غالباً ما يُنظر إلى المبدعين - الموسيقيين والرسامين والكتاب - بأنهم مجموعة معذبة وصعبة، لكن دراسة كشفت أن قسماً فرعياً واحداً على الأقل من المجتمع الفني ربما يكون قد استوعب خدعة البقاء متوازناً بشكل جيد، حسب صحيفة (الغارديان) البريطانية.
وتُشير الدراسة التي أجريت على السحرة في جميع أنحاء العالم، بقيادة قسم علم النفس في جامعة أبيريستويث، إلى أن السحرة قد يكونون أقل عرضة لصعوبات الصحة العقلية من غيرهم من المبدعين وعامة الناس. وقارن البحث، المنشور يوم الأربعاء في مجلة (بي جيه سايك أوبن) بين السمات النفسية المرضية لما يقرب من 200 ساحر، والنتائج مع بيانات من مجموعات فنية أخرى وعامة السكان.
وخلص البحث إلى أن السحرة سجلوا درجات أقل بكثير من الأنواع الأخرى من المبدعين والناس «العاديين». رغم أن وظيفتهم تنطوي على وهم الخوض في الألغاز والغموض، فإن السحرة كانوا أقل عرضة لتجارب غير عادية مثل الهلاوس أو سوء التنظيم الإدراكي، كما وجدت الدراسة.
ويقول «جيل غرينغروس» الذي قاد البحث، إنها أول دراسة تُظهر مجموعة مبدعة ذات درجات أقل في السمات الذهانية عن عامة السكان. وأضاف غرينغروس: «تبين أبحاثنا أن السحرة لا يظهرون مستويات أعلى من الاضطرابات العقلية. وتظهر النتائج أن الارتباط بين الإبداع وعلم الأمراض النفسية أكثر تعقيدا مما كان يُعتقد سابقا». وأضاف أيضا: «حقق السحرة نتائج منخفضة في «عدم المطابقة الاندفاعي»، وهي سمة ترتبط بالسلوك المعادي للمجتمع وانخفاض ضبط النفس. وهذه السمة ذات قيمة بالنسبة للعديد من المجموعات الإبداعية مثل الكُتاب والشعراء والممثلين الهزليين الذين غالبا ما تكون أعمالهم حماسية وتتحدى الحكمة التقليدية. يمكن أن يكون السحرة على حد سواء مبتكرين ويتجاوزون الحدود. ولكن العديد من السحرة يقومون بحيل مألوفة أو بتنوعات مختلفة منها من دون الشعور بالحاجة إلى الابتكار».