«أربع بنات» للتونسية كوثر بن هنية يُكرَّم بجائزة «غوثام» في نيويورك

روبرت دي نيرو هاجم بخطابه «أبل» وترمب

فيلم «أربع بنات» يحصد جائزة «غوثام» في نيويورك (تانيت فيلمز)
فيلم «أربع بنات» يحصد جائزة «غوثام» في نيويورك (تانيت فيلمز)
TT

«أربع بنات» للتونسية كوثر بن هنية يُكرَّم بجائزة «غوثام» في نيويورك

فيلم «أربع بنات» يحصد جائزة «غوثام» في نيويورك (تانيت فيلمز)
فيلم «أربع بنات» يحصد جائزة «غوثام» في نيويورك (تانيت فيلمز)

فاز فيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية، «أربع بنات»، بجائزة «غوثام» الأميركية لأفضل فيلم تسجيلي، وهو الفيلم العربي الوحيد المُشارِك في المناسبة هذا العام، ولو أنّ النخبة المرشَّحة ضمَّت أيضاً اسماً عربياً آخر هو المنتج الفرنسي - الجزائري الأصل سعيد بن سعيد.

و«غوثام»، الاسم الخيالي الذي استخدمته مجلات وأفلام «باتمان» منذ عقود، كان أُطلق عام 1991 احتفاءً بالفيلم المستقلّ.

في بداياته، خصّصته المؤسسة المشرفة عليه، وهي «غوثام فيلم آند ميديا إنستتيوت»، للأفلام التي تُنتَج وتُصوَّر في الجزء الشمالي من الولايات المتحدة. لكن القرار اتُّخذ عام 2004 لتوسيع رقعته، فيشمل جميع الأفلام، ويضمّ أفلام دول أخرى.

حفل هذا العام حافظ على التقليد، ووزّع جوائزه من دون مضيف، وفق عادة السنوات الأخيرة. لكن أهمية المناسبة تكمن في اعتمادها مؤشّراً لموقع السينما المستقلّة، ولو ضمن هامش عريض، في رحى موسم الجوائز الحالية. على سبيل المثال، فإنّ خروج «أربع بنات» بجائزة أفضل فيلم تسجيلي، مؤشّر مهم على احتمال دخوله ترشيحات أخرى أو الفوز ببعضها. كذلك الحال بالنسبة إلى الأفلام الفائزة.

فيلم «ممرات»، من إنتاج سعيد بن سعيد، لم يفز بالجائزة الممنوحة، أفضل فيلم روائي طويل. الفائز في هذا القسم كان «حيوات ماضية» لسيلين سونغ. والأفلام المرشّحة الأخرى كانت «واقع» للينا ستار، و«حضور» لكلي شواشارد، و«ألف وواحد» للمخرجة أ. ف. روكوَل، و«ممرات» لإيرا ساكس.

قبل المضي، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ مفهوم ما هو مستقلّ إنتاجاً عن المؤسسات الكبيرة يبدو عريضاً بعض الشيء عما ينبغي. فمع أفلام من وزن «قتلة قمر الزهور» لمارتن سكورسيزي، و«ماي ديسمبر» لتود هاينز، تبدو كلمة «مستقلّ» رداءً فضفاضاً في هذه الناحية. الأمر لم يمنع دخولها بعض مسابقات الحفل. كذلك حال فيلم «باربي» من خلال ترشيح بطله الأول رايان غوسلينغ لجائزة «أفضل أداء مساند».

فيلم «باربي» يرشّح بطله الأول رايان غوسلينغ لجائزة «أفضل أداء مساند» (أ.ف.ب)

هذا القسم ضمَّ 10 أسماء لممثلين وممثلات ظهروا في 10 أفلام، والفائز كان تشارلز ميلتون عن «ماي ديسمبر». من بين أبرز الممثلين الآخرين الذين رُشِّحوا للجائزة، جيمي فوكس عن «استنسخوا تايرون»، وبنيلوبي كروز عن «فيراري»، وجولييت بينوش عن «طعم الأشياء».

في قسم الممثلين الأوائل، وتحت اسم «أداء قيادي بارز» (بعبارة أبسط «أفضل ممثل أو ممثلة»)، كانت أبرز المرشحين ميشيل ويليامز عن «حضور»، وجيفري رايت عن «أميركان فيكشن»، وليلي غلادستون عن «بلد مجهول»؛ وهي الفائزة بهذه الجائزة. الأخيرة كانت مبهرة في «قتلة قمر الزهور»، لكنها لم تُرشَّح عنه. على ذلك، خصّت مخرجه مارتن سكورسيزي بالشكر لمنحها فرصة طمحت إليها منذ مدّة.

الفيلم الفرنسي «تشريح سقوط»، حصد جائزتَي أفضل فيلم عالمي وأفضل سيناريو. خسرت مخرجته فرصة الاشتراك في سباق أفضل إخراج (جائزة تمنحها سيارات «كاديلاك»). المخرجة التي التقطت هذه الجائزة هي أ. ڤ. روكوَل عن «ألف ويوم».

من اليسار ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو وليلي غلادستون عن «قتلة قمر الزهور» (أ.ب)

أما الفيلم التونسي - الفرنسي «أربع بنات»، فكان واحداً من 5 أفلام شاركت في الترشيحات. فيلم كوثر بن هنية دار حول وقائع فعلية دارت في تونس عندما انطلقت أم للبحث عن ابنتيها اللتين انضمّتا إلى جماعة متطرّفة، مصرّة على إعادتهما إليها. الفيلم مزج بين التسجيلي ومَشاهد أسّست روائياً، ونُفّذت تسجيلياً مع ممثلين محترفين، بجانب شخصيات لم تقف سابقاً أمام الكاميرا.

عادةُ هذه المناسبات، تعدُّد الخطب. لكن أطولها وأكثرها إثارة للاهتمام، ما ألقاه الممثل روبرت دي نيرو الذي أصر على قراءة خطابه كاملاً متّهماً مؤسسة «أبل» التي انتجت «قتلة قمر الزهور» بحذف بعض ما جاء فيه.

هاجم دي نيرو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قائلاً: إنه «كذب 30 ألف مرة خلال 4 سنوات رئيساً للجمهورية»، مضيفاً أنه «لا يزال يكذُب في حملاته الانتخابية». وأصاب دي نيرو حين قال: «التاريخ لم يعد تاريخاً. الحقيقة لم تعد حقيقة، والوقائع أيضاً استبدلت بأخرى». وأغار على هوليوود واصفاً إياها بأنها «ليست محمية عن هذا المرض»، مضيفاً: «الدوق جون واين قال عن المواطنين الأميركيين: (أنا لا أشعر بأننا أخطأنا في أخذ هذه البلاد العظيمة منهم. كانت ثمة أعداد كبيرة (من البيض) الذين أرادوا أرضاً جديدة، والهنود سعوا بأنانية إلى الاحتفاظ بالأرض لأنفسهم».

جاء هذا الكلام في معرض الحديث عن فيلم «قتلة قمر الزهور» الذي دار حول كيفية استغلال البيض، وهم المواطنون الأصليون للبلاد، سارقي ثرواتهم في أي سبيل وأي طريقة.


مقالات ذات صلة

غياب منة شلبي عن تكريمها بـ«الإسكندرية السينمائي» يثير تساؤلات

يوميات الشرق لقطة جماعية للفائزين بمسابقة أفلام البحر المتوسط رفقة المخرج يسري نصر الله (إدارة المهرجان)

غياب منة شلبي عن تكريمها بـ«الإسكندرية السينمائي» يثير تساؤلات

اختتم مهرجان الإسكندرية السينمائي دورته الـ40، وهي الدورة التي عدّها نقاد وصناع أفلام «ناجحة» في ظل ظروف صعبة تتعلق بالميزانية الضعيفة والاضطرابات الإقليمية.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق ‎⁨تضم النسخة الثانية معرضاً يجمع «سلسلة القيمة» في أكثر من 16 مجالاً مختلفاً ومؤتمراً مختصاً يتضمن 30 جلسة حوارية⁩

«منتدى الأفلام السعودي» يجمع خبراء العالم تحت سقف واحد

بعد النجاح الكبير الذي شهده «منتدى الأفلام السعودي» في نسخته الأولى العام الماضي 2023، تستعد العاصمة السعودية الرياض لانطلاقة النسخة الثانية من «المنتدى».

«الشرق الأوسط» (الدمام)
يوميات الشرق ياسمين رئيس مع أسماء جلال في مشهد من الفيلم (حسابها على «فيسبوك»)

فنانون مصريون يتجهون للإنتاج السينمائي والدرامي

انضمت الفنانة المصرية ياسمين رئيس لقائمة الممثلين الذين قرروا خوض تجربة الإنتاج السينمائي من خلال فيلمها الجديد «الفستان الأبيض».

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما يبدأ الجزء الثاني من سجن آرثر فليك.. الصورة من صالة سينما سعودية حيث يُعرض الفيلم حالياً (الشرق الأوسط)

فيلم «الجوكر2»... مزيد من الجنون يحبس أنفاس الجمهور

يخرج آرثر فليك (واكين فينيكس) من زنزانته، عاري الظهر، بعظام مقوّسه، يسحبه السجانون بشراسة وتهكّم...

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق يشجّع المهرجان الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما (الشرق الأوسط)

الشيخة جواهر القاسمي لـ«الشرق الأوسط»: الأفلام الخليجية تنمو والطموح يكبُر

الأثر الأهم هو تشجيع الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما، ليس فقط عن طريق الإخراج، وإنما أيضاً التصوير والسيناريو والتمثيل. 

إيمان الخطاف (الدمام)

مدينة أوروبية حجرية قديمة تصل حرارتها إلى 27 درجة مئوية في أكتوبر

«ماتيرا» الإيطالية وتُعرف باسم «مدينة الحجر» (غيتي)
«ماتيرا» الإيطالية وتُعرف باسم «مدينة الحجر» (غيتي)
TT

مدينة أوروبية حجرية قديمة تصل حرارتها إلى 27 درجة مئوية في أكتوبر

«ماتيرا» الإيطالية وتُعرف باسم «مدينة الحجر» (غيتي)
«ماتيرا» الإيطالية وتُعرف باسم «مدينة الحجر» (غيتي)

عند التفكير في قضاء عطلة في إيطاليا، قد تخطر على بالك وجهات مثل روما، أو فلورنسا، أو ساحل «أمالفي» الرومانسي. ومع ذلك، ثمة جوهرة واحدة غير مُكتَشفة بإمكانها منافسة هذه الوجهات المزدحمة وهي «ماتيرا»، حسب «صحيفة ميترو» اللندنية.

تقع «ماتيرا» في إيطاليا، في منطقة بازيليكاتا، وتُعرف باسم «مدينة الحجر» بسبب شبكة كهوفها القديمة، وتعد واحدة من أقدم المدن في أوروبا. ووفقاً لبعض التقديرات، فهي ثالث أقدم مدينة في العالم.

ووصفها الروائي كارلو ليفي ذات مرة بـ«عار إيطاليا»، حيث نُفي إليها في ثلاثينات القرن العشرين، وشهد الظروف المعيشية المزرية لسكانها، الذين كان كثير منهم يعيشون في كهوف مع مواشيهم.

وأدّى الفقر المدقع والضياع الذي ميّز هذه الفترة إلى تدخل حكومي واسع النطاق وجهود لإعادة التوطين، ما جعل «ماتيرا» منسية إلى حد كبير على مدى سنوات كثيرة.

غير أن عمارتها الفريدة وتاريخها الغني ضمن لماتيرا عدم نسيانها بشكل كامل.

ومنذ ذلك الحين، شهدت المدينة تحولاً ملحوظاً، حيث تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1993 إلى أن تم اختيارها عاصمة الثقافة الأوروبية في عام 2019.

كما استغل صانعو الأفلام السينمائية جاذبية ماتيرا، وظهرت مناظرها الخلابة في بعض الأفلام، مثل: «لا وقت للموت» لجيمس بوند، و«آلام المسيح» لميل غيبسون.