مطالبات بتدشين متحف يوثق مسيرتي فريد وأسمهان

الكاتب السوري ممدوح الأطرش تحدث عن خلافات طالت «أميرة الجبل»

أسمهان وفريد (صفحة تاريخ مصر القديم على «إنستغرام»)
أسمهان وفريد (صفحة تاريخ مصر القديم على «إنستغرام»)
TT

مطالبات بتدشين متحف يوثق مسيرتي فريد وأسمهان

أسمهان وفريد (صفحة تاريخ مصر القديم على «إنستغرام»)
أسمهان وفريد (صفحة تاريخ مصر القديم على «إنستغرام»)

طالب الكاتب والفنان السوري ممدوح الأطرش ابن عم الفنانَين الراحلين فريد الأطرش وأسمهان، بتدشين متحف يضم مقتنياتهما، مؤكداً أن «منزل أسمهان ما زال قائماً في السويداء السورية، وإنشاء المتحف أمنية شخصية لآل الأطرش جميعاً».

وعاشت أسمهان في هذا البيت مع زوجها، الأمير حسن الأطرش، قبل انفصالهما وسفرها إلى مصر، وحظي البيت المسجَّل في دائرة آثار السويداء (المدينة القديمة) باهتمام حكومي قبل سنوات، إلا أنه لم يتحوّل بعد إلى متحف يوثق لمسيرة «أميرة الجبل» وشقيقها.

أسمهان في لقطة من فيلم «غرام وانتقام» (صفحة أغاني الزمن الجميل على «فيسبوك»)

وتحدث ممدوح الأطرش لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ111 لميلاد أسمهان الذي يوافق 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 1912، بأن «الفنانة الراحلة لم تترك إرثاً فنياً غير معلَن»، لافتاً إلى أنه فضّل تأليف مسلسل عن أسمهان قبل سنوات، لأن حياتها مليئة بالتناقضات، عكس شخصية فريد، رغم أهميته، كاشفاً عن نيته «صياغة عمل يتناول حياة فريد درامياً أيضاً».

وعن كواليس المسلسل الذي كتبه قبل نحو 15 عاماً، يوضح: «غرّر بي أحد أصدقائي المنتجين بعد حصوله على ملكية السيناريو، وفُوجئت بعد توقيع العقد بإسناد العمل لكاتب آخر في مصر عدّل وشوّه النص واعتمد على (الصحف الصفراء) التي تناولت حياتها وأخبارها الشخصية. وبعد صراعات طويلة بيني وبين صنّاعه تبرأت منه».

وأكد الكاتب السوري أن «عائلة الأطرش اعترضت على العمل، باستثناء عدد قليل منهم، لا أعرف سبب صمتهم. وفي الحقيقة، فإن غالبية آل الأطرش غير راضين عن النص المعروض». كما أكّد أن «الراحلة كان لديها هاجس الموت غرقاً؛ فقد ذهبت بالفعل بصحبة الصحافي المصري محمد التابعي إلى المكان نفسه التي شهد حادث وفاتها بجوار (الترعة) وسمعت صوت دقّ طاحونة، فقالت له: (هذه هي جنازتي، وهذه موسيقى الموت التي كُتِبت لي)، ولاحقها هذا الهاجس طوال حياتها».

وعن علاقتها بالصحافي محمد التابعي، قال الأطرش: «أسمهان لم تحب أحداً في حياتها، وكانت تكره الرجال، أقول هذا بكل ثقة، لكن التابعي أحبها، واعترف بذلك في مذكراته حين قال إنه عشق أسمهان، ولم يشعر لحظة بأنها تبادله الشعور نفسه».

وأوضح الأطرش أنه «لا يوجد تواصل بين عائلة الأطرش وأبناء السيدة كاميليا الأطرش: «تزوجت منذ فترة طويلة من أسرة آل جنبلاط، وابتعدت عن (الجبل) وأهلها، لكنها كانت تتواصل مع بعض المقربين فقط».

الكاتب والفنان السوري ممدوح الأطرش (الشرق الأوسط)

وردّ الأطرش على اتهام حفيد أسمهان له بحصوله على مبلغ مالي كبيرٍ مقابل بيع مسلسل أسمهان قائلاً: «هذا الاتهام غير حقيقي. قبل بدء عرض المسلسل للتسويق، حصلت على توقيع من جميع العائلة، وأملك أكثر من 130 توقيعاً من آل الأطرش الذين منحوني الحق الحصري والكامل في إنتاج العمل».

ويضيف الأطرش: «بعتُ النص الذي كتبته للفنان فراس إبراهيم نظير مبلغ زهيد، وبعد فترة طويلة في القضاء أخذت حكماً قضائياً لصالحي. أما حديثهم عن بيعي اسم (أسمهان) مقابل آلاف الدولارات عارٍ تماماً من الصحة»، على حد تعبيره.

وعن سبب انفصال «أميرة الجبل» عن زوجها الأمير حسن الأطرش قال ممدوح: «عاشت أميرة على جبل الدروز 6 سنوات، لكنها لم تكن سعيدة بوجودها، ولم تحتمل ذلك، وجذبتها حياتها الفنية، وذهبت إلى مصر مرة أخرى، ولم تعد وبقيت هناك، مما أثار غضب الأمير حسن».

وفي كتابها «فريد الأطرش وأسمهان... تراجيديا الحب والحرب»، تناولت الكاتبة اللبنانية عواطف الزّين محطات في حياة أسمهان التي قدمت فيلمَي «غرام وانتقام» و«انتصار الشباب».

حياة أسمهان كانت مليئة بالدراما (صفحة تاريخ مصر القديم على «إنستغرام»)

وأضافت الزين لـ«الشرق الأوسط»: «شهدت حياة أسمهان معاناة؛ سواء على صعيد الأسرة أو الوسط الفني، وعاشت عمرها القصير بين المحاذير والخوف من غضب الأسرة، ودورها في محاولة مساعدة أهلها، وكان لها دور وطني، ولكنها اتُهمت بالجاسوسية، وهذا ظلم كبير لها ولسمعتها، وطمس لدورها الوطني والفني، وما قدمه لها شقيقها فريد من ألحان كرّست موهبتها في الأداء، إضافة إلى سحر صوتها وقدرتها غير العادية على أداء معظم ألوان الغناء، وبشكل خاص القصيدة الغنائية».


مقالات ذات صلة

صفوان بهلوان: تحجّجت بأعذار لعدم تمجيد الأسد موسيقياً

يوميات الشرق الموسيقار السوري صفوان بهلوان (الشرق الأوسط)

صفوان بهلوان: تحجّجت بأعذار لعدم تمجيد الأسد موسيقياً

وصف الموسيقار السوري الوضع في بلاده خلال السنوات الأخيرة لحكم بشار الأسد بأنه كان «مأساوياً ومُظلماً».

انتصار دردير (القاهرة)
ثقافة وفنون خطة لتأسيس النشء في المهارات الموسيقية وتأهيلهم عبر المناهج الدراسية (وزارة الثقافة)

السعودية: تأهيل آلاف المعلمات في الفنون الموسيقية

فتحت وزارتا «الثقافة» و«التعليم» في السعودية، الأحد، التسجيل للمرحلة الثانية من برنامج تأهيل معلمات رياض الأطفال للتدريب على مهارات الفنون الموسيقية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق منصور الرحباني في عيون نجوم مسرحه

منصور الرحباني في عيون نجوم مسرحه

في ذكرى رحيل منصور الرحباني يتحدّث غسان صليبا ورفيق علي أحمد وهبة طوجي عن ذكرياتهم مع أحد عباقرة لبنان والشرق وما تعلّموا من العمل على مسرحه

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق جويل حجار تؤمن بالأحلام الكبيرة وتخطّي الإنسان ذاته (الشرق الأوسط)

جويل حجار... «جذور ومسارات عربية» تُتوّج الأحلام الكبرى

بالنسبة إلى جويل حجار، الإيمان بالأفكار وإرادة تنفيذها يقهران المستحيل: «المهم أن نريد الشيء؛ وما يُغلَق من المرة الأولى يُفتَح بعد محاولات صادقة».

فاطمة عبد الله (بيروت)
الوتر السادس تحرص حنان ماضي على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في ساقية الصاوي ({الشرق الأوسط})

حنان ماضي لـ«الشرق الأوسط»: لا أشبه مطربي التسعينات

«عصفور في ليلة مطر»، و«في ليلة عشق»، و«شباك قديم»، و«إحساس»... بهذه الألبومات التي أصبحت فيما بعد من علامات جيل التسعينات في مصر، قدمت حنان ماضي نفسها للجمهور

داليا ماهر (القاهرة)

حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)
المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)
TT

حكيم جمعة لـ«الشرق الأوسط»: مسلسل «طراد» يثير تساؤلات عميقة

المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)
المخرج حكيم جمعة أثناء تصوير مسلسل طراد (الشرق الأوسط)

هل هناك لصوص أبطال؟ سؤال عميق يطرحه المسلسل السعودي «طراد»، المقتبس عن قصة الأسطورة الإنجليزية «روبن هود»، الذي أخذ على عاتقه سرقة أموال الأغنياء وتقديمها إلى الفقراء، وعلى هذا النمط نفسه تدور أحداث «طراد»، الذي يتفق فيه 3 أصدقاء على تشكيل عصابة تعمل على سرقة الأشرار وإنصاف المتضررين منهم.

يصف الممثل السعودي حكيم جمعة تجربته الأولى هذه في إخراج المسلسلات لـ«الشرق الأوسط» بأنها صعبة نوعاً ما، مضيفاً: «كانت أشبه بمعسكر للإخراج، ضمت الكثير من التحديات اللوجيستية والفنية، ومن بينها أني ولأول مرة أصوّر في مدينة الرياض، وبشكل خاص في حي العود، الذي تدور فيه الكثير من أحداث المسلسل».

الممثلة فاطمة الشريف في مشهد من العمل (إنستغرام)

تساؤلات عميقة

قصة العمل قد تثير الكثير من الجدل بين المشاهدين، وهذا ما يعتقد حكيم أنه من الضروريات التي يجب أن يشارك الفن في إثارتها، وذلك من خلال مناقشة الجمهور في الاحتمالات والدوافع لكل فعل، وهل كانت مبررة أم لا، وأضاف: «حاولت أن أستطلع رأي الممثلين الشباب في ذلك، وقد تباينت الآراء فيما بينهم حيال ذلك، فلكل منهم رؤيته الخاصة تجاه الشخصيات والأحداث، وهو ما أتمنى أن يشد الجمهور تجاه العمل».

ويتابع حكيم: «جميعنا مررنا بمواقف صعبة، وحينها ربما تسوّل أنفس البعض منا لفعل ما يخالف قناعاتنا، ولكن حين نفكر بأثر ذلك على المدى البعيد، نتساءل: هل سيعيش الشخص مرتاح الضمير في حال ارتكابه لتلك الأفعال أم لا؟».

أبطال المسلسل الذي يضم عدداً كبيراً من الوجوه السعودية الشابة (إنستغرام)

ويضم مسلسل «طراد» الذي سيتم بدء عرضه على منصة «شاهد» يوم الجمعة المقبل الكثير من الممثلين السعوديين الذين ما زالوا في بداياتهم، مثل: نايف البحر، وعبد الله متعب، وهاشم هوساوي، وسعيد صالح، وسعيد القحطاني، وليلى مالك، وعبد الرحمن نافع، وسارة الحربي وآخرين، وهم ممثلون يراهن حكيم جمعة عليهم، مبيناً أنه اجتمع معهم في نهاية التصوير، وأكد لهم ضرورة أن يستفيدوا من هذه التجربة وكل تجاربهم المقبلة، لتكون زاداً لهم في التعلّم والتقدم.

يصف جمعة تجربته الإخراجية في المسلسل بأنها أشبه بالمعسكر (الشرق الأوسط)

نضوج الحلم

حكيم الذي خاض في عدة أعمال سابقة تجربة الإخراج السينمائي إلى جانب التمثيل، تحدث عن نفسه، قائلاً: «في بداية مسيرتي كنت أتمنى أن أكون جزءاً من الحراك الفني السعودي، أما الآن حلمي صار أكبر، حيث أتطلع لأن أكون أحد الوجوه المعروفة في هذا المجال، وأقرب مثال على ذلك حين جاء الممثل الأميركي العالمي ويل سميث إلى الرياض للمشاركة في منتدى الأفلام السعودي (أكتوبر «تشرين الأول» الماضي)، حرصت حينها أن يظهر حواري معه بالشكل المناسب، فأنا لا أرغب في أن أكون ممثلاً فقط، بل أرغب بأن أكون كذلك أحد المشاركين في هذا الحراك الكبير، وأعتبر ذلك مسؤولية كل الفنانين السعوديين».

وفي ختام حديثه، أشاد حكيم بالمشهد السينمائي السعودي، وخص بذلك فيلم «هوبال» للمخرج عبد العزيز الشلاحي، الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية، قائلاً: «علينا أن نفرّق بين الأفلام السعودية والأفلام التي تعبر عن السعودية، فلقد كنا مهووسين بالنوع الثاني لأننا نحب أن نقدم أفلامنا للجمهور العالمي، بينما (هوبال) يأتي من النوع الأول، فهو فيلم عظيم حقاً!».