الدورة الـ21 لـ«مهرجان أبوظبي»... «إرادة الأمل» بالفن والمحاولات

باليه وجاز وأوبرا... وبعض عائدات التذاكر لغزة

فرقة الباليه الصينية تقدّم عروضاً في المهرجان (الجهة المنظّمة)
فرقة الباليه الصينية تقدّم عروضاً في المهرجان (الجهة المنظّمة)
TT

الدورة الـ21 لـ«مهرجان أبوظبي»... «إرادة الأمل» بالفن والمحاولات

فرقة الباليه الصينية تقدّم عروضاً في المهرجان (الجهة المنظّمة)
فرقة الباليه الصينية تقدّم عروضاً في المهرجان (الجهة المنظّمة)

بشعار «إرادة الأمل»، تستعدّ الدورة الـ21 لـ«مهرجان أبوظبي» للانطلاق. يحتفل برنامجها بعروض الباليه، والموسيقى الكلاسيكية، والجاز، والأوبرا، والأمسيات العربية التقليدية، ويخصّص لفلسطين النازفة جزءاً من عائدات بيع تذاكره، ضمن حملة «تراحم من أجل غزة»، بالتعاون مع «الهلال الأحمر الإماراتي».

الصين ضيفة شرف مهرجان يسعى سنوياً إلى الفرادة. في الزمن الصعب، يشاء بإطلاقه شعار «إرادة الأمل»، عناق الروح الموجوعة، بقدرة الفن على إعلاء الإيجابية والأخوّة الإنسانية.

الدورة الحالية للمهرجان تحتفي بالأوركسترا الصينية (الجهة المنظّمة)

قُبيل الانطلاق في يناير (كانون الثاني) المقبل، تنهمك مؤسِّسة «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون»، المؤسِّسة والمديرة الفنية لـ«مهرجان أبوظبي» هدى إبراهيم الخميس، بالحرص على التفاصيل. تقول: «يفتتح المهرجان عقده الثالث بإعلان برنامج دورته لعام 2024، تحت شعار (إرادة الأمل)، حاملاً رسالة تمكين الثقافة والفنون لترسيخ قيم التنوير والسلام، بإرادة لا تُقهر».

تُجدّد الالتزام بتقديم المهرجان روائع الأعمال العالمية، من أعمال التكليف الحصري والإنتاج المشترك، على مسارح أبوظبي، وللمرة الأولى في العالم العربي، مع فرقة الباليه الصينية ضمن العرض المبتكر «السنة الصينية الجديدة»، رائعة باليه «كسارة البندق»، أحد أعمال تشايكوفسكي الأكثر شهرة.

لأنّ جرح فلسطين عميق جداً، تضيف: «نخصص جزءاً من عائدات التذاكر لدعم شعب غزة، والمساهمة في رفع المعاناة عنه، وتخفيف حدّة الأزمة الإنسانية التي يواجهها».

العازف بابلو فيرانديز المُلقَّب بـ«عبقري التشيلو الجديد» (الجهة المنظّمة)

«السنة الصينية الجديدة»: فرقة الباليه الوطنية

ضمن برنامج العروض؛ الموعد في قصر الإمارات يومَي 26 و27 يناير (كانون الثاني) المقبل، بعرض «كسارة البندق» لتشايكوفسكي، تُقدّمها فرقة الباليه الصينية، التي قدَّمت، منذ تأسيسها عام 1959، قائمة من فنانين كبار تألّقوا باستعادة أعمال الباليه الروسية العريقة. يوصّف المهرجان العرض: يبدأ بمشهد مذهل في أرض المعبد ببكين، حيث يستعد الناس للاحتفال بالعام الجديد بالأقنعة والفوانيس الورقية. تستمر الرحلة إلى الأراضي الخيالية لمملكة طائر الكركي، ومملكة البورسلين، حيث تجتمع الطيور والوحوش والنمور الصغيرة، لأداء رقصات المراوح الرشيقة والدوامات الدوارة، والسبائك الذهبية المتلألئة، وصولاً إلى نهاية مشوّقة آسرة بالمفرقعات والألعاب النارية.

يامن سعدي من ضيوف هذه الدورة (الجهة المنظّمة)

أمسية أوبرا بوتشيني بعد قرن على غياب جياكومو بوتشيني

يحتفل القصر عينه في 31 يناير بالذكرى المئوية لرحيل مؤلّف الأوبرا العالمي جياكومو بوتشيني، بتقديم أوركسترا مهرجان بوتشيني في توري ديل لاغو، بقيادة المايسترو البريطاني جان لاثام كونيغ، ومشاركة السوبرانو فيديريكا غويدا ومونيكا كونيسا، والتينور فينتشنزو كوستانزو، مع فرقة الأوركسترا التي تُعدّ من الأبرز عالمياً، وسبق لها أن جمعت كبار فناني الأوبرا من إيطاليا واليابان والصين، وجالت في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، لتقدم فعاليات خاصة، منها ماراثون بوتشيني في اليابان مع أوبرا «السيدة الفراشة» بطوكيو، وكوبي وناغازاكي، وأوبرا «توراندوت» ببكين.

بابلو فيرانديز وكامازي واشنطن

ضمن البرنامج، تستضيف القاعة الزرقاء في مركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي، يوم 1 فبراير (شباط) المقبل، العرض العربي الأول للعازف بابلو فيرانديز المُلقَّب بـ«عبقري التشيلو الجديد»، فيقدّم مشهدية مؤثرة لعشّاق الموسيقى الكلاسيكية.

بالعودة إلى قصر الإمارات، يطلّ عازف الساكسفون كامازي واشنطن في 3 فبراير، ضمن عرض يعيد تعريف حدود موسيقى الجاز من خلال نهج متطوّر وارتجالي، يستمده من التأثيرات الموسيقية المتنوّعة، فيدعو الجمهور لتجربة موسيقية لا تُنسى.

إقامة فنية وحفل مع ليا تزو

في 9 فبراير، تعمل عازفة الكمان ليا تزو، البالغة 17 عاماً، بتكليف من المهرجان، مع 30 موسيقياً شاباً في الإمارات، خلال إقامة إبداعية مدّتها أسبوع، تُتوّج بحفل لها، يرافقها الموسيقيون والطلبة الموهوبون.

بريتي يندي، فرانشيسكو ديمورو، ويامن سعدي

أيضاً، يقدّم المهرجان في المسرح الأحمر بمركز الفنون بجامعة نيويورك أبوظبي يوم 11 فبراير، عرضاً غنائياً يتضمّن مقتطفات من أعمال دونيزيتي، فيردي، بيليني، وغونود، تؤدّيها السوبرانو بريتي ييندي والتينور فرانشيسكو ديمورو، برفقة عازف البيانو الشهير فينتشينزو سكاليرا.

أما يامن سعدي، فيقدّم برفقة عازفة البيانو جوليان كوينتين، عرضاً يجمع بين مهارة الأداء والشعر الغنائي والتعابير الموسيقية، على المسرح عينه في 13 فبراير.

ثنائي البيانو الأخوان لوكاس وآرثر جوسن (الجهة المنظّمة)

لوكاس، وآرثر جوسن، ولورانس براونلي

في 19 فبراير، سيجمع أداء ثنائي البيانو الأخوين لوكاس وآرثر جوسن، بين أعمال لموزارت، شومان، ويدمان، ديبوسي، ورخمانينوف، ليتيحا فرصة قضاء أمسية مميزة. أما في 25 منه، فيقدّم المهرجان العرض العربي الأول لنجم الأوبرا العالمي لورانس براونلي، برفقة عازف البيانو فابيو سينتاني.

كيريل غيرستين والشيخ محمود التهامي

بدوره، يقدّم عازف البيانو كيريل غيرستين أعمال شوبان، فوري، بولينك، ليزت، شومان، وجودوفسكي، على خشبة المسرح الأحمر في مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي، يوم 27 فبراير، ليقدّم شيخ المنشدين في مصر محمود التهامي، عمل «بنات النجار» الذي يُبرز دور المنشدات في تاريخ الإسلام، فتؤدّي مجموعة من 30 منشدة قصائد شهيرة من تراث الإنشاد في مصر، والسودان، وتونس، والمغرب العربي. تتضمّن الأمسية عمل «أنين العاشق» الذي يجسّد الأصالة الإنشادية.

أوركسترا الصين الوطنية السيمفونية

إلى قصر الإمارات مجدداً، حيث الختام مع أوركسترا الصين السيمفونية، التي تأسّست عام 1996، وقدّمت روائع الكلاسيكيات الغربية والموسيقى الصينية، ضمن عروضها المحلية في أنحاء البلاد، والعالمية في اليابان وماليزيا وإسبانيا.


مقالات ذات صلة

السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

يوميات الشرق المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)

السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

فازت السينما المصرية بـ3 جوائز في ختام الدورة الـ35 لـ«أيام قرطاج السينمائية» التي أقيمت مساء السبت على مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بتونس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق إيمان العاصي خلال تكريمها بمهرجان «THE BEST» (حساب المهرجان بـ«فيسبوك»)

مصر: مهرجانات خاصة للتكريمات الفنية والإعلامية تنتعش مع نهاية العام

شهدت مصر خلال الأيام الماضية انتعاشة لافتة في تنظيم المهرجانات الخاصة المعنية بالتكريمات الفنية والإعلامية، أهمها «The Best»، و«آمال العمدة ومفيد فوزي».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق صورة تذكارية لفريق عمل المهرجان بعد المؤتمر الصحافي (إدارة المهرجان)

«الأقصر للسينما الأفريقية» يحمل اسم نور الشريف ويكرّم خالد النبوي

أعلنت إدارة مهرجان «الأقصر للسينما الأفريقية»، الجمعة، عن تفاصيل الدورة الرابعة عشرة من المهرجان، التي تحمل اسم الفنان الراحل نور الشريف.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق المهرجان يجمع بين الثقافة والتراث والفنون التي تتميز بها العلا (واس)

انطلاق «شتاء طنطورة» في العُلا بفعاليات ثقافية وتراثية

انطلقت فعاليات مهرجان «شتاء طنطورة» في نسخته الجديدة بمحافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، ليجمع بين الثقافة والتراث والفنون التي تتميز بها المنطقة.

«الشرق الأوسط» (العُلا)
يوميات الشرق فيلم «يوم دراسي» ضمن مشروع «المسافة صفر» (الشركة المنتجة)

3 أفلام فلسطينية في القائمة المختصرة لترشيحات «الأوسكار»

دخلت 3 أفلام فلسطينية في القائمة المختصرة لترشيحات الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها (الأوسكار).

أحمد عدلي (القاهرة )

حفلات غنائية «خجولة» بموسم العام الجديد بمصر

أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)
أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)
TT

حفلات غنائية «خجولة» بموسم العام الجديد بمصر

أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)
أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)

بعدما كانت تشهد مصر تنظيم نحو 30 حفلاً غنائياً بموسم «العام الجديد» في السنوات السابقة، فإن هذا العدد تراجع إلى نحو 10 حفلات فقط في موسم الاحتفال ببداية عام 2025.

وأرجع خبراء ومتابعون سبب هذا التراجع إلى الأحداث السياسية والحروب بمنطقة الشرق الأوسط، ورغم اتجاه مطربين مصريين إلى الغناء في بلدان عربية أخرى، فإن مطربين لبنانيين فضلوا إحياء حفلات العام الجديد في مصر، وفي مقدمتهم وائل جسار، الذي من المقرر أن يحيي حفلاً بأحد فنادق مدينة 6 أكتوبر (غرب القاهرة)، كما تحيي الفنانة نوال الزغبي حفل «ليلة رأس السنة» في مصر، وذلك بعد طرحها أغنيات مصرية بالآونة الأخيرة من بينها «حفلة»، و«أنا مش بتساب».

الملصق الدعائي لحفل رامي صبري (إنستغرام)

وأعرب الفنان وائل جسار عن سعادته لمقابلته الجمهور المصري في حفل «رأس السنة»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «اعتدت منذ سنوات طويلة على إحياء حفلات رأس السنة بمصر، وبالنسبة لي أصبح الغناء في هذا اليوم بمصر أمراً مقدساً، (ليلة رأس السنة لا بد أن تكون في مصر)، وهذا العام سأحتفل معهم بنجاح أغنيتي (كل وعد)».

ومن أبرز الحفلات التي من المقرر أن تشهدها القاهرة في تلك الليلة، حفل الفنان رامي صبري، الذي من المقرر أن يقام في أحد فنادق القاهرة، والذي سيحييه بمفرده لتقديم باقة كبيرة من أغنياته الجديدة؛ نظراً لطرحه ألبومين غنائيين خلال العام المنقضي.

الملصق الدعائي لحفل وائل جسار ونوال الزغبي (إنستغرام)

وعلى مسرح البالون بالقاهرة، يحيي الفنان مصطفى قمر حفل العام الجديد بعد فترة غياب طويلة عن مشاركته مع وزارة الثقافة المصرية، ومن المتوقع أن يقدم مصطفى قمر مجموعة من أشهر أغانيه مثل «السود عيونه»، و«جت تصالحني»، و«مُنايا»، و«افتكروني».

كما يحيي الفنان هشام عباس بصحبة الفنان حميد الشاعري حفل رأس السنة 2025 في كايرو جاز كلاب Cairo Jazz Club في القاهرة.

وفي محافظة الإسكندرية (شمال مصر) يحيي الفنان تامر عاشور ليلة رأس السنة على مسرح راديسون بلو في الإسكندرية، وهو أول حفل جماهيري له بعد حصوله على جائزتين من حفل «بيلبورد للموسيقى العربية»، الذي أقيم في مدينة الرياض عن فئتي أفضل أغنية مصرية لعام 2024، وأغنية العام عربياً لعام 2024.

أنغام ستحيي حفلاً خارج مصر (حسابها على فيسبوك)

وفضل مطربون مصريون إحياء حفلات العام الميلادي الجديد خارج البلاد، وفي مقدمتهم الفنانة أنغام التي من المقرر أن تحيي حفلاً في أبوظبي ضمن فعاليات مهرجان «ليالي الوثبة»، كما سيشدو الفنان محمد حماقي بالإمارة نفسها، ولكن ضمن فعاليات مهرجان «أم الإمارات»، أما الفنان تامر حسني سيكون على موعد بالغناء مع الفنانة اللبنانية نانسي عجرم في حفل غنائي كبير في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

ويرى الناقد الفني المصري فوزي إبراهيم أن موسم حفلات رأس السنة في مصر جيد مقارنة ببعض الدول العربية المجاورة، مضيفاً: «يجب ألا نغفل الأحداث السياسية بالمنطقة التي تؤثر إلى حد بعيد على الفن والغناء»، لكنه شدد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن «عدد الحفلات يعد قليلاً مقارنة بما كانت تشهده مصر قبل عدة سنوات، حيث كانت تستضيف أكثر من 30 حفلاً غنائياً يضم نجوم الغناء العربي كافة»، كما أنه «لا يمكن إغفال الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر وتعد سبباً رئيسياً في انخفاض عدد الحفلات»، وفق تعبيره.

محمد حماقي سيحيي حفلاً في أبوظبي ضمن الاحتفال بالعام الميلادي الجديد (حسابه على فيسبوك)

وهو ما يتفق معه الناقد محمود عبد الحكيم، الذي يقول إن «عدد حفلات بداية العام الجديد يعد متوسطاً مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك بسبب ارتفاع أسعار أجر المطربين وأسعار إيجار القاعات، لا سيما بعد تراجع سعر الجنيه المصري أمام الدولار الأميركي (الدولار الأميركي يعادل 50.8 جنيه مصري)، فأغلبية الفنانين والمطربين المصريين الكبار والعرب يتقاضون أجورهم بالدولار الأميركي، لذلك يتجه الكثير منهم للغناء في دول أخرى».

ويذهب عبد الحكيم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الأمر لا يتوقف على أجور المطربين فقط، بل إن الآلات الموسيقية وإكسسوارات المسرح في الحفلات الكبرى يتم استيرادها من الخارج، وهو ما يتطلب عملة صعبة»، وفق تعبيره.