مصممة سعودية تحيي التراث الثقافي من خلال الموضة الصغيرة

ملابس تراثية للأطفال من مجموعة المصممة السعودية فاطمة العبادي (الشرق الأوسط)
ملابس تراثية للأطفال من مجموعة المصممة السعودية فاطمة العبادي (الشرق الأوسط)
TT

مصممة سعودية تحيي التراث الثقافي من خلال الموضة الصغيرة

ملابس تراثية للأطفال من مجموعة المصممة السعودية فاطمة العبادي (الشرق الأوسط)
ملابس تراثية للأطفال من مجموعة المصممة السعودية فاطمة العبادي (الشرق الأوسط)

تشهد صناعة تصميم أزياء الأطفال تطورات مستمرة في عالم الموضة، ومن بين هذه التطورات الملفتة، هو انتعاش الاهتمام بالتراث والثقافة العريقة. ويُكرّم التراث والتقاليد في تصميم أزياء الأطفال، حيث تُدمج لمسات تراثية مع الأسلوب الحديث، مما يخلق أزياءً فريدة ومميزة تعكس الثقافات المختلفة وتعزز الارتباط بالموروث الثقافي.

ويسعى العديد من مصممي أزياء الأطفال إلى تحقيق التوازن بين التصميم الجمالي والاهتمام بالاستدامة، من خلال استخدام المواد العضوية والمستدامة في تصنيع الملابس، مع الحفاظ على التقنيات والمواد التقليدية التي تُستخدم في صنع الأزياء التراثية.

تقول فاطمة العبادي، مصمّمة أزياء الأطفال لـ«الشرق الأوسط»، إن تصميم أزياء الأطفال بلمسات تراثية يساهم في تعزيز الهوية الثقافية والانتماء لديهم، فيمكن لهم أن يعبّروا عن ثقافتهم وأصولهم من خلال ارتداء الملابس التي تحمل العناصر التراثية المميزة، وهو ما يشعرهم بالفخر والثقة بأنفسهم عندما يرتدون ملابس تعكس تراثهم وتاريخهم الثقافي.

الحذاء التراثي السعودي بتصاميم عصرية للأطفال (الشرق الأوسط)

وتقدم فاطمة للأطفال من فئة أشهر وحتى عمر 12 سنة، ملابس عصرية لكل المناسبات الوطنية والأعياد منفردة في التصاميم عن أحدث موضات عالم الأزياء. استوحت فكرتها عام 2016 عندما بحثت لأبنائها عن تصاميم ملابس وطنية مميزة ولم تجد، وطرأت على بالها حينها، فكرة تصميم ثياب خاصة بهم، استلهمت فكرتها وزخارفها من التراث الثقافي المحلي.

وشاركت فاطمة العبادي بمجموعة تصاميم للأطفال متنوعة للثوب والسديري والدقلة السعودية والحذاء التراثي المعروف تقليدياً بـ«المداس»، في معرض «كلاسي إكسبو» للمجوهرات والعطور والأزياء المقام في مدينة جدة (غرب السعودية)، تحت شعار «مكان فيه كل شيء يشبهك»، برعاية غرفة جدة وغرفة مكة، ويضمّ تجارب شبابية سعودية جديدة وعلامات تجارية محلية وخليجية.

تقول فاطمة: «تصاميمي مستوحاة من العمق الفكري الموجود داخل جميع البشر، وهو يُيرمج ويُهندس عبر رسم التصميم ومن ثَمّ التنفيذ المباشر، من خلال تناسق الألوان وتركيبتها والتصميم الخارج عن المألوف، وانتقاء هذا العمل يعكس علينا جمال ما نقوم به ونقدمه لعملائنا، فالتصاميم التي نقدمها تعطي إحساساً بالتّميز والانفراد، إذ إنه لا يشبه غيره، لذلك (تومي فاشن) اليوم، موجودة لإنشاء عالم من الأزياء المتخصصة بالتميز».

ويمثل تصميم أزياء الأطفال بلمسات تراثية اتجاهاً مستداماً وجمالياً في صناعة الموضة.

ولارتداء الملابس التي تحمل العناصر التراثية للأطفال أهميات عدّة، من بينها، تعزيز الهوية الثقافية ومساعدتهم على فهم وتقدير تاريخهم الثقافي والتواصل معه، والمحافظة على التراث الثقافي، وتعزيز التنوع الثقافي والتعايش بين الثقافات المختلفة، كما أن هذا النوع من الملابس يخلق فرصة للأطفال من مختلف الخلفيات الثقافية أن يتعرفوا على ثقافات بعضهم بعضاً ويحترموا هذا التنوع، وهو ما سيسهم في بناء مجتمع متعدد الثقافات ومتسامح.


مقالات ذات صلة

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)

الرياض... لقاء الثقافة والأناقة

غالبية العروض في الدورة الثانية من أسبوع الرياض منحتنا درساً ممتعاً في كيف يمكن أن تتمازج الثقافة والهوية بروح الشباب التواقة للاختلاف وفرض الذات.

جميلة حلفيشي (لندن)

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير
TT

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

في إنجاز عالمي جديد، تُوّج تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير» خلال حفل جوائز «MENA Effie Awards 2024»، تقديراً لإسهاماته البارزة في دعم وتطوير قطاع الترفيه في المملكة.

وتعد جائزة «MENA Effie Awards» من أبرز الجوائز في مجال تقييم التأثير والإنجازات الإبداعية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تسلط الضوء على الشخصيات التي قدمت مساهمات استثنائية وذات تأثير عميق خلال العقد الأخير.

وقال آل الشيخ عبر حسابه الشخصي على منصة «إكس»: «هذه جائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير خلال حفل (MENA Effie Awards 2024)، في موسم الرياض بدعم القائد الملهم حفظه الله وكل الشكر والتقدير لأبناء وطني الغالي على دعمهم للوصول إلى هذه الجائزة العالمية... هم سر النجاح».

ويُعد فوز آل الشيخ بالجائزة تأكيداً لمكانته بوصفه واحداً من أبرز القيادات المؤثرة عالمياً في قطاع الترفيه، وشهادة على نجاح السعودية في وضع بصمتها في المجالات الثقافية والترفيهية على الساحة الدولية.

وسبق لتركي آل الشيخ أن حقق المركز الأول في تصنيف «ESPN» العالمي، وذلك في إطار تأثيره اللافت في فنون الملاكمة وفنون القتال المختلطة ومصارعة المحترفين، بعدما جعل السعودية مكاناً يحتضن البطولات الرياضية الكبرى، ويستقطبها مثل مباريات المصارعة الحرة (WWE)، بشراكة طويلة الأمد تمتد 10 سنوات مع الاتحاد الدولي للمصارعة.

وجاء نيل آل الشيخ لجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير خلال حفل النسخة الـ15 من الجائزة الذي أُقيم ضمن فعاليات موسم الرياض 2024، وهي المرة الأولى التي يقام فيها الحفل في السعودية للجائزة التي تحتفي بالابتكار والتميز في قطاع التسويق والإعلان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وشهد قطاع الترفيه في السعودية تحت قيادة آل الشيخ، إطلاق مبادرات رائدة، منها موسم الرياض الترفيهي الأكبر عالمياً، الذي استقطب ملايين الزوار من داخل السعودية وخارجها، وحقق أرقاماً قياسية في حجم الفعاليات والعوائد الاقتصادية. كما نجح في استقطاب أبرز الأحداث الفنية والرياضية والثقافية العالمية، مما عزز من صورة السعودية بوصفها عاصمة للترفيه في المنطقة.

وبفضل الجهود التي قادها آل الشيخ في هيئة الترفيه، ساهمت الهيئة في تعزيز جودة الحياة في البلاد، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، من خلال خلق بيئة ترفيهية عالمية المستوى تدعم الاقتصاد الوطني وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

ومنذ أن بدأت أعمال موسم الرياض 2024 الذي أطلقه تركي آل الشيخ في أكتوبر (تشرين الأول)، شهد الموسم الترفيهي حضوراً لافتاً من الزوار من مختلف أنحاء العالم، إذ نجح في جذب نحو 6 ملايين زائر في أقل من شهر من انطلاقته، محققاً بذلك رقماً قياسياً يدلل على حجم إقبال الجمهور المحلي والدولي.

وشهد الموسم الترفيهي، تنظيم آلاف الفعاليات المتنوعة، بما في ذلك الحفلات الموسيقية، والمعارض الفنية، والعروض المسرحية، والأنشطة الترفيهية المناسبة لجميع الفئات العمرية في الوقت الذي يضم الموسم 5 مناطق رئيسية، هي: بوليفارد وورلد، والمملكة أرينا، وبوليفارد سيتي، وThe Venue، وحديقة السويدي. وتقدم كل منطقة تجربة فريدة للزوار، في الوقت الذي حقق الموسم رقماً قياسياً في أسبوعه الأول، حيث بلغ عدد الزوار مليونين، مما يعكس الشغف الكبير بالموسم الذي ينتظره الجمهور سنوياً.

ويستمر موسم الرياض 2024 في تقديم المزيد من الفعاليات والأنشطة المميزة، مع توقعات بزيادة أعداد الزوار في الأسابيع المقبلة، مما يعزز مكانة الرياض بوصفها وجهة ترفيهية عالمية.