«خويا»... «ويش»... «بالك»... العربي يجتاح فرنسا

الشارع الفرنسي يتبنّى اللغة العربيّة... أما النظام التربوي فمُتهيّب

مخطوطة عربية للفنان التونسي - الفرنسي «إل سيد» تزيّن «جسر الفنون» في باريس (إنستغرام)
مخطوطة عربية للفنان التونسي - الفرنسي «إل سيد» تزيّن «جسر الفنون» في باريس (إنستغرام)
TT

«خويا»... «ويش»... «بالك»... العربي يجتاح فرنسا

مخطوطة عربية للفنان التونسي - الفرنسي «إل سيد» تزيّن «جسر الفنون» في باريس (إنستغرام)
مخطوطة عربية للفنان التونسي - الفرنسي «إل سيد» تزيّن «جسر الفنون» في باريس (إنستغرام)

«سلام»، «والله»، «صاحبي»، «خويا»... هذا جزءٌ يَسير من الكلمات العربية التي اقتحمت قاموس الشارع الفرنسي. فتضمين الأحاديث اليوميّة عباراتٍ مقتبسة من اللغة العربية، بات «موضة» رائجة في فرنسا ومَن لا يلحق بركبها، قد يُعد قديم الطراز أو خارج العصر. وليس الأمر حكراً على الفرنسيين المتحدّرين من أصولٍ عربيّة، بل بات أبناءُ البلد ضليعين فيه، لا سيّما الشباب منهم.

لا داعي للاستغراب كثيراً، فالاختلاط ما بين المجتمعات العربيّة والفرنسيين بلغ مرحلة الانصهار، بفعل وجود عددٍ لا يُستهان به من الجاليات العربية في فرنسا، على رأسهم الجزائريون والمغربيّون والتونسيّون، إلى جانب جنسيات أخرى كالسوريين واللبنانيين والمصريين وغيرهم.

الكلمات العربية جزء أساسي من لغة الشارع الفرنسي عموماً والباريسي خصوصاً (رويترز)

وفي تقليدٍ شبه سنويّ، تدخل كلمات عربية جديدة إلى القاموس الفرنسي الأشهر «لاروس» (Larousse)، لتُضاف إلى ما انضمّ سابقاً مثل «smala»؛ أي العائلة، و«chouia» (شويّة)؛ أي القليل من الشيء، و«toubib»؛ أي طبيب، و«bled»؛ أي البلاد.

ظاهرة الـ«عربوفونيّة»

ضمن أحاديثهم وحواراتهم اليوميّة، اعتاد اللبنانيون من بين العرب على وجه الخصوص، أن يطعّموا كلامهم بعبارات ومصطلحات فرنسيّة، نظراً للثقافة الفرنكوفونيّة السائدة في البلد. وفي فرنسا اليوم، تبرز ظاهرةٌ «عربوفونيّة» مشابهة.

الفرنسيون، خصوصاً طلّاب المدارس والجامعات، وفي كلّ مرة أرادوا أن يُثبتوا صدقهم أو أن يطلبوا من أحد أن يُقسم، قالوا: «wallah» (والله). أما الـ«bonjour» (صباح الخير) والـ«salut» (مرحباً)، فتتراجع لصالح «salam» (سلام). وبين الأصدقاء، غالباً ما تُستخدم كلمة «khouia» (خويا أو أخي) تحبُّباً. وإذا كانت الغاية تنبيه أحد لأمرٍ ما، قالوا له: «belek» (بالك أو خُذ بالك).

ظاهرة استخدام المصطلحات العربية منتشرة خصوصاً وسط الطلّاب الفرنسيين (أ.ف.ب)

ليست العربيّة الأدبيّة الفصحى - إذاً - اللغةَ التي يستخدمها الفرنسيون في أحاديثهم، بل ما تناهى إلى مسامعهم من عبارات تنتمي إلى اللهجات العربية، المغاربيّة منها على وجه التحديد. ومن بين أكثر الكلمات ترداداً على ألسِنة الشباب الفرنسي: «wesh» (ويش)؛ وتعني «كيف الحال»، إضافةً إلى «sahbi» (صاحبي)، و«miskin» (مسكين)، و«maboul» (مخبول)، و«clebs» (كلب)، وغيرها.

أما جغرافياً، فتحتلّ باريس المرتبة الأولى في استخدام المَحكيّة العربيّة المغاربيّة. في العاصمة الفرنسية، كما في كبرى المدن، صارت كلماتٌ مثل «hèbs» (حبس)، أو «zbeul» (زبالة)، أو «flouze» (فلوس)، أو «moula» (مال)، جزءاً لا يتجزّأ من معجم الشارع.

«كوكتيل» لغويّ متجدّد

لا ينتج هذا «الكوكتيل» اللغويّ عن الاختلاط الاجتماعي بين الفرنسيين والعرب فحسب، بل يساهم فيه كذلك انتشار ثقافة الراب والهيب هوب في أوساط الشباب وعلى منصات التواصل الاجتماعي. وتشكّل تلك الأغاني ذات الهويّة المغاربيّة، دربَ عبور للكلمات العربية إلى مسامع الجيل الفرنسي الصاعد. ومن بين الأسماء التي برزت في هذا الإطار، الجزائري «ديدين كانون»، والمغربي «فلين»، وسواهما من مغنّين مزجوا لهجات بلادهم بالفرنسيّة.

غير أن هذه الظاهرة ليست حديثة العهد. الفرق الوحيد بين الماضي والحاضر، هو تجذّر الكلمات العربية أكثر فأكثر في لغة الشارع الفرنسي. الإرث اللغوي العربي قديم في فرنسا، ووفق ما جاء في كتاب «أسلافنا العرب» (Nos ancêtres les Arabes) للمؤلّف واللغويّ الفرنسي جان بروفوست، فإنّ «اللغة الفرنسيّة تدين بالكثير لهؤلاء الأسلاف». يؤكّد بروفوست كذلك، أن العربيّة تحتلّ المرتبة الثالثة في قائمة اللغات التي استقت منها اللغة الفرنسية العدد الأكبر من كلماتها، بعد الإنجليزيّة والإيطاليّة.

لا تتوقّف قائمة تلك الكلمات عند حدود «coton» (قطن)، و«hammam» (حمّام)، و«café» (قهوة)، و«sucre» (سكّر)، و«magasin» (مخازن)، بل تطول لتتخطّى 600 كلمة، وهي في تزايد مستمرّ. أما اللافت في الأمر، فهو أنه بينما كان يكتفي المعجم الرسميّ الفرنسي بضَمّ الكلمات المنبثقة من الفصحى إلى صفحاته، بات يفتحها أخيراً للّهجة المَحكيّة. فإذا تصفّحت القاموس الفرنسي بحثاً عن كلمة «seum»، ستجدها وستجد كذلك أنها مشتقّة من كلمة «سُمّ» العربيّة، وهي تعني أن يكون المرء منزعجاً أو متوتراً للغاية.

تعريف كلمة «seum» (سُمّ) كما ورد في قاموس «Larousse» الفرنسي (لاروس)

الشارع يتبنّى والمدرسة تتهيّب

بموازاة الحضور الوازن للمعجم العربي في الشارع، تغيب اللغة العربية عن المنهاج التعليميّ الفرنسي الرسمي. تعزو مديرة مركز اللغة والحضارة في معهد العالم العربي في باريس، نسرين الزهر، هذا التناقض، إلى «رفض وإنكار واقعٍ لغويّ جديد انطلاقاً من إرث مركزيّة الدولة الفرنسية، ومن الحساسية تجاه اللغة العربية المرتبطة بالمستعمرات».

وتضيف الزهر في حديثها مع «الشرق الأوسط» أنّ حضور اللغة العربيّة ضمن الفضاء الفرنسي العام ووزارة التربية على وجه الخصوص، مُربك للدولة وللرأي العام، رغم أنّ الآراء المؤسساتية متناقضة وتتراوح بين الاعتراف والإنكار: «فبينما يعد بعض تلك المؤسسات أن تعليم اللغة العربية بات ضرورياً، خصوصاً أن الواقع الديموغرافي يشير إلى أنها اللغة الثانية الأكثر استخداماً في البلاد، ثمة في المقابل نفور أو خوف من مأسسة العربيّة ضمن سياسة لغويّة عامّة».

اللغة العربية حاضرة في شوارع فرنسا لكنها غائبة عن مدارسها (رويترز)

رغم مشروع القانون الذي تَقدّم به أحد النوّاب الفرنسيين عام 2020، والمُطالب بتدعيم تعليم اللغة العربية في المدارس الفرنسية، فإنّ المُتاح على مستوى المدارس في فرنسا ليس بالكبير. ومن بين إجماليّ المدارس المنتشرة على الأراضي الفرنسية، والتي يبلغ عددها نحو 59 ألفاً، 150 منها فقط تُتيح دراسة اللغة العربية كمادّة اختياريّة لا إلزاميّة.

أما مَن أراد تعلّم اللغة العربية في فرنسا خارج المجال المحدود الذي يُفسحه النظام التربويّ، فأمامه احتمالاتٌ تعدّدها الزهر: «بعض الجمعيّات العلمانيّة والدينيّة، والدروس الخصوصيّة، والدروس عن بُعد، ومعهد العالم العربي، والجامعات التي تقدّم اختصاص اللغة العربية».



«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفة

شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
TT

«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفة

شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

أسدل «معرض جدة للكتاب 2024» الستار عن فعالياته التي امتدت لـ10 أيام، قدَّم خلالها رحلة استثنائية لعشاق الأدب والمعرفة، وسط أجواء ثقافية ماتعة تخلّلها عدد من النقاشات في جلسات حوارية وندوات وورش عمل غطّت مختلف المجالات الفكرية والثقافية، إضافة إلى الأمسيات الشعرية التي كانت حافلة بالجمال والإبداع والحضور الكبير لعشاق القصيدة النبطية ومحبي الكلمة العذبة.

ووفَّر المعرض، الذي نظمته «هيئة الأدب والنشر والترجمة» في السعودية تحت شعار «جدة تقرأ»، قرابة 400 ألف عنوان معروض، في حين تجاوز عدد الكتب المبيعة 450 ألف كتاب، تناولت مختلف المجالات من كتب دُور النشر المعروضة والمانجا والكتب المخفضة، وسط رغبة كثيرين من الزوار في أن يمتد المعرض لعدة أيام أخرى.

إقبال كبير شهده المعرض من مختلف الأعمار (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

ورفع الدكتور محمد علوان، الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الأدب والنشر والترجمة»، شكره للقيادة السعودية على دعمها غير المحدود للحراك الثقافي المتصاعد في المملكة، منوهاً بالحضور اللافت الذي شهده معرض جدة للكتاب، والذي يُعدّ ثالث معارض الكتاب، بعد معرض الرياض الدولي للكتاب، ومعرض المدينة المنورة لعام 2024.

جهود متواصلة

وأكد الدكتور علوان أن الهيئة تعمل بجهد لتطوير كل نسخة من معارض الكتاب، لتصبح أكثر تميزاً وجاذبية عبر أفكار إبداعية مبتكرة، مشيراً إلى أن هذه الجهود تأتي بتوجيه ومتابعة من وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان؛ بهدف تحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030» التي تُولي أهمية كبرى لتعزيز الثقافة، ودورها المحوري في تحسين جودة الحياة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

سيدة برفقة ابنها يتصفحان إصدارات إحدى دُور النشر بالمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

وأشار الدكتور علوان إلى أن السعودية باتت منارة الإبداع على المستويين العربي والدولي، بفضل تنوعها الثقافي والموروث الحضاري الثري الذي جعلها وجهة جاذبة للفعاليات الثقافية والفنية، لافتاً النظر إلى أن وزارة الثقافة تسعى بشكل حثيث لتحويل المملكة إلى منصة رئيسية لصناعة النشر والتوزيع، من خلال توفير بيئة مثالية ومتطورة تلبي احتياجات القرّاء ودُور النشر على حدٍّ سواء.

وأعرب عن فخره بما وصلت إليه السعودية في مجال صناعة النشر، مشيداً بالدراسات المتقنة والخطط المحكمة التي تقف وراء نجاح هذه الفعاليات، مؤكداً أن «هيئة الأدب والنشر والترجمة» تحرص على جعل الكتاب في متناول الجميع، وتوسيع منافذ النشر، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من «رؤية السعودية 2030».

سيدة تتصفح مع ابنتها أحد الإصدارات الخاصة بالأطفال (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

ندوات وورش عمل وأمسيات شعرية

وأتاح المعرض عدداً من الورش العمل والندوات والأمسيات الشعرية، ومنها تلك التي تناولت جهود العلماء السعوديين في خدمة اللغة العربية، وأشادت بالمبادرات الرائدة لـ«المجمع» في نشر اللغة العربية وآدابها عالمياً.

واستعرض الدكتور محمود إسماعيل تجربته في إدارة معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإعداده سلاسل تعليمية مميزة مثل «العربية للحياة»، و«القراءة الميسرة». وتناول أيضاً مشروع البنك الآلي السعودي للمصطلحات «باسم»، مؤكداً دوره في تعزيز المصطلحات العلمية والتقنية باللغة العربية.

جانب من ندوة جهود العلماء السعوديين في خدمة اللغة العربية (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

بدوره، قدَّم الدكتور عبد الله القرني نبذة عن تاريخ معاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مشيراً إلى دورها في تأهيل الطلاب من مختلف دول العالم للالتحاق بالجامعات، وأشاد ببرامجها المُحكَمة التي أسهمت في تخريج أجيال من الأكاديميين المتخصصين.

بينما تناولت ورشة عمل بعنوان «النظريات الأساسية في الموسيقى» مجموعة من القواعد والمبادئ التي تُشكل الأساس لفهم الموسيقى وبنائها، كما تناولت الأشكال الموسيقية، والحروف الموسيقية في المدرج، والمفاتيح التي تساعد على فهم بنية المقطوعات.

جانب من إحدى ورش العمل المُقامة ضمن فعاليات المعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

فكرة إصدار كتاب

وفي أمسية ملهمة، ضمن فعاليات المعرض، أُقيمت ورشة عمل بعنوان «من أين تأتي الفكرة؟». قاد الورشة المهندس بدر السماري، الذي حثّ الحضور على أهمية القبض على التفاصيل البسيطة في حياتهم اليومية وتدوينها باستمرار، مشيراً إلى أنها تُعد منطلقاً لفكرة كتابات مميزة ومليئة بالتفاصيل الباهرة.

وأوضح السماري أن كل كاتب محترف يحتفظ بملف يحتوي على شذرات من أفكار متنوعة «جملة قالها سائق أجرة، أو موقف في السوق، أو حتى وصف غريب سمعه في مكان عام». وأكد أن هذا الملف، وإن بدا بلا قيمة لشخص آخر، يُمثل أداة ثمينة لتحفيز مخيلة الكاتب واسترجاع أفكار قابلة للتطوير.

شاب يبحث عن أحد الإصدارات الأدبية بإحدى دُور النشر (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

وشدَّد السماري على أهمية تدوين التفاصيل التي نمر بها في حياتنا اليومية، مثل وقوفنا في طابور طويل، أو شجار عابر في متجر، أو رائحة المطر في الصحراء، أو حتى شعور الإنسان أثناء الإقلاع بالطائرة. وقال: «دعونا نكتب عن الشخصيات الغريبة التي نقابلها، عن المشاعر التي نختبرها للمرة الأولى، فهذه التفاصيل هي روح الكتابة».

جانب من الفعاليات التعليمية والتثقيفية المقامة بمنطقة الأطفال (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

برنامج حافل للأطفال

قدّمت منطقة الأطفال برنامجاً حافلاً ولافتاً، للفئة العمرية الممتدة من 3 إلى 12 سنة، عبر 9 أركان؛ منها ما خُصص لرعاية الأطفال، وآخر لتقديم تجارب تفاعلية بمشاركة الأطفال؛ منها «الطاهي الصغير وتصميم الأزياء وبحر اللغة والرسوم المتحركة وحرفة وقصة والخط العربي»، وغيرها مما كان له الأثر الكبير في تنمية ثقافة الأطفال بمزج الأنشطة التعليمية بالترفيهية لخلق أجواء من المرح لدى الأطفال، وتعزيز حب القراءة والاطلاع لديهم منذ الصغر.

جانب من الفعاليات التعليمية في منطقة الأطفال ضمن الفعاليات المصاحبة للمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

وجمع ركن «حرفة وقصة» في ركن الطفل بين الإبداع والأصالة بلمسة مبتكرة، حيث مثّل تجربة فريدة للأطفال تجمع بين الحِرف اليدوية وروح الابتكار، وتتيح للصغار فرصة التعبير عن أنفسهم من خلال أنشطة ممتعة مستوحاة من عالم الكتب.

يتميز الجناح بتقديم أنشطة تفاعلية ملهمة، تشمل: صنع فواصل الكتب، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وصنع بطاقات ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تزيين حامل الزهور الخشبي. هذه التجارب تسهم في تنمية مهارات الأطفال وصقل مواهبهم، مع الحفاظ على ارتباطهم بالتراث وروح الأصالة.

مسرح الطفل في المعرض قدَّم فقرات متعددة تفاعل معها الأطفال بشكل كبير (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

تفاعل مع الأنشطة

وفي مشهد يعكس حيوية الجيل الجديد وشغفه بالمعرفة، أظهر طلاب وطالبات المدارس حضوراً لافتاً في المعرض، حيث توافدوا، خلال الفترات الصباحية، من مختلف المراحل الدراسية، مستكشفين زوايا المعرض الغنية بكنوز المعرفة والأدب والعلوم، ومتفاعلين مع الأنشطة الثقافية والفنية المصاحبة.

طفل تبدو عليه السعادة داخل جناح «مانجا» بالمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

«المانجا» تخطف الأنظار

جذب ركن «المانجا» والأنمي اهتماماً كبيراً من الطلاب، حيث قدَّمت دُور النشر المتخصصة في القصص المصورة اليابانية أنشطة تفاعلية مميزة. وجد الطلاب في هذا الركن تجربة تجمع بين الإبداع والثراء الثقافي، مما عزَّز اهتمامهم بهذا الفن المتنامي الذي يُلهم الخيال وينمي المهارات الإبداعية.

أحد الأطفال مع شخصية «جحا» ضمن الفعاليات المصاحبة لمنطقة الأطفال بالمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

ولم يقتصر الإقبال على المراحل المتقدمة، بل أبدى طلاب المراحل الأولية اهتماماً خاصاً بركن الطفل وأجنحته المتنوعة، التي احتضنت أنشطة تعليمية وترفيهية تهدف إلى تعزيز حب القراءة لديهم منذ الصغر.

20 فكرة ملهمة

وفي إطار المعرض، احتفل الكاتب عبد الله هزازي، في آخِر أيام المعرض، بتوقيع كتابه الجديد «عشرون فكرة ملهمة لمعلمي ومعلمات الصفوف الأولية»، شهد حفل التوقيع حضوراً مميزاً من الأقارب والأصدقاء، بالإضافة إلى عدد من زوار المعرض الذين أثنوا على مضمون الكتاب ورسالته التعليمية.

عبد الله هزازي مؤلف كتاب «عشرون فكرة ملهمة» على منصة التوقيع بمعرض الكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

ويُعدّ الكتاب دليلاً إبداعياً للمعلمين والمعلمات، حيث يقدم أفكاراً مبتكرة تسهم في تطوير أساليب التدريس للصفوف الأولية، وتعزيز التميز والإبداع في العملية التعليمية.

ومع إسدال الستار على معرض جدة للكتاب 2024، تحتفل المملكة بإنجاز ثقافي جديد يعزز مكانتها على خريطة الثقافة العالمية، ويؤكد التزامها المستمر بدعم الأدب والفنون في رحلة مستمرة من الإبداع والتطوير، وكان المعرض قد استضاف أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلية وعربية ودولية، موزعة على 450 جناحاً مقدِّماً تجربة لا تُنسى لعشاق الأدب والفنون.

فتيات يتصفحن الإصدارات الأدبية عند أحد أركان دُور النشر بالمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

إقبال كبير شهده المعرض من مختلف الأعمار (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

سيدة تتصفح مع ابنها أحد إصدارات دُور النشر بالمعرض (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

جانب من الفعاليات التعليمية والتثقيفية المقامة في منطقة الأطفال بمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)