توسيع دور الصيدلي يمنع ملايين النوبات القلبية

يزور المرضى الأميركيون الصيدلية بمعدل 12 مرة أكثر من مقدم الرعاية الأولية (بابليك دومين)
يزور المرضى الأميركيون الصيدلية بمعدل 12 مرة أكثر من مقدم الرعاية الأولية (بابليك دومين)
TT
20

توسيع دور الصيدلي يمنع ملايين النوبات القلبية

يزور المرضى الأميركيون الصيدلية بمعدل 12 مرة أكثر من مقدم الرعاية الأولية (بابليك دومين)
يزور المرضى الأميركيون الصيدلية بمعدل 12 مرة أكثر من مقدم الرعاية الأولية (بابليك دومين)

إذا كان للصيادلة دور أكبر في وصف الأدوية للسيطرة على ضغط الدم، فيمكنهم منع أكثر من 15 مليون نوبة قلبية، وما يقرب من 8 ملايين سكتة دماغية، وأكثر من 4 ملايين حالة من الذبحة الصدرية وفشل القلب في الولايات المتحدة وحدها خلال 30 عاماً، وفق نتائج دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين بقيادة جامعة فرجينيا كومنولث الأميركية.

ووجدت الدراسة أن نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة يمكن أن يوفر أكثر من 1.1 تريليون دولار على مدى 30 عاماً، أي ما يعادل توفيراً في التكلفة قدره نحو 10 آلاف دولارات.

علاوة على ذلك، وجد باحثو الدراسة أنه على مدى 30 عاماً يمكن للمرضى استعادة أكثر من 30 مليون سنة من أعمار المرضى أو ما يطلق عليه «سنوات حياة معدلة الجودة»، حيث تكون نوعية حياة المرضى أفضل بكثير مما ستكون عليه لو كانوا يعانون من حالة طوارئ صحية نتيجة مضاعفات ارتفاع ضغط الدم.

وتعد هذه الدراسة المنشورة في دورية «جاما نتورك أوين» (الجمعة)، من بين أولى الدراسات التي استكشفت اقتصاديات الوصفات الصيدلانية لتحسين التحكم في ضغط الدم.

وقال قائد الفريق البحثي، ديف ديكسون، أستاذ الصيدلة في كلية الصيدلة بجامعة فرجينيا كومنولث، لـ«الشرق الأوسط»: «تظهر هذه النتائج أن التنفيذ الواسع النطاق للتدخلات التي يصفها الصيدلي لتحسين التحكم في ضغط الدم من شأنه أن يوفر قيمة اقتصادية عالية، ويساعد على منع الملايين من النوبات القلبية والسكتات الدماغية وتحسين نوعية الحياة بالمقارنة مع الرعاية المعتادة».

يتمتع الصيادلة حالياً بنوع من امتيازات الوصفات الطبية في 49 ولاية أميركية (بابليك دومين)
يتمتع الصيادلة حالياً بنوع من امتيازات الوصفات الطبية في 49 ولاية أميركية (بابليك دومين)

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، يزور المرضى الصيدلية بمعدل 12 مرة أكثر من مقدم الرعاية الأولية. وتواجه الولايات المتحدة نقصاً في المتخصصين في الرعاية الأولية.

وهو ما علق عليه ديكسون: «يمكن للصيادلة سد هذه الفجوة»، موضحاً أن دور الصيادلة كمقدمي رعاية صحية لا يتم استغلاله بشكل كافٍ، يمكنهم توفير الرعاية لمجتمعاتهم، خصوصاً مرضى ارتفاع ضغط الدم.

وأوضح: «على الرغم من أن الصيادلة في الولايات المتحدة يتمتعون حالياً بنوع من امتيازات الوصفات الطبية في 49 ولاية وواشنطن العاصمة، إلا أنهم غير معترف بهم كمقدمي خدمات بموجب قانون الضمان الاجتماعي»، مشدداً على أن «هذا هو أحد العوائق الرئيسية التي تحول دون تنفيذ هذه التدابير المنقذة للحياة - وتوفير التكاليف للمرضى».

ووفق نتائج الدراسة، فإن القدرة على تقديم هذه الخدمات يمكن أن تعني انخفاضاً في حالات الطوارئ المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية، وهو أمر بالغ الأهمية، نظراً لازدياد معدلات الوفيات حول ارتفاع ضغط الدم.

وعن الخطوة التالية لفريق الدراسة، قال ديكسون: «نسعى لجعل هذا الأمر حقيقة واقعة في الولايات المتحدة عبر الدعوة إلى تغييرات تشريعية تمنح الصيادلة القدرة على تلقي الأموال مقابل تقديم تلك الخدمات السريرية».

وحول ما إذا كان من الممكن تعميم هذه التوصيات على بلدان ومناطق أخرى حول العالم، قال: «أعتقد أن هذا ممكن»، مشيراً إلى أن دراسة سابقة كانت قد نشرت في مارس (آذار) 2017، أظهرت أن تدخل الصيدلي في هذا الإطار كان فعالاً في كندا. وشدد أيضاً على أن «التدخلات التي يقودها الصيادلة ثبت أنها تحسن التحكم في ضغط الدم بشكل كبير بين الأفراد السود وأفراد الأقليات العرقية والإثنية في الولايات المتحدة».

من جانبه، قال الدكتور أحمد محمود بندارى، أستاذ مساعد أمراض القلب والأوعية الدموية بكلية الطب في جامعة بنها المصرية: «قد تختلف السياقات الاقتصادية والصحية من دولة لأخرى، ومع ذلك فإن المبادئ الأساسية لإدارة ارتفاع ضغط الدم وإمكانية الوصول إلى الصيادلة كمقدمي الرعاية الصحية تظل متسقة عالمياً».

وأوضح: «هناك إمكانية لتحقيق فوائد مماثلة في العالم العربي. ومع ذلك، من الضروري النظر في العوامل التنظيمية والثقافية المحلية، فضلاً عن نطاق ممارسة الصيادلة في كل بلد، عند تقييم إمكانية تعميم هذه النتائج».

وأضاف: «تسلط الدراسة الضوء على أهمية استكشاف الإمكانات غير المستغلة للصيادلة في مواجهة تحديات الصحة العامة، خصوصاً في المناطق ذات موارد الرعاية الصحية المحدودة. لذا تعد معالجة العوائق التنظيمية والمالية أمراً بالغ الأهمية للاستفادة الكاملة من قدراتهم باعتبارهم لاعبين رئيسيين في تقديم الرعاية الصحية».

وهو ما علق عليه الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة مصر الدولية: «يتطلب الأمر تعديل الإطار التنظيمي للسماح للصيادلة بالحصول على سلطة وصف الأدوية».

وأضاف أن توفير الصيدليات السريرية والصيدليات المجتمعية وإمكانية الوصول إليها في دولنا العربية من شأنه أن يلعب دوراً حاسماً في نجاح التدخلات التي يقودها الصيادلة، بالإضافة إلى عاملي التدريب والتعليم الكافيين.

واستطرد: «كما سيكون الوعي العام لقبول الوصفات الصيدلانية أمراً مهماً، إذ سيحتاج المرضى إلى الثقة في دور الصيادلة في إدارة صحتهم، كما يجب على المتخصصين في الرعاية الصحية، بمن في ذلك الأطباء، أن يكونوا متقبلين لهذا النموذج من الرعاية التعاونية».


مقالات ذات صلة

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

صحتك الدراسة تربط بين «المواد المُضافة للأغذية» وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني (رويترز)

دراسة: المواد المضافة للأغذية المُصنعة تزيد خطر الإصابة بالسكري

تنتشر «المواد المضافة للأغذية» في كل مكان هذه الأيام، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الارتفاع الكبير في استهلاك الأغذية المصنعة، فكيف تؤثر على صحتنا؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة للبهارات والأعشاب من (شاترستوك)

8 أعشاب وتوابل مفيدة للهضم في الصيف الحار

خلال أشهر الصيف الحارة والرطبة، قد يتباطأ الجهاز الهضمي، ويصبح خاملاً بسبب الحرارة والتوتر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك لماذا قد ترتبط أعراض انقطاع الطمث بالخرف؟ (جامعة روتشستر)

هل يؤثر انقطاع الطمث لدى النساء على صحة أدمغتهن؟

تُعدّ الهبات الساخنة والأرق وتقلبات المزاج جزءاً مزعجاً من انقطاع الطمث لدى كثير من النساء. لكن زيادة أعراض انقطاع الطمث قد تعني أيضاً تدهوراً في صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك انخفاض مستويات فيتامين «د» قد تسبب ضرراً لصحة العظام (رويترز)

8 علامات تحذيرية تُشير إلى انخفاض مستويات فيتامين «د» لديك

يُعد فيتامين «د» من أهم العناصر الغذائية، فهو ضروري للحفاظ على قوة العظام، وصحة الجهاز المناعي، والحيوية العامة... فما علامات نقصه في جسمك؟ وكيف تُعززه؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك امرأة باكستانية ترفع الأثقال في صالة للألعاب الرياضية (إ.ب.أ)

هل يمكن لرفع الأثقال حمايتك من الخرف؟

اعتباراً من عام 2021، قدَّر الباحثون أن نحو 57 مليون شخص حول العالم يُعانون من الخرف، وهي حالة عصبية تؤثر في ذاكرة الشخص.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)

الأوبرا المصرية تحتفي بأديب «نوبل» نجيب محفوظ

احتفالات مصرية بنجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)
احتفالات مصرية بنجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)
TT
20

الأوبرا المصرية تحتفي بأديب «نوبل» نجيب محفوظ

احتفالات مصرية بنجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)
احتفالات مصرية بنجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)

تحت لافتة «محفوظ في القلب»، تحتفي الأوبرا المصرية بأديب «نوبل» نجيب محفوظ، عبر عدة فعاليات. بينها عرض أفلام تسجيلية عن مسيرته، ومعرض لفن الكاريكاتير حول محفوظ وأدباء «نوبل» حول العالم، فضلاً عن مجموعة ندوات في مواقع مختلفة لمناقشة أعمال الأديب الراحل.

وأعلنت وزارة الثقافة المصرية إطلاق فعالية «محفوظ في القلب... لعزّة الهوية المصرية»، متضمنة سلسلة من الأنشطة تنظمها في كل مواقعها للاحتفاء بالأديب الكبير نجيب محفوظ يومي 16 و17 أبريل (نيسان) الحالي؛ «لتسليط الضوء على أحد رموز الأدب المصري، وتذكير الأجيال الجديدة بالدور البارز الذي لعبه الأديب الراحل نجيب محفوظ في تصوير المجتمع المصري في فترات مهمة، ليرسم أدبه خريطة معرفية عن التاريخ المصري وأحوال المجتمع خلال فترات مختلفة من تاريخ مصر»، وفق بيان للوزارة.

وتشارك دار الأوبرا المصرية في الاحتفالية بـ3 فعاليات ثقافية وفنية على مسارحها بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور، من بينها عرض فيلم وثائقي عن سيرة نجيب محفوظ، وتنظيم مؤتمر فكري بعنوان «نجيب محفوظ حدوتة مصرية» يتناول أعماله، ورصدها لخصوصية المجتمع المصري في القرن العشرين.

نجيب محفوظ في معرض للكاريكاتير بفعالية تحتفي به وبأدباء (نوبل) (الجمعية المصرية للكاريكاتير)
نجيب محفوظ في معرض للكاريكاتير بفعالية تحتفي به وبأدباء (نوبل) (الجمعية المصرية للكاريكاتير)

ويعرض مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية»، بالتعاون مع المركز القومي للسينما، فيلم «نجيب محفوظ ضمير عصره»، يليه صالون ثقافي بعنوان «نجيب محفوظ الحاضر دائماً»، ويستعرض جوانب محورية في سيرة الأديب العالمي نجيب محفوظ، متناولاً أبرز محطاته الحياتية وأهم أعماله الروائية.

وبالتزامن، يشهد مسرح أوبرا دمنهور فيلم «نجيب محفوظ ضمير عصره»، تعقبه ندوة حول تأثير كتابات نجيب محفوظ باعتبارها مرآة صادقة تعكس ملامح مصر وتاريخها السياسي والاجتماعي، وتستعرض أثر إبداعه في تشكيل الوعي الجمعي وترسيخ الهوية الوطنية.

ولد نجيب محفوظ في حي الجمالية بالقاهرة التاريخية عام 1911، ويعدّ من أهم الأدباء المصريين، وحصل على جائزة «نوبل» عام 1988، وقدم العديد من الأعمال الروائية التي تحولت إلى أفلام سينمائية من بينها «الحرافيش»، وثلاثية «قصر الشوق» و«بين القصرين» و«السكرية»، و«ثرثرة فوق النيل»، و«ميرامار»، و«السمان والخريف»، و«الكرنك»، و«زقاق المدق»، و«بداية ونهاية». ورحل محفوظ عام 2006 عن 95 عاماً.

ومن الفعاليات التي يتضمنها برنامج وزارة الثقافة، بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير، معرض يضم رسومات عن نجيب محفوظ وعدد من الأدباء الحائزين على جائزة «نوبل» للآداب تحت عنوان: «ثلاث قارات... ومحفوظ من مصر»، بقاعة آدم حنين بالهناجر في الفترة من 16 إلى 20 أبريل الحالي.

وأشار الفنان فوزي مرسي، منسق المعرض، إلى أن «نجيب محفوظ يعد واحداً من أعظم الأدباء الذين أنجبتهم مصر، وشكلت أعماله الفنية حجر الزاوية للأدب المعاصر، لقدرته الفائقة على تجسيد الواقع المصري بمختلف تفاصيله الثقافية والاجتماعية والسياسية، وتحويله إلى نصوص أدبية تنبض بالحياة».

جانب من فعاليات الاحتفاء بنجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من فعاليات الاحتفاء بنجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)

وأوضح مرسي لـ«الشرق الأوسط» أن المعرض المقرر تنظيمه سيشارك فيه عدد من رسامي الكاريكاتير من مصر و20 دولة أجنبية؛ تكريماً لنجيب محفوظ بوصفه قيمة فنية كبيرة على مستوى العالم»، مضيفاً أن «المعرض سيتضمن أعمالاً عن حصول محفوظ على (نوبل)، بالإضافة لعرض أعمال فنية عن أدباء حصلوا على (نوبل) في قارتين أخريين هم: الشاعر الهندي رابندرانات طاغور، أول غير أوروبي يفوز بجائزة (نوبل) عام 1913، والكاتب الياباني كنزابورواوي الحاصل على جائزة (نوبل) للآداب عام 1994، وياسوناري كاواباتا الحاصل على جائزة (نوبل) عام 1968، والروائي الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيز، الحاصل على جائزة (نوبل) عام 1982».

ولفت مرسي إلى أن فعالية «محفوظ في القلب» هي المحطة الثالثة التي تشارك فيها الجمعية المصرية للكاريكاتير في احتفاء وزارة الثقافة بالرموز الفنية والثقافية في مصر، بعد الاحتفاء بالفنان الكبير شادي عبد السلام من خلال فعالية «يوم شادي... لتعزيز الهُوِيَّة المصرية». تلاها تكريم الشاعر والفنان الكبير صلاح جاهين في إطار فعالية «عمنا... صلاح جاهين».