المديرون السيئون يسببون قلقاً للموظفين ويعطلون حياتهم الشخصية

سوزان باسلي كبيرة مسؤولي التمريض تتحدث خلال مقابلة عن طرق للتخفيف من أزمة التوظيف (أ.ف.ب)
سوزان باسلي كبيرة مسؤولي التمريض تتحدث خلال مقابلة عن طرق للتخفيف من أزمة التوظيف (أ.ف.ب)
TT

المديرون السيئون يسببون قلقاً للموظفين ويعطلون حياتهم الشخصية

سوزان باسلي كبيرة مسؤولي التمريض تتحدث خلال مقابلة عن طرق للتخفيف من أزمة التوظيف (أ.ف.ب)
سوزان باسلي كبيرة مسؤولي التمريض تتحدث خلال مقابلة عن طرق للتخفيف من أزمة التوظيف (أ.ف.ب)

على رغم تحسن ممارسات مكان العمل في الكثير من البيئات، فإن القادة السيئين ليسوا شيئاً من الماضي. ووفقاً لتقرير حديث صادر عن مؤسسة «هاريس» لاستطلاعات الرأي، فإنهم منتشرون في كل مكان. وتشير استطلاعات الرأي التى شملت 1233 موظفاً أميركياً، إلى أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الموظفين (71 في المائة) كانوا قد واجهوا مديراً سيئاً في مرحلة أو أخرى، وأن نحو الثلث (31 في المائة) يعملون حالياً مع مدير بمثل هذه الصفة، حسب تقرير لخدمة «وكالة تريبيون ميديا».

ويذكر، أن المديرين السيئين أكثر من مجرد مصدر إزعاج بسيط. وهم يسببون قلقاً للموظفين يعطّل حياتهم الشخصية. وقال التقرير إن 71 في المائة يشعرون بالقلق في عطلة نهاية الأسبوع بشأن العودة إلى العمل يوم الاثنين. ويقول أكثر من النصف (53 في المائة) إنهم عانوا كوابيس من مديريهم، ويقول 41 في المائة إنهم سعوا إلى العلاج بسبب وجود مدير سام (سيئ). في حين يقول ثلثا الأشخاص (66 في المائة) الذين لديهم مدير سام إنهم يبحثون بنشاط عن عمل آخر، فإن معظم الناس يضطرون إلى البقاء في وظائفهم لأسباب مالية (72 في المائة) أو لأن هناك فوائد أخرى ملائمة لوظيفتهم، مثل قربهم من المكان الذي يعيشون فيه (72 في المائة). ولا يستطيع 65 في المائة آخرون ترك الوظيفة لأنهم سيفقدون فوائدهم. و65 في المائة يتقيدون بذلك لأنهم يعلمون أن إيجاد وظيفة جديدة سيكون أمراً صعباً.

من المؤسف أن بعض أرباب العمل السامين قد لا يعرفون أن سلوكهم يؤدي إلى مقدار عظيم من الإجهاد للموظفين. لذلك؛ دعونا نحلله. هذه هي السلوكيات الأكثر انتشاراً التي يجدها الموظفون في أرباب العمل السامين: ويذكر أن الكلمات مهمة أيضاً عندما يتعلق الأمر بكيفية نظر فريق عمل المدير إليها. ووفقاً للاستطلاع، الكثير من العبارات السامة تنتشر في أماكن العمل. فقد سمع أكثر من ثلثي الناس (68 في المائة) عبارة «إن ما أقوله نهائي لأنني الرئيس». وقد قيل للثلثين: «أنت محظوظ لحصولك على وظيفة في اقتصاد اليوم». وقيل لـ63 في المائة آخرين: «اسمع، كان عليّ العمل هذه الساعات المجنونة عندما كنت في مثل عمركم».

لحسن الحظ أن أمورا كثيرة تغيرت منذ ذلك الحين. وفي هذه الأيام، نحذر من السلوك السام في المكتب. ولكن كما يظهر تقرير «هاريس»، لا يزال أمامنا طريق طويلة قبل أن يتمكن معظم الموظفين من التفاخر بوجود مدير جيد.


مقالات ذات صلة

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

يوميات الشرق أحد أفضل الأوقات للتفاوض هو بعد تلقي عرض عمل مباشرة (رويترز)

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

عندما يتعلّق الأمر بما هو مهم في الوظائف، فإن الناس لديهم العديد من الأولويات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لفهم كيفية معالجة الآخرين للعالم بشكل أفضل حاول طرح أسئلة مدفوعة بالعاطفة عليهم (رويترز)

لإدارة مشروع جانبي وكسب المال... مهارة واحدة أساسية تحتاج إليها

تُظهر البيانات الحديثة أن أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة لديهم عمل جانبي... والأشخاص الذين يكسبون أكبر قدر من المال لديهم شيء مشترك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لتعزيز الثروة من الضروري التركيز على أمر واحد لتكون الأفضل فيه (أ.ب)

مليونير عصامي: 5 عادات تساعدك على بناء ثروتك

كان آلان كوري في الثانية والعشرين من عمره يغمره الأمل في أن يصبح مليونيراً، لم يكن لديه علاقات أو مرشدون أثرياء، لكنه لم يتراجع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق نظام العمل الهجين يخفف الضغوط على الموظفين (بابليك دومين)

هيئة الإحصاء البريطانية: العمال عن بُعد ينامون أكثر ويعملون أقل

كشف تحليل رسمي أجرته هيئة الإحصاء البريطانية عن أن العمال الذين يعملون من المنزل يحققون توازناً أفضل بين العمل والراحة ولكنهم يعملون بمعدل أقل بمقدار 10 دقائق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فهم طريقة عمل الذكاء الاصطناعي أمر مهم لكنه ليس المهارة الوحيدة اللازمة للنجاح في العمل (رويترز)

ليست البرمجة... مهارة أساسية تحتاج إليها للنجاح في عصر الذكاء الاصطناعي

يحتاج جميع الشباب للنجاح في مكان العمل، وسط انتشار الذكاء الاصطناعي، إلى مهارة أساسية، موجودة منذ آلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».