أمينة خليل ممثلة متألقة في عالم الفن

جلسة حوارية تسلط الضوء على مسيرتها الفنية وتحديات الصناعة

الكاتبة سحر بحراوي تحاور الممثلة أمينة خليل (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
الكاتبة سحر بحراوي تحاور الممثلة أمينة خليل (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
TT

أمينة خليل ممثلة متألقة في عالم الفن

الكاتبة سحر بحراوي تحاور الممثلة أمينة خليل (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
الكاتبة سحر بحراوي تحاور الممثلة أمينة خليل (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

عاشت جل وقتها في الطفولة أمام المرآة تغني وترقص وتمثل أدواراً متعددة، علّها تتقن ما تقوم به فنانتها المفضلة شريهان؛ كبرت وتعددت أحلامها وظلت شريهان حافزها للوصول إلى عالم الفن، والحصول على لقب الفنانة الشاملة. في رأيها الفنان القوي هو الملمّ بكل أنواع الفنون الاستعراضية والغنائية إلى جانب التمثيل. إنها الفنانة أمينة خليل، التي أجمع محبوها على وصفها بالممثلة الحقيقية المحافظة على جمالها الطبيعي، رغم شهرتها.

في إطار أعمال دورته الثالثة، استضاف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» الممثلة أمينة خليل، في جلسة حوارية لمناقشة مسيرتها الفنية وتحديات صناعة التمثيل.

الكاتبة السعودية سحر بحراوي تحاور أمينة خليل (الشرق الأوسط)

انطلقت الجلسة بسرد قصة حياة أمينة ورحلتها في عالم التمثيل، وعن بداياتها المتواضعة ومسيرتها الفنية التي بدأت في المسرح، ثم انتقلت إلى العمل في السينما والتلفزيون، واستطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً وتفرض نفسها بوصفها أحد الوجوه الشابة المميزة في الصناعة.

رغم تعدد الأدوار التي قدّمتها أمينة والشخصيات، فإن الدراما هي الأقرب إلى قلبها، فهي تجد فيها التحدي الذي تتغلب فيه على نفسها لتتفوق في أداء الشخصية الدرامية المعقدة في أدوارها في الأفلام أو المسلسلات. وتؤكد أمينة أنها منذ دخولها عالم الفن، لم يصعب عليها أداء أي شخصية، فهي شخصية تحب المجازفة وخوض التحديات.

أدّت أمينة دور الأم في مسلسل «الهرشة السابعة» بكل احترافية، وهي لم تختبر شعور الأمومة بعد. كما نجحت في لعب دور الزوجة وتعاملت معه في فيلم «وش في وش» بكل أريحية. تميل أمينة إلى الهدوء، لكنها قدّمت شخصية الشابة المصابة بمرض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) بكل احترافية، فهي ممثلة تعرف كيف تتعامل مع الأدوار بإجادة تامة وتعيشها بعمق لحظة بلحظة.

تعلم أمينة جيداً أن الفنان بحاجة لمنح وقت لنفسه بين الفترة والأخرى، ورغم مشاغلها الكثيرة إلا أنها حريصة كل الحرص لاستقطاع هذا الوقت والحصول عليه لتصفية ذهنها وتجديد طاقتها، فهي تؤمن بأهمية الراحة الذهنية والجسدية وتجديدها لاستكمال مسيرة الحياة بشكل عام والعمل الفني بشكل خاص.

مشاهدة الأفلام والمسلسلات متعتها المفضلة، وتحرص على الاستمتاع بهذه اللحظات في وقت فراغها، وفي رأيها أن متعتها هذه تشحن الخزانين الثقافي والفني للعقل، أما «الإلهام» فهو أمر لا تؤمن به كثيراً، ووفق اعتقادها فإن الإلهام لا يُبحث عنه، ولكنه يأتي للشخص، ويتحقق ذلك من خلال التجارب المختلفة التي يعيشها الإنسان شرط حصوله على السلام الداخلي.

الممثلة المصرية أمينة خليل (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

تهتم أمينة بالتنمر، وفي رأيها حين يبدأ مع الأطفال في المدارس يكون قمة الأذى للنفس البشرية، التي بإمكانها تدمير الإنسان على مدار حياته وقد توصل بعضهم للانتحار، وتشدّد في حديثها على أهمية تناول هذه القضية واستخدام الفن وسيلة قوية لمعالجة هذه الحالة المنتشرة بين البشر بشكل عام والأطفال بشكل خاص.

في ختام الجلسة، عبّرت أمينة عن شكرها وامتنانها للجمهور وللمنظمين على هذه الفرصة. وأعربت عن أملها في أن تكون مسيرتها الفنية مصدر إلهام للجيل الجديد من الممثلين.

يشار إلى أن أمينة خليل ممثّلة بارزة في التلفزيون والسينما المصريّة. تدرّبت في معهد «لي ستراسبيرغ» للسّينما والمسرح في نيويورك، ومسرح «موسكو للفنون»، وشقّت طريقها إلى الشّاشة الكبيرة أيضاً من خلال تولّي أدوار مميّزة ومختلفة في أفلام مثل «الخليّة» (The Cell)، و«122»، و«البدلة» (The Suit)، و«شيخ جاكسون» (Sheik Jackson)، و«حظر التّجول» (Curfew)، ومؤخراً في «وش في وش»، الذي حقّق نجاحاً كبيراً في جميع أنحاء الشرق الأوسط.


مقالات ذات صلة

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

يوميات الشرق ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

اختتم مهرجان «العلمين الجديدة» نسخته الثانية بحفل غنائي للمطرب المصري الشاب ويجز، الجمعة، بعد فعاليات متنوعة استمرت 50 يوماً.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

فنان الغناء الحزين يضحك لإدراكه أنّ الحياة خليط أفراح ومآسٍ، ولمّا جرّبته بامتحانها الأقسى وعصرت قلبه بالفراق، درّبته على النهوض. همست له أن يغنّي للجرح ليُشفى.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق أنجلينا جولي في مهرجان ڤنيسيا (إ.ب.أ)

«الشرق الأوسط» بمهرجان «ڤنيسيا-4»... ماريا كالاس تعود في فيلم جديد عن آخر أيام حياتها

إذا ما كانت هناك ملاحظة أولى بالنسبة للأيام الثلاثة الأولى التي مرّت على أيام مهرجان ڤنيسيا فهي أن القدر الأكبر من التقدير والاحتفاء ذهب لممثلتين أميركيّتين.

محمد رُضا (فينيسيا)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» خلال مشاركتها في افتتاح مهرجان البندقية (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر السينمائي» تشارك في مهرجان البندقية بـ4 أفلام

تواصل «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» حضورها بالمهرجانات الدولية من خلال مشاركتها في الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي بين 28 أغسطس و7 سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (البندقية)
يوميات الشرق «عن الكلاب والرجال» (AE Content)

رسالة احتجاج من 300 فنان ضد المشاركة الإسرائيلية بمهرجان «ڤينيسيا»

بدا الأمر نشازاً عرض فيلمين إسرائيليين في مهرجان «ڤينيسيا» في حين أن الأحداث لا تزال في أوجها، وأن إدارة المهرجان لم تشأ أي اشتراك روسي بسبب الحرب الأوكرانية.

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا )

الموسيقى تحسّن قدرات الطلاب على التعلّم

الباحثة ييرين رين تعزف على البيانو (معهد جورجيا للتكنولوجيا)
الباحثة ييرين رين تعزف على البيانو (معهد جورجيا للتكنولوجيا)
TT

الموسيقى تحسّن قدرات الطلاب على التعلّم

الباحثة ييرين رين تعزف على البيانو (معهد جورجيا للتكنولوجيا)
الباحثة ييرين رين تعزف على البيانو (معهد جورجيا للتكنولوجيا)

تُعدّ الموسيقى جزءاً من تجربتنا الإنسانية، فهي تؤثر في عواطفنا وذكرياتنا. وغالباً ما نربط موسيقى معينة بحدث ما أو بلحظة مهمة في حياتنا، كما ترافقنا في المهام التي نؤديها في أثناء العمل والقيادة والدراسة.

ووفقاً لدراسة جديدة منشورة، في دورية «بلوس وان»، يمكن للموسيقى أن تعزّز قدرتنا على تعلّم معلومات جديدة، وتغيير ذكرياتنا بصورة إيجابية.

ووجد باحثو الدراسة أن الموسيقى العاطفية، خصوصاً الموسيقى الإيجابية التي تُشغّل في الخلفية في أثناء إعادة تنشيط الذاكرة يمكن أن تغيّر النغمة العاطفية للذكريات المعقّدة غير المرغوبة.

تقول طالبة الدكتوراه في كلية «علم النفس» في معهد «جورجيا للتكنولوجيا» الأميركي، الباحثة الرئيسية للدراسة، ييرين رين، في بيان منشور الجمعة، على موقع الجامعة: «تستكشف الدراسة تطبيقات مبتكرة للموسيقى في تعديل الذاكرة، وتقدّم رؤى للتطبيقات اليومية، مثل عملية التعلّم، وكذلك في الطب السريري».

عندما نشاهد فيلماً يحتوي على موسيقى قوية، أي موسيقى أُنشئت لإثارة المشاعر، فإن ما نسمعه يرشدنا بالضبط إلى المكان الذي يريدنا المؤلف أن نصل إليه. وفي دراستهم التي أجروها، أفاد الباحثون بأن هذا النوع من «الموسيقى المزاجية» قد يكون قوياً بما يكفي لتغيير الطريقة التي نتذكر بها ماضينا.

وكان الباحثون قد طلبوا من 48 مشاركاً، تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً من طلاب جامعة «جورجيا للتكنولوجيا»، تعلّم سلسلة من الأشكال المجردة في أثناء الاستماع إلى موسيقى بنبرة وإيقاع ولحن مألوف ثم إلى موسيقى غير متناغمة وغير منتظمة.

وكان بوسع الباحثين أن يراقبوا كل هذا يحدث باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. وقد تمكّنوا من رؤية النشاط الدماغي المتغير لدى المشاركين في الدراسة، والاتصال المتزايد بين اللوزة الدماغية، إذ تُعالج العواطف، والمناطق الأخرى في الدماغ المرتبطة بالذاكرة ودمج المعلومات.

وانطلاقاً من النظرية التي تقول إن الذكريات يمكن تحديثها عند استرجاعها، قدّم الباحثون موسيقى عاطفية في أثناء استرجاع الذاكرة للتحقيق فيما إذا كانت قادرة على تغيير محتوى الذاكرة.

وتوضح رين: «هذا يلقي الضوء على قابلية الذاكرة للتطويع استجابة للموسيقى، والدور القوي الذي يمكن أن تلعبه في تغيير ذكرياتنا الحالية».

وبينما كوننا غير قادرين على تغيير ذكرى سيئة عن طريق إدخال موسيقى سعيدة في وقت تشكيلها، يقول الباحثون إن نتائجهم تشير إلى أن الاستماع إلى موسيقى إيجابية في أثناء استرجاع تلك الذكرى القديمة يمكن أن يعيد تشكيلها من جديد.

وتركز رين، في بحثها، على نوعية الموسيقى التي تشعر معها بالراحة؛ لأن هذه هي الطريقة التي تعمل بها الموسيقى التي نعرفها وقد نحبها، فالموسيقى التي تبدو مألوفة ومريحة يمكن أن تساعدنا في الدراسة والتعلّم.

واكتشفت رين أيضاً أن أنواعاً أخرى من الموسيقى يمكن أن تؤثر في عواطفنا وتُعيد تشكيل الذكريات القديمة.

ووفق النتائج فإن الاستماع إلى موسيقى مألوفة ومنتظمة، يمكن التنبؤ بنغماتها بدرجة كبيرة، مكّن المشاركين من تعلّم تسلسل الأشكال وتذكّرها بشكل أسرع، في حين أن الموسيقى غير المنتظمة أضعفت بشكل كبير ترميز الذاكرة لتلك الأشكال.

ويعزو الباحثون التعلّم والتذكّر السريعين إلى قدرة الدماغ على إنشاء «سقالة» أو إطار منظم للمعلومات المكتسبة حديثاً في الدماغ. وهو ما تعلّق عليه رين: «اعتماداً على مدى مألوفيتها وبنيتها، يمكن للموسيقى أن تساعد ذاكرتنا أو تعوقها».

ويرى الباحثون أن نتائجهم لديها القدرة أيضاً على تطوير العلاجات القائمة على الموسيقى لحالات مرضية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، أو استراتيجيات إعادة التأهيل لكبار السن، خصوصاً أولئك الذين يعانون من الخرف.

تقول رين: «أنا متحمسة للجمع بين حبي مدى الحياة للموسيقى واهتمامي بالذاكرة البشرية. لأنني أعتقد أن المرحلة التالية من بحثي يمكن أن توفّر أدلة قيمة لدعم تطوير التدخلات القائمة على الموسيقى للصحة العقلية والوظيفة الإدراكية».