«نادي لكل الناس» يُكرّم مارون بغدادي في الذكرى الثلاثين لرحيله

أنشطة وعروض متنقّلة وإصدار

يُعرَض فيلم «همسات» ضمن احتفالية تكريم بغدادي (نادي لكل الناس)
يُعرَض فيلم «همسات» ضمن احتفالية تكريم بغدادي (نادي لكل الناس)
TT

«نادي لكل الناس» يُكرّم مارون بغدادي في الذكرى الثلاثين لرحيله

يُعرَض فيلم «همسات» ضمن احتفالية تكريم بغدادي (نادي لكل الناس)
يُعرَض فيلم «همسات» ضمن احتفالية تكريم بغدادي (نادي لكل الناس)

في 11 ديسمبر (كانون الأول) 1993، رحل المخرج اللبناني مارون بغدادي تاركاً مكتبة سينمائية غنية، ونجاحات لم تقتصر على الشرائط اللبنانية، بل شملت أخرى بالفرنسية، وتعاوناً مع المخرج العالمي فرنسيس كوبولا.

وفي الذكرى الـ30 لرحيله، يكرّمه «نادي لكل الناس» بإقامة معرض فوتوغرافي عن حياته، وعرض أفلام، من بينها ما نشاهده للمرة الأولى بعد ترميمه.

مشهد من فيلم «الرجل المحجب» (نادي لكل الناس)

يشير رئيس النادي نجا الأشقر إلى أنّ أهمية بغدادي وإرثه السينمائي، هما خلف هذه المبادرة. ويتابع في حديث مع «الشرق الأوسط»: «في يوم رحيله، 11 ديسمبر، تنطلق هذه اللفتة التكريمية. كما نفتتح لمناسبة 25 عاماً على تأسيس النادي، مكتبة سينمائية تتضمّن أفلاماً وأرشيفاً ورقياً وبصرياً وصوتياً، لا يُستهان به. إلى جانب بغدادي، تتضمّن أفلاماً لسينمائيين لبنانيين وعرب، من بينهم جان شمعون، ومي مصري، وبرهان علوية...».

يبدأ التكريم عند السادسة مساء 11 ديسمبر الحالي، في مبنى جريدة «السفير» ببيروت، فيُقام المعرض الخاص بمسيرته، متضمّناً صوراً نادرة لبغدادي وأخرى غير معروفة من طفولته. وفي الأمسية، يُعرض شريط عن الجريدة مدّته 5 دقائق، «كان بغدادي قد أعدّه بطلب منها، حينها، بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسها»، وفق الأشقر.

«نادي لكل الناس» ينظم لقاءات عن المخرج الراحل (نادي لكل الناس)

بعده، تُقام جولة في مبنى الجريدة يطّلع فيها المدعوون على مكتبة «نادي لكل الناس»، وقاعة معرض الصور والفيديوهات وأرشيف الجريدة.

وفي 12 ديسمبر، تُنظّم ندوة حول سينما بغدادي، يشارك فيها أشخاص تعاون معهم؛ أمثال فواز طرابلسي، وحسن داود، وفؤاد نعيم. الأخير كان قد اختار بغدادي لأعمال تلفزيونية عندما شغل منصب المدير العام لـ«تلفزيون لبنان». وفي الثامنة مساء بتوقيت بيروت، يُعرض فيلم «كلنا للوطن» لبغدادي بنسخة رقمية جديدة.

بعد مبنى «السفير»، ينتقل الاحتفال التكريمي إلى أماكن أخرى، بدءاً من الجامعة اليسوعية، وتحديداً مسرح «بيريت»، فيُعرض له «نتابع المسيرة» حيث جالت كاميرته في شوارع بيروت «الشرقية والغربية» أيام الحرب الأهلية. يعرض الفيلم مقابلات مع شخصيات سياسية واقتصادية وفنية في فترة ما قبل الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، ومن ثَم يُناقَش بإدارة المخرج هادي زكاك.

من الجامعة اليسوعية، تنتقل النشاطات إلى متحف سرسق. وفي السابعة من مساء 14 ديسمبر، يُعرض فيلم «همسات»، ويوضح الأشقر: «يتناول حقبة شبيهة بالتي نعيشها اليوم، علماً أنّ النسخة المعروضة مغايرة عن المتاحة عبر (نتفليكس)؛ لأنها مرمَّمة حديثاً».

يشار إلى أنّ 5 أفلام لبغدادي متاحة مشاهدتها عبر المنصة، تتألّف من وثائقيَّيْن و3 أعمال روائية، هي «بيروت يا بيروت»، و«كلنا للوطن»، و«همسات»، و«حروب صغيرة»، و«خارج الحياة».

مارون بغدادي مُكرَّماً في الذكرى الثلاثين لرحيله (نادي لكل الناس)

بُعيد العرض، تُقام جلسة حوار مع نبيل إسماعيل وحسن نعماني اللذين تعاونا مع بغدادي. فالأول مُصوِّر، وسبق أن مثّل في بعض أفلامه، منها «همسات» و«حروب صغيرة». والثاني كان مدير التصوير المسؤول عن أفلامه، فيتحدّثان عن مشوارهما مع الراحل، وذكريات جمعتهما به.

أما في 15 ديسمبر، فتنتقل الاحتفالات إلى جامعة هايكازيان في منطقة الحمراء، التي تحتفل بمرور 100 عام على صدور كتاب «الغربال» للأديب الراحل ميخائيل نعيمة. يشارك «نادي لكل الناس» بهذه الاحتفالية عبر عرض فيلم «تسعون» لبغدادي، لينتقل المدعوون مرة أخرى إلى متحف سرسق.

«هناك سيُعرض فيلم (رجل محجب) للمرة الأولى في لبنان (إنتاج فرنسي)، بعد رقمنته وترجمته إلى العربية والإنجليزية، على أن يتقدّم الضيوف فؤاد نعيم المُشارِك في التمثيل»، يقول الأشقر. وكان «نادي لكل الناس» قد اشترى حقوق عرض الفيلم، وتُرجم من الفرنسية إلى العربية والإنجليزية. وضمن تكريم بغدادي، سيصدر كتاب خاص به، يحتوي نصوصاً كتبها في صحيفة «أوريان لوجور» الصادرة بالفرنسية من بيروت، إلى أخرى بمثابة خواطر خلال مشوار الحياة.

جانب من المكتبة السينمائية (نادي لكل الناس)

يختم نجا الأشقر: «في 11 ديسمبر، سيصدر كتاب عن المكتبة السينمائية للنادي بعنوان (السينما البديلة)، فيه 13 مقالاً لـ13 شخصية ثقافية لبنانية وعربية، يتناولون السينما المستقلّة ومدى حضورها، من بينهم وليد شميط، وكريم مروة، وإبراهيم العريس من لبنان».


مقالات ذات صلة

غياب منة شلبي عن تكريمها بـ«الإسكندرية السينمائي» يثير تساؤلات

يوميات الشرق لقطة جماعية للفائزين بمسابقة أفلام البحر المتوسط رفقة المخرج يسري نصر الله (إدارة المهرجان)

غياب منة شلبي عن تكريمها بـ«الإسكندرية السينمائي» يثير تساؤلات

اختتم مهرجان الإسكندرية السينمائي دورته الـ40، وهي الدورة التي عدّها نقاد وصناع أفلام «ناجحة» في ظل ظروف صعبة تتعلق بالميزانية الضعيفة والاضطرابات الإقليمية.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق ‎⁨تضم النسخة الثانية معرضاً يجمع «سلسلة القيمة» في أكثر من 16 مجالاً مختلفاً ومؤتمراً مختصاً يتضمن 30 جلسة حوارية⁩

«منتدى الأفلام السعودي» يجمع خبراء العالم تحت سقف واحد

بعد النجاح الكبير الذي شهده «منتدى الأفلام السعودي» في نسخته الأولى العام الماضي 2023، تستعد العاصمة السعودية الرياض لانطلاقة النسخة الثانية من «المنتدى».

«الشرق الأوسط» (الدمام)
يوميات الشرق ياسمين رئيس مع أسماء جلال في مشهد من الفيلم (حسابها على «فيسبوك»)

فنانون مصريون يتجهون للإنتاج السينمائي والدرامي

انضمت الفنانة المصرية ياسمين رئيس لقائمة الممثلين الذين قرروا خوض تجربة الإنتاج السينمائي من خلال فيلمها الجديد «الفستان الأبيض».

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما يبدأ الجزء الثاني من سجن آرثر فليك.. الصورة من صالة سينما سعودية حيث يُعرض الفيلم حالياً (الشرق الأوسط)

فيلم «الجوكر2»... مزيد من الجنون يحبس أنفاس الجمهور

يخرج آرثر فليك (واكين فينيكس) من زنزانته، عاري الظهر، بعظام مقوّسه، يسحبه السجانون بشراسة وتهكّم...

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق يشجّع المهرجان الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما (الشرق الأوسط)

الشيخة جواهر القاسمي لـ«الشرق الأوسط»: الأفلام الخليجية تنمو والطموح يكبُر

الأثر الأهم هو تشجيع الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما، ليس فقط عن طريق الإخراج، وإنما أيضاً التصوير والسيناريو والتمثيل. 

إيمان الخطاف (الدمام)

مدينة أوروبية حجرية قديمة تصل حرارتها إلى 27 درجة مئوية في أكتوبر

«ماتيرا» الإيطالية وتُعرف باسم «مدينة الحجر» (غيتي)
«ماتيرا» الإيطالية وتُعرف باسم «مدينة الحجر» (غيتي)
TT

مدينة أوروبية حجرية قديمة تصل حرارتها إلى 27 درجة مئوية في أكتوبر

«ماتيرا» الإيطالية وتُعرف باسم «مدينة الحجر» (غيتي)
«ماتيرا» الإيطالية وتُعرف باسم «مدينة الحجر» (غيتي)

عند التفكير في قضاء عطلة في إيطاليا، قد تخطر على بالك وجهات مثل روما، أو فلورنسا، أو ساحل «أمالفي» الرومانسي. ومع ذلك، ثمة جوهرة واحدة غير مُكتَشفة بإمكانها منافسة هذه الوجهات المزدحمة وهي «ماتيرا»، حسب «صحيفة ميترو» اللندنية.

تقع «ماتيرا» في إيطاليا، في منطقة بازيليكاتا، وتُعرف باسم «مدينة الحجر» بسبب شبكة كهوفها القديمة، وتعد واحدة من أقدم المدن في أوروبا. ووفقاً لبعض التقديرات، فهي ثالث أقدم مدينة في العالم.

ووصفها الروائي كارلو ليفي ذات مرة بـ«عار إيطاليا»، حيث نُفي إليها في ثلاثينات القرن العشرين، وشهد الظروف المعيشية المزرية لسكانها، الذين كان كثير منهم يعيشون في كهوف مع مواشيهم.

وأدّى الفقر المدقع والضياع الذي ميّز هذه الفترة إلى تدخل حكومي واسع النطاق وجهود لإعادة التوطين، ما جعل «ماتيرا» منسية إلى حد كبير على مدى سنوات كثيرة.

غير أن عمارتها الفريدة وتاريخها الغني ضمن لماتيرا عدم نسيانها بشكل كامل.

ومنذ ذلك الحين، شهدت المدينة تحولاً ملحوظاً، حيث تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1993 إلى أن تم اختيارها عاصمة الثقافة الأوروبية في عام 2019.

كما استغل صانعو الأفلام السينمائية جاذبية ماتيرا، وظهرت مناظرها الخلابة في بعض الأفلام، مثل: «لا وقت للموت» لجيمس بوند، و«آلام المسيح» لميل غيبسون.