«حاضنة الكتّاب» تبدأ أعمالها لدعم المؤلفين السعوديين وتنمية الإنتاج الثقافي

أطلقت «حاضنة الكتّاب» أعمالها لدعم المؤلفين السعوديين ومساعدتهم في إطلاق إصداراتهم (هيئة الأدب)
أطلقت «حاضنة الكتّاب» أعمالها لدعم المؤلفين السعوديين ومساعدتهم في إطلاق إصداراتهم (هيئة الأدب)
TT

«حاضنة الكتّاب» تبدأ أعمالها لدعم المؤلفين السعوديين وتنمية الإنتاج الثقافي

أطلقت «حاضنة الكتّاب» أعمالها لدعم المؤلفين السعوديين ومساعدتهم في إطلاق إصداراتهم (هيئة الأدب)
أطلقت «حاضنة الكتّاب» أعمالها لدعم المؤلفين السعوديين ومساعدتهم في إطلاق إصداراتهم (هيئة الأدب)

أطلقت «حاضنة الكتّاب» أعمالها لدعم المؤلفين السعوديين، ومساعدتهم في إطلاق إصداراتهم، وتشجيع الإنتاج الثقافي وتطوير المحتوى السعودي في 6 ألوان أدبية، والترويج للأعمال وضمان وصولها إلى جمهور أوسع، بما يعكس حجم التجربة الثقافية السعودية وثراءها وغِناها، التي تشهد مرحلة غير مسبوقة للظهور والوصول والتأثير، ضمِنتها باقة من المبادرات النوعية لتطوير المحتوى ودعم انتشاره.

البرنامج يأخذ بيد المشارك إلى محطة نشر مؤلفه الأدبي في أبهى صورة وأفضل حال ليكون منتجاً نهائياً قابلاً للنشر (هيئة الأدب)

الحاضنة التي أطلقتها «هيئة الأدب» في السعودية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تسعى إلى تعزيز الهوية الوطنية في القطاعات الأدبية، وإثراء المحتوى الأدبي من خلال كتب ومؤلفات جديدة، والتعريف بأجناس أدبية جديدة وتشجيع النشر فيها، ورعاية الإبداع والموهوبين واحتضانهم. وبدأت رحلة المؤلفين الواعدين فيها، بتقديم طلبات المشاركة، ‏قبل ترشيحهم للانخراط في معسكر تدريبي يطور المهارات المهنية لرحلة الكتابة، يشارك فيه متخصصون، في تقديم جملة من البرامج التدريبية، وورش العمل، والجلسات الإرشادية، تأخذ بيد المشارك إلى محطة نشر مؤلفه الأدبي في أبهى صورة وأفضل حال، ليكون منتجاً نهائياً قابلاً للنشر، وبنهاية الحاضنة، تحتفي الهيئة بالمشاركين وأعمالهم الأدبية بحملة ترويجية تستمر 6 أشهر.

6 أجناس أدبية مستهدفة

و‏انطلقت الحاضنة الأولى من برنامج «حاضنة الكتّاب» بمعسكر تدريبي يضمّ 22 مشاركاً، شارك من خلاله متخصصون في تقديم أدوات ومهارات تيسر للكاتب الناشئ، تطوير مهاراته في الكتابة الإبداعية وتمكينه من بناء مشروعه الكتابي على هدى التقنيات الملائمة لصناعة محتوى إبداعي وثريّ. وتناولت موضوعات الحاضنة الأولى من البرنامج، سلة من القيم الإبداعية مثل كيفية بناء الشخصية، والحبكة الدرامية، وتعدّد الأصوات في الرواية، والزمان والمكان، وفن صياغة النهاية، وتعرّف المشاركين على خطوات وتفاصيل بشأن رحلتهم في البرنامج منذ تقديم طلب المشاركة، وصولاً إلى حافة الإبداع، حيث تترقب المكتبة العربية إنتاجاتهم الواعدة بعد تجويدها وتطويرها.‫‏‏

يشارك متخصصون في تقديم جملة من البرامج التدريبية وورش العمل والجلسات الإرشادية (هيئة الأدب)

ويوفّر برنامج «حاضنة الكتّاب»، تجربة متكاملة تستمر 6 أشهر، لبناء قدرات الأدباء السعودين الناشئين وتمكينهم من إصدار مؤلفاتهم الأولى، وتحقيق الأثر على المستوى الأدبي والثقافي في المملكة، من خلال 6 أجناس أدبية، تشمل مسارات الخيال العلمي، وأدب الغموض والجريمة، وأدب الرحلات، ومسار المانجا، ومسار الروايات المصورة للكبار، ومسار المذكرات؛ وذلك لتعزيز حضور السائد منها، وإشاعة الأجناس التي لم تلقَ درجة الاهتمام والانتشار نفسها، وتنمية الناتج المحلي عموماً والتوعية بثمراته.‏

بنهاية الحاضنة تحتفي الهيئة بالمشاركين وأعمالهم الأدبية بحملة ترويجية تستمر لـ6 أشهر (هيئة الأدب)

حالة الإنتاج الثقافي في السعودية

وكشف تقرير الحالة الثقافية في السعودية الذي صدر أكتوبر الماضي، عن نمو ملحوظ في مؤشرات الإنتاج الثقافي، وعدّه واحداً من ملامح التعافي بعد انخفاض الإنتاج أثناء جائحة «كوفيد - 19».

وسجلت حركة الإنتاج الأدبي لمؤلفين سعوديين نمواً لافتاً خلال عام 2022، بصدور 701 كتاب أدبي، بنمو بلغت نسبته 17.82 في المائة. وسجل التأليف الأدبي النسائي ارتفاعاً ملحوظاً في العام نفسه، حيث تجاوز عدد الروايات من تأليف روائيات ما أنتجه الروائيون في 2022، وبلغ عدد الكتب الأدبية الصادرة لمؤلفات نساء 297 كتاباً، مثّلت 42 في المائة من إجمالي الإنتاج الأدبي لعام 2022. وأظهرت نتائج التقرير، نشاطاً أعلى لدور النشر السعودية، وارتفاعاً في إنتاج كل جنس أدبي على حدة، واستمرت الرواية في تصدّر القائمة بـ208 كتب، ثم الشعر بـ113 كتاباً.

‏انطلقت الحاضنة الأولى من برنامج «حاضنة الكتّاب» بمعسكر تدريبي يضمّ 22 مشاركاً (هيئة الأدب)

وشهد التقرير على الأثر الإيجابي لمبادرات الدعم والتشجيع في زيادة فاعلية دور النشر السعودية، وجاذبية النشر الداخلي للمؤلف السعودي، والحدّ من ظاهرة هجرة النشر إلى خارج المملكة، وانخفاضها في العامين الماضيين إلى أقل من ربع الكتب الأدبية المنشورة؛ وذلك نتيجة للتحديات التي تواجه سوق النشر، مثل ارتفاع التكلفة وضعف التوزيع، بخلاف التطور المميز لقطاع النشر في السعودية خلال السنوات القليلة الماضية.


مقالات ذات صلة

الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية

يوميات الشرق الأمير فيصل بن سلمان يستقبل الأمير خالد بن طلال والدكتور يزيد الحميدان بحضور أعضاء مجلس الأمناء (واس)

الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية

قرَّر مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية تعيين الدكتور يزيد الحميدان أميناً لمكتبة الملك فهد الوطنية خلفاً للأمير خالد بن طلال بن بدر الذي انتهى تكليفه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
ثقافة وفنون قراءات المثقفين المصريين في عام 2024

قراءات المثقفين المصريين في عام 2024

مرَّت الثقافة العربية بعام قاسٍ وكابوسي، تسارعت فيه وتيرة التحولات بشكل دراماتيكي مباغت، على شتى الصعد، وبلغت ذروتها في حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على غزة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

صانع محتوى شاب يحتل بروايته الجديدة قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في فرنسا، الخبر شغل مساحات واسعة من وسائل الإعلام

أنيسة مخالدي (باريس)
كتب «حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

«حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

صدر عن دار «السرد» ببغداد كتابان مترجمان عن الإنجليزية للباحثة والحكواتية الإنجليزية فران هزلتون.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
كتب كتاب جديد يكشف خبايا حملة نابليون على مصر

كتاب جديد يكشف خبايا حملة نابليون على مصر

يتناول كتاب «حكايات في تاريخ مصر الحديث» الصادر في القاهرة عن دار «الشروق» للباحث الأكاديمي، الدكتور أحمد عبد ربه، بعض الفصول والمحطات من تاريخ مصر الحديث

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
TT

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75». وتُعدّ القواعد الأساسية لهذا التحدي أن عليك الالتزام بنظام غذائي صحي من دون وجبات إضافية أو كحوليات لمدة 75 يوماً.

بالإضافة إلى ذلك، في كل يوم من الأيام الـ75 عليك القيام بتمرينين لمدة 45 دقيقة؛ أحدهما في الخارج، وشرب أكثر من 3 لترات من الماء، وقراءة 10 صفحات من كتاب غير خيالي.

وأفادت «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)»، اليوم (الأحد)، بأن شخصين قالا إنهما أنهيا التحدي، فيما حذر الخبراء من أنه إذا بدا التحدي صارماً بعض الشيء؛ فقد يكون من الأفضل أخذه بشكل أكثر استرخاءً.

«مجالات جديدة عليّ أن أتعامل معها»

تعرف على ديفامشا جانبوت، البالغة من العمر 29 عاماً، التي أكملت التحدي في مارس (آذار) الماضي، أثناء عملها بدوام كامل مستشارة رقمية لشركة كبيرة. وتقول لـ«بي بي سي»: «لقد كان الأمر صعباً بالتأكيد. كما أنني أعيش في أدنبرة، وكان الجو مظلماً ورطباً وبارداً، وكان عليَّ القيام بأحد التدريبات في الخارج».

وتتابع ديفامشا أن أحد أصعب جوانب التحدي كان «وضع الحدود» عند زيارة عائلتها من جنوب آسيا حتى تتمكن من الالتزام بنظامها الغذائي.

وتقول ديفامشا: «كان الاضطرار إلى ممارسة الرياضة مرتين في اليوم والالتزام بنظام غذائي صارم أمراً غير مريح حقاً، ومجالات جديدة بالنسبة لي للتعامل معها، لأنني لم أجرِ هذه المحادثة من قبل»، ولكن منذ إكمال التحدي، لاحظت التأثيرات الدائمة حتى الآن، وتتابع: «أمارس الرياضة بانتظام أكثر، وتغيرت عادات القراءة وعلاقتي بالطعام».

في حين تحول التحدي الرياضي إلى ما يشبه الجنون على مدار الأسابيع القليلة الماضية، فقد اخترعه في الواقع المؤلف والمذيع آندي فريسيلا، في عام 2019. وقال في «البودكاست» الخاص به إنه أمضى «20 عاماً في اكتشاف كيفية إتقان القوة العقلية»، واستخدم هذه المعرفة لإنشاء الخطة.

وتابع المذيع أنه ليس مدرباً شخصياً مؤهلاً أو طبيباً، ولا يقدم إرشادات حول ما يُصنَّف على أنه نظام غذائي صحي في الخطة، ولكن يُفهم أنه يعني متوازناً وغنياً بالمغذيات.

وقد ظهرت أشكال أكثر مرونة من التحدي على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً؛ حيث يمكن للمشاركين تناول وجبة غير صحية أثناء ممارسة التمارين الرياضية والقراءة.

«لقد أذهلَتْني عائلتي وأصدقائي»

وفي سياق متصل، أكملت صوفي ديكينز، 27 عاماً، أيضاً التحدي، العام الماضي، أثناء عملها مساعدة مدير في إحدى دور السينما بلندن. وتقول إنها خاضت التحدي بعد صراع «مع الانضباط والاتساق» مع خطط أخرى، وتتابع: «لقد أصلحت نظامها الغذائي، فتوقفت عن تناول الشوكولاته والحلويات، ولكنها سمحت بأي شيء يحتوي على سكر طبيعي، مثل الفاكهة والعسل».

كما أعدَّت صوفي جميع وجباتها في المنزل، وتتبعت استهلاكها من البروتين والماء باستخدام تطبيق. وجدت أنه من المفيد منح نفسها مكافآت صغيرة، مثل قص أظافرها أو شراء كتاب جديد، لكن الجزء الأصعب بالنسبة لها كان التواصل الاجتماعي؛ حيث يدور هذا حول تناول الطعام في الخارج. ولحل هذه المشكلة، تشرح: «كنت صريحة للغاية بشأن ما كنت أفعله، لذا لم يكن هناك أي ضغط عندما وصلت إلى هناك (للمناسبات الاجتماعية)، ولكن كان لا يزال هناك انضباط ذاتي حقيقي للقيام بذلك».

ومنذ أن أكملت ذلك، التزمت ببعض أجزاء الخطة، مثل عدم تناول الطعام في الخارج أو شراء القهوة والكعك غير الضروريين، مما ساعدها على «توفير كثير من المال». وتتابع: «لكن الشيء الأكبر ربما هو تحول في طريقة تفكيري - التشجيع الذي حصلت عليه من معرفتي أنني أستطيع القيام بذلك، والأعذار حول الوقت والشك الذاتي قد ولَّت».

إيجابيات وسلبيات التحدي

لكن التحدي ليس للجميع، وهو أمر تريد مدربة القوة واللياقة البدنية، تانا فون زيتزويتز، أن يضعه أولئك الذين يفكرون في ذلك بالاعتبار. وتقول لـ«بي بي سي»: «أنت بحاجة إلى كثير من الوقت، ليس فقط للتدريبات، ولكن لقراءة الكتاب. يبدو أن الأمر يتطلب الكثير لمحاولة فعل كل ذلك في يوم واحد».

وتضيف تانا: «أعتقد بالتأكيد أن هناك عناصر يمكن للناس تنفيذها، مثل الالتزام بـ45 دقيقة من الحركة اليومية، والوعي بشرب المزيد من الماء، وتقليل وقت الشاشة، ولكن عليك أن تكون على دراية بما ينطوي عليه الأمر»، وتقول: «هناك كثير من الضغوط على الناس لتغيير حياتهم في هذا الوقت من العام».

وتقترح المدربة إيجاد طريقة «لتحدي نفسك مع كونك لطيفاً أيضاً»، بحيث تضيف المتعة والقيمة إلى كل يوم، دون أن تشعر بأن التمرين والطعام بمثابة عقاب.

من منظور طبي، من الصعب تحديد ما إذا كان التحدي مفيداً؛ إذ يشير طبيب عام في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، سام وايتمان، إلى أنه نظراً لأنه «لم تتم دراسته» في بيئة سريرية، فلا يمكن أن يدعي أنه سيغير حياتك بأي شكل من الأشكال. كما يقول إنه يجب مقارنته بنظام أكثر أساسية، لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يحقق نفس النتائج. ويتابع: «إذا كانت هذه طريقة للناس للخروج والنشاط، فأنا أؤيدها تماماً، ولكن إذا كان الأمر يتعلق بما إذا كان هذا أفضل من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية 3 مرات في الأسبوع أو الركض مرة واحدة في الأسبوع وتناول الطعام الصحي، فلستُ متأكداً».

في حين يشجع التحدي الأشخاص على التقاط صور التقدم كل يوم، فإن الكثير من محتوى «تيك توك» حوله يركز على شعور الشخص في النهاية، بدلاً من مظهره، مما يساعد على تجنُّب الهواجس غير الصحية بالمظهر.