تزايُد انفصال الفنانين في مصر... يوسف الشريف وإنجي علاء أحدثهم

مستشارة نفسية لـ«الشرق الأوسط»: «الحب وحده لا يكفي»

يوسف الشريف وإنجي علاء يعلنان نهاية العلاقة (صفحة الشريف في «فيسبوك»)
يوسف الشريف وإنجي علاء يعلنان نهاية العلاقة (صفحة الشريف في «فيسبوك»)
TT

تزايُد انفصال الفنانين في مصر... يوسف الشريف وإنجي علاء أحدثهم

يوسف الشريف وإنجي علاء يعلنان نهاية العلاقة (صفحة الشريف في «فيسبوك»)
يوسف الشريف وإنجي علاء يعلنان نهاية العلاقة (صفحة الشريف في «فيسبوك»)

تزايدت حالات الانفصال في الوسط الفني بمصر خلال الأسابيع الأخيرة، وأثارت تفاعلاً بين متابعي أخبار المشاهير في مواقع التواصل؛ آخرها إعلان الفنان يوسف الشريف والكاتبة إنجي علاء الانفصال بعد زواج دام 14 عاماً، إذ نشر الشريف الخبر عبر صفحته بموقع «إكس» (الثلاثاء)، بينما أعلنته علاء عبر خاصية «ستوري» في حسابها بموقع «فيسبوك»، بصيغة موحّدة، وفيه: «يؤسفنا أن نعلن، نحن يوسف الشريف وإنجي علاء، أنه تم الانفصال الرسمي بيننا».

الفنان المصري يوسف الشريف والكاتبة إنجي علاء (صفحة الشريف في «فيسبوك»)

وأكد الثنائي استمرار «علاقة الود والاحترام المتبادل»، تقديراً لسنوات العِشرة الطيبة التي جمعتهما وأولادهم، وفق المنشور الذي حظي بانتشار واسع وتفاعل كبير عبر «إكس» و«فيسبوك».

وتعليقاً، ترى المستشارة النفسية إيمان عبد الله أنّ «حالات الطلاق قائمة خارج الوسط الفني وداخله بشكل ملحوظ، لكن انفصال الفنانين يأخذ شكلاً مختلفاً بسبب شهرتهم».

وشهد الوسط الفني في مصر خلال الأسابيع الماضية حالات انفصال رسمي لعدد من الفنانين، من بينهم هنا الزاهد وأحمد فهمي، وتامر حسني وبسمة بوسيل، وأحمد سعد ومصممة الأزياء علياء بسيوني، والمطربة بوسي ومصفّف الشعر هشام ربيع، والفنانة بشرى ورجل الأعمال سالم هيكل.

الشريف وعلاء جمعتهما المهنة والحياة (صفحة الشريف في «فيسبوك»)

وتعدّد المستشارة النفسية أسباب تزايد هذه الظاهرة في الوسط الفني، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إنّ «الفن ليس مكسباً مادياً فقط، بل مكسب جماهيري أيضاً، ما يجعل الفنان في حالة قلق دائم»، وتلفت إلى أنّ «هذا القلق يؤدّي أحياناً إلى الاكتئاب المزمن الذي يؤثر في الحياة الطبيعية، بالإضافة إلى تأثرهم في الأدوار التمثيلية، والخروج عن الفطرة في بعض تفاصيل العمل، والتصوير تحت ضغط لساعات».

وتوضح أنّ «الفنانين عادة ما يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بسبب ترقّبهم نجاح كل عمل جديد»، واصفة نشر كواليس انفصالهم في مواقع التواصل بـ«الأمر غير المرغوب فيه». وكان يوسف الشريف وزوجته إنجي علاء تعاونا من قبل في عملين درامين، هما «كوفيد 25» و«لعبة إبليس».

وتوضح المستشارة النفسية أنّ «الحب وحده لا يكفي لاستمرار الحياة الزوجية بين الفنانين»، مشيرة إلى أنّ «ثمة أشياء أخرى مفقودة ما بين الروتين اليومي الخاص، وانحصار معظم أوقات حياتهم في العمل».

وتنبّه إلى أنّ «المصارحة قبل الزواج ببعض العيوب والاضطرابات، تساعد في استمرار الحياة الزوجية، بجانب تغيير أسلوب الحياة، والمؤازرة في الأزمات».

الفنان المصري يوسف الشريف والكاتبة إنجي علاء (صفحة الشريف في «فيسبوك»)

وكان الشريف أعلن عودته للمنافسة الدرامية مجدداً بعد غياب عامين منذ تقديمه مسلسل «كوفيد 25»، وأعلن عبر «فيسبوك» في أواخر يونيو (حزيران) الماضي عن استعداده لتقديم مسلسل «الراكون» للعرض في رمضان المقبل، من إخراج محمد العدل، وتأليف إنجي علاء؛ وهو ثالث عمل يجمعهما.


مقالات ذات صلة

الحكومة المصرية تواجه «سرقة الكهرباء» بإلغاء الدعم التمويني

شمال افريقيا أحد أحياء وسط العاصمة المصرية القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

الحكومة المصرية تواجه «سرقة الكهرباء» بإلغاء الدعم التمويني

شددت الحكومة المصرية من إجراءات مواجهة «سرقة الكهرباء» باتخاذ قرارات بـ«إلغاء الدعم التمويني عن المخالفين»، ضمن حزمة من الإجراءات الأخرى.

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

تطوّر اختبار «اللهجة الفلاحي» إلى «وصم اجتماعي» في مصر بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، مع انتشاره عبر مواقع التواصل.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)

تصريحات «صادمة» لإيناس الدغيدي تعيدها إلى دائرة الجدل

أعادت تصريحات تلفزيونية جديدة وُصفت بأنها «صادمة» المخرجة المصرية إيناس الدغيدي إلى دائرة الجدل، حين تحدثت عن عدم ارتباطها بزواج عرفي لكنها عاشت «المساكنة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

اختتم مهرجان «العلمين الجديدة» نسخته الثانية بحفل غنائي للمطرب المصري الشاب ويجز، الجمعة، بعد فعاليات متنوعة استمرت 50 يوماً.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق التحف والمقتنيات القديمة أبرز معروضات السوق (الشرق الأوسط)

«سوق ديانا» في القاهرة تبيع أنتيكات برائحة «الزمن الجميل»

رغم حرارة الطقس، كان زوار سوق «ديانا» يتدفقون ويتحلقون حول المعروضات التي يفترشها الباعة على الأرض بكميات كبيرة.

منى أبو النصر (القاهرة )

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».