دراسة: القمر أقدم بملايين السنين مما يُعتقد

القمر من الممكن ان يكون قد نشأ من الحطام الناتج عن تعرض الأرض لضربة خاطفة من قبل جسم كوكبي بحجم المريخ (رويترز)
القمر من الممكن ان يكون قد نشأ من الحطام الناتج عن تعرض الأرض لضربة خاطفة من قبل جسم كوكبي بحجم المريخ (رويترز)
TT

دراسة: القمر أقدم بملايين السنين مما يُعتقد

القمر من الممكن ان يكون قد نشأ من الحطام الناتج عن تعرض الأرض لضربة خاطفة من قبل جسم كوكبي بحجم المريخ (رويترز)
القمر من الممكن ان يكون قد نشأ من الحطام الناتج عن تعرض الأرض لضربة خاطفة من قبل جسم كوكبي بحجم المريخ (رويترز)

أظهرت دراسة جديدة أن القمر أكبر بـ40 مليون سنة مما كان يعتقده العلماء سابقاً.

وقام الباحثون بتحليل البلورات التي جلبها رواد فضاء مهمة «أبولو» بين عامي 1969 و1972 لتحديد وقت تكوين القمر، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».

خلال مهمات «أبولو»، جمع رواد الفضاء الصخور والحصى والرمل والغبار من سطح القمر، واستخدمت في الدراسة عينات من الغبار القمري من مهمة «أبولو 17» الأخيرة المأهولة.

وتحتوي العينات على بلورات الزركون التي تشكلت منذ مليارات السنين، والتي يقول الباحثون إنها مؤشر رئيسي على الوقت الذي يجب أن يكون فيه القمر قد تشكل.

يعتقد العلماء أنه من الممكن أن يكون القمر قد نشأ من الحطام الناتج عن تعرض الأرض لضربة خاطفة من قبل جسم كوكبي بحجم المريخ تقريباً، وقد أدت الطاقة الناتجة عن الاصطدام إلى إذابة الصخور التي أصبحت في النهاية سطح القمر.

وتشير البلورات، وهي «أقدم المواد الصلبة المعروفة» التي تشكلت بعد الاصطدام العملاق، وفقا لفيليب هيك من جامعة شيكاغو، إلى أن عمر القمر لا يقل عن 4.46 مليار سنة.

وقال البروفيسور في نظريته حول تكون القمر «عندما كان السطح منصهراً بهذه الطريقة، لم تتمكن بلورات الزركون من التشكل والبقاء، لذا فإن أي بلورات على سطح القمر يجب أن تكون قد تشكلت بعد تبريد محيط الصهارة القمري».

وبما أن البلورات يجب أن تكون قد تشكلت بعد تبريد محيط الصهارة، فإن تحديد عمرها سيكشف عن الحد الأدنى لعمر القمر الممكن.

كانت الأبحاث السابقة قد اقترحت عمراً مبكراً للقمر، لكن هذه الدراسة تمثل أول استخدام للتصوير المقطعي للمسبار الذري - تحليل البنية على المستويات الذرية - للبلورة القمرية.

العالم ورائد الفضاء هاريسون شميت يستخدم أداة مخصصة لأخذ العينات القمرية ضمن مهمة «أبولو 17» (رويترز)

وقالت الدكتورة جينيكا غرير، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إنه تم شحذ العينة البلورية باستخدام مجهر شعاعي أيوني مركّز، ثم تم استخدام أشعة الليزر فوق البنفسجية لتبخير الذرات من الطرف.

وأضافت غرير «تنتقل الذرات عبر مطياف الكتلة، ومدى سرعة تحركها يخبرنا بمدى ثقلها، والذي بدوره يخبرنا مما تتكون».

والعديد من الذرات الموجودة داخل البلورات خضعت للتحلل الإشعاعي، وهي العملية التي من خلالها يتم التخلص من بعض البروتونات والنيوترونات.

لقد حدد العلماء المدة التي تستغرقها هذه العملية، ومن خلال النظر إلى نسبة ذرات اليورانيوم والرصاص المختلفة (التي تسمى النظائر) الموجودة في العينة، يمكنهم معرفة عمرها - مما يؤدي إلى استنتاج جديد حول عمر القمر.

وأضاف هيك، وهو أيضاً الأمين المسؤول عن مجموعات النيازك والجيولوجيا الفيزيائية في متحف حقل التاريخ الطبيعي في شيكاغو «إنه لأمر مدهش أن تكون قادراً على الحصول على دليل على أن الصخرة التي تحملها هي أقدم جزء من القمر لدينا... إنها نقطة ربط للعديد من الأسئلة حول الأرض. عندما تعرف عمر شيء ما، يمكنك أن تفهم بشكل أفضل ما حدث له في تاريخه».


مقالات ذات صلة

ترمب يكشف عن مرشحيه لتولي وزارات الخزانة والعمل والإسكان

الولايات المتحدة​ سكوت بيسنت مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب» يتحدث في مناسبة انتخابية للرئيس ترمب (رويترز)

ترمب يكشف عن مرشحيه لتولي وزارات الخزانة والعمل والإسكان

رشّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، سكوت بيسنت، مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب»، لتولي منصب وزير الخزانة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية.

المشرق العربي الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

قال مسؤول دفاعي أميركي إن قائداً كبيراً بـ«حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل بسوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ليندا مكماهون مرشحة دونالد ترمب لقيادة وزارة التعليم (أ.ب)

مرشحة ترمب لوزارة التعليم مُتهمة بـ«تمكين الاعتداء الجنسي على الأطفال»

لا تزال الاتهامات تلاحق الفريق الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب لتشكيل إدارته؛ حيث زعمت دعوى قضائية أن ليندا مكماهون سمحت بالاعتداء الجنسي على الأطفال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة مركّبة لدونالد ترمب وستورمي دانيالز (رويترز)

إرجاء إصدار الحكم في قضية ترمب بنيويورك إلى «أجل غير مسمى»

أمر القاضي في قضية الاحتيال المالي ضد دونالد ترمب، الجمعة، بتأجيل النطق بالحكم إلى أجل غير مسمى، ما يمثل انتصاراً قانونياً للرئيس المنتخب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».