لماذا تستهوي «المهن الرجالية» فنانات مصريات درامياً؟

سمية الخشاب لتقديم شخصية «سائقة ميكروباص»

الفنانة المصرية سمية الخشاب (حسابها على إنستغرام)
الفنانة المصرية سمية الخشاب (حسابها على إنستغرام)
TT

لماذا تستهوي «المهن الرجالية» فنانات مصريات درامياً؟

الفنانة المصرية سمية الخشاب (حسابها على إنستغرام)
الفنانة المصرية سمية الخشاب (حسابها على إنستغرام)

في حين كان يُعد تخلي بعض الممثلات المصريات عن إطلالاتهن الدرامية الناعمة أمراً نادراً خلال السنوات الماضية، فإن أكثر من ممثلة مصرية سعت في الآونة الأخيرة إلى تجسيد هذه الأدوار التي وُصفت بأنها «صعبة» للخروج عن الشكل التقليدي والنمطي.

وكانت الفنانة المصرية روبي من بين الممثلات اللواتي قدمن مهناً رجالية، في موسم رمضان الماضي، عبر مسلسل «حضرة العمدة»، وأدت دور «العمدة»، كما قدمت الفنانة روجينا في «ستهم» دور سيدة تعمل «كهربائية»، بينما عملت الفنانة منى زكي بمسلسل «تحت الوصاية» في مركب للصيد، ونافست نيللي كريم في «عملة نادرة» من خلال شخصية سيدة صعيدية تدخل في صراعات من أجل الميراث.

روبي في «حضرة العمدة» (إنستغرام)

وأخيراً أعلنت الفنانة سمية الخشاب عن تقديم مسلسل «بـ100 راجل» الذي ستقدم من خلاله شخصية «سائقة ميكروباص»، من تأليف الفنان والمؤلف المصري محمود حمدان، والذي كشف بعض تفاصيل المسلسل بعد أن انتهى بالفعل من كتابته، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «مسلسل (بـ100 راجل) فكرته جديدة ومختلفة ولم يتطرق لها أحد من قبل»، حيث إنها تشغله منذ فترة كبيرة. موضحاً أن التصوير سيبدأ فور التعاقد مع جميع أبطال العمل خلال أيام معدودات.

وأوضح حمدان أن «العمل مكون من 15 حلقة وسيتم عرضه في موسم دراما رمضان القادم»، مشيراً إلى «أن تعاونه مع الفنانة سمية الخشاب جاء بناء على رغبتها في تقديم عمل من كتابته، وعقب إطلاعها على السيناريو تحمست لتقديمه».

وكشف حمدان أن «فكرة العمل التي انتشرت عبر وسائل إعلامية خلال الأيام الماضية والتي قيل إنها ستكون شخصية رجالية خالصة بالعمل، مخالفة تماماً لما سيتم تقديمه».

الفنان والمؤلف المصري محمود حمدان (صفحته بفيسبوك)

ولفت: «لم أفكر مطلقاً بهذه الطريقة، ولن أقدم على كتابة عمل يشبه ما تم تقديمه العام الماضي مثلما يقال، فقد قارن البعض بين مسلسل بـ(100 راجل) ومسلسلات أخرى تطرقت لتقديم المهن الرجالية على الشاشة».

وأكد حمدان أن سمية الخشاب ستقدم خلال الأحداث مهنة سائقة ميكروباص بالفعل لكنها لن تكون محور العمل بشكل كلي، بل في الحلقة الأولى فقط كمرحلة انتقالية، بسبب ظروف تتعرض لها تضطرها لذلك، لكن بقية الحلقات تشهد تغييرات ستقلب مسار حياتها درامياً.

منى زكي في لقطة من «تحت الوصاية» (حساب زكي على إنستغرام)

من جانبه، قال الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين إن «المؤلف هو المنوط باختيار الفنان لتقديم الشخصية حسب ما يراه مناسباً، مشيراً إلى أن تقديم مثل هذه الشخصيات بالدراما يعود لمحاكاة الواقع الذي نعيشه، فالمرأة قاسم مشترك بكل مجالات المجتمع، وهناك فنانات قدمن دور العمدة والسائقة والمأذونة والقاضية والوزيرة والسفيرة... الدراما من حقها مناقشة ما يحلو لها».

وأضاف سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الشخصيات موجودة بالواقع وزيادتها بالفترة الأخيرة تدل على انعكاس الواقع على الموضوعات الفنية التي تعرض على الشاشة، لأن الحالتين الاقتصادية والاجتماعية دعتا المرأة للقيام بذلك».

وكانت الفنانة سمية الخشاب قد أعلنت في حوار سابق لـ«الشرق الأوسط» عن وجودها بالفعل في رمضان القادم لكنها لم تفصح عن تفاصيل العمل، ويشهد مسلسل «بـ100 راجل» عودتها للشاشة الرمضانية بعد غياب عامين منذ آخر أعمالها مع الفنان محمد رمضان في مسلسل «موسى».


مقالات ذات صلة

خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

يوميات الشرق خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)

خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

يؤدي خالد النبوي في مسلسل «سراب» شخصية «طارق حسيب» الذي يتمتّع بحاسّة تجعله يتوقع الأحداث قبل تحققها.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

تصبح المهمة أسهل حين تكتب شخصية مشهورة مذكراتها قبل وفاتها، وهذا ما حدث في فيلم «أيام السادات» الذي كتب السيناريو له من واقع مذكراته الكاتب الراحل أحمد بهجت.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد مكي يقدم شخصية «شمس الغاوي» في رمضان 2025 (حسابه بموقع فيسبوك)

«الغاوي» رهان أحمد مكي الجديد في الدراما الرمضانية

يراهن الفنان المصري أحمد مكي على خوض ماراثون «الدراما الرمضانية» المقبل بمسلسل «الغاوي» الذي يشهد ظهوره بشخصية مختلفة عما اعتاد تقديمه من قبل.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تخرج أمل بوشوشة من ذلك الصندوق الذي يصوّر الحياة بحجم أصغر (حسابها في «فيسبوك»)

أمل بوشوشة... «شوطٌ كبير» نحو الذات

تعلم أمل بوشوشة أنّ المهنة قد تبدو جاحدة أسوة بمجالات تتعدَّد؛ ولا تنتظر دائماً ما يُشبع الأعماق. أتاح «المهرّج» مساحة لعب أوسع. منحها إحساساً بالخروج من نفسها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري مصطفى شعبان (حسابه على فيسبوك)

مصطفى شعبان يخطف الاهتمام بالحديث عن كواليس زواجه

خطف الفنان المصري مصطفى شعبان الأنظار بعد حديثه للمرة الأولى عن كواليس حياته الشخصية وزواجه قبل أشهر عدّة.

داليا ماهر (القاهرة)

تامر حسني ورامي صبري يخطفان الاهتمام في «فعلاً ما بيتنسيش»

المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)
المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)
TT

تامر حسني ورامي صبري يخطفان الاهتمام في «فعلاً ما بيتنسيش»

المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)
المُلصق الترويجي للأغنية (حساب تامر حسني بفيسبوك)

تصدّرت أغنية «فعلاً ما بيتنسيش» التي جمعت تامر حسني ورامي صبري في «ديو غنائي» للمرة الأولى في مشوارهما، «تريند» موقع «يوتيوب»؛ وخطفت الأغنية الاهتمام مُحقّقة مشاهدات تجاوزت 600 ألف مشاهدة بعد طرحها بساعات. وهي من كلمات عمرو تيام، وألحان شادي حسن. ويدور الكليب الغنائي الذي أخرجه تامر حسني حول علاقات الحب والهجر والندم.

وتعليقاً على فكرة «الديوهات الغنائية» ومدى نجاحها مقارنة بالأغنيات المنفردة، قال الشاعر المصري صلاح عطية إن «فكرة الديو الغنائي بشكلٍ عام جيدة وتلقى تجاوباً من الجمهور حين يكون الموضوع جيداً ومُقدماً بشكل مختلف».

تامر حسني ورامي صبري في لقطة من كليب «فعلاً ما بيتنسيش» (يوتيوب)

ويؤكد عطية أن «الديو» ينتشر أولاً بنجومية مطربيه وجماهريته، ومن ثَمّ جودة العمل. وفي ديو «فعلاً ما بيتنسيش» للنجمين تامر ورامي، قُدّم العمل بشكل يُناسب إمكاناتهما الصّوتية ونجوميتهما، كما أنه خطوة جيدة وستكون حافزاً لغيرهما من النجوم لتقديم أعمالٍ مشابهة.

وشارك تامر حسني فيديوهات كثيرة لتفاعل الجمهور مع ديو «فعلاً ما بيتنسيش»، عبر حسابه الرسمي في موقع «فيسبوك»، وكتب تعليقاً عبر خاصية «ستوري» لأحد متابعيه بعد إشادته بالديو جاء فيه: «منذ 10 أشهرٍ وأنا أعمل وأفكر مع رامي لتقديم عملٍ يليق بالجماهير الغالية السَّمّيعة».

رامي صبري في لقطة من الكليب (يوتيوب)

وبعيداً عن الإصدارات الغنائية، ينتظر تامر حسني عرض أحدث أعماله السينمائية «ري ستارت». وبدأ حسني مشواره الفني مطلع الألفية الجديدة، وقدّم بطولة أفلام سينمائية عدّة، من بينها «سيد العاطفي» و«عمر وسلمى» و«كابتن هيما» و«نور عيني» و«البدلة» و«الفلوس» و«مش أنا» و«بحبك» و«تاج».

«ولأن الديو وغيره من الألوان مثل (الموشّحات والدور والقصيدة)، لم يعد لها في السنوات الأخيرة وجود لافت على الساحة، فإنه عندما يقدّم أحد النجوم عملاً حقيقياً وصادقاً فإنه يلمس الوتر عند الجمهور ويحقّق النجاح، وهذا ما فعله تامر ورامي»، وفق أحمد السماحي، الناقد الفني المصري.

وتابع السماحي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «ديو (فعلاً ما بيتنسيش) عملٌ مناسبٌ للأجواء الشتوية، ويتضمّن كلمات هادفة وموضوعاً مهماً مثل (عدم تقدير الحبيب) والندم على ذلك». كما أشاد السماحي بأداء رامي وتامر في الكليب، خصوصاً أن قصته يعاني منها شباب كثر، وظهورهما معاً أظهر فكرة المعاناة في بعض العلاقات العاطفية.

تامر حسني (حسابه في فيسبوك)

لم يكن ديو رامي وتامر الأول في مسيرة الأخير، فقد شارك خلال مشواره في أعمالٍ غنائية مع عدد من الفنانين، من بينهم شيرين عبد الوهاب وعلاء عبد الخالق وكريم محسن والشاب خالد وأحمد شيبة ومصطفى حجاج وبهاء سلطان وغيرهم.

في حين بدأ رامي صبري مشواره بالتلحين، وقدّم بعد ذلك أغنيات خاصة به، من بينها «حياتي مش تمام»، و«لما بيوحشني»، و«أنتي جنان»، و«بحكي عليكي»، و«غريب الحب». وقبل يومين، شارك صبري في حفلٍ غنائيٍّ على مسرح «أبو بكر سالم»، جمعه بالفنانة اللبنانية نانسي عجرم ضمن فعاليات «موسم الرياض».

من جانبها، نوّهت الدكتورة ياسمين فراج، أستاذة النقد الموسيقيّ في أكاديمية الفنون، بأنه لا يمكننا إطلاق مصطلح «ديو غنائي» على أغنية «فعلاً ما بيتنسيش» التي جمعت رامي وتامر، فهي أغنية تصلح لمطرب واحد، مشيرة إلى أن «الديو له معايير أخرى تبدأ من النّص الشعري الذي يتضمّن السؤال والجواب والحوار».

ولفتت ياسمين فراج، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «مشاركة نجمين من الجيل نفسه في أغنية، تُوحي بالترابط بينهما، ووجودهما على الساحة له مردودٌ إيجابي جاذبٌ للناس نظراً لجماهيريتهما التي رفعت من أسهم الأغنية سريعاً».

تامر حسني ورامي صبري في لقطة من كليب الأغنية (يوتيوب)

ووفق عطية، فإن «فكرة الديوهات قُدّمت منذ زمن طويل وجمعت نجوماً، من بينهم محمد فوزي وليلى مراد في أغنية «شحّات الغرام»، وفريد الأطرش وشادية في أغنية «يا سلام على حبي وحبك»، وحتى في تسعينات القرن الماضي، قدّم الفنان حميد الشاعري كثيراً من الديوهات أشهرها «عيني» مع هشام عباس، و«بتكلم جد» مع سيمون.

وأفاد عطية بأن هناك ديوهات حققت نجاحاً لافتاً من بينها أغنية «مين حبيبي أنا» التي جمعت وائل كفوري ونوال الزغبي، و«غمّض عينيك» لمجد القاسم ومي كساب، حتى في نوعية المهرجانات شارك عمر كمال وحسن شاكوش في أغنية «بنت الجيران».