رحيل ماثيو بيري «يُفجع» نجوم «فريندز»... وتحية لـ«روحه الرقيقة المضطربة»

مَن أضحك العالم افترض الموت وعانى القلق الشديد «كل ليلة»!

ماثيو بيري أضحك الملايين حول العالم ولقي موتاً غامضاً (رويترز)
ماثيو بيري أضحك الملايين حول العالم ولقي موتاً غامضاً (رويترز)
TT

رحيل ماثيو بيري «يُفجع» نجوم «فريندز»... وتحية لـ«روحه الرقيقة المضطربة»

ماثيو بيري أضحك الملايين حول العالم ولقي موتاً غامضاً (رويترز)
ماثيو بيري أضحك الملايين حول العالم ولقي موتاً غامضاً (رويترز)

بحزن شديد، نعى نجوم «فريندز» الممثل ماثيو بيري، وقالوا إنهم «فُجعوا تماماً» لوفاته... هو الذي أدّى شخصية صديقهم «تشاندلر بينغ» في المسلسل الشهير، بروح الدعابة اللاذعة لديها والموهبة الساخرة وافتقارها إلى الثقة بالنفس.

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن جنيفر أنيستون، وكورتني كوكس، وليزا كودرو، ومات لوبلان، وديفيد شويمر، قولهم في بيان مشترك، هو الأول لهم منذ وفاة النجم: «فُجعنا جميعاً تماماً بسبب فقدان ماثيو»، فقد «كنّا أكثر من مجرّد زملاء في موقع التصوير. نحن عائلة».

الأصدقاء مفجوعون لرحيل ماثيو بيري الصادم (رويترز)

ومنذ وفاة الممثل عن 54 عاماً، الذي عثر عليه مساعده فاقداً للوعي (السبت) في جاكوزي منزله بلوس أنجليس، التزم رفاقه في شلّة الأصدقاء الشهيرة الصمت حيال هذا النبأ الصاعق.

وأوضحوا في بيانهم: «كلام كثير يمكن قوله، لكن في الوقت الحالي سنتوقف لحظة للحزن ولاستيعاب هذه الخسارة التي لا يمكن فهمها». وأضافوا: «نوجّه أفكارنا وحبنا إلى عائلة (ماتي) وأصدقائه وكل مَن أحبّوه في العالم»، علماً بأن ماثيو بيري عانى لسنوات إدمانه على مسكنات الألم والكحول، ولم يُعرف بعد سبب وفاته غير المتوقَّعة.

في وداع ماثيو... ورود ورسائل بخط اليد (وكالة حماية البيئة)

شكّل مسلسل «فريندز» الكوميدي، الذي بُث بين عامي 1994 و2004، ظاهرة ثقافية حقيقية، وترك بصمته على جيل كامل من المشاهدين. وهو يروي مغامرات مجموعة من الأصدقاء؛ رايتشل، ومونيكا، وفيبي، وجوي، وروس وتشاندلر في نيويورك، تتخلّلها علاقات رومانسية بينهم، لا سيما بين مونيكا وتشاندلر، والتطورات التي لا تنتهي بين رايتشل وروس.

لم تقتصر الصدمة على أبطال المسلسل فحسب، بل شملت مؤلّفَيْه مارتا كوفمان وديفيد كرين أيضاً، فقالا في بيان مشترك مع المنتج التنفيذي للمسلسل كيفن برايت: «نشعر بالصدمة والحزن العميق... لا يزال الأمر يبدو مستحيلاً». وكان تقاطر عدد من محبّي «فريندز» (الأحد) إلى محيط المبنى السكني الذي ظهرت لقطات خارجية منه في المسلسل الشهير والواقع في نيويورك، لتوجيه تحية إلى بيري. وهو، بالإضافة إلى دوره في «فريندز» الذي حقّق بفضله شهرة عالمية واسعة، أدّى دور البطولة في أفلام مثل «فولز راش إن» و«ذي هول ناين ياردز».

وخلف الكاميرا، كافح الممثل سنوات طويلة للتخلّص من مشكلاته المرتبطة خصوصاً بالإدمان. ففي مذكراته التي نُشرت العام الماضي، أكد خضوعه لـ65 جلسة للعلاج من إدمان الكحول، وإنفاق أكثر من 9 ملايين دولار لهذه الغاية. كما خضع لجراحات تتعلّق بمشكلات إدمانه للمخدرات، بما فيها جراحة قولون استمرت 7 ساعات عام 2018، حتى إنه قال يوماً: «كان يُفترض أن أموت».

وخلال ظهور تلفزيوني أخيراً، فاجأ الجمهور باعترافه بأنه كان يعاني القلق الشديد «كل ليلة» أثناء تصوير «فريندز». وأفاد موقع «تي إم زي» المتخصّص في أخبار المشاهير بأنه لم يُعثر على أي مخدرات في مكان وفاة الممثل، فيما عُثر على مضادات للاكتئاب وأدوية مضادة للقلق في منزله.

ورود لمَن زيّن الأمسيات بالضحكة الحلوة (وكالة حماية البيئة)

وداع الأحبة: «شكراً على كل الضحكات»

وفي سياق متصل، توافد عدد من محبّي «فريندز» (الأحد) إلى محيط المبنى السكني الذي ظهرت لقطات خارجية منه في المسلسل الشهير والواقع في نيويورك، لتوجيه تحية إلى بيري. وعادة ما يزور محبو المسلسل هذه المنطقة السياحية الأنيقة والعصرية في مانهاتن، للاطّلاع على هذا المبنى النمطي لمدينة نيويورك والمُشيّد بطوب صغير مع ما يضمّه من سلالم طوارئ إلى أحد جوانبه.

وتكدّست باقات الزهور والرسائل المكتوبة بخط اليد على الرصيف أمام المبنى المكوّن من 6 طبقات، الذي يضمّ مطعماً في أسفله. وتحت أمطار خفيفة، توقّفوا دقائق للتأمل وتوجيه تحية للممثل، فتقول تايلور لانثير، وهي طالبة حقوق تبلغ 26 عاماً حضرت ومعها زهرة صفراء: «ماثيو بيري، لقد نشأتُ وأنا أشاهده في (فريندز)، كما أنّ والداي كانا يشاهدان المسلسل أيضاً». وتردّد الشابة عبارة كتبها أحد محبّي المسلسل في رسالة وُضعت على الأرض: «شكراً على كل الضحكات».

كلمات في وداع ماثيو بيري وشكره على الضحكات (رويترز)

ويُعّد «فريندز» الذي يُنتَقَد بشكل متكرّر بسبب المحيط المحدود الذي تتطوّر فيه الشخصيات الست الرئيسية المتحدّرة من نيويورك، مسلسلاً «يبعث على الراحة» لمشاهديه. تقول إيفا، وهي طالبة تبلغ 16 سنة تقيم في حي سوهو المجاور: «إنه عمل سلس، ومسلسل أشاهده عندما أكون حزينة أو إذا كنت أرغب في الضحك».

وإن صُوِّرت الحلقات في استوديوهات بكاليفورنيا، إلا أنّ المبنى الواقع في شارع «90 بيدفورد ستريت»، الذي يبيّن المسلسل أنّ عدداً من الشخصيات (مونيكا وتشاندلر وفيبي مثلاً) يقيمون فيه، بات أحد رموز نيويورك، على غرار مقهى «سنترال برك» الذي كان يجتمع فيه الأصدقاء الستة.

ويقول كريس تريبيل، وهو مرشد يقود جولات تتمحور على المسلسلات والأفلام في المدينة: «أنا متأكد من أنّ ثمة أشخاصاً انتقلوا إلى نيويورك بسبب المسلسل، ومن أجل الجانب المغامر والرومانسي من حياة العزوبية في العشرينات من العمر بهذه المدينة».

وكان من المقرّر أن يزور مع مجموعته محيط المبنى الشهير، لكنّ وفاة بيري جعلته يشعر بالاضطراب. يقول: «لقد رحل مبكراً جداً (...) كان يكتب ببراعة، وكان ممثلاً مضحكاً، ولا يزال بإمكانه تقديم المزيد».

محيط المبنى السكني في نيويورك الذي ظهرت لقطات خارجية منه في المسلسل (وكالة حماية البيئة)

عزاء... وترودو لن ينسى ملعب المدرسة

سبّب رحيل بيري صدمة في الوسط الفني ولدى محبّيه، من هوليوود وصولاً إلى كندا التي يتحدّر منها النجم.

وفي هذا السياق، علّق رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بمنشور عبر منصة «إكس»: «إن رحيل ماثيو بيري محزن ومفجع. لن أنسى مطلقاً ألعابنا في ملعب المدرسة، وأنا أدرك أنّ الناس في مختلف أنحاء العالم لن ينسوا البهجة التي وفّرتها لهم»، علماً بأن بيري مولود في ولاية ماساتشوستس في شمال شرقي الولايات المتحدة عام 1969، لوالدين من كندا والولايات المتحدة. وقد نشأ بين مونتريال ولوس أنجليس. والدته صحافية كندية عملت لدى رئيس الوزراء الأسبق بيار ترودو، بينما والده ممثل.

وأيضاً، وصفت الممثلة ميرا سورفينو التي أدّت دور البطولة مع بيري في الفيلم التلفزيوني «بارالل لايفز» عام 1994، الراحل بأنه «صاحب روح رقيقة ومضطربة». أما المغنية البريطانية أديل فأهدته أغنية خلال حفل لها في لاس فيغاس مساء السبت. وقالت: «سأتذكر هذه الشخصية لبقية حياتي».

بدورها، قالت الممثلة سلمى بلير في صفحتها عبر «إنستغرام»: «أنا محطّمة وحزينة. أحلام سعيدة ماتي»، مشيرة إلى أنه كان «أقدم صديق» لها.

أما شبكة «إن بي سي» فقالت إنّ بيري «أسعد مئات ملايين الأشخاص حول العالم بعمله الكوميدي المذهل وبروح الدعابة اللاذعة لديه»، مضيفة: «سيستمر إرثه لأجيال عدة». يُذكر أنّ بيري غير متزوّج، وهو لم يفز بأي من جوائز «إيمي» الأميركية المرموقة، رغم ترشيحه لها 5 مرات.


مقالات ذات صلة

وَصْف الخبز المكسيكي بـ«القبيح» يُفجّر جدلاً على وسائل التواصل

يوميات الشرق الخبز أكثر من طعام... لغة انتماء (أ.ب)

وَصْف الخبز المكسيكي بـ«القبيح» يُفجّر جدلاً على وسائل التواصل

أثار انتقاد صريح وجَّهه خباز بريطاني للخبز المكسيكي موجة واسعة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، انتهت باعتذار علني.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
يوميات الشرق صدفة تُغيّر المصير (إنستغرام)

ألماسة نادرة تُبدّل حياة صديقَيْن في الهند

في صباح شتوي حديث بمنطقة بانا، إحدى مناطق تعدين الألماس وسط الهند، حقَّق صديقان منذ الطفولة اكتشافاً يعتقدان أنه قد يُغيّر حياتهما إلى الأبد...

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق «جوراسيك بارك» يعود بصيغة علمية (جامعة فلوريدا)

بعوض فلوريدا يستعيد مشهداً من «جوراسيك بارك» لكن بلا ديناصورات

اليوم، يقول باحثون في ولاية فلوريدا إنهم أنجزوا أمراً مُشابهاً لما حدث في فيلم «حديقة الديناصورات» (جوراسيك بارك) الشهير الذي عُرض عام 1993...

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)
يوميات الشرق الدكتور محمود خان الرئيس التنفيذي لمؤسسة هيفولوشن (تصوير تركي العقيلي - الشرق الأوسط) play-circle 00:45

تقرير: السعودية الثانية عالمياً مع أميركا من حيث الاستثمار في «الشيخوخة الصحية»

أكدت مؤسسة «هيفولوشن»، في نسختها الثانية من «التقرير العالمي الصحي 2025» في الرياض أمس، أن العالم يشهد طلباً متزايداً على الشيخوخة الصحية.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
صحتك العمر يتقدّم لكنّ الحركة لا تفقد معناها (شاترستوك)

بعد الخامسة والثلاثين... الجسد يبدأ العدّ التنازلي

تصل القدرة البدنية للإنسان إلى ذروتها في سنّ الـ35 عاماً، وتبدأ في التدهور بعد ذلك بوقت قصير، وفق دراسة استمرَّت عقوداً...

«الشرق الأوسط» (لندن)

الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
TT

الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

استقبلت دار الأوبرا المصرية احتفالات الكريسماس لهذا العام بحفل غنائي في مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية» تضمن عزف مقطوعات موسيقية من أشهر الأعمال الكلاسيكية العالمية المرتبطة بعيد الميلاد والعام الجديد، وكذلك الترنيمات والأغاني المرتبطة بهذه المناسبة.

الحفل الذي قدمته فرقة أوبرا القاهرة، الجمعة، تحت إشراف مديرها الفني عماد عادل احتفالاً بالكريسماس بمصاحبة عازف البيانو مينا حنا وأخرجه حازم طايل، شهد حضوراً جماهيرياً حاشداً، كما حضره رئيس دار الأوبرا، الدكتور علاء عبد السلام، والقنصل التركي بالإسكندرية، دينيز جانكايا، ونائبها علي مرتجان كيليتش، وفق بيان لدار الأوبرا المصرية.

وخلال الحفل الذي مزج بين الموسيقى والأغاني، جاءت الأصوات الفريدة لنجوم الفرقة لتعبر عن أجواء عيد الميلاد، وما تحمله المناسبة من فرحة ودعوة للسلام والمحبة، وتفاعل الحشد الجماهيري الذي امتلأت به مقاعد المسرح التاريخي، وأجاد النجوم ليلى إبراهيم، أحمد الشيمي، جيهان فايد، عزت غانم، مينا رافائيل، أسامة علي، إيمان مصطفى، منى رفلة في أداء أغانٍ من بينها «فليحفظكم الله سعداء»، و«القديسة مريم»، و«ليلة مقدسة»، و«عيد الميلاد الثلجي»، و«إنه عيد الميلاد»، و«بشائر عيد الميلاد»، و«أيا مؤمنون»، و«فلتجلجل الأجراس بقوة»، و«الجليد الأبيض»، و«فلتنعم بعيد ميلاد سعيد»، و«أغنية الأجراس»، و«العذراء تغسل ملابس الطفل وهو نائم»، و«إنه أجمل وقت في السنة»، و«عيد ميلاد مجيد»، و«فلتسقط الثلوج»، و«شجرة الكريسماس».

جانب من حفل الكريسماس بمسرح سيد درويش بالإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

وعدّ رئيس الأوبرا الحفل «يمثل نغمة تفاؤل ورمزاً للرسالة التي يحملها الفن بمختلف صوره والمتضمنة قيم السلام والمحبة»، مشيراً إلى قدرة الموسيقى على جمع القلوب حول مبادئ الخير والجمال.

وكانت وزارة الثقافة المصرية أعلنت عن احتفالات بمناسبة الكريسماس في العديد من مواقعها الثقافية، خصوصاً حفلات الأوبرا، ومن بينها حفل للفنانة نيفين علوبة، بمسرح الجمهورية «وسط القاهرة»، الأحد، يتضمن تقديم مختارات من الأعمال الغنائية العالمية التي عبرت عن هذه المناسبة منها «وقت الكريسماس»، و«نخبكم» من أوبرا كارمن، و«أغنية الكريسماس»، و«شروق... غروب»، و«السلام عليك يا مريم»، و«الفتاة الصغيرة الجميلة»، و«روك أجراس الميلاد»، و«شتاء ساحر»، و«ليلة صامتة»، و«الحلم المستحيل»، و«وقت المرح»، و«أشتاق للجبال»، و«الحياة سهلة»، و«قائمة أمنيات عيد الميلاد»، وغيرها.

ويشارك بالأداء خلال الحفل كارما باسم، وجورج جمال، وحسين حواس، وأندرو عطية، وسراج محمود، وفريدة بركات، وكريستين مجدي، ولوريت، وعمر وردة، ولانا بن حليم، وجورج جمال، وسارة شريف، وزينة، وإيفا البارودي، وكيرولوس محب.

كما أعلنت الأوبرا عن تقديم حفل لأوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي، بمشاركة الميتزوسوبرانو جالا الحديدي مع كورال كابيلا، بمناسبة الكريسماس على المسرح الكبير بالأوبرا، السبت، متضمناً العديد من المقطوعات الموسيقية العالمية لروسيني وهاندل وتشايكوفسكي وكالمان، والمرتبطة بأعياد الميلاد والكريسماس.


ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
TT

ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)

تتميز حيوانات الكنغر بشكلها الفريد وأسلوب حركتها المميز. عند السرعات المنخفضة، تستخدم هذه الحيوانات مشية خماسية الأرجل؛ حيث تلامس أطرافها الأمامية والخلفية وذيلها الأرض، بينما عند السرعات العالية تستخدم مشيتها المميزة بالقفز، ويمتد هذا التميز ليشمل مقدار الطاقة المستهلكة المطلوبة لاتخاذ هذه الحركات، وفق نتائج دراسة جديدة.

حقق فريق الدراسة من جامعة صن شاين كوست الأسترالية، تقدماً ملحوظاً في فهم كيفية زيادة سرعة قفز الكنغر دون تكبّد تكلفة إضافية من الطاقة المبذولة.

وأظهرت دراستهم، المنشورة في مجلة «إي لايف (eLife)» أن تغير وضعية الكنغر عند السرعات العالية يزيد من إجهاد أوتار القدم ومن عملية تخزين الطاقة واستعادتها، وأن عملية التخزين والاستعادة المتزايدة للطاقة تعادل القوة العضلية المطلوبة عند زيادة السرعة.

توضح لورين ثورنتون، الباحثة الرئيسية في الدراسة من كلية العلوم والتكنولوجيا والهندسة، جامعة صن شاين كوست، أن فرضية «تكلفة توليد القوة»، التي تم تطويرها في دراسة سابقة، «تشير إلى أنه كلما زادت سرعة حركة الحيوانات وقلّ زمن ملامستها للأرض، زادت تكلفة الطاقة المبذولة، لكن حيوانات الكنغر تخالف هذا الاتجاه».

وتضيف: «لا تزال الآليات الكامنة وراء قدرة حيوانات الكنغر على فصل سرعة قفزها عن تكلفة الطاقة غير واضحة، لذلك شرعنا في معالجة هذا الأمر من خلال دراسة حركة أطرافها الخلفية، والقوى التي تؤثر على هذه الحركة أثناء قفزها بسرعات مختلفة».

يقول محررو «eLife» إن البحث يقدم أدلة دامغة للمساعدة في الإجابة عن هذا السؤال الذي طال أمده في ميكانيكا الحركة الحيوية، ويمهد الطريق لمزيد من الدراسات للتحقق بشكل أدق من كيفية ارتباط سرعات قفز الكنغر بالتكلفة الأيضية للطاقة.

ابتكرت ثورنتون وزملاؤه نموذجاً ثلاثي الأبعاد للجهاز العضلي الهيكلي للكنغر، بالاعتماد على بيانات التقاط الحركة ثلاثية الأبعاد ولوحة قياس القوة - المتعلقة بالقوة المبذولة على الأرض أثناء القفز - لتحليل حركات الكنغر الأحمر والرمادي.

باستخدام هذا النموذج، قيّموا كيفية تأثير كتلة جسم الحيوان وسرعته على شكله وحركته أثناء القفز، وما يرتبط بها من إجهاد على أوتار عضلات بسط الكاحل؛ وجهد الكاحل المبذول.

وكشفت تحليلاتهم أن وضعية الطرف الخلفي للكنغر تتغير بتغير كتلة الجسم وسرعته، وأن الطرف الخلفي كان أكثر انحناءً مع زيادة سرعة الحركة.

وأظهر تحليل طاقة مفاصل الكنغر أن معظم العمل والطاقة التي يبذلها الحيوان في كل قفزة في الطرف الخلفي تُؤدى بواسطة مفصل الكاحل. ومع ازدياد انحناء الطرف الخلفي مع زيادة السرعة، انخفضت الطاقة الحركية المرنة للكاحل.

تقول ثورنتون: «وجدنا أنه كلما زادت سرعة قفز الكنغر، زاد انحناؤه، ويعود ذلك أساساً إلى تغيير زوايا مفصلي الكاحل ومشط القدم السلامي، مما يُقلل من الطاقة الحركية المرنة للكاحل. ونتيجة لذلك، يزداد إجهاد وتر أخيل، وبالتالي تزداد كمية الطاقة المرنة التي يمكنه تخزينها وإعادتها في كل قفزة».

وتضيف: «وجدنا أن هذا يساعد الكنغر على الحفاظ على نفس مقدار صافي العمل عند الكاحل، ونفس مقدار العمل العضلي، بغض النظر عن السرعة».


حزن في الوسط الفني المصري لرحيل الوجه الأرستقراطي سمية الألفي

سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
TT

حزن في الوسط الفني المصري لرحيل الوجه الأرستقراطي سمية الألفي

سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)

خيَّمت حالة من الحزن على الوسط الفني بمصر، السبت، لرحيل الفنانة سمية الألفي، التي توفيت بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 72 عاماً، وصدم الخبر محبيها وأصدقاءها لكونه يأتي بعد وقت قصير من ظهورها في كواليس تصوير فيلم نجلها أحمد الفيشاوي «سفاح التجمع» قبل أسابيع قليلة.

ووُري جثمان الراحلة الثرى بمقابر العائلة بحضور عدد من أصدقائها وأقاربها وغياب نجلها أحمد الفيشاوي الموجود خارج مصر، بينما سيكون حاضراً لمراسم العزاء المقرر إقامتها مساء الاثنين بمسجد عمر مكرم (وسط القاهرة) حسبما أعلنت «نقابة الممثلين».

ونعى وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، الراحلة، مؤكداً أنها كانت ذات «مسيرة فنية متميزة، وأسهمت بأعمالها المتنوعة في إثراء المشهد الفني المصري وترك بصمة خاصة لدى الجمهور من خلال أدوار مختلفة».

تشييع جثمان سمية الألفي (الشرق الأوسط)

وُلدت سمية يوسف أحمد الألفي في 23 يوليو (تموز) 1953 بمحافظة الشرقية في دلتا مصر، وتخرجت في كلية الآداب، قسم علم الاجتماع، وبدأت مسيرتها الفنية في سبعينات القرن الماضي عبر المسرح، ثم انتقلت إلى التلفزيون، لتنطلق في مسيرة قدمت خلالها عشرات الأعمال المتنوعة بين الدراما التلفزيونية في المسلسلات والسهرات، أو المسرحيات، بالإضافة إلى بعض المشاركات السينمائية.

وشكَّلت مشاركتها في مسلسل «ليالي الحلمية» بشخصية «البرنسيسة نورهان» نقطة تحول في مسيرتها الفنية، وقدّمت نموذج المرأة الأرستقراطية المرتبطة بزمن اجتماعي يتغير، بينما برزت بأكثر من عمل درامي، من بينها «الراية البيضاء». وغابت الألفي في السنوات الأخيرة مفضِّلةً الابتعاد عن الوسط الفني بسبب مشكلات صحية.

على المستوى الشخصي، تزوجت سمية الألفي الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، وأنجبت منه ابنيهما أحمد وعمر، وبعد انفصالهما، تزوجت الملحن مودي الإمام، ثم المخرج جمال عبد الحميد، والفنان مدحت صالح، لكنها جميعها كانت زيجات قصيرة.

ورافقت الألفي والد ابنيها، فاروق الفيشاوي، في محنة مرضه وإصابته بالسرطان، وخلال رحلة العلاج كانت إلى جواره، ووصفته بأنه «حب عمرها» في تصريحات إعلامية عدة.

ونعى عدد من الفنانين والنقاد الراحلة عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينهم الفنان إدوارد، والإعلامية وفاء الكيلاني، والناقد طارق الشناوي، مقدمين العزاء لعائلتها ونجليها.

وقالت الناقدة ماجدة خير الله لـ«الشرق الأوسط» إن «مسيرة سمية الألفي لم تكن طويلة زمنياً، وكانت قادرةً على الاستمرار لفترة أطول، لكنها فضَّلت الانسحاب والابتعاد لأسباب تخصها»، مشيرة إلى أنها «قدَّمت أدواراً جيدة ومؤثرة، لكنها لم تحصل على فرص بطولة رغم استحقاقها لها».

شاركت سمية الألفي بعدد كبير من الأعمال (المركز الكاثوليكي للسينما)

وأشارت إلى أن من أبرز أعمالها المسرحية «الأيام المخمورة» مع خالد الصاوي التي قُدِّمت في نهاية التسعينات، لافتة إلى أن السينما لم تكن المساحة الأوسع في مسيرتها، لكن تميُّزها الحقيقي كان في تقديم الأدوار الأرستقراطية بشكل غير مفتعل.

هذا الرأي دعمه الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «سمية الألفي، منذ نهاية السبعينات، احتفظت بخط فني واضح، تَمثَّل في أداء الشخصية الجادة أو (الهانم) وهو خط برز في أعمالها التلفزيونية، خصوصاً في (ليالي الحلمية) و(الراية البيضاء)»، مشيراً إلى أن الأخير منحها فرصة لإظهار موهبتها بشكل أكبر مع كثرة التحولات التي مرَّت بها الشخصية والمساحة التي شغلتها بالأحداث.

وأوضح سعد الدين أنها قدَّمت أدواراً مميزة في أعمال مثل «العطار والسبع بنات» مع نور الشريف، ولم تخشَ تقديم مرحلة عمرية متقدمة، مؤكداً أن جزءاً من تميُّز مسيرتها الفنية اعتمد على دقتها في اختيار أدوارها.