وجدت دراسة بريطانية أن قراءة الشِعر وكتابته ومشاركته يمكن أن تساعد الأشخاص على التغلب على الوحدة أو العزلة، وتقليل مشاعر القلق والاكتئاب والحزن.
وأوضحت الدراسة أن العديد من الأشخاص الذين شاركوا وناقشوا وكتبوا الشعر وسيلةً للتعامل مع جائحة «كوفيد-19» شهدوا تأثيراً إيجابياً واضحاً على حياتهم ورفاهيتهم، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «Journal of Poetry Therapy».
وتستند النتائج إلى دراسة استقصائية شملت 400 شخص أظهرت أن الشعر ساعد أولئك الذين يعانون من أعراض الصحة العقلية الشائعة، وكذلك أولئك الذين يعانون من الحزن.
وتم إجراء الدراسة على أشخاص شاركوا أشعارهم التي كتبوها مع آخرين، أو قرأوا أشعاراً كتبها آخرون على موقع «الشعر وكوفيد-19»، الذي كان عبارة عن منصة لعرض أكثر من ألف قصيدة مقدمة من أكثر من 600 شاعر، وشاهدها أكثر من 100 ألف شخص من أكثر من 125 دولة خلال جائحة «كوفيد-19».
وأشار ما يزيد عن نصف المشاركين (51 في المائة) إلى أن قراءة أو كتابة الشعر ساعدتهم في التعامل مع مشاعر الوحدة أو العزلة، وبالنسبة لـ49 في المائة الآخرين فقد ساعدتهم قراءة أو كتابة الشعر في التغلب على مشاعر القلق والاكتئاب.
وشعر حوالي الثلث (34 في المائة) أن زيارة موقع «الشعر وكوفيد-19» ساعدتهم على الشعور «بقلق أقل»، ورأى 24 في المائة أن ذلك ساعدهم على «الشعور بقدرة أفضل على التعامل مع مشكلاتهم»، فيما ذكر 17 في المائة من المشاركين أن الشعر مكّنهم من التعامل مع المشكلات المتعلقة بالفجيعة، بينما قال 16 في المائة إن ذلك ساعدهم في التعامل بشكل أفضل مع اضطرابات الصحة العقلية.
وقال أنتوني كاليشو أستاذ الشعر والكتابة الإبداعية بجامعة بليموث البريطانية، والباحث الرئيسي للدراسة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «نتائج الدراسة تؤكد صحة العلاقة بين النشاط الفني والثقافي، وبين الصحة العقلية الإيجابية والرفاهية».
وأضاف كاليشو أن «هذا التأثير ربما يرجع إلى ربط الشِعر بمنصة يدخل عليها المستخدمون، ليشعروا بأنهم أكثر ارتباطاً بالمجتمع الأوسع، وهذا يخفف من أعراض الصحة العقلية الشائعة والشعور بالألم».
وأوضح كاليشو أنه يمكن الاستدلال على أن هذا التأثير الإيجابي لا يقتصر على الشعر فقط، بل يضم أيضاً أنماط الكتابة الإبداعية والتعبيرية الأخرى، ويمكن أيضاً استنتاج أن الفنون الأوسع (البصرية، والأداء) قد تدعم أيضاً الرفاهية.
وشدد كاليشو على أن «الدراسة تهدف في النهاية لتقديم ورقة سياسة إلى حكومة المملكة المتحدة (والتي يمكن استخدامها من قبل حكومات أخرى) للدعوة إلى تمويل المنظمات الفنية والثقافية ووسيلة لمعالجة العجز المتزايد في مجال الصحة العقلية والرفاهية».