الإقلاع عن التدخين يوقف تدهور أنسجة المخ

وجدت دراسة أميركية، أن التدخين يؤدي إلى انكماش حجم الدماغ، ويسبب بشكل فعال تسريع شيخوخة أنسجة المخ بشكل مبكر.

لكن الباحثين أضافوا، أن الخبر السار هو أن الإقلاع عن التدخين يمنع المزيد من فقدان أنسجة المخ، لكن لا يُعيد أنسجة الدماغ إلى حجمها الأصلي، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، بدورية «الطب النفسي البيولوجي».

وكانت دراسات سابقة كشفت، عن أن حجم الدماغ يتأثر سلباً بتدخين السجائر، لكن كان هناك جدل مستمر حول ما إذا كان التدخين يسبب انكماش حجم الدماغ. وللوصل إلى نتائج الدراسة الجديدة، خضعت مجموعة تضم أكثر من 40 ألف مشارك لتصوير الدماغ، والذي يمكن استخدامه لتحديد حجم المخ.

وفي المجمل، حلل الفريق بيانات عن حجم الدماغ وتاريخ التدخين لدى المشاركين.

ووجد الباحثون، أن الارتباط بين التدخين وحجم الدماغ يعتمد على الجرعة، فكلما زاد عدد علب السجائر التي يدخنها الشخص يومياً، قل حجم دماغه. وبما أن أدمغة الناس يتراجع حجمها بشكل طبيعي مع تقدم العمر، فإن التدخين يمثل عامل خطر إضافياً، ويتسبب بشكل فعال في تسريع شيخوخة الدماغ قبل الأوان، وفق الباحثين.

وأشاروا إلى أن النتائج تساعد في تفسير سبب تعرض المدخنين لخطر كبير للتدهور المعرفي المرتبط بالعمر ومرض ألزهايمر.

من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة في كلية الطب بجامعة واشنطن، الدكتورة لورا بيروت: «حتى وقت قريب، تجاهل العلماء آثار التدخين على الدماغ، ويرجع ذلك جزئياً إلى أننا ركزنا على جميع الآثار الواسعة للتدخين على الرئتين والقلب، لكن عندما بدأنا في النظر إلى الدماغ من كثب، أصبح من الواضح أن التدخين ضار جداً للعقل أيضاً».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن انخفاض حجم الدماغ يتوافق مع زيادة الشيخوخة، وهذا أمر مهم مع تقدم السكان في السن؛ لأن الشيخوخة والتدخين هما من عوامل خطر الإصابة بالخرف. وتابعت: «لسوء الحظ، يبدو أن الانكماش الذي يحدث في المخ بسبب التدخين لا رجعة فيه. ومن خلال تحليل البيانات الخاصة بالأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين، تبين أن أدمغتهم ظلت أصغر بشكل دائم من أدمغة الأشخاص الذين لم يدخنوا قط».

ونبّه الفريق إلى أنه لتجنب المزيد من الضرر، فإن الإقلاع عن التدخين هو الشيء الوحيد الذي يمكن للمدخنين فعله؛ لوقف شيخوخة أدمغتهم وتعريض أنفسهم لخطر متزايد للإصابة بالخرف.