السود أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا

سرطان البروستاتا هو السرطان الأكثر شيوعاً بين الرجال الأميركيين (بابليك دومين)
سرطان البروستاتا هو السرطان الأكثر شيوعاً بين الرجال الأميركيين (بابليك دومين)
TT

السود أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا

سرطان البروستاتا هو السرطان الأكثر شيوعاً بين الرجال الأميركيين (بابليك دومين)
سرطان البروستاتا هو السرطان الأكثر شيوعاً بين الرجال الأميركيين (بابليك دومين)

كشفت دراسة أميركية أن الرجال السود أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا مقارنة بالرجال البيض، وبعد التشخيص يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض متقدم والوفاة مقارنة بأقرانهم البيض المصابين بالمرض. وأوضح الباحثون في دراستهم إلى أهمية إجراء فحص مبكر ومتكرر لسرطان البروستاتا لدى الرجال السود.

وبحثت الدراسة، التي نُشرت، الاثنين في دورية «كانسر» التابعة لجمعية السرطان الأميركية، في ما إذا كان خطر الإصابة بسرطان البروستاتا أعلى من المتوقع بين المحاربين القدامى السود مقارنة بالمحاربين البيض استناداً لنتائج اختبار مستضد البروستاتا النوعي، وهو فحص للدم يُستخدم بشكل أساسي للكشف عن سرطان البروستاتا.

ويقيس الاختبار مستوى مستضد البروستاتا النوعي، وهو بروتين تنتجه كل من الأنسجة السرطانية وغير السرطانية في البروستاتا، وهي غدة صغيرة توجد أسفل المثانة لدى الذكور. ويوجد المستضد غالباً في السائل المنوي الذي يُنتج أيضاً في البروستاتا، وتنتشر كميات صغيرة منه بشكل طبيعي في الدم.

وبالنسبة للدراسة، استخدم الباحثون نماذج للتنبؤ باحتمالية تشخيص سرطان البروستاتا من خلال أخذ خزعة من البروستاتا من 75295 من المحاربين القدامى السود، و207658 من الذكور البيض الذين يتلقون الرعاية من وزارة شؤون المحاربين القدامى الأميركية.

ويوصي الأطباء بأخذ خزعة من البروستاتا إذا كانت نتائج الاختبارات الأولية مثل اختبار مستضد البروستاتا النوعي تشير إلى احتمال الإصابة بسرطان البروستاتا. واكتُشف سرطان البروستاتا في خزعة البروستاتا لدى 55 في المائة من الرجال السود و43 في المائة من الرجال البيض.

وبعد أخذ الكثير من العوامل في الاعتبار، كان المحاربون القدامى السود أكثر عرضة بنسبة 50 في المائة لتلقي تشخيص سرطان البروستاتا بناءً على خزعة البروستاتا، مقارنة بأقرانهم البيض. وكان الرجال السود الذين بلغ لديهم مستوى مستضد البروستاتا النوعي قبل الخزعة 4.0 نانوغرام لكل ملليلتر، خطر بنسبة 49 في المائة للإصابة بسرطان البروستاتا المكتشف أثناء الخزعة، مقارنة بخطر بنسبة 39 في المائة للرجال البيض الذين لديهم نفس المستوى من المستضد.

وللوقاية من سرطان البروستاتا، حث الباحثون الأطباء على أن يأخذوا في الاعتبار عوامل خطر إصابة المحاربين القدامى بسرطان البروستاتا بما في ذلك عوامل مثل العرق والعمر، وأضافوا: «قد يفكر الأطباء في إجراء فحص مبكر للسكان المعرّضين لخطر أكبر من المتوسط، بمن في ذلك الرجال السود».

وبخلاف سرطان الجلد، يعد سرطان البروستاتا السرطان الأكثر شيوعاً بين الرجال الأميركيين. ووفق تقديرات جمعية السرطان الأميركية لعام 2023، فإن سرطان البروستاتا يصيب نحو 288300 حالة إصابة جديدة، بالإضافة إلى 34700 حالة وفاة.


مقالات ذات صلة

«الأصعب في حياتي»... الأمير ويليام يتحدث عن «عام مروع»

أوروبا الأمير البريطاني ويليام يتحدث مع متطوعين في كيب تاون (رويترز)

«الأصعب في حياتي»... الأمير ويليام يتحدث عن «عام مروع»

كشف الأمير ويليام إن العام المنصرم كان «الأصعب» في حياته بعد مرور العائلة البريطانية المالكة بفترة عصيبة شخص خلالها الأطباء إصابة والده وزوجته بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم قد يعاني أحد المرضى آفاتٍ في الوجه، تشبه لدغات الذئب

فكرة ألمانية «مجنونة» لعلاج أمراض المناعة الذاتية

يقول الأطباء إن مرض الذئبة لا يصيب اثنين من المرضى بالطريقة نفسها.

سارة تشانغ (واشنطن)
صحتك رجل يمارس رياضة الركض أمام أحد الشواطئ (رويترز)

ممارسة النشاط البدني في هذه الأوقات تقلل خطر إصابتك بسرطان الأمعاء

أظهرت دراسة حديثة أن القيام بالنشاط البدني، مرتين في اليوم، في الساعة الثامنة صباحاً وفي الساعة السادسة مساء، قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 11 %.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم العثور على آثار لمواد كيميائية خطرة في مئات مستحضرات التجميل المبيعة بالأسواق (أ.ف.ب)

آثار مواد كيميائية خطرة في مئات مستحضرات التجميل بأوروبا

أعلنت الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية «ECHA»، الأربعاء، عثورها على آثار لمواد كيميائية خطرة في مئات مستحضرات التجميل المبيعة بأوروبا.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
صحتك مصابة بالسرطان (رويترز)

«اختراق هائل» في علاج سرطان الثدي قد يضاعف مدة البقاء على قيد الحياة

توصلت دراسة جديدة إلى أن «اختراقاً هائلاً» في علاج دوائي جديد لسرطان الثدي المتقدم العدواني، قد يضاعف مدة بقاء المريضات على قيد الحياة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أنار مدرسة بالقاهرة القديمة... مصباح نادر من العصر المملوكي للبيع في لندن

مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)
مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)
TT

أنار مدرسة بالقاهرة القديمة... مصباح نادر من العصر المملوكي للبيع في لندن

مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)
مصباح صرغتمش يُعرَض في المزاد (بونامز)

عرف عصر المماليك في مصر صراعات دامية ونزاعات مريرة، ولكن في عالم التحف والآثار تتسم القطع الباقية من ذلك العصر بالجمال والأناقة والصنعة رفيعة المستوى بدءاً من النحاس إلى الزجاج وصولاً للمخطوطات.

نتوقف عند الزجاج الذي برع الصناع في ذلك العصر في نفخه وتشكيله وزخرفته، وتجلى ذلك في مصابيح المساجد المزخرفة بالمينا بكتابات بديعة التشكيل من آيات القرآن الكريم. لا يخلو متحف عالمي به قسم للفن الإسلامي من نسخة من تلك المصابيح سواء كانت صُنعت في عهد المماليك أو صنعت بالطراز نفسه لاحقاً في أوروبا، ويمكن القول إنَّه لا توجد قطع مماثلة خارج المتاحف حتى الآن. ولكن السوق الفنية ملأى بالمفاجآت، إذا تعرض «دار بونامز» في لندن في مزادها القادم مصباحاً أثرياً من ذلك العهد؛ فهو يحمل نَسباً تاريخياً يعود للأمير المملوكي سيف الدين صرغتمش الناصري، وهو أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون. ما نعرفه عن تاريخ انتقال ملكية المصباح قليل، ولكن المعلومة الرئيسية هي أنه كان بحوزة عائلة نوبار باشا، أول رئيس وزراء لمصر في العصر الحديث، وظل مع العائلة حتى يومنا هذا.

جماليات تعكس صناعة وحِرفة باهرة (بونامز)

نستكشف قصة المصباح مع نيما ساغارتشي، رئيس قسم الفن الإسلامي والشرق الأوسط بـ«دار بونامز»، الذي يبدأ حديثه بالتأكيد على ندرة المصابيح المملوكية في السوق «في القرن الحالي لم تظهر سوى ثلاثة مصابيح مملوكية في الأسواق، فهو أمر نادر الحدوث لسبب بسيط، وهو أن غالبيتها تقبع في المتاحف مثل متحف الفن الإسلامي في القاهرة الذي يضم عدداً كبيراً منها». وإلى جانب عامل الندرة، هناك عامل آخر تحرص عليه دور المزادات، ويمنح القطع المعروضة أهمية مزدوجة، وهو وجود تاريخ وثيق من الملاك السابقين، وهو ما يتحدث عنه ساغراتشي.

تنقلات المصباح

لا نعرف الكثير عن المصباح وتنقلاته في السوق قبل القرن التاسع عشر؛ لهذا ستبدأ حكايته عند وصوله إلى يد دبلوماسي وجامع فنون فرنسي يُدْعَى تشارلز شيفر نشأ في باريس، ودرس العربية والتركية والفارسية. عُيّن شيفر مترجماً في وزارة الخارجية الفرنسية في 1843، وحتى 1857، وتنقل في أماكن مختلفة في أرجاء الإمبراطورية العثمانية، وفي مصر، ويعتقد أنه ابتاع المصباح في تلك الفترة، وأخذه معه إلى باريس. بعد ذلك وفي عام 1906 انتقل المصباح لمجموعة بوغوص باشا، وهو ابن أول رئيس وزراء في مصر نوبار باشا 1825-1899) وظل المصباح مع العائلة منذ ذلك الوقت.

بوغوص باشا ابن أول رئيس وزراء في مصر نوبار باشا 1825 - 1899)

يشير ساراغتشي إلى أن عائلة نوبار باشا الأرمينية الأصل كانت تقيم بين القاهرة وباريس، واستقرت في باريس بعد ثورة 1952. وتنقل المصباح مع العائلة حتى استقر في شقة بجنيف، «لم يكن أحدهم يعرف عن أهمية المصباح، ولا تاريخه ولا ندرته». بعد خروجه من مصر في القرن التاسع عشر ظل المصباح في أوروبا وبعد وفاة بوغوص باشا، ولم ينل المصباح اهتمام العائلة، وظل قابعاً في شقتهم في جنيف. من الملاحظ أن المصباح بحالة جيدة، ويرجع الخبير ذلك إلى أنه ظل في حوزة مالك واحد وعائلته «بشكل ما وجوده في مكان واحد ربما على مدى 100 عام حافظ على حالته، رغم ذلك يجب أن أقول إنه من النادر جداً أن نجد مصباحاً بهذه الحالة، لا يوجد به شروخ وحالة الزخارف جيدة والكتابات ما زالت معظمها موجودة». الأصل في عرض المصابيح الزجاجية القديمة كان تعليقها بواسطة حبال تتدلى من أسقف المساجد وقبابه، وهو أمر لا يمكن تخيل حدوثه اليوم، خصوصاً وأن المصابيح المتبقية من ذلك العصر قيّمة جداً، وفي حالة مصباح صرغتمش فسعره يقارب مليون جنيه إسترليني، بحسب الخبير.

جماليات وزخارف

هناك الكثير مما يميز المصابيح الزجاجية إلى جانب تاريخها وقصصها؛ فالجماليات فيها تعكس صناعة وحِرفة باهرة «الشيء الخاص جداً والمميز في المصابيح من هذا النوع هو صعوبة تنفيذ الزخارف والكتابات بالمينا على الزجاج. عندما ننظر إلى النماذج المصنوعة في أوروبا في الفترة نفسها نجد أن الصناعة كانت فقيرة وبدائية. ولهذا أن تكون هناك القدرة في القرن الرابع عشر على تنفيذ مثل هذه الكتابات متعددة الألوان والمزينة بالزخارف والأزهار مباشرة على الزجاج فهذا أمر مدهش، وقد برع فيه الصانع والحرفي المملوكي، واختفى بعد ذلك».

مدرسة الأمير صرغتمش في حي السيدة زينب بالقاهرة (بونامز)

الحديث عن الزخارف والألوان يأخذنا لحرفة عتيقة ومدهشة في آن واحد، أسأله عن الألوان المستخدمة التي حافظت على لمعانها وثباتها عبر القرون، يقول: «فعلاً، فهي من نوعية عالية الجودة، وكان الحرفي يكتب، ويلوّن على الزجاج في أثناء تشكيله مباشرة، فبينما كان الزجاج يتشكل بالنفخ كان الحرفي يضيف الألوان التي تكونت في العادة من الأحمر والذهبي والأزرق، وما نعرفه الآن أن كل لون كان يوضع في درجة حرارة معينة مناسبة له، كان أمراً صعباً، وليس بسهولة الرسم على القماش على سبيل المثال الذي يمكن تصحيحه».

زخارف وكتابات بالمينا على الزجاج (بونامز)

نرى على الجزء العلوي من المصباح الآية الكريمة «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ» من سورة النور، كما تحمل اسم الأمير صرغتمش وشعاره واسم السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وكانت معلقة في مدرسة صرغتمش بالقاهرة. يقول ساراغتشي إن الأمير صرغتمش وهو أحد أمراء السلطان المملوكي البحري الناصر محمد بن قلاوون أسس مدرسة باسمه في حي السيدة زينب عام 757هـ/ 1356م، قد أمر بصنع المصباح ليضعه فيها. يعرض المصباح في «مزاد بونامز» للفن الإسلامي والهندي في لندن يوم 12 نوفمبر (تشرين الثاني) بسعر تقديري يتراوح ما بين 600 ألف ومليون جنيه إسترليني.