يفتتح مهرجان «البحر الأحمر» السينمائي فعالياته في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بفيلم «حوجن» للمخرج ياسر الياسري، ويشارك في بطولته الممثل السعودي الشاب محسن منصور. فهو وجه تمثيلي واعد ترك بصمته في أدائه المشبع بالتلقائية في مختلف الأعمال الدرامية والسينمائية التي شارك فيها.
وكما في مسلسلي «دفعة لندن» و«وادي الجن» أسر منصور مشاهديه في إطلالته ضمن مسلسل الإثارة والرعب «الغرفة 207».
يصوّر منصور حالياً مسلسل «الوعد» في المغرب، ولهذا السبب لن يستطيع المشاركة في حفل الافتتاح لـ«حوجن» في مهرجان البحر الأحمر السينمائي.
ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أخيراً قدّر لي المشاركة في هذا الحدث السينمائي الكبير. ففي السنوات الماضية لم تسنح لي هذه الفرصة، لأن وقت تنفيذ الأعمال كان يتعارض مع موعد المهرجان».
ويرى محسن منصور أن هذا المهرجان هو المكان الأفضل ليجتمع تحت سقفه صناع الأفلام من بلدان مختلفة. ويتابع: «يشكّل المهرجان إضافة ثقافية للنشاطات الفنية في المملكة». وعن السبب الذي أدى برأيه لاختيار «حوجن» فيلماً للافتتاح يرد: «لا أعرف الأسباب، ولكن أعلم تماماً أنه من مجموعة الأعمال السينمائية الاستثنائية للسنة الحالية».
تدور طبيعة دور محسن منصور في «حوجن» حول مواجهة الشرّ ومحاربته. ويرى أن شخصية أياد التي يلعبها تحضر عند كل الناس بشكل أو بآخر. ويوضح: «أياد من الشخصيات التي تدخل القلب بسرعة، فيخيل لمن يراه أنه يعرفه من قبل أو هو موجود في داخله. وإذا ما نظرنا إليه درامياً، ندرك أنه مرآة الجمهور. فالمشاهد يسأل نفسه بعفوية، ماذا لو كنت أنا مكان أياد؟ وعندما كنت أحضّر للدور مع المخرج الياسري أسرّ لي بأن هذه الشخصية لفتته فرسمها على طريقته وبخياله».
تحكي قصة الفيلم عن أياد الذي يواجه الشرّ ويحاربه. ولكن كيف يواجهه محسن منصور في حياته العادية؟ «أحاول أن أحمي نفسي دائماً من كل ما يتعلق بالأشياء الشريرة. كما أن مهنتي علمتني كيف أتقمص الدور الذي ألعبه، وعلى أي ركيزة؟ أبحث دائماً عن الأسباب التي أسهمت في وصول الشخصية إلى ما هي عليه. فقد يكون الشخص الشرير ضحية. ونحن نراه من وجهة نظرنا بطريقة أخرى فننفر منه. الحديث عن الشر والخير قد يطول فيما لو شرّحناه بالتفصيل».
يدور فيلم «حوجن» في فلك سينما الفانتازيا، فهل تجذبه هذه الموضوعات؟ يرد لـ«الشرق الأوسط»: «في فترة سابقة كنت أتعمق في العالم السوريالي والمشبع بالفانتازيا، فهو في رأيي عالم واقعي، ولكنه ملون بشكل أكبر. ولكن عندما يكبر الإنسان يدرك أن الواقع أكثر تعقيداً مما نعتقده. ويمكننا أن نستخدم تعقيداته تلك في فنون كثيرة، فتلامسنا أكثر من الأفلام الفانتازية».
يقول محسن منصور إنه في كل مرة يحضر لشخصية ما يشعر وكأنها المرة الأولى التي يمثل فيها. «أحسّ مرات بأنني حرفي يمسك جيداً بأدواته الفنية. فيعالج كل دور بالأسلوب الذي يناسبه». ويوضح: «في حال أدوات شخصية معينة لم تتوفر عندي أسعى إليها وأبحث عنها. وفي شخصية أياد مثلاً استعنت بالواقع لأن هناك كثيرين يشبهونه. ولكن تبقى الظروف التي تواكب حياته هي الاستثنائية».
اقتُبس فيلم «حوجن» عن رواية مشهورة للكاتب السعودي إبراهيم عباس. ورغم أن منصور لم يسبق أن قرأها، ولكنه يؤكد أن هناك علاقة شخصية ولدت بينه وبين كاتب القصة تلقائياً. ويعلق: «أتمنى أن يكثر من كتاباته لأنها رائعة وهو على كل حال من أكثر الروائيين تأثيراً في المملكة».
أما السينما السعودية التي سبق وتوقع لها مستقبلاً زاهراً، يصفها كالتالي: «تعني لي الكثير، لا سيما أنها تطورت كثيراً. ونحن نسعى ونجتهد كي تحكي قصصنا وتنقل مشاعرنا، كما هي. بذلك يمكنها أن تشكل مساحة للتكلم مع بعضنا أكثر، فتكون صلة تواصل رائعة».
يعترف محسن منصور بأن أفكاره تتجدد بشكل دائم، وهو ما ينعكس إيجاباً على قراراته. فهو يمكن أن يعلن اليوم عن إعجابه بنوعية أفلام معينة لتتبدل في فترة لاحقة. «أنا من النوع الذي تتبدل أذواقه كل ستة أشهر، لا أدري لماذا؟ ولكن هذا الأمر لا يزعجني».
وعن مشاريعه المستقبلية يقول: «هناك فيلم (ورد وريحان) تدور أحداثه في إطار تشويقي مليء بالغموض، وأتشارك في بطولته مع الأخ والصديق أحمد الفيشاوي. وهو من إخراج محمد نبيل صابر وسيناريو وحوار محمد أشرف».