على رغم تحسن ممارسات مكان العمل في الكثير من البيئات، فإن القادة السيئين ليسوا شيئاً من الماضي. ووفقاً لتقرير حديث صادر عن مؤسسة «هاريس» لاستطلاعات الرأي، فإنهم منتشرون في كل مكان. وتشير استطلاعات الرأي التى شملت 1233 موظفاً أميركياً، إلى أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الموظفين (71 في المائة) كانوا قد واجهوا مديراً سيئاً في مرحلة أو أخرى، وأن نحو الثلث (31 في المائة) يعملون حالياً مع مدير بمثل هذه الصفة، حسب تقرير لخدمة «وكالة تريبيون ميديا».
ويذكر، أن المديرين السيئين أكثر من مجرد مصدر إزعاج بسيط. وهم يسببون قلقاً للموظفين يعطّل حياتهم الشخصية. وقال التقرير إن 71 في المائة يشعرون بالقلق في عطلة نهاية الأسبوع بشأن العودة إلى العمل يوم الاثنين. ويقول أكثر من النصف (53 في المائة) إنهم عانوا كوابيس من مديريهم، ويقول 41 في المائة إنهم سعوا إلى العلاج بسبب وجود مدير سام (سيئ). في حين يقول ثلثا الأشخاص (66 في المائة) الذين لديهم مدير سام إنهم يبحثون بنشاط عن عمل آخر، فإن معظم الناس يضطرون إلى البقاء في وظائفهم لأسباب مالية (72 في المائة) أو لأن هناك فوائد أخرى ملائمة لوظيفتهم، مثل قربهم من المكان الذي يعيشون فيه (72 في المائة). ولا يستطيع 65 في المائة آخرون ترك الوظيفة لأنهم سيفقدون فوائدهم. و65 في المائة يتقيدون بذلك لأنهم يعلمون أن إيجاد وظيفة جديدة سيكون أمراً صعباً.
من المؤسف أن بعض أرباب العمل السامين قد لا يعرفون أن سلوكهم يؤدي إلى مقدار عظيم من الإجهاد للموظفين. لذلك؛ دعونا نحلله. هذه هي السلوكيات الأكثر انتشاراً التي يجدها الموظفون في أرباب العمل السامين: ويذكر أن الكلمات مهمة أيضاً عندما يتعلق الأمر بكيفية نظر فريق عمل المدير إليها. ووفقاً للاستطلاع، الكثير من العبارات السامة تنتشر في أماكن العمل. فقد سمع أكثر من ثلثي الناس (68 في المائة) عبارة «إن ما أقوله نهائي لأنني الرئيس». وقد قيل للثلثين: «أنت محظوظ لحصولك على وظيفة في اقتصاد اليوم». وقيل لـ63 في المائة آخرين: «اسمع، كان عليّ العمل هذه الساعات المجنونة عندما كنت في مثل عمركم».
لحسن الحظ أن أمورا كثيرة تغيرت منذ ذلك الحين. وفي هذه الأيام، نحذر من السلوك السام في المكتب. ولكن كما يظهر تقرير «هاريس»، لا يزال أمامنا طريق طويلة قبل أن يتمكن معظم الموظفين من التفاخر بوجود مدير جيد.