افتتاح المآثر التاريخية المتضرِّرة من الزلزال في مراكش

اليوم الأول استقبل نحو 6 آلاف زائر

كثّفت وزارة الثقافة الجهود لضمان افتتاح المعالم السياحية في المدينة الحمراء (الشرق الأوسط)
كثّفت وزارة الثقافة الجهود لضمان افتتاح المعالم السياحية في المدينة الحمراء (الشرق الأوسط)
TT

افتتاح المآثر التاريخية المتضرِّرة من الزلزال في مراكش

كثّفت وزارة الثقافة الجهود لضمان افتتاح المعالم السياحية في المدينة الحمراء (الشرق الأوسط)
كثّفت وزارة الثقافة الجهود لضمان افتتاح المعالم السياحية في المدينة الحمراء (الشرق الأوسط)

أُعيد الاثنين افتتاح المآثر التاريخية في مدينة مراكش المتضرّرة بفعل الزلزال أمام المغاربة والسياح؛ فزار وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي محمد المهدي بنسعيد، قصرَي الباهية والبديع، وقبور السعديين، واطّلع على إجراءات إعادة افتتاح هذه المباني التاريخية أمام الزوار، لا سيما المشاركين في أشغال الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد.

ووضعت الوزارة برنامجاً عاجلاً تنفيذاً للتعليمات الرسمية لإعادة ترميم هذه المآثر المتضرّرة، فكثّفت الجهود لضمان افتتاح المعالم السياحية في المدينة الحمراء.

في هذا السياق، قال بنسعيد لـ«وكالة الأنباء المغربية»: «إعادة الافتتاح رسالةُ تأكيد بأنّ مراكش ظلّت صامدة»، منوّهاً بالجهود الكبيرة ضمن المرحلة الأولى من العمل، على أن تليها في الأسابيع المقبلة مرحلة الترميم التي تتطلب وقتاً ويداً عاملة متخصّصة في الإصلاح الفني، ومشيراً إلى أنّ الإصلاحات التي سيخضع لها قصر البديع وغيره، من شأنها إضفاء حيوية على هذه الأماكن، فتعود مصدر دخل اقتصادي لسكان مراكش والمناطق المعنيّة.

ولفت بنسعيد إلى أنّ زيارته تهدف إلى الاطّلاع على إجراءات التأمين لتفادي أي خطر مُحتَمل على السكان. ووفق معطيات للوزارة، فقد استقبلت هذه المعالم منذ يوم أمس (الاثنين) نحو 6 آلاف زائر من المغاربة والأجانب.

في غضون ذلك، عُبِّئ جميع الفاعلين السياحيين في المدينة الحمراء لاستقبال النخبة المالية العالمية والمساهمة في نجاح الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد، التي انطلقت الاثنين وتستمر حتى 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

خلال جولة وزير الثقافة على المعالم المُفتَتحة (الشرق الأوسط)

وعملت «الجمعية الجهوية للصناعة الفندقية» و«المجلس الجهوي للسياحة في مراكش» على تعبئة جميع أصحاب الفنادق لاستقبال 14 ألف مشارك في هذا الحدث الكبير بأفضل الظروف. كما انخرط «المجلس الجهوي للسياحة في مراكش» ضمن مجهود مشترك مع مختلف الجهات الفاعلة المحلية لإنشاء محتوى رقمي يُسهّل إجراءات السفر وإقامة الوافدين.

كذلك وُضعت مجموعة كاملة من أدوات الاتصال بلغات عدّة ضمن موقع «visitMarrakech.com» على الإنترنت، مع محتوى تعريفي وتطبيق للهاتف المحمول، ودليل كامل للمشاركين، وملفات صحافية و12 محطة تفاعلية بمختلف المواقع الاستراتيجية في المدينة؛ إلى إعداد مسارات لتمكين المشاركين من اكتشاف الغنى الثقافي والتاريخي والطبيعي لمراكش.

وعلى مستوى المطار، كان حرصٌ على استقبال الوافدين بأفضل ظروف السلامة والأمن وجودة الخدمات؛ وسط إيلاء اهتمام خاص لمسارات الركاب وأمتعتهم وإنجاز أعمال تكييف وتجديد البنى التحتية للمطار وتحسين عملية الدخول.

والتزم «المجلس الجهوي للسياحة في مراكش» وشركاؤه بجعل هذه الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي حدثاً استثنائياً يتّسم بكرم الضيافة، فتضمن روح الدعابة التي تميّز سكان مراكش وحفاوة الاستقبال، مما جعل تجربة آلاف الوافدين من العالم إلى المدينة الحمراء لحظة استثنائية وفريدة من نوعها.


مقالات ذات صلة

زلزال بقوة 5 درجات يضرب شرق إندونيسيا

آسيا عناصر من البحث والإنقاذ يتدربون على محاكاة لإخلاء ضحايا تسونامي في إندونيسيا (إ.ب.أ)

زلزال بقوة 5 درجات يضرب شرق إندونيسيا

ضرب زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر شرق إندونيسيا، اليوم السبت، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
آسيا رسم بياني لزلزال (متداولة)

زلزال بقوة 5.9 درجة قبالة كامتشاتكا الروسية

قال «المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل»، إن زلزالاً بقوة 5.9 درجة وقع قبالة الساحل الشرقي لمنطقة كامتشاتكا الروسية، اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جانب من أعمال منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكي ألوفا اليوم (إ.ب.أ)

تزامناً مع انعقاد قمة إقليمية... زلزال بقوة 6.9 درجة يضرب تونغا

ضرب زلزال بلغت قوته 6.9 درجة اليوم (الاثنين)، تونغا الواقعة في المحيط الهادئ، حسبما ذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.

«الشرق الأوسط» (نوكي ألوفا)
شؤون إقليمية أشخاص ينتظرون حافلة في كهرمان مرعش المتضررة بالزلزال في 28 مايو 2023 (أ.ف.ب)

بعد 25 عاماً على «كارثة مرمرة»... إسطنبول تعيش مخاوف زلزال كبير

600 ألف مبنى سكني يقطنها نحو 2.5 مليون نسمة معرضة للانهيار في الدقائق الأولى من زلزال محتمل يهدد إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي نقطة تفتيش حدودية بالقرب من معبر نصيب بين الأردن وسوريا 29 سبتمبر 2018 (رويترز)

زلزال بقوة 4.8 يهز الحدود بين الأردن وسوريا

قال مركز أبحاث علوم الأرض الألماني (جي إف زد)، إن زلزالاً بقوة 4.8 درجة هز منطقة الحدود الأردنية - السورية، اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (عمّان)

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
TT

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)
لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

مع انتشار اختبار «اللهجة الفلاحي» عبر مواقع التواصل في مصر بشكل لافت خلال الساعات الماضية، وتندُّر كثيرين على مفردات الاختبار التي عدَّها البعض «غير مألوفة» وتحمل معاني متعدّدة؛ تطوّر هذا الاختبار إلى «وصم اجتماعي» بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، وعدّوا أنفسهم من أبناء «الطبقة الراقية».

وكتبت صاحبة حساب باسم بسمة هاني بعد نشر نتيجة اختبارها «اللهجة الفلاحي»، 5/ 20، عبر «فيسبوك»: «يعني أنا طلعت من EGYPT»، مع تعبير «زغرودة» للدلالة إلى الفرح.

ونشر حساب باسم المهندس رامي صورة لرجل يركب حماراً ويجري بسرعة وفرح، معلّقاً أنه هكذا يرى مَن نجحوا في اختبار «اللهجة الفلاحي».

وكتب حساب باسم سعيد عوض البرقوقي عبر «فيسبوك»: «هذا اختبار اللهجة الفلاحي... هيا لنرى الفلاحين الموجودين هنا وأقصد فلاحي المكان وليس الفكر».

ورداً على موجة السخرية والتندُّر من هذا الاختبار، كتب صاحب حساب باسم محمد في «إكس»: «هناك فلاحون يرتدون جلباباً ثمنه ألف جنيه (الدولار يساوي 48.62 جنيه مصري) ويمتلك بيتاً من هذا الطراز – نشر صورة لبيت بتصميم فاخر – ويعرف الصح من الخطأ، ويعلم بالأصول وهو أهل للكرم، تحية لأهالينا في الأرياف».

وأمام التحذير من تعرّض المتفاعلين مع الاختبار إلى حملات اختراق، كتب الإعلامي الدكتور محمد ثروت على صفحته في «فيسبوك»: «اختبار اللهجة الفلاحي مجرّد (ترند) كوميدي وليس هاكرز، ويعبّر عن جهل شديد في أصولنا وعاداتنا المصرية القديمة». فيما كتب حساب باسم إبراهيم عبر «إكس»: «أخاف المشاركة في الاختبار والحصول على 10/ 20. أهلي في البلد سيغضبون مني».

وتضمّ مصر عدداً من اللهجات المحلّية، وهو ما يردُّه بعض الباحثين إلى اللغة المصرية القديمة التي تفاعلت مع اللغة العربية؛ منها اللهجة القاهرية، واللهجة الصعيدية (جنوب مصر)، واللهجة الفلاحي (دلتا مصر)، واللهجة الإسكندراني (شمال مصر)، واللهجة الساحلية واللهجة البدوية. ولمعظم هذه اللهجات اختبارات أيضاً عبر «فيسبوك».

اختبار «اللهجة الفلاحي» يغزو وسائل التواصل (فيسبوك)

في هذا السياق، يرى أستاذ الأدب والتراث الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل أنّ «هذا (الترند) دليل أصالة وليس وصمة اجتماعية»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «إقبال البعض في وسائل التواصل على هذا الاختبار محاولة للعودة إلى الجذور».

ويُضيف: «صوَّر بعض الأعمال الدرامية أو السينمائية الفلاح في صورة متدنّية، فترسَّخت اجتماعياً بشكل مغاير للحقيقة، حتى إنّ أي شخص يمتهن سلوكاً غير مناسب في المدينة، يجد، حتى اليوم، مَن يقول له (أنت فلاح) بوصفها وصمة تحمل معاني سلبية، على عكس طبيعة الفلاح التي تعني الأصالة والعمل والفَلاح. محاولة تحميل الكلمة معاني سلبية لعلَّها رغبةُ البعض في التقليل من قيمة المجتمعات الزراعية لأغراض طبقية».

ويتابع: «مَن يخوض الاختبار يشاء استعادة المعاني التي تعبّر عن أصالته وجذوره، أما من يتندّرون ويسخرون من الفلاحين فهُم قاصرو التفكير. ومن يخسرون ويرون أنّ خسارتهم تضعهم في مرتبة اجتماعية أعلى، فهذا تبرير للفشل».

ويشير أبو الليل إلى دور إيجابي تؤدّيه أحياناً وسائل التواصل رغم الانتقادات الموجَّهة إليها، موضحاً: «أرى ذلك في هذا الاختبار الذي لا يخلو من طرافة، لكنه يحمل دلالة عميقة تردُّ الحسبان للفلاح رمزاً للأصالة والانتماء».

لقطة من فيلم «المواطن مصري» الذي تدور أحداثه في الريف (يوتيوب)

ويعيش في الريف نحو 57.8 في المائة من سكان مصر بعدد 45 مليوناً و558 ألف نسمة، وفق آخر إحصائية نشرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام 2022، بينما يبلغ سكان المدن نحو 40 مليوناً و240 ألف نسمة.

من جهتها، ترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة بنها، الدكتورة هالة منصور، أنّ «الثقافة الشعبية المصرية لا تعدُّ وصف (الفلاح) أمراً سلبياً، بل تشير إليه على أنه (ابن أصول) وجذوره راسخة»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «يُسأل الوافدون إلى القاهرة أو المدن الكبرى عن أصولهم، فمَن لا ينتمي إلى قرية يُعدُّ غير أصيل».

وتُرجِع الوصم الاجتماعي الخاص بالفلاحين إلى «الهجرة الريفية الحضرية التي اتّسع نطاقها بدرجة كبيرة نظراً إلى ثورة الإعلام ومواقع التواصل التي رسَّخت سلوكيات كانت بعيدة عن أهل الريف».

وتشير إلى أنّ «السينما والدراما والأغنيات ترسّخ لهذا المنظور»، لافتة إلى أنه «من سلبيات ثورة 1952 التقليل من قيمة المهن الزراعية، والاعتماد على الصناعة بوصفها قاطرة الاقتصاد. وقد أصبحت تلك المهن في مرتبة متدنّية ليُشاع أنَّ مَن يعمل في الزراعة هو الفاشل في التعليم، وهذا لغط يتطلّب درجة من الوعي والانتباه لتصحيحه، فتعود القرية إلى دورها المركزي في الإنتاج، ومكانها الطبيعي في قمة الهرم الاجتماعي».

وعمَّن فشلوا في اختبار «اللهجة الفلاحي» وتفاخرهم بذلك بوصفهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية راقية، تختم أستاذة علم الاجتماع: «هذه وصمة عار عليهم، وليست وسيلة للتباهي».