الذي سبقتها إليه الفنانات باربرا سترايسند، و«شير»، وجنيفر لوبيز. ولعلّ الشهادة التي أدلى بها زميلها في فيلم House of Gucci، الممثل العالمي آل باتشينو، تأكيدٌ على ذلك، إذ قال إنها «ممثلة عظيمة».


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

نجم «ديزني» يتخلّص من أفعى على الطائرة... ويتلقّى مكافأة

النجم الشجاع أنقذ الموقف (مواقع التواصل)
النجم الشجاع أنقذ الموقف (مواقع التواصل)
TT

نجم «ديزني» يتخلّص من أفعى على الطائرة... ويتلقّى مكافأة

النجم الشجاع أنقذ الموقف (مواقع التواصل)
النجم الشجاع أنقذ الموقف (مواقع التواصل)

نجح نجم «ديزني»، الأسترالي أندري ريريكورا، في التخلُّص من ثعبان على طائرة «فيرجين إيرلاينز»، وكوفئ بمشروب مجاني لشجاعته خلال الرحلة بين مدينتَي بروم وبيرث في البلاد.

وفي تصريح لمحطة «إيه بي سي نيوز» الأسترالية، نقلته «إندبندنت»، قال ريريكورا إنه قبل الإقلاع، صرخ أحد الركاب منبِّهاً إلى وجود ثعبان، فتأجَّلت الرحلة بينما كان الطاقم يحاول معرفة كيفية التعامل مع الوضع.

أضاف النجم التلفزيوني: «أوقفوا الطائرة تقريباً، وكان يُفترض إنزال الجميع، وهو أمر لم نكن متحمِّسين له لأنّ الجميع أراد العودة إلى منزله».

وأردف: «القصة غريبة بعض الشيء. يصعب تصديق وجود ثعبان على الطائرة، لذا اعتقدتُ أنّ كثيراً من الناس لم يصدّقوا».

ومع ذلك، قال ريريكورا الذي شارك في مسلسل «صائدو حطام السفن في أستراليا» عبر قناة «ديزني بلس»، إنه لاحظ وجود أفعى «ستيمسون» اللطيفة جداً، وغير السامّة، بجوار مقعده.

وأوضح: «بمجرّد أن رأيتها، تعرّفتُ إليها بسهولة. كانت خائفة جداً. لم أواجه مشكلة في التقاطها وإخراجها من الطائرة».

امتنَّ جميع الركاب لشجاعته، وصفّقوا له، إلى حدّ أنَّ الطاقم قدَّم له مشروباً مجانياً ومياهاً غازية. وأضاف: «شعروا بالارتياح لعدم اضطرارهم للنزول من الطائرة، وسُرَّ عدد منهم لأنّ الثعبان كان في أمان»، موضحاً أنّ الرحلة تأخّرت 20 دقيقة فقط.

وقال أحد المضيفين عبر مكبِّر الصوت: «ليست هناك لحظة مملّة في الطيران، لكن هذه اللحظة هي الأكثر إثارة بكل تأكيد. رجل لطيف على الطائرة تخلَّص من الثعبان بأمان».