أظهرت حلقات الأشجار أن الأرض تعرّضت لأكبر عاصفة شمسية على الإطلاق كان من شأنها تدمير الحضارة في حال حدوثها اليوم. وحذر العلماء - أنها إذا حدثت - سوف تسفر عن انقطاع الكهرباء ربما لأشهر عدة، ومن إمكانية تدمير الاتصالات كذلك، حسب موقع الفضاء «Space.com».
وتمكن العلماء من جمع أدلة العاصفة الشمسية من حلقات الأشجار القديمة التي عُثر عليها في جبال الألب الفرنسية، وأظهروا أدلة على ارتفاع هائل في مستويات الكربون المشع قبل نحو 14300 سنة. وكان هذا الارتفاع ناجماً عن عاصفة شمسية هائلة، وهي الأكبر على الإطلاق التي اكتشفها العلماء.
وحذر العلماء من أنه إذا حدث أمر مماثل اليوم، فقد يؤدي إلى قطع شبكة الكهرباء لأشهر وتدمير البنية التحتية التي نعتمد عليها في الاتصالات.
وقد حث الباحثون الذين يقفون وراء الدراسة الجديدة على أن الطبيعة المتطرفة للكارثة المكتشفة حديثاً يجب أن تكون تحذيراً مهماً للمستقبل. حسب موقع صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.
وقال تيم هيتون، أستاذ الإحصاءات التطبيقية في كلية الرياضيات بجامعة ليدز البريطانية: «يمكن أن يكون للعواصف الشمسية الشديدة تأثيرات ضخمة على الأرض. ومثل هذه العواصف الكبرى يمكن أن تلحق أضراراً دائمة بالمحولات في شبكات الكهرباء لدينا؛ مما يؤدي إلى انقطاع كبير وواسع النطاق للتيار الكهربائي على مدى أشهر. كما يمكن أن تلحق أضراراً دائمة بالأقمار الاصطناعية التي نعتمد عليها جميعاً في الملاحة والاتصالات السلكية واللاسلكية؛ مما يجعلها غير صالحة للاستخدام. كما أنها سوف تخلق مخاطر إشعاعية بالغة الشدة لرواد الفضاء».
وقال العلماء إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لضمان حماية العالم من تكرار مثل هذه الأحداث. وهناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم كيف ولماذا قد تحدث. واكتشف العلماء 9 عواصف شمسية شديدة، أو أحداث مياياكي، التي حدثت خلال 15 ألف سنة الماضية. حدث آخرها في عامي 993 و774 ميلادية، ولكن العاصفة المكتشفة حديثاً كانت أقوى بمرتين من ذلك.