دراسة تكشف عن «تكاسل اجتماعي» عند العمل مع الروبوتات

موظف يقوم بتشغيل الروبوتات الذكية المستخدمة بقطاع الرعاية الصحية في بانكوك (إ.ب.أ)
موظف يقوم بتشغيل الروبوتات الذكية المستخدمة بقطاع الرعاية الصحية في بانكوك (إ.ب.أ)
TT

دراسة تكشف عن «تكاسل اجتماعي» عند العمل مع الروبوتات

موظف يقوم بتشغيل الروبوتات الذكية المستخدمة بقطاع الرعاية الصحية في بانكوك (إ.ب.أ)
موظف يقوم بتشغيل الروبوتات الذكية المستخدمة بقطاع الرعاية الصحية في بانكوك (إ.ب.أ)

يميل الناس إلى إيلاء اهتمام أقلّ للمهام، عند العمل جنباً إلى جنب مع الروبوتات، وفقاً لبحث وجد دليلاً على «التكاسل الاجتماعي»، حيث يعمل أعضاء الفريق بجهد أقل إذا كانوا يعتقدون أن طرفاً آخر قد يساعدهم في مهامّهم، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

وقال باحثون في «جامعة برلين التقنية» إن الناس بدأوا رؤية الروبوتات بوصفها جزءاً من فريقهم، واقترح العلماء أنه عندما يعتقدون أن زميلهم - أو التكنولوجيا - يؤدي أداء جيداً بشكل خاص، أو عندما يعتقدون أن مساهمتهم لن تكون موضع تقدير، يميل الناس إلى اتباع نهج أكثر استرخاء.

وأوضحت ديتليند هيلين سيميك، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن «العمل الجماعي نعمة ونقمة».

وتابعت: «العمل معاً يمكن أن يحفز الأشخاص على الأداء الجيد، لكنه قد يؤدي أيضاً إلى فقدان الحافز؛ لأن المساهمة الفردية ليست واضحة. كنا مهتمين بمعرفة ما إذا كان بإمكاننا أيضاً العثور على مثل هذه التأثيرات التحفيزية، عندما يكون الشريك في الفريق روبوتاً».

اختبر الفريق فرضيتهم، من خلال مطالبة مجموعة من العمال بالتحقق من جودة سلسلة من المهامّ؛ وقيل لنصفهم إن المهام جرى تنفيذها بواسطة روبوت. وعلى الرغم من أنهم لم يعملوا مباشرة مع الروبوت المسمى «باندا»، فإن هؤلاء الأشخاص رأوه وتمكنوا من سماعه وهو يعمل.

وطُلب من جميع العمال إجراء فحوصات؛ بحثاً عن الأخطاء في لوحات الدوائر. وجرت مراقبة نشاطهم من قِبل الباحثين، الذين قاموا بطمس صور اللوحات التي تلقّاها العمال، ولم يظهروا لهم سوى صورة يمكنهم التحقق منها بمجرد فتحها بنشاط.

في البداية، قالوا إنهم لم يجدوا فرقاً إحصائياً في الوقت الذي قضته المجموعتان - تلك التي قيل لها إنها تعمل مع روبوت وتلك التي لم تعلم ذلك - في فحص لوحات الدوائر، أو في المنطقة التي بحثوا فيها عن الأخطاء.

ومع ذلك عندما قام الباحثون بالتحقيق في معدلات أخطاء المشاركين، وجدوا أن أولئك الذين يعملون مع «باندا» كانوا يلتقطون عيوباً أقل، بعد أن رأوا أن الروبوت نجح في الإبلاغ عن عدد من الأخطاء. وقالوا إن هذا يمكن أن يعكس تأثير «النظر ولكن عدم الرؤية»، حيث يقلّ تفاعل الأشخاص عندما يشعرون بأن زميلهم أو المورد موثوق به.

بينما اعتقد المشاركون - الذين طُلب منهم تقييم أدائهم - أنهم يُولون قدراً مساوياً من الاهتمام، شعر الباحثون بأنهم بدأوا لا شعورياً افتراض أن «باندا» التقط العيوب جيداً.

وقالت الدكتورة ليندا أوناش، من كبار مؤلفي الدراسة: «من السهل تتبع المكان الذي ينظر فيه الشخص، لكن من الصعب تماماً معرفة ما إذا كانت تلك المعلومات البصرية تجري معالجتها بشكل كافٍ على المستوى العقلي».


مقالات ذات صلة

كيف تكتشف التقييمات المزيفة للمنتجات على الإنترنت؟

يوميات الشرق ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية سمح بإنتاج تقييمات مزيفة للمنتجات والصفحات الموجودة على الإنترنت (رويترز)

كيف تكتشف التقييمات المزيفة للمنتجات على الإنترنت؟

تقول جماعات مراقبة وباحثون إن ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية سمح بإنتاج تقييمات مزيفة للمنتجات والصفحات الموجودة على الإنترنت ومنصات التواصل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس (أ.ب)

بعد علاقة متوترة... جيف بيزوس يتناول العشاء برفقة ترمب في فلوريدا

شوهد مؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس وهو يتجول في مقر إقامة الرئيس المنتخب دونالد ترمب بولاية فلوريدا، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء حيث تناول العشاء معه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا تتميز سمكة «موبولا راي» بهيكلها العظمي الغضروفي وأجنحتها الضخمة ما يسمح لها بالانزلاق بسهولة في الماء (أدوبي)

سمكة تلهم باحثين لتطوير نموذج مرشّح مياه صناعي!

طريقة تغذية سمكة «موبولا راي» تدفع باحثي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتطوير أنظمة ترشيح فعالة.

نسيم رمضان (لندن)
أوروبا طائرة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تصل إلى بيروت 23 أكتوبر 2024 (رويترز)

طائرات أعضاء الحكومة الألمانية تتجهّز بنظام حماية ضد الهجمات الصاروخية

تقوم وحدة الاستعداد الجوي التابعة لوزارة الدفاع الألمانية بتجهيز طائرات الركاب المخصصة لتنقلات أعضاء الحكومة بنظام حماية ضد الهجمات الصاروخية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
تكنولوجيا تعمل استراتيجيات مثل الأمن متعدد الطبقات واستخبارات التهديدات المتقدمة على تعزيز دفاعات الشركات السعودية (شاترستوك)

السعودية تسجل 44 % انخفاضاً في الهجمات الإلكترونية حتى نوفمبر مقارنة بـ2023

تواجه السعودية التحديات السيبرانية باستراتيجيات متقدمة مع معالجة حماية البيانات وأمن السحابة وفجوات مواهب الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)

سماعة طبية جديدة قد تحدث ثورة في علاج أمراض القلب

تشهد التقنيات الطبية القابلة للارتداء تطوراً كبيراً (جامعة جنوب أستراليا)
تشهد التقنيات الطبية القابلة للارتداء تطوراً كبيراً (جامعة جنوب أستراليا)
TT

سماعة طبية جديدة قد تحدث ثورة في علاج أمراض القلب

تشهد التقنيات الطبية القابلة للارتداء تطوراً كبيراً (جامعة جنوب أستراليا)
تشهد التقنيات الطبية القابلة للارتداء تطوراً كبيراً (جامعة جنوب أستراليا)

كشف باحثون من جامعة «سيتي هونغ كونغ» في الصين، عن سماعة طبية تعد الأحدث ضمن «أجهزة استشعار صوت القلب القابلة للارتداء»، مؤكدين على أن هذه الابتكارات تمهد الطريق أمام رؤى تشخيصية في الوقت الفعلي يمكن أن تعزز بشكل كبير نتائج فحص المرضى وكفاءة الرعاية الصحية.

ويقول الباحثون إن «أجهزة استشعار صوت القلب القابلة للارتداء» تمثل تحولاً كبيراً في رعاية القلب، حيث توفر مراقبة مستمرة وغير جراحية مع إمكانية إحداث ثورة في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وتشخيصها وعلاجها.

وتحظى سماعة الطبيب التقليدية بقيمة كبيرة في عمليات تشخيص مشاكل القلب، ولكنها تفشل عندما يتعلق الأمر بالمراقبة المستمرة.

ووفق الدراسة المنشورة في دورية «سمارت مات» التي تعنى بأبحاث المواد الذكية، تفرض أمراض القلب والأوعية الدموية عبئاً مثيراً للقلق على الصحة العالمية؛ ما يؤكد على الحاجة الملحة للتدخل المبكر. ويقول الدكتور بي لوان كو، الأستاذ المشارك في جامعة سيتي هونغ كونغ وأحد باحثي الدراسة: «يمثل عملنا على أجهزة قياس صوت القلب القابلة للارتداء خطوة كبيرة إلى الأمام في الكشف المبكر عن أمراض القلب والأوعية الدموية ومراقبتها».

وأضاف في بيان، نشر الثلاثاء: «إن هذه الأجهزة تتمتع بإمكانية توفير بيانات أكثر دقة في الوقت الفعلي عن صحة القلب، ما يؤدي إلى إحداث ثورة في الطريقة التي ندير ونفهم بها صحة القلب». وظهرت التكنولوجيا القابلة للارتداء كحل تحويلي؛ لتتيح تتبعاً مستمراً وفي الوقت الفعلي لأصوات القلب. ومع ذلك، لا تزال تحديات مثل حساسية الرصد وراحة المستخدمين ودقة البيانات تعيق تبنيها على نطاق واسع.

يقول الباحثون إن التطورات الجديدة تمكن المرضى من السيطرة بشكل استباقي على صحة قلبهم، وتعزز نهجا أكثر مشاركة في إدارة الأمراض والحد من معدلات الوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مشددين على أن «وعد التكنولوجيا القابلة للارتداء في رعاية القلب يشير إلى قفزة أمل نحو مستقبل أكثر صحة وأكثر استنارة».

ويضيفون أن النتائج تبرز كيف يمكن للابتكارات التكنولوجية سد الفجوات في مراقبة صحة القلب، كما تكشف أهمية المواد المتقدمة ومبادئ التصميم المحسّنة في معالجة هذه التحديات.