كيف نقي أطفالنا من الإصابة بالسكري؟

TT

كيف نقي أطفالنا من الإصابة بالسكري؟

سلَّطت دراسة جديدة أجراها باحثون من كلية الطب بجامعة فاندربيلت الأميركية، الضوء على كيفية تحديد الأطفال المعرضين لخطر كبير للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، واستراتيجيات الوقاية من الإصابة بالمرض.

وأظهرت نتائج الدراسة التي نُشِرت في دورية «جمعية الغدد الصماء»، اليوم (الخميس)، أن استعمال الأدوية المضادة للسمنة والإصابة بالسكري وتغيير نمط الحياة من العوامل التي تلعب دوراً مهماً في الوقاية من خطر إصابة الأطفال بالمرض.

كما وجدت الدراسة أن الأولاد يتقدمون بشكل أكثر شيوعاً وبسرعة أكبر نحو الإصابة بمرض السكري من النوع 2 مقارنة بالفتيات.

وهو ما علَّقت عليه الباحثة الرئيسية للدراسة، أشلي إتش شوميكر، الحاصلة على درجة الدكتوراه في الطب من المركز الطبي بجامعة فاندربيلت في الولايات المتحدة، في بيان صادر اليوم (الخميس): «وجدنا أن العلاج بالأدوية المضادة للسكري أو الأدوية المضادة للسمنة يلعب دوراً فعالاً في الحد من إصابة الأطفال بالسكري، وأن المرضى الذين كانوا يتناولون الميتفورمين - أحد الأدوية المضادة لارتفاع السكر بالدم - لديهم مستويات منخفضة من السكر في الدم وكانوا أبطأ في التقدم إلى مرض السكري».

وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، كانت هناك زيادة حادة في حالات انتشار السمنة لدى الأطفال، ومرض السكري من النوع الثاني. وتشير التقديرات إلى أن واحداً على الأقل من كل 5 مراهقين مصاب بمقدمات مرض السكري، كما أن نحو 5 في المائة إلى 10 في المائة من هؤلاء يُصاب بمرض السكري كل عام.

ومقدمات السكري هي حالة صحية تكون فيها مستويات السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي، ولكنها ليست مرتفعة بعد بما يكفي لتشخيصها على أنها مرض السكري من النوع الثاني.

وتزيد مقدمات السكري من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة وأمراض القلب والسكتة الدماغية.

وكان باحثو الدراسة قد وجدوا أن 6.5 في المائة من 552 مريضاً من الأطفال المصابين بمقدمات السكري أُصيبوا بمرض السكري من النوع الثاني خلال فترة 7 سنوات من دراستهم.

وحدد الباحثون بعض عوامل الخطر، بما في ذلك ارتفاع مستويات HbA1C والغلوكوز غير الصيامي، وتفاقم السمنة. وهو ما يعني أن الجسم بدأت فيه بعض الاختلالات في مستوى الغلوكوز، ما يشير إلى مقدمات السكري. وفي حال لم يتم تنظيمها وتغيير نمط الحياة المتبع، فإن احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني تكون مرتفعة.

قالت شوميكر: «وجدنا أن المستويات الأعلى لتلك المؤشرات في بعض اختبارات فحص مرض السكري وتفاقم السمنة قد تنبئ بشكل واضح بمخاطر الإصابة بالسكري لدى الأطفال»، مشددة على أن «تثبيت الوزن واستعمال علاج الميتفورمين يمكن أن يكونا من التدخلات الضرورية للوقاية من مرض السكري لدى الأطفال».

وكانت دراسات سابقة قد أكدت على أهمية النظام الغذائي الصحي للطفل، حيث يقترح مقدمو الرعاية الصحية أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات تساعد الأطفال والمراهقين الذين يواجهون مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

وتُعد رقائق البطاطس والوجبات الخفيفة والمشروبات الغازية والبسكويت والحلوى، كلها أمثلة على الأطعمة المرتبطة بارتفاع مستويات السكر في الدم وزيادة الوزن وارتفاع مخاطر الإصابة بالسكري، على عكس الأنظمة الغذائية التي ترتكز على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.


مقالات ذات صلة

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي
صحتك تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل (رويترز)

تعريض جسمك للبرودة الشديدة قد يساعدك على النوم بشكل أفضل

كشفت دراسة جديدة عن أن تعريض الجسم للبرودة الشديدة قد يساعد الشخص على النوم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
TT

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)
مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

ووفق «بي بي سي»، يعود تاريخ صنعها إلى عام 1756، أي قبل 268 عاماً، على يد الحرفي روبرت دنكان في أبردين، وجرى التبرُّع بها لتنضم إلى المجموعات الخاصة بجامعة أبردين، تنفيذاً لوصية من الطالب السابق جيمس بيتي الذي أصبح أستاذاً للفلسفة، من لورانسكيرك بمقاطعة أبردينشاير الأسكوتلندية، وذلك بعد وفاته عام 1803.

الآن، بعد ترميمها، ستعزف التشيللو علناً، ويُعتقد أنها ربما المرّة الأولى التي تعزف فيها الآلة منذ القرن الـ18، وذلك على يد العازفة لوسيا كابيلارو، في محيط كاتدرائية «كينغز كوليدج» المهيب التابع للجامعة، مساء الجمعة.

يعود تاريخ صنعها إلى عام 1756 أي قبل 268 عاماً (جامعة «أبردين»)

بعد وفاة جيمس بيتي عام 1803، جرى التبرُّع بمخطوطاته وخطاباته وآلة التشيللو لمصلحة الجامعة، إذ ظلّت موجودة منذ ذلك الحين. وعزف عليها هذا العام المرمِّم والحرفي وصانع الآلات الوترية، ديفيد راتراي، الذي قال: «الحرفية التي تظهر في هذه الآلة استثنائية. وقد تكون أقدم تشيللو أسكوتلندية باقية على قيد الحياة، ولا تزال في حالة باروكية نقية، وتُظهر براعة أحد أفضل صانعي الكمان في أبردين».

أما العازفة لوسيا، فعلَّقت: «العزف عليها مثير جداً، لم يكن الأمر كما توقّعت على الإطلاق. قد تكون لديك فكرة مسبقة عن صوت الآلات وفق ما تسمعه من كثيرها اليوم. أحياناً، كنتُ أتوقّع أن يكون صوتها أكثر اختناقاً، لكنها رنانة بدرجة لا تُصدَّق. تشعر كأنه لم يُعبَث بها».

وأوضحت: «لتلك الآلة صوت فريد، فهي نقية ومبهجة، وفي الوقت عينه هادئة ودافئة. إنها متعة للعزف؛ تُشعرك كأنها أكثر تميّزاً مما توقَّعت».

بدوره، قال المُحاضر في الأداء الموسيقي بجامعة أبردين، الدكتور آرون ماكغريغور: «مثير جداً أن نتمكن من سماع تشيللو جيمس بيتي يُعزف علناً ربما للمرّة الأولى منذ رحيله، في المكان المناسب تماماً، بكاتدرائية (كينغز كوليدج)».

وأضاف: «الحفل يجمع بين السوناتا الإيطالية وموسيقى الغرف مع إعدادات من الموسيقى الأسكوتلندية، ويعرُض طيفاً من الموسيقى التي استمتع بها جيمس بيتي ومعاصروه».

وختم: «مجموعة (سكوتس باروكي) الأسكوتلندية رائعة، وتجمع بين الموسيقى المُبكرة والأداء على الآلات الموسيقية التاريخية، مع برامج مبتكرة وأداء درامي. لذا؛ يُعدّ هذا الحفل حدثاً فريداً لا يمكن تفويته».