انقطاع الإنترنت عن مناطق واسعة يربك المصريين

تضرر عدد كبير من المواطنين بانقطاع شبكة الإنترنت (تصوير: عبد الفتاح فرج)
تضرر عدد كبير من المواطنين بانقطاع شبكة الإنترنت (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

انقطاع الإنترنت عن مناطق واسعة يربك المصريين

تضرر عدد كبير من المواطنين بانقطاع شبكة الإنترنت (تصوير: عبد الفتاح فرج)
تضرر عدد كبير من المواطنين بانقطاع شبكة الإنترنت (تصوير: عبد الفتاح فرج)

أدى انقطاع خدمة الإنترنت في مصر، الثلاثاء، إلى ارتباك في جميع قطاعات خدمات «الأونلاين»، سواء في البنوك أو النقل، وأثار الانقطاع الذي استمر عدة ساعات انتقادات واسعة لم تخل من السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ووفقاً للشركة المصرية للاتصالات، فإن «خدمات الإنترنت تأثرت في عدة مناطق ببعض المحافظات المصرية نتيجة عطل تقني بأحد أجهزة الشبكة الرئيسية»، وقالت الشركة في بيان رسمي إن «الفريق المختص قام بإصلاح العطل وجارٍ استعادة الخدمة بشكل تدريجي على مستوى جميع مناطق الجمهورية، وستجري إعادة الخدمة بشكل كامل خلال ساعات».

الخبير الاقتصادي الدكتور وائل النحاس عدّ «انقطاع خدمات الإنترنت» في مصر بـ«الكارثي»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «على الرغم من أن الانقطاع بدأ بعد نحو الثانية والنصف ظهرا، أي بعد مواعيد العمل الرسمية بالبنوك والمؤسسات الحكومية، وهو (وقت ميت) ما قلّل تأثير الانقطاع»، إلا أن «الانقطاع تسبب في ارتباك في قطاعات عديدة، فكل خدمات وعمليات (الأونلاين) توقفت، سواء التحويلات المالية أو خدمات الدفع الإلكتروني، أو شحن (كروت) الكهرباء أو الغاز، أو شحن الهواتف المحمولة، وكذلك ماكينات الصراف الآلي بالبنوك توقفت لأنها تعمل بالإنترنت، فكل خدمات الأعمال المالية غير المصرفية توقفت، وكذلك شركات النقل التي تستخدم الإنترنت لتحديد وجهة الراكب توقفت لأن الخرائط تعمل بالإنترنت».

ويقدر عدد مستخدمي الإنترنت في مصر بنحو 85.8 مليون مستخدم حتى مايو (أيار) الماضي منهم نحو 11.3 مليون مستخدم للإنترنت الثابت، وفق تقرير وزارة الاتصالات الذي صدر في أغسطس (آب) الماضي.

تضرر عدد كبير من المواطنين بانقطاع شبكة الإنترنت (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار انقطاع الإنترنت موجة سخرية من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقال صاحب حساب على موقع «إكس» سمى نفسه «سامي ميمي» ساخراً: «رايح فرع شركة محمول عشان يرجعولي النت لقيته فاصل عندهم، روحت فاتحلهم هوت سبوت»، فيما كتب حساب يحمل اسم «هوجان»: «أستئذن حضراتكم طفوا الراوتر وشغلوه تاني»، فيما كتب حساب باسم (أبو مازن) ساخراً: «الإنترنت الأرضي يدوبك فصل وصياحنا اشتغل في كل المنصات وبقي تريند رقم واحد، فما بالك لو العالم كله فصل عنه الإنترنت بصورة نهائية وبلا عودة، إيه اللي ممكن يحصل؟ إحنا مش بنتحكم في الإنترنت هو اللي بقى بالأمر الواقع بيتحكم فينا»، وقال حساب باسم «حتشبسوت» إن «خطوط التليفون كمان عطلانة... البنية التحتية خربانة». وسخر أحمد طارق على «فيسبوك» قائلاً: «النت دخل في تخفيف الأحمال ولا إيه؟».

وأكد النحاس أن «قطاعات عديدة تأثرت بانقطاع الإنترنت، ومنها قطاع الإعلام الذي يعتمد على الشبكة العنكبوتية معظم عمله»، وأشار إلى أن «انقطاع الإنترنت سيوقف خدمات التداول الإلكتروني بالبورصة، بمعنى أنه لا يمكن شراء الأسهم أونلاين، بل يجب أن تكون موجوداً داخل مقر البورصة نفسها أو تتصل بسمسار الأسهم الذي يجب أن يجري عملية البيع أو الشراء من داخل المقر، كما لا يمكن للبنوك خدمة العملاء أو تلبية احتياجاتهم سوى في الفرع الذي يتبعه العميل وليس أي فرع آخر».


مقالات ذات صلة

النرويج تلغي تحقيقاً بشأن أجهزة «البيجر» التي انفجرت في لبنان

أوروبا خلال عمليات الإسعاف بعد انفجار أجهزة «البيجر» التي يستخدمها عناصر «حزب الله» للتواصل في جميع أنحاء لبنان... الصورة في بيروت 17 سبتمبر 2024 (رويترز)

النرويج تلغي تحقيقاً بشأن أجهزة «البيجر» التي انفجرت في لبنان

قالت قوة شرطة الأمن النرويجية، الاثنين، إنها لم تجد أي أساس للتحقيق في صلات نرويجية بتوريد أجهزة الاتصال اللاسلكي (بيجر) الملغومة لجماعة «حزب الله» في لبنان.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
شؤون إقليمية كلمة «بيغاسوس» تظهر على هاتف ذكي موضوع على لوحة مفاتيح في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في 4 مايو 2022 (رويترز)

محكمة تايلاندية ترفض دعوى ضد شركة إسرائيلية تنتج برنامج «بيغاسوس» لاختراق الهواتف

ألغت محكمة تايلاندية دعوى قضائية رفعها ناشط مؤيد للديمقراطية قال فيها إن برنامج التجسس الذي أنتجته شركة تكنولوجيا إسرائيلية تم استخدامه لاختراق هاتفه.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
عالم الاعمال إلهام الابتكار الرقمي مع «inspireU» من «stc»

إلهام الابتكار الرقمي مع «inspireU» من «stc»

تتطلع مجموعة «إس تي سي (stc)» عبر مسرعة «inspireU»، أول مسرّعة أعمال في السعودية مخصصة، لدعم الشركات الناشئة الخليجية والأوروبية.

شمال افريقيا جانب من قطاع الاتصالات في مصر (وزارة الاتصالات)

زيادة مرتقبة لأسعار خدمات الاتصالات تعمق أزمة الغلاء بمصر

أثار حديث مسؤول حكومي مصري عن زيادة مرتقبة في أسعار خدمات الاتصالات مخاوف لدى المصريين من موجة غلاء جديدة.

أحمد إمبابي (القاهرة )
أوروبا السفينة الصينية حاملة البضائع «يي بينغ 3» راسية وتخضع للمراقبة من قبل سفن دورية بحرية دنماركية ببحر كاتيغات بالقرب من مدينة غرانا في غوتلاند الدنماركية يوم 20 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

السويد والدنمارك لا تستبعدان تعرض كابلين بحريين لعمل تخريبي

قال رئيسا وزراء السويد والدنمارك، اليوم (الأربعاء)، إنهما لا يستبعدان أن يكون انقطاع كابلين في بحر البلطيق نتيجة عمل تخريبي.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.